ما يميّز «جاد» هو أنّه لا يسعى إلى تقديم خطاب احتجاجي مباشر، بل يعرّي الواقع من الداخل عبر تفاصيل صغيرة.
انطلق عرض الفيلم الروائي “جاد» للمخرج جميل النجار في القاعات السينمائية التونسية منذ يوم 22 أكتوبر الجاري، وهو فيلم استطاع أن يشدّ انتباه المتابعين والنقّاد باعتباره أوّلًا من الأعمال التي تزاوج بين الصدق الفني والرهان المجتمعي، وثانيًا لرمزية عنوانه التي تعيد الذاكرة إلى الطبيب الشاب الراحل جاد الهنشيري، وثالثًا لطرحه قصة مأساوية مستوحاة من واقعة حقيقية ولتقديمه مساءلة جريئة لواقع المنظومة الصحية في تونس، متكئًا على مقاربة بصرية واقعية ولغة إخراجية متقشّفة تضع الإنسان في قلب المشهد.
الفيلم الذي حصد جائزة الجمهور في مهرجان عنابة السينمائي، وجائزة أفضل ممثل لمحمد مراد في مهرجان الدار البيضاء في جوان 2025، وهو التجربة الروائية الطويلة الأولى لجميل النجار، عبارة عن شهادة سينمائية على هشاشة الواقع الصحي والاجتماعي في البلاد، ويعيد من خلاله المخرج الاعتبار لصوت السينما حين تنطق بلغة الحق والكرامة.
استوحى جميل النجار فيلمه من واقعة حقيقية، حيث تدور أحداثه حول تعرّض مواطن من طبقة ثرية إلى حادث مروري استوجب نقله إلى مستشفى عمومي، وفي المقابل يسقط عامل بناء ينحدر من طبقة فقيرة من بناية ويتم نقله إلى المستشفى نفسه. ومن هذه الأحداث تبدأ مأساة العائلتين في الكشف عن هشاشة المنظومة الصحية وتداعياتها المأساوية على العاملين بها والمرتادين لها على حدّ سواء.
ولا يعيد المخرج تصوير الحدث كواقعة إخبارية، بل يتّخذه منطلقًا دراميًا يختبر من خلاله علاقة المواطن التونسي، على اختلاف طبقاته، بمؤسسة يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا، فإذا بها تتحوّل إلى فضاء للانتظار والوجع وأحيانًا للارتشاء واستغلال المواقف. ومنذ اللقطة الأولى يعتمد جميل النجار لغة بصرية خالية من الزخرف، يطغى عليها الإضاءة الباهتة التي تشبه برود الجدران الرمادية والبيضاء في المستشفيات، ويهيمن فيها الصمت كإحدى لغات التعبير الأساسية.
فالكاميرا تتحرّك ببطء، لا تبحث عن الزوايا الجميلة بقدر ما توثّق وجوهًا منهكة وأجسادًا معلّقة بين الحياة والموت. وفي هذا المناخ المشحون، يختار المخرج أن يكون الراوي غائبًا ليترك للصور سلطة الحضور، وللمشاهد حرية التأويل. أمّا الإضاءة الخافتة والمشاهد القاتمة والإيقاع المتثاقل، فكانت كلّها عناصر تشي بأنّ ما يُعرض أمامنا ليس مجرّد حكاية فردية، بل لوحة عن مجتمع بأكمله يعيش داخل قاعة انتظار كبيرة اسمها «المنظومة الصحية العمومية».
