- مكافحة الجريمة المنظمة وكذلك الهجرة غير الشرعية لا تعني تونس والجزائر فقط
-قطار تونس–عنابة يعزز التبادل التجاري وينشّط المناطق الحدودية المشتركة
-الاستقرار في تونس هو استقرار للجزائر والعكس صحيح
-النجاح في هذه الانتخابات سيدعم الاستقرار الداخلي ويعزز من دور الجزائر في الساحة الإقليمية والدولية
-تعزيز دور الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات وتوسيع نطاق مشاركتها لضمان مراقبة فعّالة
تونس-الصباح
أورد سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بتونس عزوز باعلال أن الانتخابات -في إشارة إلى الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الذي سيجرى في الجزائر يوم 7 سبتمبر الجاري- تشكل فرصة لتعزيز المسار الديمقراطي والاستقرار السياسي.
وأضاف على هامش الحوار الذي خص به "الصباح" أن النجاح في هذه الانتخابات سيدعم الاستقرار الداخلي ويٌعزّز من دور الجزائر على الساحة الإقليمية والدولية، مشيرا في الإطار نفسه إلى أن السلطات الجزائرية وضعت نصب أعينها ضمان أن تكون هذه الانتخابات نزيهة وشفافة، ولهذا تم تعزيز دور الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات وتوسيع نطاق مشاركتها لضمان مراقبة فعّالة.
اللّقاء تعرض أيضا بالتوازي مع الاستحقاق الرئاسي المرتقب إلى التعاون والتنسيق الثنائي بين البلدين لاسيما على مستوى مكافحة الهجرة غير النظامية، ليشير السفير الجزائري في هذا الخصوص إلى أن التنسيق جار بين البلدين لحماية الحدود المشتركة ومكافحة الجريمة المنظمة بكل أشكالها، وكذلك ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي لا تعني تونس والجزائر فقط، مبينا في الإطار نفسه أن التنسيق بين الجزائر وتونس قوي ومستمر.
أما فيما يتعلق بورقة الطريق التي أمضت عليها الجزائر وتونس لتنمية المناطق الحدودية، فقد اعتبر السفير الجزائري أن هذه الخطوة من شأنها أن تفك العزلة عن سكان المناطق الحدودية إلى جانب خلق بيئة مستقرة ومزدهرة على طول الحدود المشتركة بما يساعد بشكل فعال على محاربة كل أشكال التهريب والتجارة الموازية وكذلك الجريمة غير المنظمة والهجرة غير الشرعية، وفيما يلي نص الحوار:
آجرت الحوار : منال حرزي
*تعيش الجزائر على وقع الاستعداد للاستحقاق الانتخابي المزمع إجراؤه يوم 7 سبتمبر الجاري.. فما هي أهمية هذه الانتخابات في السياق الحالي؟
-الانتخابات الرئاسية في الجزائر هي لحظة مهمة في تاريخ البلاد، وتأتي هذه المرة في وقت يمر فيه العالم بتحديات عديدة سواء كانت اقتصادية..، اجتماعية أو سياسية.
وبالنسبة للجزائر تشكل الانتخابات فرصة لتعزيز المسار الديمقراطي والاستقرار السياسي ومواصلة البناء والتشييد.
فالانتخابات تعد محطة لتعزيز الديمقراطية وتتيح للناخبين اختيار قيادة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية. كما تعزز من شرعية المؤسسات وتعكس تحولا سياسيا نوعيا فضلا عن أن النجاح في هذه الانتخابات سيدعم الاستقرار الداخلي ويعزز من دور الجزائر في الساحة الإقليمية والدولية.
