حركية فنية وثقافية واضحة في رمضان يظل يعقبها دائمًا السبات الكامل!!
مقالات الصباح
مهرجانات واحتفالات في كل مكان.. أعمال درامية تلفزيونية جديدة ومقترحات متنوعة
* الإنتاج الدرامي التلفزيوني يظل موسمياً رغم تشجيع الجمهور وتفضيله للأعمال التونسية
* بعد رمضان، يخيم الظلام باكرًا على المدن بما في ذلك العاصمة فيما كثير من عواصم العالم لا تنام
شهدت أغلب جهات الجمهورية في شهر رمضان الذي ودعناه أمس لنستقبل عيد الفطر اليوم، تنظيم مهرجانات فنية متنوعة، ولم تكد تخلو أي منطقة من مهرجان للمدينة أو من تظاهرة تنسجم مع خصوصيات شهر الصيام، حيث الموسيقى الصوفية وسهرات التراث والأجواء الروحانية.
وقد عاشت تونس العاصمة طيلة هذا الشهر على وقع مهرجان المدينة في دورته الواحدة والأربعين، التي انطلقت يوم 4 مارس وتواصلت إلى غاية 28 من نفس الشهر، مقترحة على الجمهور ماراثونًا من السهرات الفنية المتنوعة التي شدد المنظمون على أنها جمعت بين التراث والأصالة والتجديد مع انفتاح واسع على المواهب الجديدة.
برمجة رمضان تخللتها الاحتفالات باليوم العالمي للمسرح.
وشهدت قاعات مدينة الثقافة عروضًا كثيرة على امتداد شهر رمضان، وأقيمت سهرات كبرى بقاعة أوبرا تونس. وقد تخلل رمضان هذا العام الاحتفالات باليوم العالمي للمسرح، حيث أقيمت احتفالات بقاعة الأوبرا وأيضًا بالفن الرابع. وبدوره، نظم المسرح الوطني مهرجان «تجليات الحلفاوين» التي شهدت إقبالًا جماهيريًا واسعًا، وأحيت ذكرى الاحتفالات الرمضانية القديمة في إحدى أشهر ساحات المدينة العتيقة بالعاصمة، الحلفاوين، حيث كانت الساحة تعيش بمناسبة رمضان أجواء احتفالية كبرى. وقد بثت «تجليات الحلفاوين» الروح في الساحة مجددًا، واقترحت مجموعة من العروض الموسيقية والمسرحية، ونال الأطفال نصيبهم من العروض وتم تقديم فقرات للسيرك الذي مازال يحظى بجماهيرية واضحة في تونس.
المسرح الوطني نظم أيضًا خلال شهر رمضان تظاهرة «تونس مسارح العالم»، التي أقيمت بقاعة الفن الرابع، وتم تقديم عروض مسرحية متنوعة تونسية وأجنبية تعكس فلسفة المهرجان الذي يؤكد أن بلادنا كانت وما زالت تؤمن بدور الفن في إزالة المسافات والعوائق والأفكار المسبقة بين شعوب العالم. وقد تخلل شهر رمضان الاحتفالات باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف يوم 27 مارس من كل سنة، حيث أقيمت احتفالات كبرى في تونس انتظمت بين مدينة الثقافة وقاعة الفن الرابع بالعاصمة، وكرمت وزيرة الثقافة أمينة الصرارفي التي شهدت بعض فقرات الاحتفالات في الفضاءين، عددًا هامًا من وجوه التمثيل ونجوم الفن الرابع بالبلاد.
وانتظمت في كل مدن تونس الكبرى مهرجانات للمدينة وتظاهرات فنية احتفالية شهدت بدورها إقبالًا جماهيريًا، وفق ما نقلته التقارير الإعلامية حولها، في تعبير واضح عن تعلق الجماهير التونسية بأجواء السهر في رمضان وإقبالها على العروض الطربية التي يكون لها النصيب الأكبر في رمضان. فقد حظيت كل العروض تقريبًا بالإقبال وبالتشجيع.
