إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممثل المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب لـ" الصباح": صفر حكم في قضايا التعذيب.. تصاعد كبير لـ"العنف البوليسي" وغياب الإرادة السياسية في القطع مع الانتهاكات

السياسية في القطع مع الانتهاكات

تونس- الصباح

تحتفل بلادنا اليوم باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب هذه الجريمة التي مازال لم يصدر فيها حكم بات في جل القضايا المنشورة في هذا الصدد والمتعلقة بجريمة التعذيب ومازالت التحركات متواصلة من ضحايا الانتهاكات بمختلف أشكالها من أجل الوصول إلى الحقيقة وضمان عدم تكرار ما حصل في الماضي كما تواصل الجمعيات الحقوقية كذلك تحركاتها من أجل ضمان حق الضحايا ووضع حد للافلات من العقاب لذلك تقوم عدد من المنظمات والجمعيات الحقوقية من بينهم المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وجمعية الكرامة للحقوق والحريات اليوم بالمسيرة السنوية احتفالا بهذا اليوم انطلاقا من قصر العدالة وصولا إلى ساحة سجن 9 افريل السابق.

وفي هذا السياق ذكر اسامة بوعجيلة ممثل المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب المسؤول عن المناصرة والحملات في تصريح لـ"الصباح" بأنه على امتداد فترة عام كامل من 26 جوان 2021 وإلى اليوم سجلت المنظمات التي تقف في الصفوف الأولى للدفاع عن حقوق الضحايا تصاعدا كبيرا في الانتهاكات الأمنية والعنف "البوليسي" ضد العديد من الضحايا وابرزهم ناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان وكذلك ضد الجماهير الرياضية فخلال هذه الفترة هناك زيادة كبرى في استخدام العنف من قبل القوات الأمنية سواءً في التجمعات العامة عن طريق المظاهرات والحراك الاجتماعي والمباريات الرياضية وهناك كذلك الانتهاكات والعنف البوليسي الموجه ضد المهاجرين وطالبي اللجوء والأشخاص الذين يتم اعتبارهم تهديد للنظام العام.

وأكد بوعجيلة تسجيل صفر حكم في علاقة بقضايا التعذيب وصفر استجابة متوجهة للضحايا من قبل الدولة واجهزتها، وأوضح بأن مسار العدالة الانتقالية يعتبر احد الاليات الكفيلة بضمان عدم تكرار انتهاكات الماضي وإصلاح المؤسسات لكن في ظل غياب اي إرادة سياسية في دعم أعمال الدوائر المتخصصة واي حماية للقضاة نجد هذا المسار مازال معطلا ومازالت مصالح الضحايا غير مضمونة، وأوضح بوعجيلة بانه أمام غياب الإرادة السياسية للقطع مع الانتهاكات والتهديدات الكبرى التي تطال دولة القانون واستقلالية القضاء والعراقيل التي تواجه مسار العدالة الانتقالية والسياق القائم على المنحى الاحادي والانفرادي بالراي الذي يميز قضايا كبرى تهم الحقوق والحريات على غرار حرية التعبير والتنظم نجد أنفسنا أمام حتمية مواصلة النضال بغية اجتثاث آفة التعذيب من تونس والضغط بغاية اتخاذ التدابير الفعالة بصفة فورية لضمان وقف الانتهاكات وخاصة إنهاء آفة الإفلات من العقاب وارساء سيادة القانون بوصفها ضمانة اساسية للحريات العامة والفردية.

من جهته ذكر العلمي الخضري رئيس جمعية الكرامة للحقوق والحريات في تصريح لـ"الصباح" بأنهم يقومون اليوم بوقفة رمزية وتحسيسية أمام وزارة العدل تليها مسيرة إلى سجن 9 أفريل السابق بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب للتنديد بممارسة التعذيب والدعوة للتصدي لظاهرة التعذيب تحت شعار " نحن متحدون ضد آفة التعذيب" مؤكدا انهم يطالبون بتحويل سجن 9 أفريل السابق إلى متحف للذاكرة الوطنية .

