العقل ينذرنا بما ينبغي تجنبه، والقلب يقول لنا ما ينبغي فعله.
الأفكار تسبب التفكير، والعقل يسبب الوجود.
ليس هناك حدود للعقل يقف عندها سوى تلك التي اقتنعنا بوجودها.
هنالك في أي وضع أو أزمة ما يعرف بالنظام المؤسسي الناتج عن الصراع، وعلى الصراع كما يوجهه هذا النظام.
أبرز القيم السياسية، هي الاعتراف بأولوية الحق على العالم، حسنا، من تعدد الغايات التي يسعى إليها المواطنون بما يتّجه إلى الاقتناع الذي بموجبه يتم بناء جميع القيم تكون متوافقة بما يفرز حلّا عالميا لجميع المشاكل الإنسانية.
إن للسياسة معاييرها الخاصة، التي تعمل بطريقتها الخاصة فيما يتعلق بالمجالات المتنوعة والمستقلة نسبيًا التي يمارس فيها فكر الإنسان وعمله، خاصة فيما يتعلق بالمجال الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي.
هذا المعيار، كما هو الحال في هذه المجالات الأخرى، يتوافق مع تمييز أساسي. وكما هو الحال بالنسبة للتمييز بين القبيح والجميل بالنسبة للنظام الجمالي، فإن التمييز بين العدو والصديق هو التمييز المحدد للسياسة: العدو هو الغريب الذي يمكن الصراع معه، والذي لا يمكن حله عن طريق تدخل طرف ثالث أو بالرجوع إلى معيار محدد مسبقًا وأعلى .
إنه يجعل من الممكن التعبير عن درجة الاتحاد أو الانفصال أو الارتباط بين الدول أو بين المجموعات داخل نفس الدولة.
إن صياغة مثل هذا المعيار تُفهم ضد الرؤية السلمية للسياسة، ولكن أيضًا ضد اختزال مفهوم السياسة في الدولة بمعادلة: مفهوم الدولة يفترض مفهوم السياسة.
فالمعادلة النظرية: الدولة والسياسة تم تحديدها بشكل مناسب ضمن إطار الدولة الأوروبية الكلاسيكية، التي أسست السلام الداخلي ومارست السياسة بالمعنى الحقيقي للمصطلح فقط في السياسة الخارجية، وقررت علاقات الصداقة، أو العداء مع دول أخرى ذات سيادة. لكن عصر الدولة الأوروبية الكلاسيكية قد انتهى، أو على الأقل في تراجع. لذلك فمن المناسب وعلى ضوء كلّ هذه المستجدات أن نتجه إلى نظرة جديدة لمفهوم السياسة.
إن فكرة العالم الغربي تعود اليوم في النقاش السياسي، وهو نقاش حيوي بشكل خاص بسبب المواقف المعلنة حول حرب غزة، من المهم مواجهة متعمقة للأفكار حول العالم الغربي الذي مكّن من التقدم في الحضارة مثل عصر التنوير ولكنه أنتج أيضًا الاستعمار وجرائمه.
إن الجدل حول العالم الغربي لا يجب أن يتبلور على ماهيته فقط، بل كذلك على العلاقات التي يحافظ عليها مع بقية العالم ومواقفه منها: الصراعات، الحروب، الأمن، الحماية، التوترات، الانقسامات، الهيمنة..
الاهتمامات بالنظام هي في المقام الأول إستراتيجية وتوازن القوى. . ومن الواضح أن هذا ليس من قبيل الصدفة.
هناك بطبيعة الحال حقائق عالم الصراع والعنف الذي لا يستطيع أحد الهروب منه. والأهم من ذلك، هناك الأزمة النظامية للرأسمالية التي تجعل العالم الغربي عالما انانيا شوفينيا هشا حتى في مواقفه.
لكن يبقى السّؤال الأهم كيف يمكن أن نستخلص كل التبعات من أزمة ناجمة عن نظام غربي في نهاية تناقضاته ونحن بعيدون كل البعد عن ذلك، كما يتضح من الجدل الإعلامي المروع الحالي، وهو نوع من الكذب الدائم حول حقائق العالم. خلل العقل والوعي الغربيين هو أنه لا يتحرّك و لا يرى إلا ما يريد ويرغب هو، بما يتماشى مع مشاريعه وأجنداته.
فالرؤية المصلحية النفعية، المسيطرة على الوعي الغربي، فيها وهم القوة أكثر من واقعية الأرض.
يرويها: ابوبكر الصغير
العقل ينذرنا بما ينبغي تجنبه، والقلب يقول لنا ما ينبغي فعله.
الأفكار تسبب التفكير، والعقل يسبب الوجود.
ليس هناك حدود للعقل يقف عندها سوى تلك التي اقتنعنا بوجودها.
هنالك في أي وضع أو أزمة ما يعرف بالنظام المؤسسي الناتج عن الصراع، وعلى الصراع كما يوجهه هذا النظام.
أبرز القيم السياسية، هي الاعتراف بأولوية الحق على العالم، حسنا، من تعدد الغايات التي يسعى إليها المواطنون بما يتّجه إلى الاقتناع الذي بموجبه يتم بناء جميع القيم تكون متوافقة بما يفرز حلّا عالميا لجميع المشاكل الإنسانية.
إن للسياسة معاييرها الخاصة، التي تعمل بطريقتها الخاصة فيما يتعلق بالمجالات المتنوعة والمستقلة نسبيًا التي يمارس فيها فكر الإنسان وعمله، خاصة فيما يتعلق بالمجال الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي.
هذا المعيار، كما هو الحال في هذه المجالات الأخرى، يتوافق مع تمييز أساسي. وكما هو الحال بالنسبة للتمييز بين القبيح والجميل بالنسبة للنظام الجمالي، فإن التمييز بين العدو والصديق هو التمييز المحدد للسياسة: العدو هو الغريب الذي يمكن الصراع معه، والذي لا يمكن حله عن طريق تدخل طرف ثالث أو بالرجوع إلى معيار محدد مسبقًا وأعلى .
إنه يجعل من الممكن التعبير عن درجة الاتحاد أو الانفصال أو الارتباط بين الدول أو بين المجموعات داخل نفس الدولة.
إن صياغة مثل هذا المعيار تُفهم ضد الرؤية السلمية للسياسة، ولكن أيضًا ضد اختزال مفهوم السياسة في الدولة بمعادلة: مفهوم الدولة يفترض مفهوم السياسة.
فالمعادلة النظرية: الدولة والسياسة تم تحديدها بشكل مناسب ضمن إطار الدولة الأوروبية الكلاسيكية، التي أسست السلام الداخلي ومارست السياسة بالمعنى الحقيقي للمصطلح فقط في السياسة الخارجية، وقررت علاقات الصداقة، أو العداء مع دول أخرى ذات سيادة. لكن عصر الدولة الأوروبية الكلاسيكية قد انتهى، أو على الأقل في تراجع. لذلك فمن المناسب وعلى ضوء كلّ هذه المستجدات أن نتجه إلى نظرة جديدة لمفهوم السياسة.
إن فكرة العالم الغربي تعود اليوم في النقاش السياسي، وهو نقاش حيوي بشكل خاص بسبب المواقف المعلنة حول حرب غزة، من المهم مواجهة متعمقة للأفكار حول العالم الغربي الذي مكّن من التقدم في الحضارة مثل عصر التنوير ولكنه أنتج أيضًا الاستعمار وجرائمه.
إن الجدل حول العالم الغربي لا يجب أن يتبلور على ماهيته فقط، بل كذلك على العلاقات التي يحافظ عليها مع بقية العالم ومواقفه منها: الصراعات، الحروب، الأمن، الحماية، التوترات، الانقسامات، الهيمنة..
الاهتمامات بالنظام هي في المقام الأول إستراتيجية وتوازن القوى. . ومن الواضح أن هذا ليس من قبيل الصدفة.
هناك بطبيعة الحال حقائق عالم الصراع والعنف الذي لا يستطيع أحد الهروب منه. والأهم من ذلك، هناك الأزمة النظامية للرأسمالية التي تجعل العالم الغربي عالما انانيا شوفينيا هشا حتى في مواقفه.
لكن يبقى السّؤال الأهم كيف يمكن أن نستخلص كل التبعات من أزمة ناجمة عن نظام غربي في نهاية تناقضاته ونحن بعيدون كل البعد عن ذلك، كما يتضح من الجدل الإعلامي المروع الحالي، وهو نوع من الكذب الدائم حول حقائق العالم. خلل العقل والوعي الغربيين هو أنه لا يتحرّك و لا يرى إلا ما يريد ويرغب هو، بما يتماشى مع مشاريعه وأجنداته.
فالرؤية المصلحية النفعية، المسيطرة على الوعي الغربي، فيها وهم القوة أكثر من واقعية الأرض.