إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في سياق العدوان الصهيوني على غزة.. كيف ينظر "الرأي العام" الصهيوني للعرب؟

الإستراتيجية الصهيونية تنطلق من موقف أغلبي يعتبر أن العرب لم يقبلوا "السلام" عن اقتناع بل لأنهم في وضعية ضعف

حين يتكلم السلاح فإن ذلك لا يعني أن تخلد بقية القطاعات والأجهزة للصمت وأن تركن للراحة إلا حين يتعلق الأمر بالأنظمة العربية. ما يحدث هو العكس تماما لأن الحرب هي محاولة فرض إرادة على الآخرين وهو ما يؤدي إلى إخضاع كل الأجهزة والقطاعات لأولويات المؤسسة العسكرية. وهذا ما يبرز حاليا في ما يعيشه الكيان الصهيوني من مساع لتحديد توجهات " الرأي العام الصهيوني" .

الإطلاع على بعض ما تفرزه هذه الاستطلاعات يمكن أن يكون مفيدا في معرفة النوايا الحقيقية لقادة الكيان الصهيوني خاصة وأن استطلاعات الرأي العام تلعب دورا مزدوجا فهي تكشف ما يفكر فيه المُسْتَجوبون وفي توجيههم وتشكيل وعيهم .

ومؤخرا نشر سبر أراء تلخص نتائجه جوهر الإستراتيجية الصهيونية والتي تنطلق من وجود موقف أغلبي يعتبر أن العرب لم يقبلوا "السلام" عن اقتناع بل لأنهم في وضعية ضعف وأن "الحل الحقيقي للكيان الصهيوني" هو العمل على إبقائهم في حالة ضعف وذلك عبر "التدخل في بنيتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبخاصة في مواطن القوة في أي من هذه البنيات" وحول سبل وآليات هذا التدخل في البنية العربية أشارت الأجوبة إلى المجالات التالية :

- إثارة الصراعات الداخلية بخاصة القائمة على الثقافات الفرعية (الدين والمذاهب والقوميات والنزعات القبلية والوطنيات المحلية .(

 - جذب وإغراء الدول الكبرى للتنافس على المنطقة ، وهو ما يمنع المنطقة العربية من الاستقرار.

- العمل على منعهم من امتلاك أية مقومات للقوة غير التقليدية.

 - التغلغل في الشركات والهيئات الاستشارية الأجنبية لتوجيه التنمية العربية في مسارات غير مجدية على أن يتم ذلك بذكاء وحذر شديدين وبعد دراسات معمقة .

  - التجسس الدائم على كل مرافق الحياة العربية وتحديد القطاعات التي يمكن أن تكون مصدر تهديد لإسرائيل والعمل على خنق هذا المصدر.

- تحديد بؤر الضعف في النخب العربية والتركيز عليها لجذبها نحو توجيه الإنتاج الأدبي والفني والفكري نحو مسارات معينة.

- التحالف مع دول الجوار العربي لمساندة هذا المشروع ، وفي حالة ظهور قوى إقليمية مساندة للعرب يتم العمل على محاصرتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، والتركيز على عدم جدوى العلاقات العربية مع الحلفاء من غير العرب.

- التركيز على أربع دول عربية هي مصر والعراق وسوريا والجزائر.

- عدم الركون للحفاظ على أمن إسرائيل لأية التزامات دولية فردية أو جماعية، والعمل على ضمان الأمن الإسرائيلي بأدوات إسرائيلية ورفدها بالتحالفات الدولية طبقا للظروف الدولية.

 - منع إقامة أي كيان سياسي فلسطيني غرب نهر الأردن.

 - العمل على كسب الرأي العام الشعبي في العالم خاصة في قطاعات النشطاء سياسيا.

واضح أن "هامش" الاختلاف في الرؤية بين أجهزة الحكم في الكيان الصهيوني و"الرأي العام" صلب الكيان ضعيف ويكاد لا يرى وبالتالي من الأفضل عدم المراهنة عليه كأداة تغيير للأوضاع وللدفع في اتجاه افتكاك الحق الفلسطيني. وهذا هو أبرز درس يتعين الانطلاق منه لإدارة مرحلة ما بعد طوفان الأقصى .

هشام الحاجي

 

 

 

في سياق العدوان الصهيوني على غزة.. كيف ينظر "الرأي العام" الصهيوني للعرب؟

الإستراتيجية الصهيونية تنطلق من موقف أغلبي يعتبر أن العرب لم يقبلوا "السلام" عن اقتناع بل لأنهم في وضعية ضعف

حين يتكلم السلاح فإن ذلك لا يعني أن تخلد بقية القطاعات والأجهزة للصمت وأن تركن للراحة إلا حين يتعلق الأمر بالأنظمة العربية. ما يحدث هو العكس تماما لأن الحرب هي محاولة فرض إرادة على الآخرين وهو ما يؤدي إلى إخضاع كل الأجهزة والقطاعات لأولويات المؤسسة العسكرية. وهذا ما يبرز حاليا في ما يعيشه الكيان الصهيوني من مساع لتحديد توجهات " الرأي العام الصهيوني" .

الإطلاع على بعض ما تفرزه هذه الاستطلاعات يمكن أن يكون مفيدا في معرفة النوايا الحقيقية لقادة الكيان الصهيوني خاصة وأن استطلاعات الرأي العام تلعب دورا مزدوجا فهي تكشف ما يفكر فيه المُسْتَجوبون وفي توجيههم وتشكيل وعيهم .

ومؤخرا نشر سبر أراء تلخص نتائجه جوهر الإستراتيجية الصهيونية والتي تنطلق من وجود موقف أغلبي يعتبر أن العرب لم يقبلوا "السلام" عن اقتناع بل لأنهم في وضعية ضعف وأن "الحل الحقيقي للكيان الصهيوني" هو العمل على إبقائهم في حالة ضعف وذلك عبر "التدخل في بنيتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبخاصة في مواطن القوة في أي من هذه البنيات" وحول سبل وآليات هذا التدخل في البنية العربية أشارت الأجوبة إلى المجالات التالية :

- إثارة الصراعات الداخلية بخاصة القائمة على الثقافات الفرعية (الدين والمذاهب والقوميات والنزعات القبلية والوطنيات المحلية .(

 - جذب وإغراء الدول الكبرى للتنافس على المنطقة ، وهو ما يمنع المنطقة العربية من الاستقرار.

- العمل على منعهم من امتلاك أية مقومات للقوة غير التقليدية.

 - التغلغل في الشركات والهيئات الاستشارية الأجنبية لتوجيه التنمية العربية في مسارات غير مجدية على أن يتم ذلك بذكاء وحذر شديدين وبعد دراسات معمقة .

  - التجسس الدائم على كل مرافق الحياة العربية وتحديد القطاعات التي يمكن أن تكون مصدر تهديد لإسرائيل والعمل على خنق هذا المصدر.

- تحديد بؤر الضعف في النخب العربية والتركيز عليها لجذبها نحو توجيه الإنتاج الأدبي والفني والفكري نحو مسارات معينة.

- التحالف مع دول الجوار العربي لمساندة هذا المشروع ، وفي حالة ظهور قوى إقليمية مساندة للعرب يتم العمل على محاصرتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، والتركيز على عدم جدوى العلاقات العربية مع الحلفاء من غير العرب.

- التركيز على أربع دول عربية هي مصر والعراق وسوريا والجزائر.

- عدم الركون للحفاظ على أمن إسرائيل لأية التزامات دولية فردية أو جماعية، والعمل على ضمان الأمن الإسرائيلي بأدوات إسرائيلية ورفدها بالتحالفات الدولية طبقا للظروف الدولية.

 - منع إقامة أي كيان سياسي فلسطيني غرب نهر الأردن.

 - العمل على كسب الرأي العام الشعبي في العالم خاصة في قطاعات النشطاء سياسيا.

واضح أن "هامش" الاختلاف في الرؤية بين أجهزة الحكم في الكيان الصهيوني و"الرأي العام" صلب الكيان ضعيف ويكاد لا يرى وبالتالي من الأفضل عدم المراهنة عليه كأداة تغيير للأوضاع وللدفع في اتجاه افتكاك الحق الفلسطيني. وهذا هو أبرز درس يتعين الانطلاق منه لإدارة مرحلة ما بعد طوفان الأقصى .

هشام الحاجي