*ما هي أهم الاستعدادات التي قامت بها السلطات الجزائرية لضمان شفافية ونزاهة هذه الانتخابات؟
-السلطات الجزائرية وضعت نصب أعينها ضمان أن تكون هذه الانتخابات نزيهة وشفافة، ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها تعزيز دور الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات وتوسيع نطاق مشاركتها لضمان مراقبة فعّالة. كما تم إطلاق حملات توعية للمواطنين حول أهمية المشاركة في الانتخابات. ونستطيع القول أن الاستعدادات للانتخابات الرئاسية تسير وفق الجدول الزمني المحدد ونحن نعمل بجد لضمان أن تكون هذه الانتخابات شفافة ونزيهة. ثم إن الهيئات المعنية قد أكملت معظم التحضيرات اللازمة بما في ذلك إعداد قائمات الناخبين.. وتنظيم مراكز الاقتراع وضمان توفر الموارد اللوجستية اللازمة.
أما في التراب التونسي فإن الانتخابات قد انطلقت أمس وستتواصل إلى غاية يوم 7 سبتمبر الجاري. وقد تم فتح مكاتب جوارية لتسهيل عملية الاقتراع على جاليتنا وعددها 21 مكتبا.
نعمل على تعزيز الوعي لدى المواطنين بشأن عملية التصويت من خلال حملات توعية شاملة بهدف أن يتمكن جميع المواطنين من المشاركة بفعالية وأن تكون العملية الانتخابية سلسة وميسرة.
*هل تتوقعون مشاركة فعّالة للجالية الجزائرية في تونس في هذه الانتخابات وهل هناك مبادرات لتعزيز هذه المشاركة؟
-نحن متفائلون بمشاركة قوية من قبل المواطنين خاصة في ظل الوعي المتزايد بأهمية الصوت الانتخابي. كما تم تسهيل إجراءات التصويت لضمان وصول الجميع إلى مراكز الاقتراع بسهولة تحت إشراف الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات. كما يمكن للناخب التصويت عن طريق الوكالة.
نأمل أن تكون المشاركة الفعّالة للجالية الجزائرية في تونس ملحوظة في الانتخابات الرئاسية القادمة خاصة أنها تعتبر جٌزءا هاما من النسيج الاجتماعي والاقتصادي بين البلدين، ومن الضروري أن تشارك بفعالية في هذه الانتخابات ليكون صوتها مسموعا وتساهم في اختيار القيادة التي تمثل مصالح الشعب الجزائري في الوطن والمهجر.
ولتعزيز هذه المشاركة اتخذت الحكومة الجزائرية عدة مبادرات لفائدة جميع الناخبين في الخارج بما في ذلك الجالية الجزائرية في تونس للمشاركة في العملية الانتخابية حيث تم أولا توفير مراكز تصويت في القنصليات الجزائرية في تونس لتسهيل عملية التصويت. وهذه المراكز مجهزة لتلبية احتياجات الناخبين وتوفير بيئة ملائمة للتصويت.
كما تم القيام بحملات توعية تستهدف الجالية الجزائرية في تونس، تهدف إلى إرشادهم حول كيفية التصويت ثم إن القنصليات الجزائرية تعمل على تسهيل عملية التسجيل والتحديث لسجلات الناخبين في الخارج لضمان أن تكون بياناتهم محدثة وأن يكونوا قادرين على التصويت دون مشاكل.
ما هي رسالتكم للمواطنين الجزائريين؟
الجالية الجزائرية في الخارج جزء لا يتجزأ من الشعب الجزائري ولها دور مهم في هذه الانتخابات وفي كامل الديناميكيات الوطنية. رسالتي لهم هي أن يشاركوا في العملية الانتخابية وأن يٌعبّروا عن آرائهم من خلال صناديق الاقتراع. نحن نعمل جاهدين لتسهيل مشاركتهم في الانتخابات من خلال توفير مراكز اقتراع موزعة على كامل التراب التونسي وتيسير إجراءات التصويت. فمشاركتهم تعزز من ترسيخ الديمقراطية وتؤكد ارتباطهم بوطنهم الأم.
