انتظر المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان أربعة أشهر كاملة ليخرج ببيان باهت يعرب فيه عن قلقه إزاء ما يجري في غزة.. ولا يبدو بعد نحو سبعة أشهر على حرب الإبادة أن المؤتمن على العدالة الدولية في الجنائية الدولية تجاوز حالة القلق أوهو مستنفر لبدء التحقيقات في جرائم الإبادة المستمرة في غزة ..
لا نعلم إن كان المدعي العام كريم خان سيخرج عن صمته ويندد بالمقابر الجماعية التي تم كشفها أمس في غزة ويصدر قرارا بملاحقة الجناة أم انه لن يخرج من حالة التعبير عن القلق... الأرجح أن المدعية العامة بن سودة التي سبقته إلى هذا المنصب كانت أكثر جرأة في مواجهة سلطات الاحتلال الإسرائيلي ولهذا السبب فهي تلاحق اليوم في أمريكا وتثار ضدها اتهامات بالفساد المالي.. المدعي العام كريم خان تحمل مشقة الذهاب إلى تل أبيب والالتقاء بأهالي الأسرى الإسرائيليين هناك ولكن شجاعته خانته ولم تدفعه للذهاب إلى غزة فقد توقف عند حدود رفع ولم يغامر بالدخول إلى القطاع للاطلاع على ما يجري ويبدو أن كيان الاحتلال لم يمنحه الترخيص للقيام بهذه المهمة ..
مقابر جماعية تضم عشرات الجثث تم انتشالها أمس من ثلاث مواقع طبية استهدفها الاحتلال الإسرائيلي في هجماته المتكررة على مستشفيات غزة، والأرجح أن الأسوأ لم يحصل بعد والصدمة الأكبر قد لا تتأخر كثيرا عندما يتم الكشف عما يوجد تحت الأنقاض من جثث مشوهة ومبتورة الأعضاء ..
مشهد آخر من مشاهد الإبادة المستمرة منذ مائتي يوم تعرض فيها قطاع غزة لكل أنواع الجرائم التي لم تستثن طفلا أو امرأة أو شيخا أو مريضا أو مصابا أو جريحا وهو ما يعني أنه سيتعين توثيق كل جريمة كبيرة أو صغيرة ترتكب في غزة وسيتعين أيضا مواجهة الآلة الدعاية الإسرائيلية التي تحاول وتسعى إلى تزييف الحقائق وطمس معالم الجريمة والتحصن بمظلة الغرب... والواقع أن كل يوم يمضي فيما تستمر المحرقة يحمل معه المزيد من الجرائم المتوحشة ويكشف أكثر وأكثر عن بشاعة وفظاعة الاحتلال ولكن أيضا عن عدمية المجتمع الدولي بكل مؤسساته السياسية والقانونية التي تقف عاجزة أمام آلة الموت الإسرائيلي التي تجد لها في صمت القوى الكبرى والدعم العسكري اللامتناهي ما يدفعها لاقتراف المزيد ..
نقول هذا الكلام وقد مر نحو شهر على قرار مجلس الأمن الدولي إيقاف الحرب دون أن يغير ذلك من المشهد شيء، تماما كما هو الحال بشأن قرار العدل الدولية والمرافعة التاريخية لجنوب إفريقيا ولعديد الدول التي فضحت ممارسات الاحتلال بالاعتماد على وسائل إدانة وثائق لا يرقى لها شك ..
ومع تكرر الدعوات والمطالب بفرض حظر عسكري على كيان الاحتلال والتوقف عن إمداده بمزيد الذخيرة والسلاح يأتي الرد الأمريكي ليقوض ذلك ويمنح هذا الكيان الفرصة تلو الفرصة لمواصلة جرائم الإبادة التي يقترفها وآخرها "الفيتو" الأمريكي الذي أجهض فرصة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على اعتبار انه لا المكان مناسب لهذا الطرح ولا الوقت أيضا مناسب.. وليس من الواضح متى يصبح الأمر مناسبا وهل سيتعين انتظار أن يقدم الاحتلال على إبادة كل الشعب الفلسطيني ليعبر عن أسفه ويذرف دموع التماسيح ..
طبعا حتى هذه المرحلة ليس من الواضح ما هو عدد المرضى والمصابين الذين دفنوا أحياء، ولكن ما هو واضح أن معدل الهجمات الشهرية على المستشفيات في غزة منذ بداية عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي أعلى من أي صراع آخر في الآونة الأخيرة على مستوى العالم وفق تقارير دولية، حيث بلغ متوسط الهجمات 73 هجومًا كل شهر. وتم رصد أكثر من أربع مائة هجوم على المرافق الصحية أو العاملين في القطاع الصحي في غزة خلال ستة أشهر خلال ستة أشهر من وهو رقم يتجاوز عدد الهجمات شهريًا في جميع الدول التي مزقتها الحروب منذ عام 2018، بما في ذلك أوكرانيا التي لديها ثاني أكبر عدد بـ 67 هجومًا شهريًا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية بمتوسط 11 هجومًا شهريًا...
غزة أمام آلة قتل لا تتوقف وهي آلة متعطشة للقتل والدم ولا يبدو أنها يمكن أن تتوقف من تلقاء نفسها ..
