إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

منتدى الصباح: كلٌّ يدّعي الوصل بـ"الاتحاد"...

بقلم: مصدّق الشّريف

سيجد من وصفناهم، منذ أمد، بـ"فقاقيع" السّاحة السياسيّة أنفسهم في التّسلّل عاجلا أم آجلا. وإنّ نهايتهم المحتومة بالفشل الذريع، حسب رأينا، ليست نتيجة لما أقدم عليه رئيس الجمهورية من إجراءات بدءا من يوم 25 جويلية 2021، فالسيّد قيس سعيّد قد يُخطئ وقد يُصيب. وإنّ اجتهاده في إنجاح برنامجه يبقى محدودا بطبيعة العمل البشري. والكامل عزيز، والبريء من الآفات معدوم، على حدّ تعبير أبي حيّان التوحيدي.

إنّ نهاية أغلبهم من الفاعلين في السّاحة السياسيّة نهاية مخزية هي حصاد ما زرعوه من برامج ومسيرات مبنيّة على الكذب والهون والأوهام والاتّكال على الآخر في الدّاخل وخاصّة في الخارج. إذ لم يؤسّس هؤلاء يوما عملا مشتركا على أرضية صلبة تبنيها الجماهير الشعبّية. بل إنّهم فضّلوا السّهل المريح بالاكتفاء بالظهور في الشاشات والتّدخل من وراء المصادح مستعملين أساليب انشائيّة وشقشقات لفظيّة مجّها جزء كبير من الشعب التونسي وعافها.

ولا تختلف ظروف هؤلاء كثيرا عن ظروف التلميذ الذي يدخل قاعة الامتحان وليس له في ذهنه غير التّوكّل على زميل له يمدّه بالمعلومة عند الحاجة إليها أو يختلسها في غفلة منه ومن الأستاذ المراقب. ولكن قد يفاجأ هذا التلميذ بمراقبة مشدّدة من قبل الأستاذ أو بتصميم قاعة الامتحان ممّا لا يخدم أغراضه. ونستحضر هذا القياس بعد أن أتتنا الأخبار مفيدة أنّ صندوق النّقد الدّولي قد وافق بصفة شبه تامّة على دعم برنامج حكومة السيّدة نجلاء بودن دون الالتفات إلى موقف الاتحاد منه وبقطع النّظر عن حضوره في المفاوضات الجارية حوله من عدمه. ويبدو أنّ هذا التّغيير المفاجئ في سياسية صندوق النّقد الدّولي قد جاء نتيجة لاستفحال الأزمة الرّوسيّة الأوكرانيّة. ومن الواضح أنّ حاجة الدّول الأوروبيّة وحلفائها، في هذا الوقت بالذّات، إلى شركائهم التّقليديّين في منطقة شمال إفريقيا قد خلطت الأوراق وقلبتها رأسا على عقب خاصّة مع بروز نيّة الصّين والهند وغيرهما من الدّول في فتح مجالات للتعاون مع دول المغرب العربي ومن بينها تونس. وبذلك اُستبعدت المركزيّة النّقابيّة لأوّل مرّة منذ فيفري 2021 من المشاركة في عمليّة الإصلاح الاقتصادي وتمّ الاستغناء عن شرط موافقتها على برنامج الحكومة لدعم تونس ماليّا وأصبحت القيادة النّقابيّة في وضع غير مريح، حتّى انّ هناك من اعتبر أنّها حُشرت في الزّاوية.

لقد بنت "فقاقيع" الساحة السياسيّة تحالفاتها مع حركة النّهضة فإذا هي على شفا جرف هار. فجميع النّاس يعلمون أنّه لم يكن لحركة النّهضة يوما صديق دائم، بل هي تغيّر مواقفها بتغيّر مصالحها وتتنصّل من التزاماتها بجرّة قلم. ولعلّ رغبة السيّد راشد الغنوشي في مقابلة السيّد قيس سعيّد واستعداده للحوار معه والتّخلي عن منصبه رئيسا لحركة النّهضة أكبر دليل على ذلك.

وعلى العموم، فإنّ الأسابيع القادمة ستبوح، في اعتقادنا، بمفاجات ستزلزل أقدام كثير من الذين بنوا خطواتهم على السّراب والتّواكل والتحالفات المفتعلة، التي تفوح منها رائحة النّفاق وتفضحها المصالح الضّيقة وتعرّيها المسرحيات السّمجة، متناسين التّعويل على ذواتهم وقواعدهم، إن كانت لهم قواعد، وإلاّ لماذا لم "يُكرموا لحالهم بأيديهم" ولم يتّعظوا وقد تمكّنت منهم مرتبة الصّفر فاصل؟ǃ

 

 

 

منتدى الصباح: كلٌّ يدّعي الوصل بـ"الاتحاد"...

