إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

موسم دون صابة.. خسائر و65 شركة متضررة.. الحشرة القرمزية تأتي على 600 ألف هكتار من "الهندي".. !

 

خبير سابق في منظمة الأغذية والزراعة:كان بالإمكان التصدي للحشرة القرمزية بـ10 آلاف دينار

 -اليوم إعادة استزراع 600 ألف هكتار من التين الشوكي سيتكلف 1200م. د

تونس - الصباح

تتواصل حالة الذعر في عدة مناطق من الجمهورية التونسية بخصوص اتساع رقعة انتشار الحشرة القرمزية التي ضربت مساحات شاسعة من التين الشوكي بالرغم من خطة الطوارئ التي أعلنت عنها وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية والتي ستكلّف الدولة 11 مليون دينار لمجابهتها لا للقضاء عليها باعتبار أن ذلك قد أضحى مسألة مستحيلة والتعايش مع الحشرة أصبح أمرا واقعا.

إيمان عبد اللطيف

تدفع تونس اليوم ضريبة سياسة البيروقراطية الإدارية والتهاون وربما الاستخفاف في تحديد درجات المخاطر وتداعيات أي كارثة طبيعية قد تُصيب البلاد واستصغار الأمور وعدم إعطائها الحيّز الكامل وعدم القدرة على الإسراع في التفاعل مع أي طارئ أو تنبيه يأتي من دول مجاورة أو من منظمات دولية وأممية مختصة.

فمنذ سنة 2014 انتشرت الحشرة القرمزية في المغرب ولم تتفاعل هذه الأخيرة مع هذه الكارثة إلا بداية من سنة 2016، ووفقا لتلك الوضعية نشر الخبير السابق بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة نور الدين نصر، (باعتباره كان مسؤولا عن برنامج مكافحة الحشرة القرمزية بالمغرب)، فإنه نشر منذ سنة 2017 باسم المنظمة يحذر من خلاله كل من تونس والجزائر من قدوم الحشرة ودعا إلى وضع خطة وبرنامج طوارئ لتحديد الإجراءات الفورية التي يجب اتخاذها وهو ما لم يتم".

وقال نصر "بعد ذلك اتصلت بوزارة الفلاحة لتقديم عرض عن تجربة المغرب في مكافحة الكارثة وما يجب فعله فإن الحشرة قادمة لا محالة وهو ما حدث في سنة 2021، ورغم محاولاتي حتى بعد طردي من ولاية المهدية كان هناك تعتيم إعلامي مورس علي حتى لا أقدم حلولا كخلاصة من تجربة المغرب".

وأضاف نصر أنّه منذ ديسمبر2021 نشر تدوينة على صفته الرسمية توجه من خلالها "بنداء عاجل إلى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري حول الوضع الخطير لعدم السيطرة على الحشرة القرمزية"، ناشرا صورا مصاحبة لتدوينته.

فوفق قوله:"مرت أكثر من 4 أشهر منذ اكتشاف الحشرة القرمزية على الهندي في منطقة الشعرة بولاية المهدية ولم يقع بعد قلع وردم الهندي المصاب. بل انتشرت الحشرة القرمزية خارج الشعرة وهي الآن بالحثرمين بعمادة أولاد مولاهم.. نحن في وضع غير مريح لأننا نخسر في الوقت والحشرة تنتشر..، فإن لم نسيطر على الحشرة في منطقة صغيرة فلن نسيطر عليها إذا انتشرت (وترتفع الكلفة دون جدوى) وبالتالي ستقضي الحشرة القرمزية على كامل مساحات الهندي وستتسبب في أزمة اقتصادية واجتماعية وبيئية"، كان ذلك منذ سنة 2021.

وأضاف الخبير نور الدين نصر "اليوم نحن في وضعية كارثية، ولن تجدي أي حلول أخرى عدا إعادة استزراع التين الشوكي والذي سيكلف رقما خياليا للدولة يُقدر بـ 1200 مليون دينار لـ600 ألف هكتار تم زرعها منذ الستينات، بعد أن كان من الممكن تجاوز هذه الأزمة منذ سنة 2021 وكان من الممكن أن لا تتجاوز التكلفة 10 آلاف دينار باعتبار أن المساحة في ذلك الوقت لم تتجاوز 1500 متر لأول منطقة موبوءة بولاية المهدية".

وأضاف "اليوم تكلفة الخسائر الاقتصادية لهذه الحشرة القرمزية لم يتم حصرها بعد، فيجب احتساب تكلفة خسائر اليد العاملة والإنتاج لـ65 شركة موجودة في البلاد، بالإضافة إلى احتساب قيمة الإنتاج للهكتار الواحد من الهندي والظلف والمتوقع أن يكون الرقم خياليا،  والاستهتار والبيروقراطية الإدارية وراء انتشار هذه الحشرة". 

