إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. الاولوية ايقاف العدوان !...

 

في تصريح لمسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يقول جوزيب بوريل ان إسرائيل موّلت انشاء حماس في محاولة لاضعاف السلطة الفلسطينية ..و على اهميته فان هذا التصريح مبتور و كان يتعين على المسؤول الاوروبي ان يذهب الى ابعد من ذلك و ان يعلن انه بالنظر الى ذلك فان الاتحاد الاوروبي الذي صنف حركة المقاومة حماس كحركة ارهابية و فرض على اعضائها عقوبات محددة يفرض عليه ان يفرض نفس العقوبات على الممول الاساسي و هو كيان الاحتلال ..و لكن بورويل يدرك جيدا انه لا يمكنه الذهاب ابعد من ذلك عندما يتعلق الامر بمعاقبة اسرائيل او مجرد الضغط عليها لسبب بسيط و لكنه خطير و هو ان الاتحاد الاوروبي يظل لاعبا من الدرجة الثانية في الساحة الدولية و هو تابع للموقف و القرار الامريكي و لا يملك غير ان يكون في افضل حالاته الممول لبعض البرامج الانسانية التي لا يمكنه حمايتها و ضمان بقائها في وجه الة الدمار و الخراب الاسرائيلية ...

نقول هذا الكلام و قد بات الحديث عن غزة بعد الحرب يتواتر و باتت السيناريوهات تسرب من دافوس و كمن واشنطن و من تل ابيب حول مستقبل القطاع و حول حدود و افاق السلطة الفلسطينية في القطاع المنكوب ...و فيما يستمر سوق المزايدات و ما سيكون عليه المشهد بعد العدوان المفتوح على غزة تعيش غزة و اهلها اهوال حرب ابادة جماعية غير مسبوثة في تاريخنا الحديث و يعجز اهلها عن توفير ابسط احتياجاتهم من ماء او غذاء او دواء كل ذلك فيما تتواصل شهادات اطفال غزة الايتام عن الجوع الذي يحفر بطونهم و تتواتر شهادات الاطباء عن المرضى و المصابين الذين يموتون تحت انظارهم و عن عائلات تفترش التراب و تلتحف السماء و تتغذى بالدعاء على ان يملا قلوبهم و افئدتهم و يجنبهم التفكير في ماسيهم التي تعجز الجبال عن تحملها ...

تقترب حصيلة ضحايا غزة من ال25 الف دون دون اعتبار للمفقودين و الجرحى و المشردين و مع كل يوم يمضي دون قرار بوقف الحرب تستمرالحصيلة في الارتفاع ...و يستمر صمت و عجز العالم عن ردع كيان الاحتلال و ايقاف الة الحرب المتعطشة لمزيد الدماء ...في غضون كل ذلك يسمح صناع القرار او من يعتقدون انهم صناع القرار لانفسهم ان يتحدثوا عن مستقبل غزة و يمنحون انفسهم سلطة القرار و رسم الخطوط و تحديد من يتعين ان يكون في المشهد و من يجب ان يسحق نهائيا ..يحدث كل ذلك فيما لا تزال الحرب و الاشتباكات مستمرة على الميدان و فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تكذيب الاحتلال بانه بصدد الانتهاء من القضاء على حماس ..و هو ما يعني صراحة اننا ازاء محاولات لاستباق الاحداث و تقاسم للادوار و تناسق قد يبدو ان فيها اختلافات عميقة و تناقضات بين ادارة بايدن و حكومة ناتنياهو و ان هناك ضغوطات امريكية على تل ابيب ...و ربما لو تاملنا المشهد سنجد ان ناتنياهو يستخدم الادارة الامريكية و يستغل مناخ التحضير لسباق الانتخابات الرئاسية ليحظى بدعم من الجانبين المتنافسين بايدن و ترامب ...

الاعلام الامريكي و العبري في حالة تنافس يومي على تقديم مزيد التسريبات كل يوم بشأن صفقة كبيرة للتطبيع بين اسرائيل و الدول العربية و في مقدمتها السعودية مقابل اعلان دولة فلسطينية او حكم ذاتي تحت مظلة احتلال ...و لا شك ان في هذا الاصرار على التتركيز على رفض ناتنياهو القطعي لحل الدولتين يندرج في اطار الضغط النفسي على كل الاطراف الفلسطينية و العربية و حتى الدولية بان هناك جهودا كبيرة تبذل للضغط على ناتنياهو ...

و هي مزايدات ندرك جيدا انها تتجه للبحث عن مخرج لناتنياهو من مستنقع غزة و تجنيبه ما لا يمكن تجنبه و هو مواجهة القضاء في الداخل و الخارج ...اول امس وجد الرئيس الاسرائيلي هرتسوغ نفسه في دافوس يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب و ه ما يعني ان الحصانة المطلقة لمجرمي الحرب في كيان الاحتلال الى زوال ..قد لا يكون الامر غدا و لكنه قادم بعد الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولية و بعد ان اتسعت قائمة الدولية التي باتت تطالب الجنائية الدولية بمحاكمة كيان الاحتلال ...

محاولات التاكيد بالتلميح او التصريح بان السعودية مستعدة للتطبيع تتنزل في اطار التسويق لحل قادم و تحميل الدول الخليجية المقتدرة مسؤولية اعادة بناء و اعمار ما دمره الاحتلال الصهيوني في غزة و الضفة ..السعودية كانت واضحة و اعتبرت ان التطبيع لن يكون مجانيا و لن يكون قبل تسوية سياسية شاملة و اعلان قياد دولة فلسطينية ..و البقية تفاصيل و الاهم وقف الحرب دون تاجيل و ايقاف شلال الدم ..

اسيا العتروس

 

 

ممنوع من الحياد..   الاولوية ايقاف العدوان !...

 

في تصريح لمسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يقول جوزيب بوريل ان إسرائيل موّلت انشاء حماس في محاولة لاضعاف السلطة الفلسطينية ..و على اهميته فان هذا التصريح مبتور و كان يتعين على المسؤول الاوروبي ان يذهب الى ابعد من ذلك و ان يعلن انه بالنظر الى ذلك فان الاتحاد الاوروبي الذي صنف حركة المقاومة حماس كحركة ارهابية و فرض على اعضائها عقوبات محددة يفرض عليه ان يفرض نفس العقوبات على الممول الاساسي و هو كيان الاحتلال ..و لكن بورويل يدرك جيدا انه لا يمكنه الذهاب ابعد من ذلك عندما يتعلق الامر بمعاقبة اسرائيل او مجرد الضغط عليها لسبب بسيط و لكنه خطير و هو ان الاتحاد الاوروبي يظل لاعبا من الدرجة الثانية في الساحة الدولية و هو تابع للموقف و القرار الامريكي و لا يملك غير ان يكون في افضل حالاته الممول لبعض البرامج الانسانية التي لا يمكنه حمايتها و ضمان بقائها في وجه الة الدمار و الخراب الاسرائيلية ...

نقول هذا الكلام و قد بات الحديث عن غزة بعد الحرب يتواتر و باتت السيناريوهات تسرب من دافوس و كمن واشنطن و من تل ابيب حول مستقبل القطاع و حول حدود و افاق السلطة الفلسطينية في القطاع المنكوب ...و فيما يستمر سوق المزايدات و ما سيكون عليه المشهد بعد العدوان المفتوح على غزة تعيش غزة و اهلها اهوال حرب ابادة جماعية غير مسبوثة في تاريخنا الحديث و يعجز اهلها عن توفير ابسط احتياجاتهم من ماء او غذاء او دواء كل ذلك فيما تتواصل شهادات اطفال غزة الايتام عن الجوع الذي يحفر بطونهم و تتواتر شهادات الاطباء عن المرضى و المصابين الذين يموتون تحت انظارهم و عن عائلات تفترش التراب و تلتحف السماء و تتغذى بالدعاء على ان يملا قلوبهم و افئدتهم و يجنبهم التفكير في ماسيهم التي تعجز الجبال عن تحملها ...

تقترب حصيلة ضحايا غزة من ال25 الف دون دون اعتبار للمفقودين و الجرحى و المشردين و مع كل يوم يمضي دون قرار بوقف الحرب تستمرالحصيلة في الارتفاع ...و يستمر صمت و عجز العالم عن ردع كيان الاحتلال و ايقاف الة الحرب المتعطشة لمزيد الدماء ...في غضون كل ذلك يسمح صناع القرار او من يعتقدون انهم صناع القرار لانفسهم ان يتحدثوا عن مستقبل غزة و يمنحون انفسهم سلطة القرار و رسم الخطوط و تحديد من يتعين ان يكون في المشهد و من يجب ان يسحق نهائيا ..يحدث كل ذلك فيما لا تزال الحرب و الاشتباكات مستمرة على الميدان و فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تكذيب الاحتلال بانه بصدد الانتهاء من القضاء على حماس ..و هو ما يعني صراحة اننا ازاء محاولات لاستباق الاحداث و تقاسم للادوار و تناسق قد يبدو ان فيها اختلافات عميقة و تناقضات بين ادارة بايدن و حكومة ناتنياهو و ان هناك ضغوطات امريكية على تل ابيب ...و ربما لو تاملنا المشهد سنجد ان ناتنياهو يستخدم الادارة الامريكية و يستغل مناخ التحضير لسباق الانتخابات الرئاسية ليحظى بدعم من الجانبين المتنافسين بايدن و ترامب ...

الاعلام الامريكي و العبري في حالة تنافس يومي على تقديم مزيد التسريبات كل يوم بشأن صفقة كبيرة للتطبيع بين اسرائيل و الدول العربية و في مقدمتها السعودية مقابل اعلان دولة فلسطينية او حكم ذاتي تحت مظلة احتلال ...و لا شك ان في هذا الاصرار على التتركيز على رفض ناتنياهو القطعي لحل الدولتين يندرج في اطار الضغط النفسي على كل الاطراف الفلسطينية و العربية و حتى الدولية بان هناك جهودا كبيرة تبذل للضغط على ناتنياهو ...

و هي مزايدات ندرك جيدا انها تتجه للبحث عن مخرج لناتنياهو من مستنقع غزة و تجنيبه ما لا يمكن تجنبه و هو مواجهة القضاء في الداخل و الخارج ...اول امس وجد الرئيس الاسرائيلي هرتسوغ نفسه في دافوس يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب و ه ما يعني ان الحصانة المطلقة لمجرمي الحرب في كيان الاحتلال الى زوال ..قد لا يكون الامر غدا و لكنه قادم بعد الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولية و بعد ان اتسعت قائمة الدولية التي باتت تطالب الجنائية الدولية بمحاكمة كيان الاحتلال ...

محاولات التاكيد بالتلميح او التصريح بان السعودية مستعدة للتطبيع تتنزل في اطار التسويق لحل قادم و تحميل الدول الخليجية المقتدرة مسؤولية اعادة بناء و اعمار ما دمره الاحتلال الصهيوني في غزة و الضفة ..السعودية كانت واضحة و اعتبرت ان التطبيع لن يكون مجانيا و لن يكون قبل تسوية سياسية شاملة و اعلان قياد دولة فلسطينية ..و البقية تفاصيل و الاهم وقف الحرب دون تاجيل و ايقاف شلال الدم ..

اسيا العتروس