انطلقت أول أمس الثلاثاء، في العاصمة المصرية القاهرة، أشغال الدورة العادية الـ162 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري. ومثل كل مرة، يجتمع وزراء الخارجية العرب لمناقشة ما يسمونه في بلاغاتهم وبياناتهم بـ"أبرز القضايا المحورية والإقليمية".. ولكن بين القضايا المصيرية العاجلة والمواقف الدبلوماسية "المتخذة" بون شاسع ونقاط تباعد وخطوط متوازية لا تلتقي "وإن التقت فلا حول ولا قوة إلا بالله" كما قال الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في يوم ما.
قد يخيم على أجواء الاجتماعات طابع الديبلوماسية والمجاملات واصطناع الجدية والحزم لكن أبرز ما تصطبغ به هو الروتين والتكرار في القول والفعل و"التحبير" وصياغة البيانات وما فيها من كلمات تتكرر في كل اجتماع وخلال كل لقاء وفي كل بيان من شجب وإدانة..
اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء، كالعادة، تصدرت أجندته "قضية الساعة" ملف الأراضي الفلسطينية، وهي من الموضوعات دائمة الحضور في الاجتماعات العربية منذ عقود، ولم ينس الحضور ككل مرةّ تنديدهم وإدانتهم وشجبهم واستنكارهم ورفضهم للممارسات الإسرائيلية التي تجاوزت الحدّ (ربما المتفق عليه).. كما لم ينسوا إعلان المساندة لإخوانهم في فلسطين وغزة والنظر في سبل الدعم عبر شاحنة أو اثنتين من المساعدات الغذائية والدوائية، قد تبقى في تلك البوابة أو ذلك المعبر في انتظار الإذن ليس من إسرائيل بل من الأطراف نفسها المرسلة للمساعدة..
الأكيد كذلك أن القضايا الإقليمية والدولية الأخرى لم تغب كالعادة عن اجتماعات السادة الوزراء أصحاب الفخامة والسعادة، فمن المؤكد أن وزراء خارجية دولنا العربية ناقشوا الأوضاع الإقليمية والدولية وتدارسوا العلاقات مع التجمعات والتكتلات الغربية والشرقية وأبدوا في جلساتهم المصورة من قبل تلفزيوناتهم وإذاعاتهم ووكالات أنبائهم (دون الحديث عن أقمار صناعية الأطراف الأخرى ومراقبة بعض العيون)، الكثير من الجدية الواضحة في كلماتهم وخطبهم، إلا أنه وخلف الأبواب المغلقة وفي كواليس قاعة الاجتماعات قد تكون هناك أحاديث جانبية وهمسات وإيحاءات عن المصالح الضيقة، والضغوطات والتحالفات العابرة التي تهمس بها السياسة والديبلوماسية أكثر مما تصرح به.
الواضح والمؤكد أن اجتماع القاهرة، كان وسيبقى مجرد اجتماع بروتوكولي فرضه العرف والتقليد، ألقيت فيه الخطابات والتقطت فيه الصور الفردية والجماعية وعبّر فيه الجميع عن انشغالهم وقلقهم واستنكارهم ومساندتهم للإخوة والأشقاء قبل أن يلملموا ملفاتهم ثم يصافح بعضهم البعض ليغادروا الى مأدبة العشاء التي دعاهم إليها فخامة الأمين العام ليأكلوا ويشربوا ما طاب قبل أن يغادر كل الى طائرته فرحا مسرورا بينما يستمر الوضع العربي على ما هو عليه وتبقى التحديات الكبرى على حالها حتى موعد اجتماع آخر ربما يكون على مستوى القمة أو على مستوى القاعدة.. لا ندري..
بقلم: سفيان رجب
انطلقت أول أمس الثلاثاء، في العاصمة المصرية القاهرة، أشغال الدورة العادية الـ162 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري. ومثل كل مرة، يجتمع وزراء الخارجية العرب لمناقشة ما يسمونه في بلاغاتهم وبياناتهم بـ"أبرز القضايا المحورية والإقليمية".. ولكن بين القضايا المصيرية العاجلة والمواقف الدبلوماسية "المتخذة" بون شاسع ونقاط تباعد وخطوط متوازية لا تلتقي "وإن التقت فلا حول ولا قوة إلا بالله" كما قال الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في يوم ما.
قد يخيم على أجواء الاجتماعات طابع الديبلوماسية والمجاملات واصطناع الجدية والحزم لكن أبرز ما تصطبغ به هو الروتين والتكرار في القول والفعل و"التحبير" وصياغة البيانات وما فيها من كلمات تتكرر في كل اجتماع وخلال كل لقاء وفي كل بيان من شجب وإدانة..
اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء، كالعادة، تصدرت أجندته "قضية الساعة" ملف الأراضي الفلسطينية، وهي من الموضوعات دائمة الحضور في الاجتماعات العربية منذ عقود، ولم ينس الحضور ككل مرةّ تنديدهم وإدانتهم وشجبهم واستنكارهم ورفضهم للممارسات الإسرائيلية التي تجاوزت الحدّ (ربما المتفق عليه).. كما لم ينسوا إعلان المساندة لإخوانهم في فلسطين وغزة والنظر في سبل الدعم عبر شاحنة أو اثنتين من المساعدات الغذائية والدوائية، قد تبقى في تلك البوابة أو ذلك المعبر في انتظار الإذن ليس من إسرائيل بل من الأطراف نفسها المرسلة للمساعدة..
الأكيد كذلك أن القضايا الإقليمية والدولية الأخرى لم تغب كالعادة عن اجتماعات السادة الوزراء أصحاب الفخامة والسعادة، فمن المؤكد أن وزراء خارجية دولنا العربية ناقشوا الأوضاع الإقليمية والدولية وتدارسوا العلاقات مع التجمعات والتكتلات الغربية والشرقية وأبدوا في جلساتهم المصورة من قبل تلفزيوناتهم وإذاعاتهم ووكالات أنبائهم (دون الحديث عن أقمار صناعية الأطراف الأخرى ومراقبة بعض العيون)، الكثير من الجدية الواضحة في كلماتهم وخطبهم، إلا أنه وخلف الأبواب المغلقة وفي كواليس قاعة الاجتماعات قد تكون هناك أحاديث جانبية وهمسات وإيحاءات عن المصالح الضيقة، والضغوطات والتحالفات العابرة التي تهمس بها السياسة والديبلوماسية أكثر مما تصرح به.
الواضح والمؤكد أن اجتماع القاهرة، كان وسيبقى مجرد اجتماع بروتوكولي فرضه العرف والتقليد، ألقيت فيه الخطابات والتقطت فيه الصور الفردية والجماعية وعبّر فيه الجميع عن انشغالهم وقلقهم واستنكارهم ومساندتهم للإخوة والأشقاء قبل أن يلملموا ملفاتهم ثم يصافح بعضهم البعض ليغادروا الى مأدبة العشاء التي دعاهم إليها فخامة الأمين العام ليأكلوا ويشربوا ما طاب قبل أن يغادر كل الى طائرته فرحا مسرورا بينما يستمر الوضع العربي على ما هو عليه وتبقى التحديات الكبرى على حالها حتى موعد اجتماع آخر ربما يكون على مستوى القمة أو على مستوى القاعدة.. لا ندري..