رسالتنا للمواطنين الجزائريين أيضا هي دعوتهم للمشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث يُعتبر التصويت حقاً وواجبا وطنيا هاما. فالانتخابات هي فرصة للتعبير عن تطلعاتهم وآرائهم، والاختيار لمستقبل بلادهم، فضلا عن ذلك فإن مشاركتهم في الانتخابات لا تقتصر على مجرد اختيار قيادات بل تعكس التزامهم بالديمقراطية وتعزز شرعية النظام السياسي في الجزائر.
فكل مشاركة تساهم في تعزيز الديمقراطية وبناء مجتمع أقوى وأكثر استقرار، فلنكن جميعا جزءا من هذا المسعى الوطني ولنستثمر في مستقبل الجزائر من خلال المشاركة الفعالة في الانتخابات.
*العلاقات الثنائية بين الجزائر وتونس شهدت في الآونة الأخيرة دفعا في مختلف الاتجاهات.. كيف تصفونها وما هي أبرز مجالات التعاون؟
-العلاقات بين الجزائر وتونس تاريخية ومتينة و قائمة على الأخوة والتضامن. تربطنا بتونس علاقات سياسية واقتصادية وثقافية وإنسانية عميقة، والتعاون بين البلدين يمتد إلى مختلف المجالات ونحن نٌعززه كل يوم مفضلين العمل والانجاز. دائماً ما كانت الجزائر وتونس تسعيان للحفاظ على استقرار المنطقة ومواجهة التحديات المشتركة بروح من التضامن والتفاهم.
العلاقات بين الجزائر وتونس تتميز بالقوة والتنوع وقد شهدت في الآونة الأخيرة زخما كبيرا في مختلف المجالات، فالبلدان يشتركان في تاريخ طويل من التعاون والتكامل، ويسعيان إلى تعزيز هذه العلاقة من خلال مشاريع مشتركة ومبادرات إستراتيجية.
*ما هي أبرز الجوانب التي يشملها التعاون بين البلدين؟
-التعاون الاقتصادي بين الجزائر وتونس يشمل عدة مجالات منها الطاقة والصناعة والنقل والتجارة.. ونسعى أيضاً إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة وتشجيع التبادل السياحي والثقافي والعلمي بين الشعبين الشقيقين.
ونحن هنا بصدد تجسيد توصيات اللجنة الكبرى المشتركة المنعقدة في الجزائر في أكتوبر 2023 ويمكن أن أقول أن نسبة الانجاز محترمة.
*كيف تنظرون إلى التنسيق بين الجزائر وتونس في مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة خاصة مع تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية؟
-التنسيق بين الجزائر وتونس قوي ومستمر. نحن نعمل معا على حماية الحدود المشتركة ومكافحة الجريمة المنظمة بكل أشكالها وكذلك الهجرة غير الشرعية، التي لا تعني تونس والجزائر فقط.
الاستقرار في تونس هو استقرار للجزائر والعكس صحيح ولذلك فإننا نحرص على دعم بعضنا البعض في مواجهة أي تهديدات أو تحديات. الحدود بين الجزائر وتونس نعمة يجب المحافظة عليها.
*على ذكر الحدود.. الجزائر وتونس كانا قد وقعا على ورقة طريق لتنمية المناطق الحدودية فهل يمكن أن تكون هذه المناطق جاذبة للاستثمار ؟
-تكتسي تنمية المناطق الحدودية أهمية قصوى لكل من الجزائر وتونس نظرا لما تخلقه من فرص واعدة للشراكة والتكامل الاقتصادي وكذلك مساهمتها الفعالة في استغلال الإمكانيات والمزايا التنافسية المتاحة في البلدين، فضلا عن دورها المنتظر في فك العزلة عن سكان المناطق الحدودية وخلق بيئة مستقرة ومزدهرة على طول حدودنا المشتركة تساعد بشكل فعال في محاربة كل أشكال التهريب والتجارة الموازية وكذلك الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
وقد تجسدت الإرادة القوية التي تحدو البلدين لتحقيق هذا المبتغى عبر استحداث لجنة ثنائية جزائرية تونسية لتنمية المناطق الحدودية عقدت أولى اجتماعاتها بالجزائر يومي 29 و30 جانفي 2024، برئاسة وزيري داخلية البلدين وبحضور كافة ولاة المناطق الحدودية من البلدين.
وخلال هذا اللقاء تمت المصادقة مثلما ذكرتم على ورقة طريق رسمت الخطوط العريضة للمشاريع الممكن تجسيمها على أرض الواقع في شتى المجالات كالبناء والأشغال العمومية والصناعة والطاقة والفلاحة والسياحة والصناعات التقليدية وغيرها. كما سيشمل هذا التعاون أيضا التنسيق في مجال الوقاية ومكافحة الحرائق وحماية المحيط الغابي المشترك، علاوة على تذليل العقبات ذات الصلة بحركة البضائع والأشخاص. كما تم التأكيد خلال هذا الاجتماع على عقد لقاءات تقييمية منتظمة بين السادة ولاة المناطق الحدودية والسهر على تذليل العقبات التي قد تعرقل تجسيد هذه المشاريع.
واعتبارا لأهمية هذا الموضوع، فإن القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء الدول لكل من الجزائر وتونس وليبيا، المنعقدة بتونس يوم 22 أفريل 2024، أدرجت مسألة تنمية المناطق الحدودية كمحور أساسي للعمل المشترك الثلاثي.
*كيف تنظر الجزائر إلى دور تونس في المنطقة خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة؟
-تونس تلعب دورا مهما في المنطقة. والجزائر تعتبر تونس شريكا أساسيا في تحقيق الاستقرار والتنمية المنشودين كما أن التحديات التي تواجهها المنطقة تتطلب تعاونا وثيقا بين دولها ونحن نؤمن بأن تونس تستطيع أن تسهم بشكل فعال في تجاوز هذه التحديات.
*يراهن كثيرون على عودة القطار بين تونس وعنابة.. فهل يكون بمثابة قاطرة نحو تبادل تجاري وسياحي مهم بين البلدين؟
-نعم، عودة خط السكة الحديدية بين الجزائر وتونس بعد انقطاع دام لمدة طويلة، يعتبر عودة لعنوان ورمز التقارب والتبادل بين شعبينا. بالإضافة إلى ذلك سوف يستغل هذا القطار لتسهيل تبادل السلع والزخم التجاري بين البلدين. أريد في هذا المجال أن أؤكد على المنافع التي تعود على متساكني المناطق الحدودية، في التنقل بين البلدين وخاصة الجالية الجزائرية في تونس والجالية التونسية في الجزائر.
اعتبر أن عودة القطار بين تونس وعنابة هو خطوة إستراتيجية هامة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في تعزيز التبادل التجاري والسياحي بين البلدين،أما من الناحية التجارية فيعزز القطار مستقبلا من تسهيل حركة البضائع بين الجزائر وتونس، بما يساهم في تقليل التكاليف اللوجيستية وزيادة كفاءة النقل. هذا التسهيل في حركة التجارة سيشجع الشركات في كلا البلدين على توسيع نشاطاتها وتطوير شراكات جديدة، مما يؤدي إلى زيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات. بالإضافة إلى ذلك فان القطار يعزز من القدرة على نقل المواد الخام والسلع الاستهلاكية بشكل أسرع وأكثر موثوقية مما يدعم نمو الصناعات المحلية في البلدين.
أما من الجانب السياحي، فإن استعادة هذا الرابط يوفر بديلا مريحا وسهلا
للتنقل بين تونس وعنابة، مما يشجع على زيادة حركة السياح بين البلدين.
إجمالا عودة القطار بين تونس وعنابة تعتبر خطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون الثنائي كما أنها تفتح أيضا أبواباً جديدة للتبادل التجاري والسياحي.
