إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الشاعر والناشر حمد الحاجي لـ"الصباح": الكتاب الرقمي هو مستقبل النشر لكن الكتاب الورقي باق ولا مجال لذوبانه

 

محسن بن احمد

عاد الى تونس بعد اكثر من عشرين سنة قضاها بين عديد الدول الأوروبية والعربية بحكم التزاماته المهنية , التزامات لم تمنعه من معانقة الكتابة والكتاب فكانت الغربة ملهمته الأولى في نحت مسيرة إبداعية أرادها ان تكون المرآة العاكسة لحياة مليئة بالزخم والاحداث والمواقف والخيارات على اكثر من صعيد.

 هو الكاتب والشاعر الدكتور حمد الحاجي الذي يسعى جاهدا بعد هذه العودة ان يكون له موطأ قدم راسخ وثابت في الساحة الثقافية التونسية والعربية على حد السواء فكان ان بادر ببعث دار للنشر " دار الادب الوجيز " التي أرادها ان تكون استثنائية في توجهاتها وأهدافها وانتصارا لنشر راق على أكثر من مستوى.

يقول الدكتور حمد الحاجي في لقاء جمعه بـ"الصباح " ان ما اكتشفه في الساحة الثقافية التونسية اليوم جعله يتساءل لماذا هذا الكم من " التنمر" الذي نعيش على وقعه، من ذلك ان أي احتفاء كاتب ما بإصدار جديد له يجد نفسه في مواجهة تنمر من خلال نقد لا يهتم بالأثر ومضمونه والعمل على توجيهه لأجل كتابة أفضل فيها تطور وتجديد بقدر ما يبحث في خصوصيات صاحبه وتهميشه والنيل من معنوياته".

ويضيف محدثنا قائلا: "امر اخر استرعى انتباهي في قطاع النشر وهو التعاطي بالمنطق التجاري الصرف في هذا القطاع على حساب الجودة والإضافة المعرفية التي يمكن ان يقدمها الأثر الجديد للمتلقي الى جانب المحسوبية والمحاباة، لقد اختلط الحابل بالنابل"- والكلام للدكتور حمد الحاجي – "في قطاع النشر وهو ما تطلب منا اعداد خطة خاصة بعد حصر هذه النقائص التي أضرت بالكتاب وصاحبه في 5 نقاط ضمانا لمقروئية الكتاب مستقبلا وهذه النقائص الخمس تتمثل في الآتي:

-غياب واضح لما يمكن ان نصفه بـ" تجنيس النصوص " بمعنى إعطاء كل اثر الصفة التي يجب ان يكون عليها وفي هذا المجال فان العديد من الإصدارات الأدبية لا يتطابق مضمونها مع العنوان الرئيسي لها فمثلا نقرا على غلاف الكتاب انه " مجموعة قصصية " وفي واقع الامر انه " مجموعة خواطر " لا علاقة لها بفن القص القصير، فاصبح من الضروري انتداب محرر متمكن ومتمرس للقيام والإشراف على عملية " تجنيس الناثر " ثم مشاركة صاحب الأثر في المخطوط بالشطب وإعادة التبويب والتطريز لأننا بكل اسف لاحظنا ان الكاتب يقدم مؤلفه الى دار النشر بكل ما فيها من أخطاء لغوية وتراكيب وتداخل في الأفكار على اعتبار ان همه هو اصدار الأثر بدرجة أولى".

"جانب اخر يعاني منه قطاع النشر في تونس و سعينا الى تداركه ويتمثل في غياب لجان القراءة المتمرسة التي لها باع في الكتابة الأدبية بحسب النوع والجنس"

"ثالث الهنات التي يعاني منها قطاع النشر في تونس، الترويج الثقافي الذي لا علاقة له بما اسميه بفن التسويق فاصبح من الضروري على كل عضو في لجنة القراءة اعداد قراءتان جماليتان للأثر والعمل على التعريف بها في مختلف الوسائل الإعلامية".

" لا حظنا" - كما يؤكد على ذلك الدكتور حمد الحاجي- "اختلاط الحابل بالنابل في قطاع النشر ومن هذا المنطلق فان للجنة القراءة كامل الصلاحية لاجازة اثر ادبي واعلام صاحبه بان مؤلفه اصبح قابلا للتداول مادام قد امتثل لكل توجيهات ونصائح لجنة القراءة "

"بعد تجاوز هذه الهنات الأربع بسلام يكون للأثر الادبي حظ كبير في تبني دار النشر إصداره على نفقتها في صورة حصوله على اجماع كامل أعضاء لجنة القراءة لذلك مع ضمان حقوق الكاتب"

**الكتاب الرقمي .. هو المستقبل ...لكن؟

وشدد الدكتور حمد الحاجي في هذا اللقاء معه على "ان مستقبل النشر يكمن في الكتاب الرقمي على اعتبار تتالي الدعوات على المستوى العربي من ذلك انه في مصر تم بعث " لجنة الادب الرقمي بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر " وفي تونس اعلن الدكتور العادل خضر رئيس اتحاد الكتاب التونسيين عن توجه الاتحاد الى رقمنة الابداع الادبي التونسي لكن وبكل تواضع أؤكد ان " دار الادب الوجيز " هي صاحبة الريادة في هذا التوجه من خلال العمل على رقمنة الكتب الأدبية التي تنشرها من ذلك تتم قراءة النص شبكيا محمولا على أجهزة التواصل الاجتماعي وكل الوسائل التكنولوجية والتقنية والعنكبوتية المتاحة بالاعتماد على تطبيقة خاصة في الأثر تحمل القارئ اليه ليتخلص بذلك من القراءة الافقية الورقية المعتادة وتجعل منه نصا تفاعليا ينبض بالحياة".

وجوابا عن سؤال ما اذا كان هذا التوجه للكتاب الرقمي يعني قرب اضمحلال الكتاب الورقي قال الدكتور حمد الحاجي " لا، الكتاب الورقي باق مادام هناك ابداع وهناك مبدعون في مختلف المجالات الثقافية والفكرية والأدبية، رائحة الورق جذابة"

وختم الدكتور حمد الحاجي هذا اللقاء بالإشارة إلى انه متفائل بقطاع النشر مستقبلا بشرط الالتزام بقواعده وشروطه النبيلة التي تعمل على شد انتباه القارئ اعتبارا للقيمة الإبداعية والفنية والمعرفية للأثر وصدوره في طبعة انيقة تسر الناظر اليها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الشاعر والناشر حمد الحاجي لـ"الصباح":  الكتاب الرقمي هو مستقبل النشر لكن الكتاب الورقي باق ولا مجال لذوبانه

 

محسن بن احمد

عاد الى تونس بعد اكثر من عشرين سنة قضاها بين عديد الدول الأوروبية والعربية بحكم التزاماته المهنية , التزامات لم تمنعه من معانقة الكتابة والكتاب فكانت الغربة ملهمته الأولى في نحت مسيرة إبداعية أرادها ان تكون المرآة العاكسة لحياة مليئة بالزخم والاحداث والمواقف والخيارات على اكثر من صعيد.

 هو الكاتب والشاعر الدكتور حمد الحاجي الذي يسعى جاهدا بعد هذه العودة ان يكون له موطأ قدم راسخ وثابت في الساحة الثقافية التونسية والعربية على حد السواء فكان ان بادر ببعث دار للنشر " دار الادب الوجيز " التي أرادها ان تكون استثنائية في توجهاتها وأهدافها وانتصارا لنشر راق على أكثر من مستوى.

يقول الدكتور حمد الحاجي في لقاء جمعه بـ"الصباح " ان ما اكتشفه في الساحة الثقافية التونسية اليوم جعله يتساءل لماذا هذا الكم من " التنمر" الذي نعيش على وقعه، من ذلك ان أي احتفاء كاتب ما بإصدار جديد له يجد نفسه في مواجهة تنمر من خلال نقد لا يهتم بالأثر ومضمونه والعمل على توجيهه لأجل كتابة أفضل فيها تطور وتجديد بقدر ما يبحث في خصوصيات صاحبه وتهميشه والنيل من معنوياته".

ويضيف محدثنا قائلا: "امر اخر استرعى انتباهي في قطاع النشر وهو التعاطي بالمنطق التجاري الصرف في هذا القطاع على حساب الجودة والإضافة المعرفية التي يمكن ان يقدمها الأثر الجديد للمتلقي الى جانب المحسوبية والمحاباة، لقد اختلط الحابل بالنابل"- والكلام للدكتور حمد الحاجي – "في قطاع النشر وهو ما تطلب منا اعداد خطة خاصة بعد حصر هذه النقائص التي أضرت بالكتاب وصاحبه في 5 نقاط ضمانا لمقروئية الكتاب مستقبلا وهذه النقائص الخمس تتمثل في الآتي:

-غياب واضح لما يمكن ان نصفه بـ" تجنيس النصوص " بمعنى إعطاء كل اثر الصفة التي يجب ان يكون عليها وفي هذا المجال فان العديد من الإصدارات الأدبية لا يتطابق مضمونها مع العنوان الرئيسي لها فمثلا نقرا على غلاف الكتاب انه " مجموعة قصصية " وفي واقع الامر انه " مجموعة خواطر " لا علاقة لها بفن القص القصير، فاصبح من الضروري انتداب محرر متمكن ومتمرس للقيام والإشراف على عملية " تجنيس الناثر " ثم مشاركة صاحب الأثر في المخطوط بالشطب وإعادة التبويب والتطريز لأننا بكل اسف لاحظنا ان الكاتب يقدم مؤلفه الى دار النشر بكل ما فيها من أخطاء لغوية وتراكيب وتداخل في الأفكار على اعتبار ان همه هو اصدار الأثر بدرجة أولى".

"جانب اخر يعاني منه قطاع النشر في تونس و سعينا الى تداركه ويتمثل في غياب لجان القراءة المتمرسة التي لها باع في الكتابة الأدبية بحسب النوع والجنس"

"ثالث الهنات التي يعاني منها قطاع النشر في تونس، الترويج الثقافي الذي لا علاقة له بما اسميه بفن التسويق فاصبح من الضروري على كل عضو في لجنة القراءة اعداد قراءتان جماليتان للأثر والعمل على التعريف بها في مختلف الوسائل الإعلامية".

" لا حظنا" - كما يؤكد على ذلك الدكتور حمد الحاجي- "اختلاط الحابل بالنابل في قطاع النشر ومن هذا المنطلق فان للجنة القراءة كامل الصلاحية لاجازة اثر ادبي واعلام صاحبه بان مؤلفه اصبح قابلا للتداول مادام قد امتثل لكل توجيهات ونصائح لجنة القراءة "

"بعد تجاوز هذه الهنات الأربع بسلام يكون للأثر الادبي حظ كبير في تبني دار النشر إصداره على نفقتها في صورة حصوله على اجماع كامل أعضاء لجنة القراءة لذلك مع ضمان حقوق الكاتب"

**الكتاب الرقمي .. هو المستقبل ...لكن؟

وشدد الدكتور حمد الحاجي في هذا اللقاء معه على "ان مستقبل النشر يكمن في الكتاب الرقمي على اعتبار تتالي الدعوات على المستوى العربي من ذلك انه في مصر تم بعث " لجنة الادب الرقمي بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر " وفي تونس اعلن الدكتور العادل خضر رئيس اتحاد الكتاب التونسيين عن توجه الاتحاد الى رقمنة الابداع الادبي التونسي لكن وبكل تواضع أؤكد ان " دار الادب الوجيز " هي صاحبة الريادة في هذا التوجه من خلال العمل على رقمنة الكتب الأدبية التي تنشرها من ذلك تتم قراءة النص شبكيا محمولا على أجهزة التواصل الاجتماعي وكل الوسائل التكنولوجية والتقنية والعنكبوتية المتاحة بالاعتماد على تطبيقة خاصة في الأثر تحمل القارئ اليه ليتخلص بذلك من القراءة الافقية الورقية المعتادة وتجعل منه نصا تفاعليا ينبض بالحياة".

وجوابا عن سؤال ما اذا كان هذا التوجه للكتاب الرقمي يعني قرب اضمحلال الكتاب الورقي قال الدكتور حمد الحاجي " لا، الكتاب الورقي باق مادام هناك ابداع وهناك مبدعون في مختلف المجالات الثقافية والفكرية والأدبية، رائحة الورق جذابة"

وختم الدكتور حمد الحاجي هذا اللقاء بالإشارة إلى انه متفائل بقطاع النشر مستقبلا بشرط الالتزام بقواعده وشروطه النبيلة التي تعمل على شد انتباه القارئ اعتبارا للقيمة الإبداعية والفنية والمعرفية للأثر وصدوره في طبعة انيقة تسر الناظر اليها.