موسم دون صابة.. خسائر و65 شركة متضررة..   الحشرة القرمزية تأتي على 600 ألف هكتار من "الهندي".. !

 

خبير سابق في منظمة الأغذية والزراعة:كان بالإمكان التصدي للحشرة القرمزية بـ10 آلاف دينار

 -اليوم إعادة استزراع 600 ألف هكتار من التين الشوكي سيتكلف 1200م. د

تونس - الصباح

تتواصل حالة الذعر في عدة مناطق من الجمهورية التونسية بخصوص اتساع رقعة انتشار الحشرة القرمزية التي ضربت مساحات شاسعة من التين الشوكي بالرغم من خطة الطوارئ التي أعلنت عنها وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية والتي ستكلّف الدولة 11 مليون دينار لمجابهتها لا للقضاء عليها باعتبار أن ذلك قد أضحى مسألة مستحيلة والتعايش مع الحشرة أصبح أمرا واقعا.

إيمان عبد اللطيف

تدفع تونس اليوم ضريبة سياسة البيروقراطية الإدارية والتهاون وربما الاستخفاف في تحديد درجات المخاطر وتداعيات أي كارثة طبيعية قد تُصيب البلاد واستصغار الأمور وعدم إعطائها الحيّز الكامل وعدم القدرة على الإسراع في التفاعل مع أي طارئ أو تنبيه يأتي من دول مجاورة أو من منظمات دولية وأممية مختصة.

فمنذ سنة 2014 انتشرت الحشرة القرمزية في المغرب ولم تتفاعل هذه الأخيرة مع هذه الكارثة إلا بداية من سنة 2016، ووفقا لتلك الوضعية نشر الخبير السابق بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة نور الدين نصر، (باعتباره كان مسؤولا عن برنامج مكافحة الحشرة القرمزية بالمغرب)، فإنه نشر منذ سنة 2017 باسم المنظمة يحذر من خلاله كل من تونس والجزائر من قدوم الحشرة ودعا إلى وضع خطة وبرنامج طوارئ لتحديد الإجراءات الفورية التي يجب اتخاذها وهو ما لم يتم".

وقال نصر "بعد ذلك اتصلت بوزارة الفلاحة لتقديم عرض عن تجربة المغرب في مكافحة الكارثة وما يجب فعله فإن الحشرة قادمة لا محالة وهو ما حدث في سنة 2021، ورغم محاولاتي حتى بعد طردي من ولاية المهدية كان هناك تعتيم إعلامي مورس علي حتى لا أقدم حلولا كخلاصة من تجربة المغرب".

وأضاف نصر أنّه منذ ديسمبر2021 نشر تدوينة على صفته الرسمية توجه من خلالها "بنداء عاجل إلى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري حول الوضع الخطير لعدم السيطرة على الحشرة القرمزية"، ناشرا صورا مصاحبة لتدوينته.

فوفق قوله:"مرت أكثر من 4 أشهر منذ اكتشاف الحشرة القرمزية على الهندي في منطقة الشعرة بولاية المهدية ولم يقع بعد قلع وردم الهندي المصاب. بل انتشرت الحشرة القرمزية خارج الشعرة وهي الآن بالحثرمين بعمادة أولاد مولاهم.. نحن في وضع غير مريح لأننا نخسر في الوقت والحشرة تنتشر..، فإن لم نسيطر على الحشرة في منطقة صغيرة فلن نسيطر عليها إذا انتشرت (وترتفع الكلفة دون جدوى) وبالتالي ستقضي الحشرة القرمزية على كامل مساحات الهندي وستتسبب في أزمة اقتصادية واجتماعية وبيئية"، كان ذلك منذ سنة 2021.

وأضاف الخبير نور الدين نصر "اليوم نحن في وضعية كارثية، ولن تجدي أي حلول أخرى عدا إعادة استزراع التين الشوكي والذي سيكلف رقما خياليا للدولة يُقدر بـ 1200 مليون دينار لـ600 ألف هكتار تم زرعها منذ الستينات، بعد أن كان من الممكن تجاوز هذه الأزمة منذ سنة 2021 وكان من الممكن أن لا تتجاوز التكلفة 10 آلاف دينار باعتبار أن المساحة في ذلك الوقت لم تتجاوز 1500 متر لأول منطقة موبوءة بولاية المهدية".

وأضاف "اليوم تكلفة الخسائر الاقتصادية لهذه الحشرة القرمزية لم يتم حصرها بعد، فيجب احتساب تكلفة خسائر اليد العاملة والإنتاج لـ65 شركة موجودة في البلاد، بالإضافة إلى احتساب قيمة الإنتاج للهكتار الواحد من الهندي والظلف والمتوقع أن يكون الرقم خياليا،  والاستهتار والبيروقراطية الإدارية وراء انتشار هذه الحشرة". 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews