وأخيرا وبعد سبع سنوات من التعطيل، سيتم بعد شهرين الانطلاق في أشغال بناء وتجهيز مشروع المستشفى الجامعي الملك سلمان بن عبد العزيز وكذلك المدينة الصحيّة "الأغالبة" في ولاية القيروان (تحديدا بمعتمدية منزل المهيري على بعد 40 كلم من مدينة القيروان) بتمويلات ودعم سعودي في إطار هبة حددت بـ85 مليون دولار وسيكون الإنجاز صينيا مدعوما بالخبرات العسكرية التونسية.
مدينة الأغالبة الصحية ستكون عبارة عن مركب طبي وجامعي (عديد الكليات ومعاهد عليا مختصة في المجال الصحي) وقطب صناعي (تصنيع وهندسة) خاصّ بالقطاع الصحي إلى جانب فضاء لإنتاج الطاقات المتجددة وفضاء للخدمات الصحية. المدينة ستتوفر كذلك على فنادق وفضاءات ومسالك ترفيهية ودور سينما ومسرح وفضاءات تجارية وملاعب ومحاضن ورياض أطفال ومدرسة ابتدائية وإعدادية ومعهد ثانوي ومكتب موحد للخدمات الإدارية وجامع وبنوك وصيدليات وغيرها من الخدمات.
مثل هذا المشروع الضخم والفريد من نوعه ليس في تونس فحسب بل في كامل المغرب العربي وإفريقيا، كادت أن تعصف به البيروقراطية والتعطيلات الإدارية وحتى الأجندات السياسية مثلما عصفت سابقا بمشاريع أخرى كانت ستحول المشهد المعماري والاقتصادي في تونس منها سما دبي وأبوخاطر والمدينة الرياضية والمرفأ المالي وغيرها..
لكن والحمد الله، لن يكون مصير مشروع مستشفى الملك سلمان والمدينة الصحية كسابقيه من المشاريع المذكورة، وسينطلق الإنجاز ليكون المشروع مكتملا في ظرف 3 سنوات لا أكثر لتتغير بفضله المنظومة الصحية في بلادنا وتتحسّن البنية التحتية الطبية خاصة في المناطق الداخلية التي تعاني من نقص، إن لم نقل انعدام الخدمات الصحية المتطورة أو حتى العادية.
وسيساهم هذا المشروع في تخفيف الضغط على المستشفيات الكبرى المعروفة خاصة في العاصمة وصفاقس والساحل التي تعاني من اكتظاظ واستنزاف للموارد البشرية نتيجة افتقاد بقية الولايات الى مستشفيات في المستوى وافتقادها الى طب الاختصاص.
مثل هذا المشروع وبمثل تلك المواصفات، لن يُمثل فقط إضافة نوعية للقطاع الصحي في بلادنا ونقطة تحول في المنظومة الاستشفائية التي تبقى بدورها في حاجة الى الإنعاش والتي تركّز فقط على العاصمة ومدن الساحل، بل ستعطي للمدن الداخلية ومتساكنيها حقها في الصحة وسيحسّن من خدمات بقية المستشفيات المعروفة التي سيخّف عنها الضغط.
المشروع الذي سيوفر ما لا يقل عن 40 ألف موطن شغل، تحققت له اليوم كل الظروف ليُنجز، منها التقارب الكبير بين تونس والمملكة العربية السعودية على مختلف المستويات وسرعة وصول الطرف الصيني المشارك في الإنجاز مباشرة إثر زيارة الرئيس قيس سعيد لبيكين أواخر ماي وبداية جوان الماضي وأخيرا وليس آخرا تعيين الوزير المستشار السابق لدى رئيس الجمهورية، مصطفى الفرجاني وزيرا للصحة وهو الذي باشر منذ سنوات كامل تفاصيل المشروع وحرص على إنجازه الى جانب أن الوزير عسكري بالأساس والطرف المكلف بالإنجاز هي الجهة العسكرية..
بقلم: سفيان رجب
وأخيرا وبعد سبع سنوات من التعطيل، سيتم بعد شهرين الانطلاق في أشغال بناء وتجهيز مشروع المستشفى الجامعي الملك سلمان بن عبد العزيز وكذلك المدينة الصحيّة "الأغالبة" في ولاية القيروان (تحديدا بمعتمدية منزل المهيري على بعد 40 كلم من مدينة القيروان) بتمويلات ودعم سعودي في إطار هبة حددت بـ85 مليون دولار وسيكون الإنجاز صينيا مدعوما بالخبرات العسكرية التونسية.
مدينة الأغالبة الصحية ستكون عبارة عن مركب طبي وجامعي (عديد الكليات ومعاهد عليا مختصة في المجال الصحي) وقطب صناعي (تصنيع وهندسة) خاصّ بالقطاع الصحي إلى جانب فضاء لإنتاج الطاقات المتجددة وفضاء للخدمات الصحية. المدينة ستتوفر كذلك على فنادق وفضاءات ومسالك ترفيهية ودور سينما ومسرح وفضاءات تجارية وملاعب ومحاضن ورياض أطفال ومدرسة ابتدائية وإعدادية ومعهد ثانوي ومكتب موحد للخدمات الإدارية وجامع وبنوك وصيدليات وغيرها من الخدمات.
مثل هذا المشروع الضخم والفريد من نوعه ليس في تونس فحسب بل في كامل المغرب العربي وإفريقيا، كادت أن تعصف به البيروقراطية والتعطيلات الإدارية وحتى الأجندات السياسية مثلما عصفت سابقا بمشاريع أخرى كانت ستحول المشهد المعماري والاقتصادي في تونس منها سما دبي وأبوخاطر والمدينة الرياضية والمرفأ المالي وغيرها..
لكن والحمد الله، لن يكون مصير مشروع مستشفى الملك سلمان والمدينة الصحية كسابقيه من المشاريع المذكورة، وسينطلق الإنجاز ليكون المشروع مكتملا في ظرف 3 سنوات لا أكثر لتتغير بفضله المنظومة الصحية في بلادنا وتتحسّن البنية التحتية الطبية خاصة في المناطق الداخلية التي تعاني من نقص، إن لم نقل انعدام الخدمات الصحية المتطورة أو حتى العادية.
وسيساهم هذا المشروع في تخفيف الضغط على المستشفيات الكبرى المعروفة خاصة في العاصمة وصفاقس والساحل التي تعاني من اكتظاظ واستنزاف للموارد البشرية نتيجة افتقاد بقية الولايات الى مستشفيات في المستوى وافتقادها الى طب الاختصاص.
مثل هذا المشروع وبمثل تلك المواصفات، لن يُمثل فقط إضافة نوعية للقطاع الصحي في بلادنا ونقطة تحول في المنظومة الاستشفائية التي تبقى بدورها في حاجة الى الإنعاش والتي تركّز فقط على العاصمة ومدن الساحل، بل ستعطي للمدن الداخلية ومتساكنيها حقها في الصحة وسيحسّن من خدمات بقية المستشفيات المعروفة التي سيخّف عنها الضغط.
المشروع الذي سيوفر ما لا يقل عن 40 ألف موطن شغل، تحققت له اليوم كل الظروف ليُنجز، منها التقارب الكبير بين تونس والمملكة العربية السعودية على مختلف المستويات وسرعة وصول الطرف الصيني المشارك في الإنجاز مباشرة إثر زيارة الرئيس قيس سعيد لبيكين أواخر ماي وبداية جوان الماضي وأخيرا وليس آخرا تعيين الوزير المستشار السابق لدى رئيس الجمهورية، مصطفى الفرجاني وزيرا للصحة وهو الذي باشر منذ سنوات كامل تفاصيل المشروع وحرص على إنجازه الى جانب أن الوزير عسكري بالأساس والطرف المكلف بالإنجاز هي الجهة العسكرية..