وأضاف الخضري بأن جريمة التعذيب هي جريمة أخلاقية تنبذها كل الشرائع ورغم ذلك فهي مازالت متواصلة إلى اليوم بل وتفاقمت خلال الحالة الاستثنائية حيث زادت موجة العنف تجاه المواطنين والصحفيين والمدونين ومختلف الاطياف الاجتماعية، وأوضح بأنه ما لم يحاسب مرتكبو جرائم التعذيب سابقا فلن تحصل العبرة مؤكدا بأن رموز الانتهاكات مازالوا يمارسون حياتهم بصفة عادية مما يجعل ضحايا التعذيب يتعذبون مرة أخرى بعدم الوصول إلى العدالة او بما يسمى بنكران العدالة والافلات من العقاب لمرتكبي الانتهاكات.

وقال محدثنا بأن السلطة المشرفة على التحري سواءً في جرائم الحق العام أو غيرها من الجرائم لم ترفع يدها عن التعذيب، وأضاف بأن الامنيين الجدد الذين باشر وا عملهم بعد الثورة تلقوا تكوينا في احترام حقوق الإنسان من أجل ارساء أمن جمهوري حقيقي ولكن رغم ذلك فخلال الاحتفال بذكرى الثورة في 14 جانفي الفارط حصلت انتهاكات عديدة و استهداف لبعض المناضلين وحالة موت مسترابة لم يكشف عن مرتكبيها ، وأضاف بأنه لم تحصل محاسبة ولم يتم كشف الحقيقة في قضايا وفاة كمال المطماطي ونبيل البركاتي وغيرهم تحت التعذيب إلى أن ظهرت قضايا جديدة كتلك المتعلقة بوفاة وليد دنقير وعمر العبيدي وغيرهم مما يؤكد وجود مؤشرات للافلات من العقاب.

وأكد الخضري وأنه في اطار الاحتفال باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب سيتم اليوم نشر جدول زمني حول التعذيب وعنف الشرطة خلال العام الماضي من إعداد أعضاء شبكة "SOS" ضد التعذيب.

كما سيتم عرض ومناقشة فيلم أنتجته جمعية الثقافة والتربية على المواطنة بالشراكة مع المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وكذلك عرض لأدوات الاتصال والتوعية مع نقاشات حول منع التعذيب على المستوى المحلي.

فاطمة الجلاصي

 

 

ممثل المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب لـ" الصباح": صفر حكم في قضايا التعذيب.. تصاعد كبير لـ"العنف البوليسي" وغياب الإرادة السياسية في القطع مع الانتهاكات

السياسية في القطع مع الانتهاكات

تونس- الصباح

تحتفل بلادنا اليوم باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب هذه الجريمة التي مازال لم يصدر فيها حكم بات في جل القضايا المنشورة في هذا الصدد والمتعلقة بجريمة التعذيب ومازالت التحركات متواصلة من ضحايا الانتهاكات بمختلف أشكالها من أجل الوصول إلى الحقيقة وضمان عدم تكرار ما حصل في الماضي كما تواصل الجمعيات الحقوقية كذلك تحركاتها من أجل ضمان حق الضحايا ووضع حد للافلات من العقاب لذلك تقوم عدد من المنظمات والجمعيات الحقوقية من بينهم المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وجمعية الكرامة للحقوق والحريات اليوم بالمسيرة السنوية احتفالا بهذا اليوم انطلاقا من قصر العدالة وصولا إلى ساحة سجن 9 افريل السابق.

وفي هذا السياق ذكر اسامة بوعجيلة ممثل المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب المسؤول عن المناصرة والحملات في تصريح لـ"الصباح" بأنه على امتداد فترة عام كامل من 26 جوان 2021 وإلى اليوم سجلت المنظمات التي تقف في الصفوف الأولى للدفاع عن حقوق الضحايا تصاعدا كبيرا في الانتهاكات الأمنية والعنف "البوليسي" ضد العديد من الضحايا وابرزهم ناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان وكذلك ضد الجماهير الرياضية فخلال هذه الفترة هناك زيادة كبرى في استخدام العنف من قبل القوات الأمنية سواءً في التجمعات العامة عن طريق المظاهرات والحراك الاجتماعي والمباريات الرياضية وهناك كذلك الانتهاكات والعنف البوليسي الموجه ضد المهاجرين وطالبي اللجوء والأشخاص الذين يتم اعتبارهم تهديد للنظام العام.

