في احدث مشهد سياسي-أممي “هزلي”أعرب رئيس وزراء الكيان عن احتقاره لمحكمة العدل الدولية قائلا:”ان إسرائيل في طريقها الى النصر.. لن يوقفنا احد، لا "محكمة هاغ" ولا محور الشر.. لن نرضى بأقل من النصر-الإعلام العبري–2024-01-13″، وحول مقاضاة جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية اعتبر نتنياهو أن “أنصار النازيين الجدد يتجرؤون على اتهامنا بالإبادة الجماعية”. وتساءل: “من يدعمون؟ حارقي الأطفال؟ القتلة؟ أية وقاحة. نحن نحارب حربًا أخلاقية وعادلة ضد وحوش حماس – النازيين الجدد. والتوجه الى المحكمة لن يثنينا عن القتال حتى النهاية” مشيرًا الى ان “معاداة السامية ما زالت حية، لكن وضع الشعب اليهودي تغيّر – لدينا دولة وجيش وجنود أبطال يحمون شعبنا.. ما حدث في 7 أكتوبر لن يتكرر مرة أخرى"، يضاف اليه جملة اخرى من التصريحات الاحتقارية لمحكمة العدل الدولية وللأمم المتحدة.
وقبل ذلك كان مندوب إسرائيل الأممي جلعاد إردان أقدم الجمعة -30 2021-10 على تمزيق تقرير لمجلس حقوق الإنسان يدين جرائمها بحق الفلسطينيين، بدعوى أنه "منحاز"، وذكرت وسائل إعلامية أن رئيسة المجلس التابع للأمم المتحدة نزهة شميم خان، قدمت تقريرها السنوي للأعضاء، خلال جلسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأدان التقرير “الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين”، وأضاف: “منذ إنشاء هذا المجلس قبل 15 عاما، وهو يوجه اللوم والإدانة إلينا، ليس 10 مرات مثل إيران، أو 35 مرة مثل سوريا، بل 95 مرة (يقصد 95 قرارا للمجلس يدين إسرائيل”. وختم المندوب الإسرائيلي قائلا: “المكان الوحيد الذي يستحقه هذا التقرير هو في سلة المهملات، وهذا بالضبط ما سنتعامل معه”، ليقوم بتمزيق التقرير أمام أنظار الحاضرين.
وهذا المشهد المثير الاحتقاري لمجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة ليس جديدا، فهناك سجل حافل طويل من المواقف الإسرائيلية الاحتقارية للأمم المتحدة، فرغم الكم الهائل من القرارات والبيانات والغولدستونات-نسبة الى تقرير غولدستون–الجرائم والتحقيقات الدولة-، الصادرة عن الأمم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها المختلفة، والتي كان أقربها تقرير مجلس حقوق الإنسان المشار إليه، إلا أن الدولة الصهيونية لم تلتزم يوما بالقرارات والمواثيق الدولية، بل إنها لم تحترم يوما الأمم المتحدة، على الرغم من أن هذه المنظمة هي التي شرعت وجود تلك الدولة، بل إنهم-أي قادة إسرائيل-يعلنون صراحة عن احتقارهم للأمم المتحدة وعدم انصياعهم لقراراتها، فباتت تلك الدولة خارجة عن القانون الدولي.
والملفت أن هذا الاستخفاف والاحتقار الإسرائيلي للأمم المتحدة وقراراتها ومنظماتها ليس جديدا أو عابرا أو لمرة واحدة، فهناك تراث من الاحتقار الإسرائيلي للأمم المتحدة رغم أن كل قراراتها تجاه”إسرائيل”مع وقف التنفيذ…
فقد كان دافيد بن غوريون أول رئيس للحكومة الإسرائيلية قد كناها-وصفها- أي الأمم المتحدة-باحتقار قائلا:”أوم شموم” (أوم – اختصار هيئة الأمم المتحدة بالعبرية، شموم – أي لا شيء). في حرب العام 1948″، و”إسرائيل” تستحضر دائماً تلك المعادلة-النظرية في العلاقات الدولية التي كان وضعها بن غوريون: “ليس المهم ما يقوله الغوييم-أي الأغيار- وإنما المهم ما يفعله اليهود”….!
ويوثق اوري افنيري اليساري الإسرائيلي المناهض للسياسات الإجرامية الإسرائيلية عن بن غوريون قائلا: “لقد خرق بن غوريون آنذاك دون تردد قرارات وقف إطلاق النار التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة عندما كان الأمر مريحا له (لقد شاركت –اي افنيري- كجندي في عدة حملات كهذه).،لقد خرق هو ومن خلفه، طيلة عشرات السنوات، معظم القرارات المتعلقة بنا، بادعاء أن هناك أغلبية مسيطرة للكتلة السوفييتية ودول العالم الثالث ضد إسرائيل”.