مسلسلات وسلسلات جديدة
من جهتها، عرضت أغلب القنوات التلفزيونية مسلسلات جديدة وسلسلات فكاهية نال بعضها نسب مشاهدة عالية. وقد بثت القناة الوطنية مسلسلين، الأول في النصف الأول من رمضان، ونعني به مسلسل «رافل» المستوحى من قصة حقيقية، وتدور أحداثه حول شخصية «رعد» الذي وُلد بجزيرة جالطة، يفقد والديه على يد المافيا الإيطالية مما استوجب نقله إلى دار الأيتام حيث قضى طفولته فيها.
في سن الشباب، يلتقي أندريا وتقترح عليه السفر إلى تونس للاحتفال بزواجهما، لكن الشرطة تعتقل «رعد» لما كان جالسًا في إحدى المقاهي، ويقع إلحاقه بالتجنيد، وذلك في فترة الثمانينات من القرن الماضي، لتأخذ الأحداث طابعًا مأساويًا مؤثرًا.
المسلسل من بطولة أسامة كشكار إلى جانب عبد المنعم شويات ومحمد السياري وناجية الورغيو الصادق حلواس، وهو عن فكرة وإخراج لربيع التكالي.
وبثت القناة في النصف الثاني من رمضان، مسلسل «وادي الباي» الذي تدور أحداثه حول قصة عائلتين تونسيتين متصارعتين في ثلاثينيات القرن الماضي، وتهتم بعض الأحداث بحركة المقاومة في الحوض المنجمي ضد الاستعمار الفرنسي.
والمسلسل من بطولة سوسن معالج ووجيهة الجندوبي ويونس الفارحي ومحمد ڨريع وصالح الجدي وعلي الخميري ولطيفة القفصي ونادرة لملوم ولطفي بندقة وغيرهم. وأعد سيناريو العمل حمزة السوداني، وكتب الحوار محمد المنصوري، وهو من إخراج راوية مرموش.
من جهتها، قدمت قناة الحوار التونسي مسلسل «الفتنة» في الجزء الأول من رمضان، وتدور أحداثه حول عائلة تتنازع على الإرث الذي خلفه الوالد الذي انتحر منذ الحلقة الأولى في منزله الفخم وسط تونس العتيقة. العمل من إخراج سوسن الجمني ومن بطولة محمد علي بن جمعة ومحمد مراد ومنى نور الدين وريم الرياحي ونعيمة الجاني ونجلاء بن عبد الله ونجيب بلقاضي وعزة سليمان وغادة شاكا وغيرهم مع مشاركة خاصة للمثل لسعد بن عبد الله.
وقد حقق المسلسل نسبًا عالية من المشاهدة، وتفاعل الجمهور مع الأحداث، معتبرًا أن موضوع الإرث وطريقة تعامل الشخصيات مع المسألة يجعل العمل واقعيًا وقريبًا من نبض المجتمع. من جهته، حقق مسلسل «رقوج الكنز» الذي بثته قناة نسمة الجديدة وهو الجزء الثاني من مسلسل «رقوج» على نفس القناة، نسبًا عالية من المشاهدة، كما حظي بالثناء الكبير لقيمة العمل وخاصة لقيمة الممثلين، حيث ضم المسلسل كوكبة من بين أبرز الأسماء الصاعدة من بينها بالخصوص عزيز الجبالي وصابر الوسلاتي وياسمين الديماسي وهالة عياد وعصام العبسي وعاصم بالتوهامي وفاطمة صفر إلى جانب أسماء كبيرة مثل فاطمة بن سعيدان والبحري الرحالي وغيرهما. المسلسل من إخراج عبد الحميد بوشناق وهو من تأليف كل من عزيز الجبالي وعبد الحميد بوشناق وصابر الوسلاتي وألّف الموسيقى التصويرية حمزة بوشناق.
وقد جلب المسلسل الانتباه لتكامل عناصر العمل بين أداء الممثلين والسيناريو والحوار والموسيقى التصويرية والإخراج وأماكن التصوير، وقد غاص العمل بالجماهير بذكاء في عالم من الإبهار مستلهم من الحكايات القديمة وبعض الخرافات الشعبية من تلك النوعية التي يعرفها الجمهور ويتابعها وتثير حماسته.
أسماء مهمة في أعمال كوميدية
وبالإضافة إلى الأعمال الدرامية، بثت القنوات التلفزيونية في رمضان مجموعة من الأعمال الكوميدية التي شهد بعضها مشاركة أسماء قيمة ومهمة في الساحة. ومن بين هذه الأعمال «هريسة لاند» على القناة الوطنية الأولى التي تناولت بشكل ساخر الفساد الإداري داخل المصالح الإدارية. العمل من إخراج زياد ليتيم وتأليف سامي العقربي ومن بطولة أسماء وازنة وهي كل من جمال المداني وجميلة الشيحي ورياض حمدي.
تابع الجمهور أيضًا على نفس القناة سلسلة «ياسمين وفلة»، وياسمين هي صانعة محتوى تتفاجأ بشقيقتها الكبرى فلة تعود إلى أرض الوطن لقضاء شهر رمضان معها في المنزل، ليكون ذلك منطلقًا لأحداث ومواقف هزلية.
السلسلة من بطولة كوثر الباردي وريم الزريبي وطارق بعلوش مع مجموعة من ضيوف الشرف من بينهم الأمين النهدي ولطيفة القفصي ودليلة المفتاحي وسهام وصلاح مصدق وغيرهم، وهي من إخراج نبيل بالسيدة.
تابع الجمهور كذلك حلقات سلسلة «صاحبك راجل» على قناة نسمة الجديدة. العمل في الأصل كان فيلمًا، وتدور أحداثه حول عزوز ومهدي، وهما شرطيان مختلفان، أحدهما متهور وطائش والآخر نزيه وصارم، ويتعرض هذا الأخير لحادثة مؤلمة تجعل زميله يكشف كل ما في داخله من طمع وانتهازية ونكران للجميل.
السلسلة من إخراج قيس شقير وتأليف زين العابدين المستوري، وهي من بطولة كل من ياسين بن قمرة وكريم الغربي وسفيان الداهش ودرة زروق مع ظهور خاص لكوثر الباردي ويونس الفارحي، وقد حظيت بإقبال جماهيري كبير وفق نتائج سبر الآراء.
هناك أيضًا العديد من الفقرات الهزلية والكوميدية الأخرى التي بثتها أغلب القنوات إلى جانب برامج الكاميرا الخفية. وبعيدا عن تقييم هذه الأعمال، ويتطلب ذلك تأنيًا ونظرًا وتمحيصًا، فإنه يمكن القول إنها أحدثت تغييرًا في برمجة جل القنوات، وخففت - كثيرًا أحيانًا - من «الروتين التلفزيوني»، وكانت الاختيارات كثيرة أمام المشاهدين مع وجود مسألة لا بد من الإشارة إليها، وقد مثلت إحدى المنغصات وهي كثرة الإشهار والمبالغ فيه أحيانًا إلى حد التخمة.
قوس ونعود
بقي ما هو واضح وهو المعتاد، وما هو منتظر هو أننا سنعود إلى سباتنا المعتاد مباشرة بعد نهاية شهر رمضان الذي يغلق القوس بمجرد انتهائه، في انتظار عودته القادمة بعد سنة.
فالحركة لا تدب في العاصمة ليلاً وفي أغلب جهات الجمهورية إلا خلال شهر رمضان، في حين أن الظلام يخيم باكرًا في بقية أشهر السنة، ويخيم الصمت والسبات على جميع المدن، بما في ذلك العاصمة التي من المفروض أن تكون بها حياة خارج شهر رمضان، على غرار العديد من عواصم العالم، ومن بينها عواصم لا تنام أبدًا.
على مستوى البرمجة التلفزيونية، سنعود بالتأكيد إلى البرمجة المملة، سواء بالإعادات أو بالبرامج غير المهمة، حيث على الجمهور أن ينتظر إلى رمضان القادم حتى تكون هناك مسلسلات جديدة وسلسلات جديدة. ويظل إنتاجنا الدرامي التلفزيوني موسميًا كالعادة، وذلك رغم ما بينه الجمهور من استعداد لمتابعة الأعمال التونسية. بل تفيد أغلب المؤشرات أن الجمهور يحبذ الأعمال التونسية لأنها تبقى، رغم كل المؤاخذات، أقرب إليه من الأعمال المستوردة طيلة السنة. على الأرجح، لن يتغير الأمر كثيرًا، وسيعود السبات إلى التلفزيون سواء من القطاع العمومي أو الخاص، وستقف حركة الإنتاج التلفزيوني في انتظار اقتراب شهر رمضان مجددًا، حينها تتجند طواقم العمل لتعمل بسرعة وأحيانًا في وقت قياسي. في باقي أشهر السنة، يصدر حكم على الممثلين والتقنيين وكل المشتغلين في القطاع بالبطالة. وهو حكم غير منطقي في ظل توفر الطاقات البشرية، وفي ظل توفر المواضيع والحكايات، وفي ظل وجود مؤلفات جيدة جدًا يمكن تحويلها بسهولة إلى أعمال درامية، وطبعا في ظل طلب الجمهور للأعمال التونسية. ومع كل سنة، تتكرر الملاحظات وتتعالى الأصوات للخروج من معضلة الإنتاج الموسمي، لكن لا شيء تغير، ولا شيء يوحي بتغيير مهم على الأقل في القريب العاجل.
حياة السايب
مهرجانات واحتفالات في كل مكان.. أعمال درامية تلفزيونية جديدة ومقترحات متنوعة
* الإنتاج الدرامي التلفزيوني يظل موسمياً رغم تشجيع الجمهور وتفضيله للأعمال التونسية
* بعد رمضان، يخيم الظلام باكرًا على المدن بما في ذلك العاصمة فيما كثير من عواصم العالم لا تنام
شهدت أغلب جهات الجمهورية في شهر رمضان الذي ودعناه أمس لنستقبل عيد الفطر اليوم، تنظيم مهرجانات فنية متنوعة، ولم تكد تخلو أي منطقة من مهرجان للمدينة أو من تظاهرة تنسجم مع خصوصيات شهر الصيام، حيث الموسيقى الصوفية وسهرات التراث والأجواء الروحانية.
وقد عاشت تونس العاصمة طيلة هذا الشهر على وقع مهرجان المدينة في دورته الواحدة والأربعين، التي انطلقت يوم 4 مارس وتواصلت إلى غاية 28 من نفس الشهر، مقترحة على الجمهور ماراثونًا من السهرات الفنية المتنوعة التي شدد المنظمون على أنها جمعت بين التراث والأصالة والتجديد مع انفتاح واسع على المواهب الجديدة.
برمجة رمضان تخللتها الاحتفالات باليوم العالمي للمسرح.
وشهدت قاعات مدينة الثقافة عروضًا كثيرة على امتداد شهر رمضان، وأقيمت سهرات كبرى بقاعة أوبرا تونس. وقد تخلل رمضان هذا العام الاحتفالات باليوم العالمي للمسرح، حيث أقيمت احتفالات بقاعة الأوبرا وأيضًا بالفن الرابع. وبدوره، نظم المسرح الوطني مهرجان «تجليات الحلفاوين» التي شهدت إقبالًا جماهيريًا واسعًا، وأحيت ذكرى الاحتفالات الرمضانية القديمة في إحدى أشهر ساحات المدينة العتيقة بالعاصمة، الحلفاوين، حيث كانت الساحة تعيش بمناسبة رمضان أجواء احتفالية كبرى. وقد بثت «تجليات الحلفاوين» الروح في الساحة مجددًا، واقترحت مجموعة من العروض الموسيقية والمسرحية، ونال الأطفال نصيبهم من العروض وتم تقديم فقرات للسيرك الذي مازال يحظى بجماهيرية واضحة في تونس.