وأكد بوعجيلة تسجيل صفر حكم في علاقة بقضايا التعذيب وصفر استجابة متوجهة للضحايا من قبل الدولة واجهزتها، وأوضح بأن مسار العدالة الانتقالية يعتبر احد الاليات الكفيلة بضمان عدم تكرار انتهاكات الماضي وإصلاح المؤسسات لكن في ظل غياب اي إرادة سياسية في دعم أعمال الدوائر المتخصصة واي حماية للقضاة نجد هذا المسار مازال معطلا ومازالت مصالح الضحايا غير مضمونة، وأوضح بوعجيلة بانه أمام غياب الإرادة السياسية للقطع مع الانتهاكات والتهديدات الكبرى التي تطال دولة القانون واستقلالية القضاء والعراقيل التي تواجه مسار العدالة الانتقالية والسياق القائم على المنحى الاحادي والانفرادي بالراي الذي يميز قضايا كبرى تهم الحقوق والحريات على غرار حرية التعبير والتنظم نجد أنفسنا أمام حتمية مواصلة النضال بغية اجتثاث آفة التعذيب من تونس والضغط بغاية اتخاذ التدابير الفعالة بصفة فورية لضمان وقف الانتهاكات وخاصة إنهاء آفة الإفلات من العقاب وارساء سيادة القانون بوصفها ضمانة اساسية للحريات العامة والفردية.

من جهته ذكر العلمي الخضري رئيس جمعية الكرامة للحقوق والحريات في تصريح لـ"الصباح" بأنهم يقومون اليوم بوقفة رمزية وتحسيسية أمام وزارة العدل تليها مسيرة إلى سجن 9 أفريل السابق بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب للتنديد بممارسة التعذيب والدعوة للتصدي لظاهرة التعذيب تحت شعار " نحن متحدون ضد آفة التعذيب" مؤكدا انهم يطالبون بتحويل سجن 9 أفريل السابق إلى متحف للذاكرة الوطنية .

وأضاف الخضري بأن جريمة التعذيب هي جريمة أخلاقية تنبذها كل الشرائع ورغم ذلك فهي مازالت متواصلة إلى اليوم بل وتفاقمت خلال الحالة الاستثنائية حيث زادت موجة العنف تجاه المواطنين والصحفيين والمدونين ومختلف الاطياف الاجتماعية، وأوضح بأنه ما لم يحاسب مرتكبو جرائم التعذيب سابقا فلن تحصل العبرة مؤكدا بأن رموز الانتهاكات مازالوا يمارسون حياتهم بصفة عادية مما يجعل ضحايا التعذيب يتعذبون مرة أخرى بعدم الوصول إلى العدالة او بما يسمى بنكران العدالة والافلات من العقاب لمرتكبي الانتهاكات.

وقال محدثنا بأن السلطة المشرفة على التحري سواءً في جرائم الحق العام أو غيرها من الجرائم لم ترفع يدها عن التعذيب، وأضاف بأن الامنيين الجدد الذين باشر وا عملهم بعد الثورة تلقوا تكوينا في احترام حقوق الإنسان من أجل ارساء أمن جمهوري حقيقي ولكن رغم ذلك فخلال الاحتفال بذكرى الثورة في 14 جانفي الفارط حصلت انتهاكات عديدة و استهداف لبعض المناضلين وحالة موت مسترابة لم يكشف عن مرتكبيها ، وأضاف بأنه لم تحصل محاسبة ولم يتم كشف الحقيقة في قضايا وفاة كمال المطماطي ونبيل البركاتي وغيرهم تحت التعذيب إلى أن ظهرت قضايا جديدة كتلك المتعلقة بوفاة وليد دنقير وعمر العبيدي وغيرهم مما يؤكد وجود مؤشرات للافلات من العقاب.

وأكد الخضري وأنه في اطار الاحتفال باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب سيتم اليوم نشر جدول زمني حول التعذيب وعنف الشرطة خلال العام الماضي من إعداد أعضاء شبكة "SOS" ضد التعذيب.

كما سيتم عرض ومناقشة فيلم أنتجته جمعية الثقافة والتربية على المواطنة بالشراكة مع المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وكذلك عرض لأدوات الاتصال والتوعية مع نقاشات حول منع التعذيب على المستوى المحلي.

فاطمة الجلاصي