إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بتكليف من رئيس الجمهورية.. رئيس الحكومة يؤدي زيارة إلى الصين.. تونس تعدل بوصلتها شرقا

تونس-الصباح

  يؤدي رئيس الحكومة كمال المدوري زيارة إلى بيكين بعد أن كان رئيس الجمهورية قد قام بزيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية من 28 ماي  إلى 1 جوان 2024 وتُوّجت بإقامة علاقات شراكة إستراتيجية بين تونس والصين، إلى جانب إبرام عدد من الاتفاقيات الأخرى بين البلدين  تعلقت بجملة من مجالات التعاون وفي مقدّمتها النقل والصحة والبنية التحتية. وقد أكد رئيس الجمهورية خلال لقائه أول أمس الأحد برئيس الحكومة أن المحادثات قد انطلقت منذ أسابيع خاصة لاقتناء عدد من الحافلات والعربات للتخفيف من معاناة التونسيين إلى جانب المحادثات المتعلّقة بمدينة الأغالبة الصحية، مشيرا إلى أنه قد تم تذليل كل الصعوبات للانطلاق في إنجاز هذه المشاريع.

كما لا ننسى أن التوجه شرقا هو الهدف الأبرز بالنسبة لتونس منذ فترة، ففي ظل المتغيرات الدولية المتسارعة تحاول تونس تنويع علاقاتها الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية لأكثر من هدف فقد عدلت تونس بوصلتها على الشرق إذ هناك مجالات تعاون عديدة مع الصين واليابان وروسيا.. مع الحفاظ على علاقاتها التقليدية .

وحول أهداف هذه الزيارة والأفاق المنتظرة أن تفتحها وأبعادها السياسية والاقتصادية تحدثت "الصباح" مع عبد الله العبيدي الديبلوماسي السابق الذي أفاد أن رئيس الجمهورية أذن لرئيس الحكومة بجرد لكل المشاريع المعطلة وفور هذا الإعلان قام سفير الصين مؤخرا بزيارة رئيس الحكومة من أجل التباحث حول الملفات المطروحة.

وبين محدثنا أن رئيس الحكومة سيتنقل إلى الصين الشعبية رفقة فريق حكومي مطلع على الملفات المطروحة وشروط انجاز وإتمام هذه المشاريع.

وأردف عبد الله العبيدي أن الهدف من الزيارة الاطلاع على تكلفة المشاريع  وإجراءات تيسير القروض وفترة الإمهال،وفق قوله .

واعتبر أن التعاون مع الصين يتنزل في إطار توفير التمويلات اللازمة لإنجاز عدة مشاريع في كل المجالات أهمها تشييد الطرقات والجسور وفي مجال المياه وأيضا إحداث المدينة الصحية بالقيروان، إذ أن الهدف من الزيارة الوقوف على حجم الموارد التي تتوفر لدى تونس وما يمكن تعبئته من قروض ومدى استعدادات الصين لمساعدتها على انجاز المشاريع،  ما يعني أن هذه المرحلة تتنزل في إطار الاستعداد لإبرام صفقات بين الجانبين التونسي والصيني.

أهداف سياسية

وشرح الديبلوماسي السابق أن من يسعى لدعم هذه المشاريع له أهداف سياسية، فالصين تسعى لدعم تواجدها في المنطقة، وتونس تجاور كل من الجزائر وليبيا إذ أن "ربط علاقات مع ليبيا، مثلا، هو خطوة في اتجاه بناء تعاون بالنظر إلى ما تزخر به من طاقة ومن موارد طبيعية خاصة وأنها تعتبر بوابة مهمة  للاتجاه نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل التعاون وبناء شراكات مثمرة"، على حد تعبيره.

وبين  الديبلوماسي السابق أن الصين في السنوات الأخيرة تبحث عن مناطق جديدة بعيدا عن المحيط الهادي حيث بدأت بالدخول في تحالفات وتشكيل خارطة جيوسياسية جديدة على المستوى الإقليمي في علاقة بأوروبا وما جاورها والمنطقة العربية الإسلامية وعلى نطاق أوسع فيما يتعلق بتشكل الخارطة العالمية ككل.

الانضمام إلى مجموعة "البريكس" صعب

وعن تواصل الحديث حول أهمية هذه الزيارة وجدوى انضمام بلادنا إلى مجموعة "البريكس" التي تتكون من بلدان البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا كقوة وتجمع اقتصادي صاعد في العالم اليوم، خاصة وأن البعض يعتبر في انضمام تونس إلى هذه المجموعة هو الحل للخروج من الوضع الصعب الذي تمر به، وذلك بعد الصعوبات والأزمات الاقتصادية التي عرفتها في السنوات الأخيرة، أفادنا عبد الله العبيدي أنه من الصعب انضمام تونس إلى هذه المجموعة إذ من المهم أن تتوفر في بلادنا عدة شروط، مبرزا أن تونس حاليا  لا يمكنها الانضمام إلى أي مجموعة لأن قبول عضويتها يفرض عليها أن تقدم الإضافة وأن تكون عضوا فاعلا وقويا إذ أننا نعلم جيدا أن تونس بصدد تسديد ديون قديمة عبر الحصول على قروض جديدة مشيرا إلى أن عضوية الجزائر، رغم أن وضعيتها أفضل، مازالت قيد الدرس.

واعتبر أن تونس تسعى لدعم موقعها الجيوإستراتيجي مقابل مساعدة مالية اقتصادية.

وأكد عبد الله العبيدي أنه من المهم محافظة تونس على تنويع علاقاتها عبر تدعيم ديبلوماسيتها خاصة وأن تنويع العلاقات يتنزل في صلب تقاليد الديبلوماسية التونسية.

حنان قيراط

بتكليف من رئيس الجمهورية.. رئيس الحكومة يؤدي زيارة إلى الصين.. تونس تعدل بوصلتها شرقا

تونس-الصباح

  يؤدي رئيس الحكومة كمال المدوري زيارة إلى بيكين بعد أن كان رئيس الجمهورية قد قام بزيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية من 28 ماي  إلى 1 جوان 2024 وتُوّجت بإقامة علاقات شراكة إستراتيجية بين تونس والصين، إلى جانب إبرام عدد من الاتفاقيات الأخرى بين البلدين  تعلقت بجملة من مجالات التعاون وفي مقدّمتها النقل والصحة والبنية التحتية. وقد أكد رئيس الجمهورية خلال لقائه أول أمس الأحد برئيس الحكومة أن المحادثات قد انطلقت منذ أسابيع خاصة لاقتناء عدد من الحافلات والعربات للتخفيف من معاناة التونسيين إلى جانب المحادثات المتعلّقة بمدينة الأغالبة الصحية، مشيرا إلى أنه قد تم تذليل كل الصعوبات للانطلاق في إنجاز هذه المشاريع.

كما لا ننسى أن التوجه شرقا هو الهدف الأبرز بالنسبة لتونس منذ فترة، ففي ظل المتغيرات الدولية المتسارعة تحاول تونس تنويع علاقاتها الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية لأكثر من هدف فقد عدلت تونس بوصلتها على الشرق إذ هناك مجالات تعاون عديدة مع الصين واليابان وروسيا.. مع الحفاظ على علاقاتها التقليدية .

وحول أهداف هذه الزيارة والأفاق المنتظرة أن تفتحها وأبعادها السياسية والاقتصادية تحدثت "الصباح" مع عبد الله العبيدي الديبلوماسي السابق الذي أفاد أن رئيس الجمهورية أذن لرئيس الحكومة بجرد لكل المشاريع المعطلة وفور هذا الإعلان قام سفير الصين مؤخرا بزيارة رئيس الحكومة من أجل التباحث حول الملفات المطروحة.

وبين محدثنا أن رئيس الحكومة سيتنقل إلى الصين الشعبية رفقة فريق حكومي مطلع على الملفات المطروحة وشروط انجاز وإتمام هذه المشاريع.

وأردف عبد الله العبيدي أن الهدف من الزيارة الاطلاع على تكلفة المشاريع  وإجراءات تيسير القروض وفترة الإمهال،وفق قوله .

واعتبر أن التعاون مع الصين يتنزل في إطار توفير التمويلات اللازمة لإنجاز عدة مشاريع في كل المجالات أهمها تشييد الطرقات والجسور وفي مجال المياه وأيضا إحداث المدينة الصحية بالقيروان، إذ أن الهدف من الزيارة الوقوف على حجم الموارد التي تتوفر لدى تونس وما يمكن تعبئته من قروض ومدى استعدادات الصين لمساعدتها على انجاز المشاريع،  ما يعني أن هذه المرحلة تتنزل في إطار الاستعداد لإبرام صفقات بين الجانبين التونسي والصيني.

أهداف سياسية

وشرح الديبلوماسي السابق أن من يسعى لدعم هذه المشاريع له أهداف سياسية، فالصين تسعى لدعم تواجدها في المنطقة، وتونس تجاور كل من الجزائر وليبيا إذ أن "ربط علاقات مع ليبيا، مثلا، هو خطوة في اتجاه بناء تعاون بالنظر إلى ما تزخر به من طاقة ومن موارد طبيعية خاصة وأنها تعتبر بوابة مهمة  للاتجاه نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل التعاون وبناء شراكات مثمرة"، على حد تعبيره.

وبين  الديبلوماسي السابق أن الصين في السنوات الأخيرة تبحث عن مناطق جديدة بعيدا عن المحيط الهادي حيث بدأت بالدخول في تحالفات وتشكيل خارطة جيوسياسية جديدة على المستوى الإقليمي في علاقة بأوروبا وما جاورها والمنطقة العربية الإسلامية وعلى نطاق أوسع فيما يتعلق بتشكل الخارطة العالمية ككل.

الانضمام إلى مجموعة "البريكس" صعب

وعن تواصل الحديث حول أهمية هذه الزيارة وجدوى انضمام بلادنا إلى مجموعة "البريكس" التي تتكون من بلدان البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا كقوة وتجمع اقتصادي صاعد في العالم اليوم، خاصة وأن البعض يعتبر في انضمام تونس إلى هذه المجموعة هو الحل للخروج من الوضع الصعب الذي تمر به، وذلك بعد الصعوبات والأزمات الاقتصادية التي عرفتها في السنوات الأخيرة، أفادنا عبد الله العبيدي أنه من الصعب انضمام تونس إلى هذه المجموعة إذ من المهم أن تتوفر في بلادنا عدة شروط، مبرزا أن تونس حاليا  لا يمكنها الانضمام إلى أي مجموعة لأن قبول عضويتها يفرض عليها أن تقدم الإضافة وأن تكون عضوا فاعلا وقويا إذ أننا نعلم جيدا أن تونس بصدد تسديد ديون قديمة عبر الحصول على قروض جديدة مشيرا إلى أن عضوية الجزائر، رغم أن وضعيتها أفضل، مازالت قيد الدرس.

واعتبر أن تونس تسعى لدعم موقعها الجيوإستراتيجي مقابل مساعدة مالية اقتصادية.

وأكد عبد الله العبيدي أنه من المهم محافظة تونس على تنويع علاقاتها عبر تدعيم ديبلوماسيتها خاصة وأن تنويع العلاقات يتنزل في صلب تقاليد الديبلوماسية التونسية.

حنان قيراط