- مكافحة الجريمة المنظمة وكذلك الهجرة غير الشرعية لا تعني تونس والجزائر فقط
-قطار تونس–عنابة يعزز التبادل التجاري وينشّط المناطق الحدودية المشتركة
-الاستقرار في تونس هو استقرار للجزائر والعكس صحيح
-النجاح في هذه الانتخابات سيدعم الاستقرار الداخلي ويعزز من دور الجزائر في الساحة الإقليمية والدولية
-تعزيز دور الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات وتوسيع نطاق مشاركتها لضمان مراقبة فعّالة
تونس-الصباح
أورد سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بتونس عزوز باعلال أن الانتخابات -في إشارة إلى الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الذي سيجرى في الجزائر يوم 7 سبتمبر الجاري- تشكل فرصة لتعزيز المسار الديمقراطي والاستقرار السياسي.
وأضاف على هامش الحوار الذي خص به "الصباح" أن النجاح في هذه الانتخابات سيدعم الاستقرار الداخلي ويٌعزّز من دور الجزائر على الساحة الإقليمية والدولية، مشيرا في الإطار نفسه إلى أن السلطات الجزائرية وضعت نصب أعينها ضمان أن تكون هذه الانتخابات نزيهة وشفافة، ولهذا تم تعزيز دور الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات وتوسيع نطاق مشاركتها لضمان مراقبة فعّالة.
اللّقاء تعرض أيضا بالتوازي مع الاستحقاق الرئاسي المرتقب إلى التعاون والتنسيق الثنائي بين البلدين لاسيما على مستوى مكافحة الهجرة غير النظامية، ليشير السفير الجزائري في هذا الخصوص إلى أن التنسيق جار بين البلدين لحماية الحدود المشتركة ومكافحة الجريمة المنظمة بكل أشكالها، وكذلك ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي لا تعني تونس والجزائر فقط، مبينا في الإطار نفسه أن التنسيق بين الجزائر وتونس قوي ومستمر.
أما فيما يتعلق بورقة الطريق التي أمضت عليها الجزائر وتونس لتنمية المناطق الحدودية، فقد اعتبر السفير الجزائري أن هذه الخطوة من شأنها أن تفك العزلة عن سكان المناطق الحدودية إلى جانب خلق بيئة مستقرة ومزدهرة على طول الحدود المشتركة بما يساعد بشكل فعال على محاربة كل أشكال التهريب والتجارة الموازية وكذلك الجريمة غير المنظمة والهجرة غير الشرعية، وفيما يلي نص الحوار:
آجرت الحوار : منال حرزي
*تعيش الجزائر على وقع الاستعداد للاستحقاق الانتخابي المزمع إجراؤه يوم 7 سبتمبر الجاري.. فما هي أهمية هذه الانتخابات في السياق الحالي؟
-الانتخابات الرئاسية في الجزائر هي لحظة مهمة في تاريخ البلاد، وتأتي هذه المرة في وقت يمر فيه العالم بتحديات عديدة سواء كانت اقتصادية..، اجتماعية أو سياسية.
وبالنسبة للجزائر تشكل الانتخابات فرصة لتعزيز المسار الديمقراطي والاستقرار السياسي ومواصلة البناء والتشييد.
فالانتخابات تعد محطة لتعزيز الديمقراطية وتتيح للناخبين اختيار قيادة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية. كما تعزز من شرعية المؤسسات وتعكس تحولا سياسيا نوعيا فضلا عن أن النجاح في هذه الانتخابات سيدعم الاستقرار الداخلي ويعزز من دور الجزائر في الساحة الإقليمية والدولية.