وحسب المشهد الأممي، وأرشيف القرارات الدولية المتعلقة بالشعب العربي الفلسطيني وحقوقه المغتصبة، فإن هناك اليوم نحو 845 قرارا دوليا صادرا عن الأمم المتحدة ومؤسساتها ولجانها المختلفة لم تلتزم “إسرائيل” ولم تنفذ في يوم من الأيام أيا منها، غير أن كل هذه القرارات الملزمة منها وغير الملزمة، أصبحت متراكمة مغبرة على رفوف المنظمة الدولية، بعد أن رفضتها الدولة الصهيونية وضربت بها عرض الحائط، أو بعد أن استخدمت الولايات المتحدة ”فيتو” الظلم والعربدة والطغيان ضدها.
فحينما تتجمع مثل هذه الاعترافات والوثائق، فإنها تضاف إلى جملة أخرى طويلة من الشهادات والوثائق، ومن ضمنها اعترافات وشهادات ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي في مقابلات أجريت معهم، والذين قاموا بالكشف عن جملة من المجازر والمحارق التي نفذت ضد جنود مصريين في العام 1956 وفي العام 1967، فانه لا يبقى عمليا سوى ان تتحرك العدالة الدولية (الغائبة المغيبة حتى اليوم)، وان تتحرك محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية على نحو يحقق العدالة الدولية المعتقلة لصالح الدولة الصهيونية…!، والاهم – ان يتحرك الفلسطينيون والعرب على هذه الجبهة في إطار خطة إستراتيجية موحدة…!
فلذلك نقول في ضوء كل ذلك، وفي ضوء هذا الكم الهائل من القرارات الدولية والانتهاكات الإسرائيلية لها، لقد آن الأوان لان تنزع الشرعية الدولية عن تلك الدولة التي لا تعترف بأي شرعية غير شرعية القوة والبلطجة والجرائم، فلتحتشد الطاقات والجهود الفلسطينية العربية والأممية المساندة المتضامنة إذن، وراء المطالبات المتراكمة ووراء شكوى جنوب إفريقيا بمعاقبة”إسرائيل” على جرائمها وعلى الإبادة التي تقترفها بالبث الحي والمباشر ضد أطفال ونساء الشعب الفلسطيني في غزة، وأيضا على احتقارها للقرارات والمواثيق الدولية، بطردها من المنظمة الدولية، وهذا اضعف الإيمان بالنسبة لعربنا… فالأمر ممكن ومساحته وأدواته العربية واسعة وكثيرة، إذا ما جد الجد لدى امتنا ودولنا وأنظمتنا.. والمسألة في نهاية الأمر مسألة إرادة عربية سياسية سيادية.. أليس كذلك؟!!
كاتب فلسطيني
بقلم: نواف الزرو
في احدث مشهد سياسي-أممي “هزلي”أعرب رئيس وزراء الكيان عن احتقاره لمحكمة العدل الدولية قائلا:”ان إسرائيل في طريقها الى النصر.. لن يوقفنا احد، لا "محكمة هاغ" ولا محور الشر.. لن نرضى بأقل من النصر-الإعلام العبري–2024-01-13″، وحول مقاضاة جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية اعتبر نتنياهو أن “أنصار النازيين الجدد يتجرؤون على اتهامنا بالإبادة الجماعية”. وتساءل: “من يدعمون؟ حارقي الأطفال؟ القتلة؟ أية وقاحة. نحن نحارب حربًا أخلاقية وعادلة ضد وحوش حماس – النازيين الجدد. والتوجه الى المحكمة لن يثنينا عن القتال حتى النهاية” مشيرًا الى ان “معاداة السامية ما زالت حية، لكن وضع الشعب اليهودي تغيّر – لدينا دولة وجيش وجنود أبطال يحمون شعبنا.. ما حدث في 7 أكتوبر لن يتكرر مرة أخرى"، يضاف اليه جملة اخرى من التصريحات الاحتقارية لمحكمة العدل الدولية وللأمم المتحدة.
وقبل ذلك كان مندوب إسرائيل الأممي جلعاد إردان أقدم الجمعة -30 2021-10 على تمزيق تقرير لمجلس حقوق الإنسان يدين جرائمها بحق الفلسطينيين، بدعوى أنه "منحاز"، وذكرت وسائل إعلامية أن رئيسة المجلس التابع للأمم المتحدة نزهة شميم خان، قدمت تقريرها السنوي للأعضاء، خلال جلسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأدان التقرير “الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين”، وأضاف: “منذ إنشاء هذا المجلس قبل 15 عاما، وهو يوجه اللوم والإدانة إلينا، ليس 10 مرات مثل إيران، أو 35 مرة مثل سوريا، بل 95 مرة (يقصد 95 قرارا للمجلس يدين إسرائيل”. وختم المندوب الإسرائيلي قائلا: “المكان الوحيد الذي يستحقه هذا التقرير هو في سلة المهملات، وهذا بالضبط ما سنتعامل معه”، ليقوم بتمزيق التقرير أمام أنظار الحاضرين.
وهذا المشهد المثير الاحتقاري لمجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة ليس جديدا، فهناك سجل حافل طويل من المواقف الإسرائيلية الاحتقارية للأمم المتحدة، فرغم الكم الهائل من القرارات والبيانات والغولدستونات-نسبة الى تقرير غولدستون–الجرائم والتحقيقات الدولة-، الصادرة عن الأمم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها المختلفة، والتي كان أقربها تقرير مجلس حقوق الإنسان المشار إليه، إلا أن الدولة الصهيونية لم تلتزم يوما بالقرارات والمواثيق الدولية، بل إنها لم تحترم يوما الأمم المتحدة، على الرغم من أن هذه المنظمة هي التي شرعت وجود تلك الدولة، بل إنهم-أي قادة إسرائيل-يعلنون صراحة عن احتقارهم للأمم المتحدة وعدم انصياعهم لقراراتها، فباتت تلك الدولة خارجة عن القانون الدولي.
والملفت أن هذا الاستخفاف والاحتقار الإسرائيلي للأمم المتحدة وقراراتها ومنظماتها ليس جديدا أو عابرا أو لمرة واحدة، فهناك تراث من الاحتقار الإسرائيلي للأمم المتحدة رغم أن كل قراراتها تجاه”إسرائيل”مع وقف التنفيذ…
فقد كان دافيد بن غوريون أول رئيس للحكومة الإسرائيلية قد كناها-وصفها- أي الأمم المتحدة-باحتقار قائلا:”أوم شموم” (أوم – اختصار هيئة الأمم المتحدة بالعبرية، شموم – أي لا شيء). في حرب العام 1948″، و”إسرائيل” تستحضر دائماً تلك المعادلة-النظرية في العلاقات الدولية التي كان وضعها بن غوريون: “ليس المهم ما يقوله الغوييم-أي الأغيار- وإنما المهم ما يفعله اليهود”….!
ويوثق اوري افنيري اليساري الإسرائيلي المناهض للسياسات الإجرامية الإسرائيلية عن بن غوريون قائلا: “لقد خرق بن غوريون آنذاك دون تردد قرارات وقف إطلاق النار التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة عندما كان الأمر مريحا له (لقد شاركت –اي افنيري- كجندي في عدة حملات كهذه).،لقد خرق هو ومن خلفه، طيلة عشرات السنوات، معظم القرارات المتعلقة بنا، بادعاء أن هناك أغلبية مسيطرة للكتلة السوفييتية ودول العالم الثالث ضد إسرائيل”.
وحسب المشهد الأممي، وأرشيف القرارات الدولية المتعلقة بالشعب العربي الفلسطيني وحقوقه المغتصبة، فإن هناك اليوم نحو 845 قرارا دوليا صادرا عن الأمم المتحدة ومؤسساتها ولجانها المختلفة لم تلتزم “إسرائيل” ولم تنفذ في يوم من الأيام أيا منها، غير أن كل هذه القرارات الملزمة منها وغير الملزمة، أصبحت متراكمة مغبرة على رفوف المنظمة الدولية، بعد أن رفضتها الدولة الصهيونية وضربت بها عرض الحائط، أو بعد أن استخدمت الولايات المتحدة ”فيتو” الظلم والعربدة والطغيان ضدها.
فحينما تتجمع مثل هذه الاعترافات والوثائق، فإنها تضاف إلى جملة أخرى طويلة من الشهادات والوثائق، ومن ضمنها اعترافات وشهادات ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي في مقابلات أجريت معهم، والذين قاموا بالكشف عن جملة من المجازر والمحارق التي نفذت ضد جنود مصريين في العام 1956 وفي العام 1967، فانه لا يبقى عمليا سوى ان تتحرك العدالة الدولية (الغائبة المغيبة حتى اليوم)، وان تتحرك محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية على نحو يحقق العدالة الدولية المعتقلة لصالح الدولة الصهيونية…!، والاهم – ان يتحرك الفلسطينيون والعرب على هذه الجبهة في إطار خطة إستراتيجية موحدة…!
فلذلك نقول في ضوء كل ذلك، وفي ضوء هذا الكم الهائل من القرارات الدولية والانتهاكات الإسرائيلية لها، لقد آن الأوان لان تنزع الشرعية الدولية عن تلك الدولة التي لا تعترف بأي شرعية غير شرعية القوة والبلطجة والجرائم، فلتحتشد الطاقات والجهود الفلسطينية العربية والأممية المساندة المتضامنة إذن، وراء المطالبات المتراكمة ووراء شكوى جنوب إفريقيا بمعاقبة”إسرائيل” على جرائمها وعلى الإبادة التي تقترفها بالبث الحي والمباشر ضد أطفال ونساء الشعب الفلسطيني في غزة، وأيضا على احتقارها للقرارات والمواثيق الدولية، بطردها من المنظمة الدولية، وهذا اضعف الإيمان بالنسبة لعربنا… فالأمر ممكن ومساحته وأدواته العربية واسعة وكثيرة، إذا ما جد الجد لدى امتنا ودولنا وأنظمتنا.. والمسألة في نهاية الأمر مسألة إرادة عربية سياسية سيادية.. أليس كذلك؟!!