الأداء التمثيلي في «جاد» ينهل من واقعية موجعة، بعيدًا عن المبالغة أو التجميل. محمد مراد، الذي نال جائزة أفضل ممثل، قدّم شخصية مفعمة بالتوتر الداخلي، يجسّد رجلًا يعيش صدمة التحوّل من امتياز الثروة إلى هشاشة الجسد والواقع، ومن سلطة المال إلى العجز أمام قدر لا يمكن شراؤه. في المقابل، تجسّد ياسمين الديماسي معاناة أخت العامل الفقير بصوت مبحوح وعيونٍ تحكي أكثر ممّا تقول، بينما ساهمت سوسن معالج وكذلك عبد الكريم البناني في بناء فضاء تمثيلي واقعي يعكس تحجّر المشاعر الإنسانية واستغلال أوجاع الناس من جهة، ومن جهة أخرى تؤدّي سهير بن عمارة دور الزوجة الموجوعة والخائفة، ولكن المتضامنة مع عائلة عامل البناء. هذا التوازن في الأداء يمنح الفيلم بعدًا لا يركّز على بطل واحد، بل على شبكة بشرية تتقاطع مصائرها في مكان واحد يجمعها الألم.
ما يميّز «جاد» هو أنّه لا يسعى إلى تقديم خطاب احتجاجي مباشر، بل يعرّي الواقع من الداخل عبر تفاصيل صغيرة: ممرضة تستغل الأوضاع الهشّة والتسيّب وغياب المحاسبة. طبيب ورئيس قسم الإنعاش، والذي يؤدّي دوره جمال ساسي، يكرّر شعارات رسمية عن «الخدمات المتطورة». حركات مثقلة ومتوترة داخل أروقة المستشفى. هذه المشاهد التي قد تبدو بسيطة هي في الحقيقة قلب الفيلم النابض، لأنّها تكشف المسافة الهائلة بين الخطاب الرسمي والحقيقة اليومية. وهنا تتجلّى جرأة جميل النجار الذي يرفض أن يجعل السينما منبرًا دعائيًا أو مأتمًا سياسيًا، بل يجعلها مرآةً باردة تعكس العطب كما هو دون رتوش.
ثمّ إنّ اختيار اسم الفيلم لم يكن اعتباطيًا، فـ»جاد» هو أيضًا تكريم للطبيب الشاب الراحل جاد الهنشيري، الذي عُرف بمواقفه المدافعة عن قطاع الصحة العمومية وعن حق المواطن في العلاج. هذا الربط بين الشخصية الرمزية والواقع السينمائي يضفي على العمل بعدًا إنسانيًا مزدوجًا: فهو من جهة يذكّر بتضحيات الأطباء والعاملين في القطاع الصحي الذين يواجهون ظروفًا قاسية، ومن جهة أخرى يعيد للذاكرة الجماعية صورة الشباب الذي حلم بإصلاح المنظومة الصحية فكان ضحية خللها. وهكذا يتحوّل الفيلم إلى فعل وفاء بقدر ما هو عمل نقدي.
على المستوى الفني، يمكن القول إنّ جميل النجار اشتغل على «الفراغ» أكثر ممّا اشتغل على «الحدث»، فالمساحات الواسعة أحيانًا والضيّقة أحيانًا أخرى، الصمت الطويل، والإضاءة الشاحبة ليست عناصر شكلية، بل أدوات دلالية ترمز إلى فقدان الأمل وتآكل الثقة في المؤسسة. الكاميرا لا تتدخّل، بل تراقب، ما يجعل المشاهد شريكًا في بناء المعنى ومشاركًا في التجربة الإنسانية التي يقدّمها الفيلم. هذا الاختيار الجمالي يذكّر بأسلوب السينما الواقعية الجديدة التي تضع العدسة في مواجهة الحياة كما هي، دون ماكياج أو تبرير، ليصبح التوثيق نفسه نوعًا من المقاومة ضد النسيان.