*ما هي أهم الاستعدادات التي قامت بها السلطات الجزائرية لضمان شفافية ونزاهة هذه الانتخابات؟
-السلطات الجزائرية وضعت نصب أعينها ضمان أن تكون هذه الانتخابات نزيهة وشفافة، ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها تعزيز دور الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات وتوسيع نطاق مشاركتها لضمان مراقبة فعّالة. كما تم إطلاق حملات توعية للمواطنين حول أهمية المشاركة في الانتخابات. ونستطيع القول أن الاستعدادات للانتخابات الرئاسية تسير وفق الجدول الزمني المحدد ونحن نعمل بجد لضمان أن تكون هذه الانتخابات شفافة ونزيهة. ثم إن الهيئات المعنية قد أكملت معظم التحضيرات اللازمة بما في ذلك إعداد قائمات الناخبين.. وتنظيم مراكز الاقتراع وضمان توفر الموارد اللوجستية اللازمة.
أما في التراب التونسي فإن الانتخابات قد انطلقت أمس وستتواصل إلى غاية يوم 7 سبتمبر الجاري. وقد تم فتح مكاتب جوارية لتسهيل عملية الاقتراع على جاليتنا وعددها 21 مكتبا.
نعمل على تعزيز الوعي لدى المواطنين بشأن عملية التصويت من خلال حملات توعية شاملة بهدف أن يتمكن جميع المواطنين من المشاركة بفعالية وأن تكون العملية الانتخابية سلسة وميسرة.
*هل تتوقعون مشاركة فعّالة للجالية الجزائرية في تونس في هذه الانتخابات وهل هناك مبادرات لتعزيز هذه المشاركة؟
-نحن متفائلون بمشاركة قوية من قبل المواطنين خاصة في ظل الوعي المتزايد بأهمية الصوت الانتخابي. كما تم تسهيل إجراءات التصويت لضمان وصول الجميع إلى مراكز الاقتراع بسهولة تحت إشراف الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات. كما يمكن للناخب التصويت عن طريق الوكالة.
نأمل أن تكون المشاركة الفعّالة للجالية الجزائرية في تونس ملحوظة في الانتخابات الرئاسية القادمة خاصة أنها تعتبر جٌزءا هاما من النسيج الاجتماعي والاقتصادي بين البلدين، ومن الضروري أن تشارك بفعالية في هذه الانتخابات ليكون صوتها مسموعا وتساهم في اختيار القيادة التي تمثل مصالح الشعب الجزائري في الوطن والمهجر.
ولتعزيز هذه المشاركة اتخذت الحكومة الجزائرية عدة مبادرات لفائدة جميع الناخبين في الخارج بما في ذلك الجالية الجزائرية في تونس للمشاركة في العملية الانتخابية حيث تم أولا توفير مراكز تصويت في القنصليات الجزائرية في تونس لتسهيل عملية التصويت. وهذه المراكز مجهزة لتلبية احتياجات الناخبين وتوفير بيئة ملائمة للتصويت.
كما تم القيام بحملات توعية تستهدف الجالية الجزائرية في تونس، تهدف إلى إرشادهم حول كيفية التصويت ثم إن القنصليات الجزائرية تعمل على تسهيل عملية التسجيل والتحديث لسجلات الناخبين في الخارج لضمان أن تكون بياناتهم محدثة وأن يكونوا قادرين على التصويت دون مشاكل.
ما هي رسالتكم للمواطنين الجزائريين؟
الجالية الجزائرية في الخارج جزء لا يتجزأ من الشعب الجزائري ولها دور مهم في هذه الانتخابات وفي كامل الديناميكيات الوطنية. رسالتي لهم هي أن يشاركوا في العملية الانتخابية وأن يٌعبّروا عن آرائهم من خلال صناديق الاقتراع. نحن نعمل جاهدين لتسهيل مشاركتهم في الانتخابات من خلال توفير مراكز اقتراع موزعة على كامل التراب التونسي وتيسير إجراءات التصويت. فمشاركتهم تعزز من ترسيخ الديمقراطية وتؤكد ارتباطهم بوطنهم الأم.
