إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ما بين 200 و250 إصابة جديدة سنويا لدى الأطفال.. السكري يهدد الصحة العامة.. ونصف المرضى لا يعلمون بمرضهم

تستعد جمعية أطباء أمراض الغدد والسكري بالوسط بالشراكة مع الجمعية التونسية لأمراض الغدد والسكري لتنظيم ندوة علمية يومي الجمعة 19 والسبت 20 ديسمبر الجاري بسوسة.

ووفقا لبلاغ الجمعية، تهدف هذه الندوة العلمية إلى تقديم أحدث التوصيات العالمية لسنة 2026، إضافة إلى عرض نتائج الأبحاث الجديدة حول مرض السكري ورمضان، بما يمكّن الأطباء والمختصين من مواكبة التطورات العلمية وضبط آليات عملية للتعامل مع مرضى السكري خلال شهر الصيام.

ويتضمن البرنامج ورشات تطبيقية يؤطرها خبراء دوليون في المجال، تركز على المستجدات العلاجية، التقييم السريري للمخاطر، وكيفية مرافقة المرضى قبل وخلال وبعد شهر رمضان.

تجدر الإشارة إلى أن مرض السكري يعد أبرز تحديات المنظومة الصحية في ظل تزايد عدد المصابين بالمرض، مع تسجيل عدد إصابات كبيرة في صفوف الأطفال.

نسب مرتفعة

وكشفت مؤخرا دراسة سريرية أنجزتها الجمعية التونسية للطب العام والعائلي وشملت 5180 عينة، أن « 63.3 % من المرضى الذين زاروا عيادات الطب العام للتداوي من أمراض مختلفة دون أن يكونوا من مرضى السكري، هم أشخاص حاملون لمؤشرات إيجابية لمرض السكري وهم في مرحلة ما قبل السكري، من بينهم 67.3 % من النساء
و32.7 % من الرجال».

ووفقا للدراسة ذاتها، «تتركز ذروة العينة الحاملة لأعراض ما قبل السكري في الفئة العمرية بين 55 و56 سنة، تليها الفئة العمرية بين 45 و55 سنة بنسبة 23.9 %، والفئة العمرية بين 35 و45 سنة بنسبة 15.0 %».

بدوره، صرح أول أمس منسق البرنامج الوطني لرعاية مرضى السكري بوزارة الصحة الدكتور قيس قزمير بأن «حوالي 15.5 % من التونسيين الذين تتجاوز أعمارهم 15 سنة مصابون بمرض السكري، الذي تكمن خطورته في الظهور الفجائي، والذي يعد من الأمراض الصامتة التي لا تحمل أعراضًا».وأكد الدكتور قزمير في تصريحه الإعلامي على هامش يوم تكويني حول البرنامج الوطني لمرض السكري لفائدة أطباء الخط الأول والإطارات شبه الطبية بزغوان من تنظيم الإدارة الجهوية للصحة بزغوان بالشراكة مع مجمع الصحة الأساسية، على «أهمية التقصي المبكر لهذا المرض، وعلى دور الخط الأول في مقاومته، من خلال المتابعة الدورية الدقيقة للمرضى وتسجيل تطوّر حالاتهم الصحية».

وبعد تحدي اكتشاف المرض في مراحل متقدمة، أبرز التحديات لا سيما وأن العديد من المصابين لا يعلمون أنهم مصابون. حيث يؤكد الدكتور محمد بالأسود، رئيس ودادية أطباء الغدد والسكري بصفاقس، أن «نصف مرضى السكري لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض، الذي يمكن الوقاية منه بممارسة نشاط بدني بصفة دورية والحفاظ على أكل متوازن غذائيا».

السكري في صفوف الأطفال

كما يعد السكري في صفوف الأطفال معضلة تواجهها العديد من العائلات. فقد كشفت سابقا رئيسة فرع أمراض الغدد بالجمعية التونسية للأطفال والمختصة في أمراض السكري لدى الأطفال ليلى الصدام، أن «البحث الذي أُنجز على امتداد خمس سنوات (2018/2022) على مستوى المستشفيات العمومية في تونس، بيّن وجود 1342 إصابة جديدة بمرض السكري صنف 1 عند الأطفال، وهو ما يعني تسجيل زيادة بما بين 200 و250 إصابة جديدة كل سنة».

وقالت إن عدد الإصابات بهذا المرض المزمن «يعد كبيرا، خاصة بالنسبة للفئة دون سن الخمس سنوات، وهو يكتسي صعوبة في التشخيص، خاصة بالنسبة للأولياء، بما يؤكد الحاجة إلى بذل جهود إضافية للتوعية والتحسيس على مستوى الرصد أو الإحاطة بالمصابين الذين يحتاجون إلى الحقن اليومي بمادة الأنسولين، ويُحتم اعتماد سلوكات وقائية من بينها بالخصوص تفادي استهلاك الحلويات والمواد التي تحتوي على نسب عالية من السكريات».

وفي خطوة لمساعدة العائلات محدودة الدخل على مواجهة مصاريف هذا المرض، صادق مجلس نواب الشعب مؤخرا على فصل إضافي لمشروع قانون المالية لسنة 2026 يقضي بمنح أطفال العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل المصابين بمرض السكري منحة مالية شهرية قدرها 150 دينارا.

وتهدف هذه المنحة إلى تغطية جزء من مصاريف اقتناء آلة قياس السكري دون الحاجة للوخز. ويضبط قرار مشترك بين وزارات الشؤون الاجتماعية والصحة والمالية شروط وإجراءات إسناد هذه المنحة.

كما تفيد مصادر وزارة الصحة أنها تولي أهمية كبيرة لبرامج الوقاية ومتابعة انتشار مرض السكري في تونس، حيث أشرف مؤخرا وزير الصحة د. مصطفى الفرجاني على جلسة عمل مع ممثلي الجمعية التونسية لأمراض الغدد والسكري، بحضور هياكل الوزارة المعنية، للاتفاق على خطوات تنفيذية سريعة من أهمها:

  • إطلاق خطة وطنية للتوعية والوقاية من السكري صنف 2.
  • تكوين لجنة علمية لوضع بروتوكول المسح الوطني لتقدير نسبة الانتشار.
  • إحداث سجل وطني لمرضى السكري لتحسين المتابعة والعلاج.
  • برمجة حملات دورية للكشف المبكر والتثقيف الصحي في كل الولايات.
  • تطوير منصة رقمية تحدد درجة الاختطار وتوجه المواطنين للخدمات الأقرب.

كما ثمّن الوزير بالمناسبة «جهود الأطباء والجمعيات، وأكد أن الأولوية هي الوقاية والكشف المبكر للحد من المضاعفات وتحسين مؤشرات الصحة العامة، مع متابعة تنفيذ هذه الإجراءات بروزنامة واضحة».

م.ي

ما بين 200 و250 إصابة جديدة سنويا لدى الأطفال..   السكري يهدد الصحة العامة.. ونصف المرضى لا يعلمون بمرضهم

تستعد جمعية أطباء أمراض الغدد والسكري بالوسط بالشراكة مع الجمعية التونسية لأمراض الغدد والسكري لتنظيم ندوة علمية يومي الجمعة 19 والسبت 20 ديسمبر الجاري بسوسة.

ووفقا لبلاغ الجمعية، تهدف هذه الندوة العلمية إلى تقديم أحدث التوصيات العالمية لسنة 2026، إضافة إلى عرض نتائج الأبحاث الجديدة حول مرض السكري ورمضان، بما يمكّن الأطباء والمختصين من مواكبة التطورات العلمية وضبط آليات عملية للتعامل مع مرضى السكري خلال شهر الصيام.

ويتضمن البرنامج ورشات تطبيقية يؤطرها خبراء دوليون في المجال، تركز على المستجدات العلاجية، التقييم السريري للمخاطر، وكيفية مرافقة المرضى قبل وخلال وبعد شهر رمضان.

تجدر الإشارة إلى أن مرض السكري يعد أبرز تحديات المنظومة الصحية في ظل تزايد عدد المصابين بالمرض، مع تسجيل عدد إصابات كبيرة في صفوف الأطفال.

نسب مرتفعة

وكشفت مؤخرا دراسة سريرية أنجزتها الجمعية التونسية للطب العام والعائلي وشملت 5180 عينة، أن « 63.3 % من المرضى الذين زاروا عيادات الطب العام للتداوي من أمراض مختلفة دون أن يكونوا من مرضى السكري، هم أشخاص حاملون لمؤشرات إيجابية لمرض السكري وهم في مرحلة ما قبل السكري، من بينهم 67.3 % من النساء
و32.7 % من الرجال».

ووفقا للدراسة ذاتها، «تتركز ذروة العينة الحاملة لأعراض ما قبل السكري في الفئة العمرية بين 55 و56 سنة، تليها الفئة العمرية بين 45 و55 سنة بنسبة 23.9 %، والفئة العمرية بين 35 و45 سنة بنسبة 15.0 %».

بدوره، صرح أول أمس منسق البرنامج الوطني لرعاية مرضى السكري بوزارة الصحة الدكتور قيس قزمير بأن «حوالي 15.5 % من التونسيين الذين تتجاوز أعمارهم 15 سنة مصابون بمرض السكري، الذي تكمن خطورته في الظهور الفجائي، والذي يعد من الأمراض الصامتة التي لا تحمل أعراضًا».وأكد الدكتور قزمير في تصريحه الإعلامي على هامش يوم تكويني حول البرنامج الوطني لمرض السكري لفائدة أطباء الخط الأول والإطارات شبه الطبية بزغوان من تنظيم الإدارة الجهوية للصحة بزغوان بالشراكة مع مجمع الصحة الأساسية، على «أهمية التقصي المبكر لهذا المرض، وعلى دور الخط الأول في مقاومته، من خلال المتابعة الدورية الدقيقة للمرضى وتسجيل تطوّر حالاتهم الصحية».

وبعد تحدي اكتشاف المرض في مراحل متقدمة، أبرز التحديات لا سيما وأن العديد من المصابين لا يعلمون أنهم مصابون. حيث يؤكد الدكتور محمد بالأسود، رئيس ودادية أطباء الغدد والسكري بصفاقس، أن «نصف مرضى السكري لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض، الذي يمكن الوقاية منه بممارسة نشاط بدني بصفة دورية والحفاظ على أكل متوازن غذائيا».

السكري في صفوف الأطفال

كما يعد السكري في صفوف الأطفال معضلة تواجهها العديد من العائلات. فقد كشفت سابقا رئيسة فرع أمراض الغدد بالجمعية التونسية للأطفال والمختصة في أمراض السكري لدى الأطفال ليلى الصدام، أن «البحث الذي أُنجز على امتداد خمس سنوات (2018/2022) على مستوى المستشفيات العمومية في تونس، بيّن وجود 1342 إصابة جديدة بمرض السكري صنف 1 عند الأطفال، وهو ما يعني تسجيل زيادة بما بين 200 و250 إصابة جديدة كل سنة».

وقالت إن عدد الإصابات بهذا المرض المزمن «يعد كبيرا، خاصة بالنسبة للفئة دون سن الخمس سنوات، وهو يكتسي صعوبة في التشخيص، خاصة بالنسبة للأولياء، بما يؤكد الحاجة إلى بذل جهود إضافية للتوعية والتحسيس على مستوى الرصد أو الإحاطة بالمصابين الذين يحتاجون إلى الحقن اليومي بمادة الأنسولين، ويُحتم اعتماد سلوكات وقائية من بينها بالخصوص تفادي استهلاك الحلويات والمواد التي تحتوي على نسب عالية من السكريات».

وفي خطوة لمساعدة العائلات محدودة الدخل على مواجهة مصاريف هذا المرض، صادق مجلس نواب الشعب مؤخرا على فصل إضافي لمشروع قانون المالية لسنة 2026 يقضي بمنح أطفال العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل المصابين بمرض السكري منحة مالية شهرية قدرها 150 دينارا.

وتهدف هذه المنحة إلى تغطية جزء من مصاريف اقتناء آلة قياس السكري دون الحاجة للوخز. ويضبط قرار مشترك بين وزارات الشؤون الاجتماعية والصحة والمالية شروط وإجراءات إسناد هذه المنحة.

كما تفيد مصادر وزارة الصحة أنها تولي أهمية كبيرة لبرامج الوقاية ومتابعة انتشار مرض السكري في تونس، حيث أشرف مؤخرا وزير الصحة د. مصطفى الفرجاني على جلسة عمل مع ممثلي الجمعية التونسية لأمراض الغدد والسكري، بحضور هياكل الوزارة المعنية، للاتفاق على خطوات تنفيذية سريعة من أهمها:

  • إطلاق خطة وطنية للتوعية والوقاية من السكري صنف 2.
  • تكوين لجنة علمية لوضع بروتوكول المسح الوطني لتقدير نسبة الانتشار.
  • إحداث سجل وطني لمرضى السكري لتحسين المتابعة والعلاج.
  • برمجة حملات دورية للكشف المبكر والتثقيف الصحي في كل الولايات.
  • تطوير منصة رقمية تحدد درجة الاختطار وتوجه المواطنين للخدمات الأقرب.

كما ثمّن الوزير بالمناسبة «جهود الأطباء والجمعيات، وأكد أن الأولوية هي الوقاية والكشف المبكر للحد من المضاعفات وتحسين مؤشرات الصحة العامة، مع متابعة تنفيذ هذه الإجراءات بروزنامة واضحة».

م.ي