من جهة أخرى، يُحسب للفيلم أنّه كسر الثنائية التقليدية بين «الفيلم الاجتماعي» و»الفيلم الجمالي»، فبينما يستعرض مأساة العاملين والمرضى، لا يغفل عن بناء سرد متماسك وإيقاع بصري منضبط يجعل المتفرّج في حالة توتّر مستمر. وبهذا المعنى، ينجح «جاد» في تحويل المأساة الواقعية إلى سؤال فني: كيف يمكن للسينما أن تحكي الوجع دون أن تسقط في الميلودراما؟ كيف يمكنها أن تمارس النقد دون أن تتحوّل إلى تقرير توثيقي؟
ولذلك عبّر المخرج جميل النجار في تصريحاته عن رغبته في أن يكون الفيلم بمثابة مرآة للمجتمع لا سوطًا عليه، مؤكّدًا أنّ السينما يجب أن تفتح النقاش حول القضايا الحيوية مثل القطاع الصحي والتعليم والعدالة الاجتماعية. وهو في ذلك يضع نفسه ضمن جيل من المخرجين التونسيين الذين يرون في الفن السابع وسيلة لمساءلة الواقع لا للهروب منه. من جانبه، قال الممثل محمد مراد إنّ الهدف من هذا العمل هو المساهمة في تغيير واقع المستشفيات العمومية، وإنّ تخصيص عائدات الفيلم لدعمها ليس مجرّد مبادرة رمزية، بل امتداد طبيعي لرسالة العمل.
ولعلّ السؤال الأهم الذي يتركه «جاد» في ذهن المتفرّج هو: هل يمكن للسينما التونسية أن تتحوّل إلى قوة اقتراح اجتماعي حقيقية؟ هل تستطيع أن تتجاوز منطق الجوائز والمهرجانات لتصبح فاعلًا في النقاش العمومي حول التعليم، الصحة، العدالة؟ إنّ تجربة جميل النجار تفتح هذا الأفق، لأنّها تعيد توجيه البوصلة نحو ما يجعل الفن ذا معنى، أي التزامه بالإنسان قبل أي شيء.
إيمان عبد اللطيف
الفيلم حاليّا في القاعات ومن خلاله يقدّم المخرج جميل النجار لمسة وفاء للطبيب الشاب الراحل جاد الهنشيري .
محمد مراد، الذي نال جائزة أفضل ممثل في مهرجان الدار البيضاء في جوان الماضي، قدّم شخصية مفعمة بالتوتر الداخلي.
ما يميّز «جاد» هو أنّه لا يسعى إلى تقديم خطاب احتجاجي مباشر، بل يعرّي الواقع من الداخل عبر تفاصيل صغيرة.
انطلق عرض الفيلم الروائي “جاد» للمخرج جميل النجار في القاعات السينمائية التونسية منذ يوم 22 أكتوبر الجاري، وهو فيلم استطاع أن يشدّ انتباه المتابعين والنقّاد باعتباره أوّلًا من الأعمال التي تزاوج بين الصدق الفني والرهان المجتمعي، وثانيًا لرمزية عنوانه التي تعيد الذاكرة إلى الطبيب الشاب الراحل جاد الهنشيري، وثالثًا لطرحه قصة مأساوية مستوحاة من واقعة حقيقية ولتقديمه مساءلة جريئة لواقع المنظومة الصحية في تونس، متكئًا على مقاربة بصرية واقعية ولغة إخراجية متقشّفة تضع الإنسان في قلب المشهد.
الفيلم الذي حصد جائزة الجمهور في مهرجان عنابة السينمائي، وجائزة أفضل ممثل لمحمد مراد في مهرجان الدار البيضاء في جوان 2025، وهو التجربة الروائية الطويلة الأولى لجميل النجار، عبارة عن شهادة سينمائية على هشاشة الواقع الصحي والاجتماعي في البلاد، ويعيد من خلاله المخرج الاعتبار لصوت السينما حين تنطق بلغة الحق والكرامة.
استوحى جميل النجار فيلمه من واقعة حقيقية، حيث تدور أحداثه حول تعرّض مواطن من طبقة ثرية إلى حادث مروري استوجب نقله إلى مستشفى عمومي، وفي المقابل يسقط عامل بناء ينحدر من طبقة فقيرة من بناية ويتم نقله إلى المستشفى نفسه. ومن هذه الأحداث تبدأ مأساة العائلتين في الكشف عن هشاشة المنظومة الصحية وتداعياتها المأساوية على العاملين بها والمرتادين لها على حدّ سواء.
ولا يعيد المخرج تصوير الحدث كواقعة إخبارية، بل يتّخذه منطلقًا دراميًا يختبر من خلاله علاقة المواطن التونسي، على اختلاف طبقاته، بمؤسسة يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا، فإذا بها تتحوّل إلى فضاء للانتظار والوجع وأحيانًا للارتشاء واستغلال المواقف. ومنذ اللقطة الأولى يعتمد جميل النجار لغة بصرية خالية من الزخرف، يطغى عليها الإضاءة الباهتة التي تشبه برود الجدران الرمادية والبيضاء في المستشفيات، ويهيمن فيها الصمت كإحدى لغات التعبير الأساسية.
فالكاميرا تتحرّك ببطء، لا تبحث عن الزوايا الجميلة بقدر ما توثّق وجوهًا منهكة وأجسادًا معلّقة بين الحياة والموت. وفي هذا المناخ المشحون، يختار المخرج أن يكون الراوي غائبًا ليترك للصور سلطة الحضور، وللمشاهد حرية التأويل. أمّا الإضاءة الخافتة والمشاهد القاتمة والإيقاع المتثاقل، فكانت كلّها عناصر تشي بأنّ ما يُعرض أمامنا ليس مجرّد حكاية فردية، بل لوحة عن مجتمع بأكمله يعيش داخل قاعة انتظار كبيرة اسمها «المنظومة الصحية العمومية».
الأداء التمثيلي في «جاد» ينهل من واقعية موجعة، بعيدًا عن المبالغة أو التجميل. محمد مراد، الذي نال جائزة أفضل ممثل، قدّم شخصية مفعمة بالتوتر الداخلي، يجسّد رجلًا يعيش صدمة التحوّل من امتياز الثروة إلى هشاشة الجسد والواقع، ومن سلطة المال إلى العجز أمام قدر لا يمكن شراؤه. في المقابل، تجسّد ياسمين الديماسي معاناة أخت العامل الفقير بصوت مبحوح وعيونٍ تحكي أكثر ممّا تقول، بينما ساهمت سوسن معالج وكذلك عبد الكريم البناني في بناء فضاء تمثيلي واقعي يعكس تحجّر المشاعر الإنسانية واستغلال أوجاع الناس من جهة، ومن جهة أخرى تؤدّي سهير بن عمارة دور الزوجة الموجوعة والخائفة، ولكن المتضامنة مع عائلة عامل البناء. هذا التوازن في الأداء يمنح الفيلم بعدًا لا يركّز على بطل واحد، بل على شبكة بشرية تتقاطع مصائرها في مكان واحد يجمعها الألم.
ما يميّز «جاد» هو أنّه لا يسعى إلى تقديم خطاب احتجاجي مباشر، بل يعرّي الواقع من الداخل عبر تفاصيل صغيرة: ممرضة تستغل الأوضاع الهشّة والتسيّب وغياب المحاسبة. طبيب ورئيس قسم الإنعاش، والذي يؤدّي دوره جمال ساسي، يكرّر شعارات رسمية عن «الخدمات المتطورة». حركات مثقلة ومتوترة داخل أروقة المستشفى. هذه المشاهد التي قد تبدو بسيطة هي في الحقيقة قلب الفيلم النابض، لأنّها تكشف المسافة الهائلة بين الخطاب الرسمي والحقيقة اليومية. وهنا تتجلّى جرأة جميل النجار الذي يرفض أن يجعل السينما منبرًا دعائيًا أو مأتمًا سياسيًا، بل يجعلها مرآةً باردة تعكس العطب كما هو دون رتوش.
ثمّ إنّ اختيار اسم الفيلم لم يكن اعتباطيًا، فـ»جاد» هو أيضًا تكريم للطبيب الشاب الراحل جاد الهنشيري، الذي عُرف بمواقفه المدافعة عن قطاع الصحة العمومية وعن حق المواطن في العلاج. هذا الربط بين الشخصية الرمزية والواقع السينمائي يضفي على العمل بعدًا إنسانيًا مزدوجًا: فهو من جهة يذكّر بتضحيات الأطباء والعاملين في القطاع الصحي الذين يواجهون ظروفًا قاسية، ومن جهة أخرى يعيد للذاكرة الجماعية صورة الشباب الذي حلم بإصلاح المنظومة الصحية فكان ضحية خللها. وهكذا يتحوّل الفيلم إلى فعل وفاء بقدر ما هو عمل نقدي.
على المستوى الفني، يمكن القول إنّ جميل النجار اشتغل على «الفراغ» أكثر ممّا اشتغل على «الحدث»، فالمساحات الواسعة أحيانًا والضيّقة أحيانًا أخرى، الصمت الطويل، والإضاءة الشاحبة ليست عناصر شكلية، بل أدوات دلالية ترمز إلى فقدان الأمل وتآكل الثقة في المؤسسة. الكاميرا لا تتدخّل، بل تراقب، ما يجعل المشاهد شريكًا في بناء المعنى ومشاركًا في التجربة الإنسانية التي يقدّمها الفيلم. هذا الاختيار الجمالي يذكّر بأسلوب السينما الواقعية الجديدة التي تضع العدسة في مواجهة الحياة كما هي، دون ماكياج أو تبرير، ليصبح التوثيق نفسه نوعًا من المقاومة ضد النسيان.
من جهة أخرى، يُحسب للفيلم أنّه كسر الثنائية التقليدية بين «الفيلم الاجتماعي» و»الفيلم الجمالي»، فبينما يستعرض مأساة العاملين والمرضى، لا يغفل عن بناء سرد متماسك وإيقاع بصري منضبط يجعل المتفرّج في حالة توتّر مستمر. وبهذا المعنى، ينجح «جاد» في تحويل المأساة الواقعية إلى سؤال فني: كيف يمكن للسينما أن تحكي الوجع دون أن تسقط في الميلودراما؟ كيف يمكنها أن تمارس النقد دون أن تتحوّل إلى تقرير توثيقي؟
ولذلك عبّر المخرج جميل النجار في تصريحاته عن رغبته في أن يكون الفيلم بمثابة مرآة للمجتمع لا سوطًا عليه، مؤكّدًا أنّ السينما يجب أن تفتح النقاش حول القضايا الحيوية مثل القطاع الصحي والتعليم والعدالة الاجتماعية. وهو في ذلك يضع نفسه ضمن جيل من المخرجين التونسيين الذين يرون في الفن السابع وسيلة لمساءلة الواقع لا للهروب منه. من جانبه، قال الممثل محمد مراد إنّ الهدف من هذا العمل هو المساهمة في تغيير واقع المستشفيات العمومية، وإنّ تخصيص عائدات الفيلم لدعمها ليس مجرّد مبادرة رمزية، بل امتداد طبيعي لرسالة العمل.
ولعلّ السؤال الأهم الذي يتركه «جاد» في ذهن المتفرّج هو: هل يمكن للسينما التونسية أن تتحوّل إلى قوة اقتراح اجتماعي حقيقية؟ هل تستطيع أن تتجاوز منطق الجوائز والمهرجانات لتصبح فاعلًا في النقاش العمومي حول التعليم، الصحة، العدالة؟ إنّ تجربة جميل النجار تفتح هذا الأفق، لأنّها تعيد توجيه البوصلة نحو ما يجعل الفن ذا معنى، أي التزامه بالإنسان قبل أي شيء.