رسالتنا للمواطنين الجزائريين أيضا هي دعوتهم للمشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث يُعتبر التصويت حقاً وواجبا وطنيا هاما. فالانتخابات هي فرصة للتعبير عن تطلعاتهم وآرائهم، والاختيار لمستقبل بلادهم، فضلا عن ذلك فإن مشاركتهم في الانتخابات لا تقتصر على مجرد اختيار قيادات بل تعكس التزامهم بالديمقراطية وتعزز شرعية النظام السياسي في الجزائر.
فكل مشاركة تساهم في تعزيز الديمقراطية وبناء مجتمع أقوى وأكثر استقرار، فلنكن جميعا جزءا من هذا المسعى الوطني ولنستثمر في مستقبل الجزائر من خلال المشاركة الفعالة في الانتخابات.
*العلاقات الثنائية بين الجزائر وتونس شهدت في الآونة الأخيرة دفعا في مختلف الاتجاهات.. كيف تصفونها وما هي أبرز مجالات التعاون؟
-العلاقات بين الجزائر وتونس تاريخية ومتينة و قائمة على الأخوة والتضامن. تربطنا بتونس علاقات سياسية واقتصادية وثقافية وإنسانية عميقة، والتعاون بين البلدين يمتد إلى مختلف المجالات ونحن نٌعززه كل يوم مفضلين العمل والانجاز. دائماً ما كانت الجزائر وتونس تسعيان للحفاظ على استقرار المنطقة ومواجهة التحديات المشتركة بروح من التضامن والتفاهم.
العلاقات بين الجزائر وتونس تتميز بالقوة والتنوع وقد شهدت في الآونة الأخيرة زخما كبيرا في مختلف المجالات، فالبلدان يشتركان في تاريخ طويل من التعاون والتكامل، ويسعيان إلى تعزيز هذه العلاقة من خلال مشاريع مشتركة ومبادرات إستراتيجية.
*ما هي أبرز الجوانب التي يشملها التعاون بين البلدين؟
-التعاون الاقتصادي بين الجزائر وتونس يشمل عدة مجالات منها الطاقة والصناعة والنقل والتجارة.. ونسعى أيضاً إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة وتشجيع التبادل السياحي والثقافي والعلمي بين الشعبين الشقيقين.
ونحن هنا بصدد تجسيد توصيات اللجنة الكبرى المشتركة المنعقدة في الجزائر في أكتوبر 2023 ويمكن أن أقول أن نسبة الانجاز محترمة.
*كيف تنظرون إلى التنسيق بين الجزائر وتونس في مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة خاصة مع تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية؟
-التنسيق بين الجزائر وتونس قوي ومستمر. نحن نعمل معا على حماية الحدود المشتركة ومكافحة الجريمة المنظمة بكل أشكالها وكذلك الهجرة غير الشرعية، التي لا تعني تونس والجزائر فقط.
الاستقرار في تونس هو استقرار للجزائر والعكس صحيح ولذلك فإننا نحرص على دعم بعضنا البعض في مواجهة أي تهديدات أو تحديات. الحدود بين الجزائر وتونس نعمة يجب المحافظة عليها.
*على ذكر الحدود.. الجزائر وتونس كانا قد وقعا على ورقة طريق لتنمية المناطق الحدودية فهل يمكن أن تكون هذه المناطق جاذبة للاستثمار ؟
-تكتسي تنمية المناطق الحدودية أهمية قصوى لكل من الجزائر وتونس نظرا لما تخلقه من فرص واعدة للشراكة والتكامل الاقتصادي وكذلك مساهمتها الفعالة في استغلال الإمكانيات والمزايا التنافسية المتاحة في البلدين، فضلا عن دورها المنتظر في فك العزلة عن سكان المناطق الحدودية وخلق بيئة مستقرة ومزدهرة على طول حدودنا المشتركة تساعد بشكل فعال في محاربة كل أشكال التهريب والتجارة الموازية وكذلك الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
وقد تجسدت الإرادة القوية التي تحدو البلدين لتحقيق هذا المبتغى عبر استحداث لجنة ثنائية جزائرية تونسية لتنمية المناطق الحدودية عقدت أولى اجتماعاتها بالجزائر يومي 29 و30 جانفي 2024، برئاسة وزيري داخلية البلدين وبحضور كافة ولاة المناطق الحدودية من البلدين.