بقلم: مصدّق الشّريف

سيجد من وصفناهم، منذ أمد، بـ"فقاقيع" السّاحة السياسيّة أنفسهم في التّسلّل عاجلا أم آجلا. وإنّ نهايتهم المحتومة بالفشل الذريع، حسب رأينا، ليست نتيجة لما أقدم عليه رئيس الجمهورية من إجراءات بدءا من يوم 25 جويلية 2021، فالسيّد قيس سعيّد قد يُخطئ وقد يُصيب. وإنّ اجتهاده في إنجاح برنامجه يبقى محدودا بطبيعة العمل البشري. والكامل عزيز، والبريء من الآفات معدوم، على حدّ تعبير أبي حيّان التوحيدي.

إنّ نهاية أغلبهم من الفاعلين في السّاحة السياسيّة نهاية مخزية هي حصاد ما زرعوه من برامج ومسيرات مبنيّة على الكذب والهون والأوهام والاتّكال على الآخر في الدّاخل وخاصّة في الخارج. إذ لم يؤسّس هؤلاء يوما عملا مشتركا على أرضية صلبة تبنيها الجماهير الشعبّية. بل إنّهم فضّلوا السّهل المريح بالاكتفاء بالظهور في الشاشات والتّدخل من وراء المصادح مستعملين أساليب انشائيّة وشقشقات لفظيّة مجّها جزء كبير من الشعب التونسي وعافها.

ولا تختلف ظروف هؤلاء كثيرا عن ظروف التلميذ الذي يدخل قاعة الامتحان وليس له في ذهنه غير التّوكّل على زميل له يمدّه بالمعلومة عند الحاجة إليها أو يختلسها في غفلة منه ومن الأستاذ المراقب. ولكن قد يفاجأ هذا التلميذ بمراقبة مشدّدة من قبل الأستاذ أو بتصميم قاعة الامتحان ممّا لا يخدم أغراضه. ونستحضر هذا القياس بعد أن أتتنا الأخبار مفيدة أنّ صندوق النّقد الدّولي قد وافق بصفة شبه تامّة على دعم برنامج حكومة السيّدة نجلاء بودن دون الالتفات إلى موقف الاتحاد منه وبقطع النّظر عن حضوره في المفاوضات الجارية حوله من عدمه. ويبدو أنّ هذا التّغيير المفاجئ في سياسية صندوق النّقد الدّولي قد جاء نتيجة لاستفحال الأزمة الرّوسيّة الأوكرانيّة. ومن الواضح أنّ حاجة الدّول الأوروبيّة وحلفائها، في هذا الوقت بالذّات، إلى شركائهم التّقليديّين في منطقة شمال إفريقيا قد خلطت الأوراق وقلبتها رأسا على عقب خاصّة مع بروز نيّة الصّين والهند وغيرهما من الدّول في فتح مجالات للتعاون مع دول المغرب العربي ومن بينها تونس. وبذلك اُستبعدت المركزيّة النّقابيّة لأوّل مرّة منذ فيفري 2021 من المشاركة في عمليّة الإصلاح الاقتصادي وتمّ الاستغناء عن شرط موافقتها على برنامج الحكومة لدعم تونس ماليّا وأصبحت القيادة النّقابيّة في وضع غير مريح، حتّى انّ هناك من اعتبر أنّها حُشرت في الزّاوية.

لقد بنت "فقاقيع" الساحة السياسيّة تحالفاتها مع حركة النّهضة فإذا هي على شفا جرف هار. فجميع النّاس يعلمون أنّه لم يكن لحركة النّهضة يوما صديق دائم، بل هي تغيّر مواقفها بتغيّر مصالحها وتتنصّل من التزاماتها بجرّة قلم. ولعلّ رغبة السيّد راشد الغنوشي في مقابلة السيّد قيس سعيّد واستعداده للحوار معه والتّخلي عن منصبه رئيسا لحركة النّهضة أكبر دليل على ذلك.

وعلى العموم، فإنّ الأسابيع القادمة ستبوح، في اعتقادنا، بمفاجات ستزلزل أقدام كثير من الذين بنوا خطواتهم على السّراب والتّواكل والتحالفات المفتعلة، التي تفوح منها رائحة النّفاق وتفضحها المصالح الضّيقة وتعرّيها المسرحيات السّمجة، متناسين التّعويل على ذواتهم وقواعدهم، إن كانت لهم قواعد، وإلاّ لماذا لم "يُكرموا لحالهم بأيديهم" ولم يتّعظوا وقد تمكّنت منهم مرتبة الصّفر فاصل؟ǃ

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews