إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الشاعر خير الدين الشابي لـ"الصباح": أنا الشاعر الثاني عائليا بعد الشابي وهو ما رماني أمام مصير صعب

 

حوار محسن بن احمد

تونس- الصباح

مبدع استثنائي في اشعاره الرافضة للسائد والمتداول شكلا ومضمونا، متمرد في تشخيصه للواقع وما يعيشه المجتمع من تناقضات في اشعاره التي تحمل جرأة وتصريحا حدَ الجٌرح، لا يهدا له بال، ويواصل قرض الشعر باكثر قوة واصرارا على مزيد التحدي لواقع يرى فيه اكثر من عيب.

خيرالدين الشابي يعترف ان ما يصوغه من اشعار لا تشبهه الا هو. فهو يرى نفسه الشاعر الحداثي المجدد والمتجدد بسياقاته اللغوية السريعة والعجيبة وهو امر اكد واصر عليه في هذا الحوار الذي أجريناه معه.

**ما هي وظيفة الشاعر اليوم من وجهة نظرك؟

- الشاعر يخلق شاعرا منذ تشكّله في بطن امه وهو الاستثنائي حتى بين أفراد اسرته يكبر كما تكبر الافكار العظيمة ويتطوّر كما تتطوّر الأسلحة في الدول المتقدّمة باعتبار أنّ الكلمة هي بمثابة رصاصة قوية تحمل شحنة من بذور الوعي بالمسؤولية. تلك الوظيفة لا تأتي من فراغ طبعا بل تأتي من ثقافة متينة وقوية حسب ما يتلقّاه الكاتب من مصادر مختلفة باختلاف الثقافة الموجودة والسّائدة في الثقافة الوطنية لتخرج من التقوقع الى التموقع فوق كل ما هو حديث وجديد وهادف ومتماشيا مع ظروف البيئات الادبية وخاصة في مجال الشعر

**تكتب الشعر منذ أكثر من ثلاثين سنة كيف تعيش لحظة البوح ومن هو صاحب القرار في ذلك القلب أم العقل؟

قالت أمي، ولد خيرالدين مريضا ولكن مستيقظا الى ان انزعج من نظراته أحيانا وكان ثائرا حتى في نومه وفي كل تفاصيل حياته لا يشبه اخوته تماما وبالفعل منذ أن اغلقت الرابعة عشرة من عمري حملت القلم كما يحمل الفدائي قذائفه المبرمجة للقصف ضد كل ما هو قديم وكل ما هو لا يتماشى مع سياسته الرامية الى الاستقلال الفكري مع الاستشراف البعيد المدى كالصواريخ المبرمجة بالفكر التكنولوجي الحديث أمّا لحظة البوح هي لحظات كثيرة وعديدة ومعقًدة وحلولها تأتي في اوقات لا تطلب منك الانتظار ولا لأيّ شيء بما فيها التعب والنوم وكل شيء تقريبا لا يثنيك عن فعل الكتابة وصاحب القرار هو الشاعر كما أطلقت هذه التسمية ولأول مرة في حياة الأدب العربي من بدايته الى الآن وهذا يعود لي وحدي وتعني انني استطعت ان أفصل بين الشاعر المزيف والشاعر الحقيقي الذي لا يشبه لأحد ألاً لنفسه واستطاع ان يجعل حد بين الافذاذ الذين فارقونا والذين مازالوا على قيد الحياة وكل هذا يشيده ويسيده العقل لا غير ثم يتدخل القلب في مسائل أخرى تهمه وهذا التوزيع لا يقدر عنه الا الشاعر .

** تكتب وتنشر على وسائل التواصل الاجتماعي هل ترى فيها الطريق المثلى اليوم للتعريف بإنتاجك؟

- نعم كما ذكرت أنا أكتب باستمرار وبحذر كبير وبنهم وبمسؤولية كبيرة أكثر من أي شاعر آخر باعتبار أنني الشاعر الثاني عائليّا بعد الشابي طبعا في صنف الرجال وهذا ما اقلقني واتعبني ورماني أمام مصير صعب وقرأت تقريبا كل ما هو شعر في ادبنا العربي وقوفا بالشابي هذا الذي قرّرت واصررت أن لا اشبهه تماما وان تأثرت به كبقية الشعراء وهذا من حقّهم طبعا ولكن خيرالدين الشابي وضع استراتيجية جديدة واسلوب جديد أي انني استطعت ان أدخل وادمج الصورة الشعرية العامية في ذات النص الفصيح وذوّبته كما يذوب الرصاص في القصاص بحيث أصبحت نصوصي في غاية من الروعة والجمال والوصول الى الحل مباشرة وهنا ما ميّزني على غيري وتفرّدت لوحدي كشاعر حداثي ملهم ومبدع ومجدد ومن هنا أصبحت اسما شعريا عظيما في كل الاوساط الشعرية في تونس وخارجها وبشهادة العديد الا من توزر فهم تفاجأوا الى درجة الصمت والوقوف عاجزين عما انشره في كتبي وعلى وسائل الاتصال الاجتماعي.

** المرأة هي المحور الأساسي في اشعارك أيّ سر وراء ذلك؟

- طبعا منذ أن خلق الشعر ما قبل القرآن في الشعر الجاهلي الى الآن لا أعتقد ان هناك شاعرا لم يكتب عن المرأة طبعا باختلاف العصور وباختلاف الحضارات والشاعر هو لسان حال المجتمع وهو الذي يرصد كل شيء والمرأة هي أنثى يحتاجها الرجل لبناء عزائمه باعتبار ان المرأة كانت بمثابة السلاح في مسار الحروب وكانت هي من تقف جنبا لجنب عندما كانت الحروب بالآليات يعني الأسلحة المحلية المحدودة وكان دور المرأة في تلك الفترة الاعتزاز بالرجل البطل وكان الحب هو الموقف القوي في شحن عزيمة الشاعر وبالتالي تخلق ثقافة شعرية إبداعية حسب الوضع والثقافة والبيئة أما الآن نغيّر كل شيء ودائما تعود الكرة في ملعب الشاعر كلّ حسب ثقافته ورؤاه وتطلّعاته والمرأة تتطوّر بتطوًر الثقافات ويظلّ الشعر سيّد الموقف وهنا تحصل المفارقة والمعادلة ويبرز الشاعر الحقيقي كالنجم المضيء في سماء القصيدة التي تتناغم وروح العصر بما فيه من حداثة في كل شيء لأن هذا الأمر يتحرّك بتحرّك الفكر وهذا هو الابداع الذين يتجلّى بقوة في قصائدي دون غيري بالجرأة المتجاوزة للكلمة أي انني لم أترك شيئا ضبابي تسوده الظلمة والتستّر الكاذب فأنا أول من عرّى وبإبداع كل ما تركه الشعراء قبلي بما فيهم نزار خاصة وبقية الشعراء الاخرين.

** ما هي قراءتك لما يكتب وينشر من اشعار سواء في الدواوين او على وسائل التواصل الاجتماعي؟

- طبعا أنا اطلع يوميا ما يكتب على صفحات التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف وفي الدواوين التي تصدر هنا وهناك لبعض الشعراء الاصدقاء وما اسمعه في المنابر الشعرية في الحقيقة وعموما ألاحظ ان هناك ركودا واضحا وعجزا ظاهرا ويتجلّي في ما سأذكره الآن اولا الاطلاع غير الكافي وغير الواعي بما يدور في الأدب العالمي من تطوّر عجيب افرزته ثقافة جدّ متحضّرة وبقوا متشبّثين بما هو قديم وما هو لم يعد باستطاعته القفز الى الأمام بقوّة فكرية واطلاع واسع يخوّل له التفرّد والتفوق الواضح زيادة على انهم تأثًروا بشعراء حداثيين كانوا في عصرهم مبدعين ووقفوا هناك في مكان واحد ضيق الافق.

**المهرجانات الشعرية اليوم في تونس ضرورة أم ترف ؟

-هما الأثنان في الوقت الحاضر بحيث لا تنتهي تظاهرة ثقافية شعرية إلا وتكتشف الفوارق وهذا يعود اولا لضعف مستويات الشخصيات المشرفة على ذلك كالجمعيات مثلا وفروع اتحاد الكتاب في الجهات المنتخبون في ما بينهم بالتدليس والتضليل وابراز الاسماء التي تفاهمت مع بعضها كالمليشيات في الفوز وبالتالي تحصل الكارثة في ما بعد في تسيير الامور كما ينبغي أن تكون وطبعا سنحصل على نتائج وخدمات كارثية تعيق مباشرة المبدع الحقيقي وتقصيه بالقانون المركب على الهيئات المنظمة الملتقيات ومن جانب آخر تلاحظ أحيانا بعض النجاحات في بعض الملتقيات ربما التي لا تؤمن الاً بالعمل الجدي والدفع بثقافتنا التونسية الى أعلى مستويات التألق والخاسر في الحقيقة هم من تحصلوا على ربما جوائز في المجال الشعري بمقاييس متدنية جدًا ما يؤخر مسيرة ادب الشباب ويعيق حقيقة تواصلهم الواجب اتباعه هذا عوضاً على بعض الفساد المالي الذي لا يخدم سوى مصلحة العصابات الثقافية في البلاد.

** هل عشت الغبن الشعري في مسيرتك؟

- نعم أنا الغبن بذاته. فاليتم والمرض وقطع مسيرة التعليم الى الجامعات والمعاناة برمتها والتكوين الصعب الشامل والكامل الذي استقيته من والدي الزيتوني وعدل الأشهاد المعروف والامام لمسجد الشابية منذ عشرات السنين لدليل على تألّقي مبكًرا وتفجّر اسمي في عديد الجرائد والمجلات التونسية وأنا لم اتجاوز الرابعة عشرة من عمري هذا ما انتبه له بعض النقاد مثل المرحوم منجي الشملي وابو زيّان السعدي والشعراء امثال المرحوم الشاعر الميداني بن صالح وعامر بوترعة وغيرهم كثر

لماذا هذا الأحجام على النشر الورقي؟

نعم صدقت في حقيقة الأمر أنّ بعد ما تسمّى بالثورة والربيع العربي المضحك في تونس انهارت كل المنظومات الثقافية وخاصة تلك اللجان الثقافية وقتها وهي التي كانت تساند وتساعد على كل فعل أدبي للنشر وكم ساهمت في انعاش الحركات الثقافية علاوة على المساعدات المادية رغم ان الكثير ينشر كتبه على نفقته الخاصة هؤلاء أحيانا تجدهم في ظروف مادية جيدة وللأسف اكثر اعمالهم رديئة لا يقع التثبت فيها فتخرج كما تخرج الأفاعي من جحورها وهذه المسألة اعتقد مازالت وللأسف الى الآن لم يقع تمحيصها بصدق.

**ماذا يعني بالنسبة لك ان يكون في توزر مهرجان دولي للشعر؟

= نعم سؤال في مكانه لو حصرنا كل المهرجانات في تونس على جميع انواعها سنجد أن توزر كانت ولا زالت هي الجهة التي أصبحت استثناىية على جميع المستويات اقترانا بالمدن الاخرى اولا على مستوى التنظيم وعلى الحرص بما يكفل الاعتناء بالضيوف اقامة وحفاوة وحسن الضيافة باعتبار ان المهرجان الدولي للشعر بتوزر كان اسمه مهرجان الشعر العربي بالجريد الذي اسسه ثلّة من الكتاب ومن أهم الاسماء الامين الشريف كمؤسس أيضا للمهرجان الذي اصبح "دولي" ولست بحاجة بأن أذكر اسمي في كل التظاهرات فعلا على الميدان عندما كانت صحتي مختلفة على ما أصبحت عليه اليوم ثم أنّ هناك أشخاصا دخلوا على الخط مثل المرحوم الشاعر شكري ميعادي والتي كانت اوّل دورة دولية للمهرجان بعد ذلك أصبح الأمر مختلفا تماما للجمعية حيث ترأس الجمعية ثلًة من الشعراء وبعد الانتخابات افرزت الرئيس الصديق الشاعر عادل بوعقة وعضوية محمد بوحوش ولكن دعني اقلك أن هناك بعض الأشخاص الذين طالبوا بتغيير هذه الجمعية لا لشيء سوى انها تجاوزت المواعيد المحدد للتجديد وصدقا أقول رغم أنني كنت مع هذا القرار ولكن تأكّد لي ان هؤلاء الذين ساندتهم ليس لهم الحزم الكافي. وكنت قد صرّحت كتابيا في مقال نشرته بصفحتي مفاده أني أعلن مساندتي الكاملة لهذه الجمعية وكل ما هو يتعلق بالعمل الثقافي بالجهة سأدعمه حضوريا وسأكون سندا لها ولفاعليها بما فيهم مندوبية الثقافة بالمكان لأنني أعي جيدا ما أقول أما الثغرات فهي موجودة في كل عمل مهما كان الدعم فالضيوف الوافدين علينا هؤلاء في الحقيقة اكثرهم اصدقاء وفيهم من لا تقع دعواتهم. للأسف ليس لي أي دخل في هذا الأمر أمام قرارات هذه الجمعية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 الشاعر خير الدين الشابي لـ"الصباح":  أنا الشاعر الثاني عائليا بعد الشابي وهو ما رماني أمام مصير صعب

 

حوار محسن بن احمد

تونس- الصباح

مبدع استثنائي في اشعاره الرافضة للسائد والمتداول شكلا ومضمونا، متمرد في تشخيصه للواقع وما يعيشه المجتمع من تناقضات في اشعاره التي تحمل جرأة وتصريحا حدَ الجٌرح، لا يهدا له بال، ويواصل قرض الشعر باكثر قوة واصرارا على مزيد التحدي لواقع يرى فيه اكثر من عيب.