وخلال هذا اللقاء تمت المصادقة مثلما ذكرتم على ورقة طريق رسمت الخطوط العريضة للمشاريع الممكن تجسيمها على أرض الواقع في شتى المجالات كالبناء والأشغال العمومية والصناعة والطاقة والفلاحة والسياحة والصناعات التقليدية وغيرها. كما سيشمل هذا التعاون أيضا التنسيق في مجال الوقاية ومكافحة الحرائق وحماية المحيط الغابي المشترك، علاوة على تذليل العقبات ذات الصلة بحركة البضائع والأشخاص. كما تم التأكيد خلال هذا الاجتماع على عقد لقاءات تقييمية منتظمة بين السادة ولاة المناطق الحدودية والسهر على تذليل العقبات التي قد تعرقل تجسيد هذه المشاريع.
واعتبارا لأهمية هذا الموضوع، فإن القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء الدول لكل من الجزائر وتونس وليبيا، المنعقدة بتونس يوم 22 أفريل 2024، أدرجت مسألة تنمية المناطق الحدودية كمحور أساسي للعمل المشترك الثلاثي.
*كيف تنظر الجزائر إلى دور تونس في المنطقة خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة؟
-تونس تلعب دورا مهما في المنطقة. والجزائر تعتبر تونس شريكا أساسيا في تحقيق الاستقرار والتنمية المنشودين كما أن التحديات التي تواجهها المنطقة تتطلب تعاونا وثيقا بين دولها ونحن نؤمن بأن تونس تستطيع أن تسهم بشكل فعال في تجاوز هذه التحديات.
*يراهن كثيرون على عودة القطار بين تونس وعنابة.. فهل يكون بمثابة قاطرة نحو تبادل تجاري وسياحي مهم بين البلدين؟
-نعم، عودة خط السكة الحديدية بين الجزائر وتونس بعد انقطاع دام لمدة طويلة، يعتبر عودة لعنوان ورمز التقارب والتبادل بين شعبينا. بالإضافة إلى ذلك سوف يستغل هذا القطار لتسهيل تبادل السلع والزخم التجاري بين البلدين. أريد في هذا المجال أن أؤكد على المنافع التي تعود على متساكني المناطق الحدودية، في التنقل بين البلدين وخاصة الجالية الجزائرية في تونس والجالية التونسية في الجزائر.
اعتبر أن عودة القطار بين تونس وعنابة هو خطوة إستراتيجية هامة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في تعزيز التبادل التجاري والسياحي بين البلدين،أما من الناحية التجارية فيعزز القطار مستقبلا من تسهيل حركة البضائع بين الجزائر وتونس، بما يساهم في تقليل التكاليف اللوجيستية وزيادة كفاءة النقل. هذا التسهيل في حركة التجارة سيشجع الشركات في كلا البلدين على توسيع نشاطاتها وتطوير شراكات جديدة، مما يؤدي إلى زيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات. بالإضافة إلى ذلك فان القطار يعزز من القدرة على نقل المواد الخام والسلع الاستهلاكية بشكل أسرع وأكثر موثوقية مما يدعم نمو الصناعات المحلية في البلدين.
أما من الجانب السياحي، فإن استعادة هذا الرابط يوفر بديلا مريحا وسهلا
للتنقل بين تونس وعنابة، مما يشجع على زيادة حركة السياح بين البلدين.
إجمالا عودة القطار بين تونس وعنابة تعتبر خطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون الثنائي كما أنها تفتح أيضا أبواباً جديدة للتبادل التجاري والسياحي.