اسيا العتروس
انتظر المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان أربعة أشهر كاملة ليخرج ببيان باهت يعرب فيه عن قلقه إزاء ما يجري في غزة.. ولا يبدو بعد نحو سبعة أشهر على حرب الإبادة أن المؤتمن على العدالة الدولية في الجنائية الدولية تجاوز حالة القلق أوهو مستنفر لبدء التحقيقات في جرائم الإبادة المستمرة في غزة ..
لا نعلم إن كان المدعي العام كريم خان سيخرج عن صمته ويندد بالمقابر الجماعية التي تم كشفها أمس في غزة ويصدر قرارا بملاحقة الجناة أم انه لن يخرج من حالة التعبير عن القلق... الأرجح أن المدعية العامة بن سودة التي سبقته إلى هذا المنصب كانت أكثر جرأة في مواجهة سلطات الاحتلال الإسرائيلي ولهذا السبب فهي تلاحق اليوم في أمريكا وتثار ضدها اتهامات بالفساد المالي.. المدعي العام كريم خان تحمل مشقة الذهاب إلى تل أبيب والالتقاء بأهالي الأسرى الإسرائيليين هناك ولكن شجاعته خانته ولم تدفعه للذهاب إلى غزة فقد توقف عند حدود رفع ولم يغامر بالدخول إلى القطاع للاطلاع على ما يجري ويبدو أن كيان الاحتلال لم يمنحه الترخيص للقيام بهذه المهمة ..
مقابر جماعية تضم عشرات الجثث تم انتشالها أمس من ثلاث مواقع طبية استهدفها الاحتلال الإسرائيلي في هجماته المتكررة على مستشفيات غزة، والأرجح أن الأسوأ لم يحصل بعد والصدمة الأكبر قد لا تتأخر كثيرا عندما يتم الكشف عما يوجد تحت الأنقاض من جثث مشوهة ومبتورة الأعضاء ..
مشهد آخر من مشاهد الإبادة المستمرة منذ مائتي يوم تعرض فيها قطاع غزة لكل أنواع الجرائم التي لم تستثن طفلا أو امرأة أو شيخا أو مريضا أو مصابا أو جريحا وهو ما يعني أنه سيتعين توثيق كل جريمة كبيرة أو صغيرة ترتكب في غزة وسيتعين أيضا مواجهة الآلة الدعاية الإسرائيلية التي تحاول وتسعى إلى تزييف الحقائق وطمس معالم الجريمة والتحصن بمظلة الغرب... والواقع أن كل يوم يمضي فيما تستمر المحرقة يحمل معه المزيد من الجرائم المتوحشة ويكشف أكثر وأكثر عن بشاعة وفظاعة الاحتلال ولكن أيضا عن عدمية المجتمع الدولي بكل مؤسساته السياسية والقانونية التي تقف عاجزة أمام آلة الموت الإسرائيلي التي تجد لها في صمت القوى الكبرى والدعم العسكري اللامتناهي ما يدفعها لاقتراف المزيد ..
نقول هذا الكلام وقد مر نحو شهر على قرار مجلس الأمن الدولي إيقاف الحرب دون أن يغير ذلك من المشهد شيء، تماما كما هو الحال بشأن قرار العدل الدولية والمرافعة التاريخية لجنوب إفريقيا ولعديد الدول التي فضحت ممارسات الاحتلال بالاعتماد على وسائل إدانة وثائق لا يرقى لها شك ..
ومع تكرر الدعوات والمطالب بفرض حظر عسكري على كيان الاحتلال والتوقف عن إمداده بمزيد الذخيرة والسلاح يأتي الرد الأمريكي ليقوض ذلك ويمنح هذا الكيان الفرصة تلو الفرصة لمواصلة جرائم الإبادة التي يقترفها وآخرها "الفيتو" الأمريكي الذي أجهض فرصة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على اعتبار انه لا المكان مناسب لهذا الطرح ولا الوقت أيضا مناسب.. وليس من الواضح متى يصبح الأمر مناسبا وهل سيتعين انتظار أن يقدم الاحتلال على إبادة كل الشعب الفلسطيني ليعبر عن أسفه ويذرف دموع التماسيح ..
طبعا حتى هذه المرحلة ليس من الواضح ما هو عدد المرضى والمصابين الذين دفنوا أحياء، ولكن ما هو واضح أن معدل الهجمات الشهرية على المستشفيات في غزة منذ بداية عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي أعلى من أي صراع آخر في الآونة الأخيرة على مستوى العالم وفق تقارير دولية، حيث بلغ متوسط الهجمات 73 هجومًا كل شهر. وتم رصد أكثر من أربع مائة هجوم على المرافق الصحية أو العاملين في القطاع الصحي في غزة خلال ستة أشهر خلال ستة أشهر من وهو رقم يتجاوز عدد الهجمات شهريًا في جميع الدول التي مزقتها الحروب منذ عام 2018، بما في ذلك أوكرانيا التي لديها ثاني أكبر عدد بـ 67 هجومًا شهريًا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية بمتوسط 11 هجومًا شهريًا...
غزة أمام آلة قتل لا تتوقف وهي آلة متعطشة للقتل والدم ولا يبدو أنها يمكن أن تتوقف من تلقاء نفسها ..