خيرالدين الشابي يعترف ان ما يصوغه من اشعار لا تشبهه الا هو. فهو يرى نفسه الشاعر الحداثي المجدد والمتجدد بسياقاته اللغوية السريعة والعجيبة وهو امر اكد واصر عليه في هذا الحوار الذي أجريناه معه.

**ما هي وظيفة الشاعر اليوم من وجهة نظرك؟

- الشاعر يخلق شاعرا منذ تشكّله في بطن امه وهو الاستثنائي حتى بين أفراد اسرته يكبر كما تكبر الافكار العظيمة ويتطوّر كما تتطوّر الأسلحة في الدول المتقدّمة باعتبار أنّ الكلمة هي بمثابة رصاصة قوية تحمل شحنة من بذور الوعي بالمسؤولية. تلك الوظيفة لا تأتي من فراغ طبعا بل تأتي من ثقافة متينة وقوية حسب ما يتلقّاه الكاتب من مصادر مختلفة باختلاف الثقافة الموجودة والسّائدة في الثقافة الوطنية لتخرج من التقوقع الى التموقع فوق كل ما هو حديث وجديد وهادف ومتماشيا مع ظروف البيئات الادبية وخاصة في مجال الشعر

**تكتب الشعر منذ أكثر من ثلاثين سنة كيف تعيش لحظة البوح ومن هو صاحب القرار في ذلك القلب أم العقل؟

قالت أمي، ولد خيرالدين مريضا ولكن مستيقظا الى ان انزعج من نظراته أحيانا وكان ثائرا حتى في نومه وفي كل تفاصيل حياته لا يشبه اخوته تماما وبالفعل منذ أن اغلقت الرابعة عشرة من عمري حملت القلم كما يحمل الفدائي قذائفه المبرمجة للقصف ضد كل ما هو قديم وكل ما هو لا يتماشى مع سياسته الرامية الى الاستقلال الفكري مع الاستشراف البعيد المدى كالصواريخ المبرمجة بالفكر التكنولوجي الحديث أمّا لحظة البوح هي لحظات كثيرة وعديدة ومعقًدة وحلولها تأتي في اوقات لا تطلب منك الانتظار ولا لأيّ شيء بما فيها التعب والنوم وكل شيء تقريبا لا يثنيك عن فعل الكتابة وصاحب القرار هو الشاعر كما أطلقت هذه التسمية ولأول مرة في حياة الأدب العربي من بدايته الى الآن وهذا يعود لي وحدي وتعني انني استطعت ان أفصل بين الشاعر المزيف والشاعر الحقيقي الذي لا يشبه لأحد ألاً لنفسه واستطاع ان يجعل حد بين الافذاذ الذين فارقونا والذين مازالوا على قيد الحياة وكل هذا يشيده ويسيده العقل لا غير ثم يتدخل القلب في مسائل أخرى تهمه وهذا التوزيع لا يقدر عنه الا الشاعر .

** تكتب وتنشر على وسائل التواصل الاجتماعي هل ترى فيها الطريق المثلى اليوم للتعريف بإنتاجك؟

- نعم كما ذكرت أنا أكتب باستمرار وبحذر كبير وبنهم وبمسؤولية كبيرة أكثر من أي شاعر آخر باعتبار أنني الشاعر الثاني عائليّا بعد الشابي طبعا في صنف الرجال وهذا ما اقلقني واتعبني ورماني أمام مصير صعب وقرأت تقريبا كل ما هو شعر في ادبنا العربي وقوفا بالشابي هذا الذي قرّرت واصررت أن لا اشبهه تماما وان تأثرت به كبقية الشعراء وهذا من حقّهم طبعا ولكن خيرالدين الشابي وضع استراتيجية جديدة واسلوب جديد أي انني استطعت ان أدخل وادمج الصورة الشعرية العامية في ذات النص الفصيح وذوّبته كما يذوب الرصاص في القصاص بحيث أصبحت نصوصي في غاية من الروعة والجمال والوصول الى الحل مباشرة وهنا ما ميّزني على غيري وتفرّدت لوحدي كشاعر حداثي ملهم ومبدع ومجدد ومن هنا أصبحت اسما شعريا عظيما في كل الاوساط الشعرية في تونس وخارجها وبشهادة العديد الا من توزر فهم تفاجأوا الى درجة الصمت والوقوف عاجزين عما انشره في كتبي وعلى وسائل الاتصال الاجتماعي.

** المرأة هي المحور الأساسي في اشعارك أيّ سر وراء ذلك؟

- طبعا منذ أن خلق الشعر ما قبل القرآن في الشعر الجاهلي الى الآن لا أعتقد ان هناك شاعرا لم يكتب عن المرأة طبعا باختلاف العصور وباختلاف الحضارات والشاعر هو لسان حال المجتمع وهو الذي يرصد كل شيء والمرأة هي أنثى يحتاجها الرجل لبناء عزائمه باعتبار ان المرأة كانت بمثابة السلاح في مسار الحروب وكانت هي من تقف جنبا لجنب عندما كانت الحروب بالآليات يعني الأسلحة المحلية المحدودة وكان دور المرأة في تلك الفترة الاعتزاز بالرجل البطل وكان الحب هو الموقف القوي في شحن عزيمة الشاعر وبالتالي تخلق ثقافة شعرية إبداعية حسب الوضع والثقافة والبيئة أما الآن نغيّر كل شيء ودائما تعود الكرة في ملعب الشاعر كلّ حسب ثقافته ورؤاه وتطلّعاته والمرأة تتطوّر بتطوًر الثقافات ويظلّ الشعر سيّد الموقف وهنا تحصل المفارقة والمعادلة ويبرز الشاعر الحقيقي كالنجم المضيء في سماء القصيدة التي تتناغم وروح العصر بما فيه من حداثة في كل شيء لأن هذا الأمر يتحرّك بتحرّك الفكر وهذا هو الابداع الذين يتجلّى بقوة في قصائدي دون غيري بالجرأة المتجاوزة للكلمة أي انني لم أترك شيئا ضبابي تسوده الظلمة والتستّر الكاذب فأنا أول من عرّى وبإبداع كل ما تركه الشعراء قبلي بما فيهم نزار خاصة وبقية الشعراء الاخرين.

** ما هي قراءتك لما يكتب وينشر من اشعار سواء في الدواوين او على وسائل التواصل الاجتماعي؟

- طبعا أنا اطلع يوميا ما يكتب على صفحات التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف وفي الدواوين التي تصدر هنا وهناك لبعض الشعراء الاصدقاء وما اسمعه في المنابر الشعرية في الحقيقة وعموما ألاحظ ان هناك ركودا واضحا وعجزا ظاهرا ويتجلّي في ما سأذكره الآن اولا الاطلاع غير الكافي وغير الواعي بما يدور في الأدب العالمي من تطوّر عجيب افرزته ثقافة جدّ متحضّرة وبقوا متشبّثين بما هو قديم وما هو لم يعد باستطاعته القفز الى الأمام بقوّة فكرية واطلاع واسع يخوّل له التفرّد والتفوق الواضح زيادة على انهم تأثًروا بشعراء حداثيين كانوا في عصرهم مبدعين ووقفوا هناك في مكان واحد ضيق الافق.

**المهرجانات الشعرية اليوم في تونس ضرورة أم ترف ؟

-هما الأثنان في الوقت الحاضر بحيث لا تنتهي تظاهرة ثقافية شعرية إلا وتكتشف الفوارق وهذا يعود اولا لضعف مستويات الشخصيات المشرفة على ذلك كالجمعيات مثلا وفروع اتحاد الكتاب في الجهات المنتخبون في ما بينهم بالتدليس والتضليل وابراز الاسماء التي تفاهمت مع بعضها كالمليشيات في الفوز وبالتالي تحصل الكارثة في ما بعد في تسيير الامور كما ينبغي أن تكون وطبعا سنحصل على نتائج وخدمات كارثية تعيق مباشرة المبدع الحقيقي وتقصيه بالقانون المركب على الهيئات المنظمة الملتقيات ومن جانب آخر تلاحظ أحيانا بعض النجاحات في بعض الملتقيات ربما التي لا تؤمن الاً بالعمل الجدي والدفع بثقافتنا التونسية الى أعلى مستويات التألق والخاسر في الحقيقة هم من تحصلوا على ربما جوائز في المجال الشعري بمقاييس متدنية جدًا ما يؤخر مسيرة ادب الشباب ويعيق حقيقة تواصلهم الواجب اتباعه هذا عوضاً على بعض الفساد المالي الذي لا يخدم سوى مصلحة العصابات الثقافية في البلاد.

** هل عشت الغبن الشعري في مسيرتك؟

- نعم أنا الغبن بذاته. فاليتم والمرض وقطع مسيرة التعليم الى الجامعات والمعاناة برمتها والتكوين الصعب الشامل والكامل الذي استقيته من والدي الزيتوني وعدل الأشهاد المعروف والامام لمسجد الشابية منذ عشرات السنين لدليل على تألّقي مبكًرا وتفجّر اسمي في عديد الجرائد والمجلات التونسية وأنا لم اتجاوز الرابعة عشرة من عمري هذا ما انتبه له بعض النقاد مثل المرحوم منجي الشملي وابو زيّان السعدي والشعراء امثال المرحوم الشاعر الميداني بن صالح وعامر بوترعة وغيرهم كثر

لماذا هذا الأحجام على النشر الورقي؟

نعم صدقت في حقيقة الأمر أنّ بعد ما تسمّى بالثورة والربيع العربي المضحك في تونس انهارت كل المنظومات الثقافية وخاصة تلك اللجان الثقافية وقتها وهي التي كانت تساند وتساعد على كل فعل أدبي للنشر وكم ساهمت في انعاش الحركات الثقافية علاوة على المساعدات المادية رغم ان الكثير ينشر كتبه على نفقته الخاصة هؤلاء أحيانا تجدهم في ظروف مادية جيدة وللأسف اكثر اعمالهم رديئة لا يقع التثبت فيها فتخرج كما تخرج الأفاعي من جحورها وهذه المسألة اعتقد مازالت وللأسف الى الآن لم يقع تمحيصها بصدق.

**ماذا يعني بالنسبة لك ان يكون في توزر مهرجان دولي للشعر؟

= نعم سؤال في مكانه لو حصرنا كل المهرجانات في تونس على جميع انواعها سنجد أن توزر كانت ولا زالت هي الجهة التي أصبحت استثناىية على جميع المستويات اقترانا بالمدن الاخرى اولا على مستوى التنظيم وعلى الحرص بما يكفل الاعتناء بالضيوف اقامة وحفاوة وحسن الضيافة باعتبار ان المهرجان الدولي للشعر بتوزر كان اسمه مهرجان الشعر العربي بالجريد الذي اسسه ثلّة من الكتاب ومن أهم الاسماء الامين الشريف كمؤسس أيضا للمهرجان الذي اصبح "دولي" ولست بحاجة بأن أذكر اسمي في كل التظاهرات فعلا على الميدان عندما كانت صحتي مختلفة على ما أصبحت عليه اليوم ثم أنّ هناك أشخاصا دخلوا على الخط مثل المرحوم الشاعر شكري ميعادي والتي كانت اوّل دورة دولية للمهرجان بعد ذلك أصبح الأمر مختلفا تماما للجمعية حيث ترأس الجمعية ثلًة من الشعراء وبعد الانتخابات افرزت الرئيس الصديق الشاعر عادل بوعقة وعضوية محمد بوحوش ولكن دعني اقلك أن هناك بعض الأشخاص الذين طالبوا بتغيير هذه الجمعية لا لشيء سوى انها تجاوزت المواعيد المحدد للتجديد وصدقا أقول رغم أنني كنت مع هذا القرار ولكن تأكّد لي ان هؤلاء الذين ساندتهم ليس لهم الحزم الكافي. وكنت قد صرّحت كتابيا في مقال نشرته بصفحتي مفاده أني أعلن مساندتي الكاملة لهذه الجمعية وكل ما هو يتعلق بالعمل الثقافي بالجهة سأدعمه حضوريا وسأكون سندا لها ولفاعليها بما فيهم مندوبية الثقافة بالمكان لأنني أعي جيدا ما أقول أما الثغرات فهي موجودة في كل عمل مهما كان الدعم فالضيوف الوافدين علينا هؤلاء في الحقيقة اكثرهم اصدقاء وفيهم من لا تقع دعواتهم. للأسف ليس لي أي دخل في هذا الأمر أمام قرارات هذه الجمعية.