المسرح الوطني نظم أيضًا خلال شهر رمضان تظاهرة «تونس مسارح العالم»، التي أقيمت بقاعة الفن الرابع، وتم تقديم عروض مسرحية متنوعة تونسية وأجنبية تعكس فلسفة المهرجان الذي يؤكد أن بلادنا كانت وما زالت تؤمن بدور الفن في إزالة المسافات والعوائق والأفكار المسبقة بين شعوب العالم. وقد تخلل شهر رمضان الاحتفالات باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف يوم 27 مارس من كل سنة، حيث أقيمت احتفالات كبرى في تونس انتظمت بين مدينة الثقافة وقاعة الفن الرابع بالعاصمة، وكرمت وزيرة الثقافة أمينة الصرارفي التي شهدت بعض فقرات الاحتفالات في الفضاءين، عددًا هامًا من وجوه التمثيل ونجوم الفن الرابع بالبلاد.
وانتظمت في كل مدن تونس الكبرى مهرجانات للمدينة وتظاهرات فنية احتفالية شهدت بدورها إقبالًا جماهيريًا، وفق ما نقلته التقارير الإعلامية حولها، في تعبير واضح عن تعلق الجماهير التونسية بأجواء السهر في رمضان وإقبالها على العروض الطربية التي يكون لها النصيب الأكبر في رمضان. فقد حظيت كل العروض تقريبًا بالإقبال وبالتشجيع.
مسلسلات وسلسلات جديدة
من جهتها، عرضت أغلب القنوات التلفزيونية مسلسلات جديدة وسلسلات فكاهية نال بعضها نسب مشاهدة عالية. وقد بثت القناة الوطنية مسلسلين، الأول في النصف الأول من رمضان، ونعني به مسلسل «رافل» المستوحى من قصة حقيقية، وتدور أحداثه حول شخصية «رعد» الذي وُلد بجزيرة جالطة، يفقد والديه على يد المافيا الإيطالية مما استوجب نقله إلى دار الأيتام حيث قضى طفولته فيها.
في سن الشباب، يلتقي أندريا وتقترح عليه السفر إلى تونس للاحتفال بزواجهما، لكن الشرطة تعتقل «رعد» لما كان جالسًا في إحدى المقاهي، ويقع إلحاقه بالتجنيد، وذلك في فترة الثمانينات من القرن الماضي، لتأخذ الأحداث طابعًا مأساويًا مؤثرًا.
المسلسل من بطولة أسامة كشكار إلى جانب عبد المنعم شويات ومحمد السياري وناجية الورغيو الصادق حلواس، وهو عن فكرة وإخراج لربيع التكالي.
وبثت القناة في النصف الثاني من رمضان، مسلسل «وادي الباي» الذي تدور أحداثه حول قصة عائلتين تونسيتين متصارعتين في ثلاثينيات القرن الماضي، وتهتم بعض الأحداث بحركة المقاومة في الحوض المنجمي ضد الاستعمار الفرنسي.
والمسلسل من بطولة سوسن معالج ووجيهة الجندوبي ويونس الفارحي ومحمد ڨريع وصالح الجدي وعلي الخميري ولطيفة القفصي ونادرة لملوم ولطفي بندقة وغيرهم. وأعد سيناريو العمل حمزة السوداني، وكتب الحوار محمد المنصوري، وهو من إخراج راوية مرموش.
من جهتها، قدمت قناة الحوار التونسي مسلسل «الفتنة» في الجزء الأول من رمضان، وتدور أحداثه حول عائلة تتنازع على الإرث الذي خلفه الوالد الذي انتحر منذ الحلقة الأولى في منزله الفخم وسط تونس العتيقة. العمل من إخراج سوسن الجمني ومن بطولة محمد علي بن جمعة ومحمد مراد ومنى نور الدين وريم الرياحي ونعيمة الجاني ونجلاء بن عبد الله ونجيب بلقاضي وعزة سليمان وغادة شاكا وغيرهم مع مشاركة خاصة للمثل لسعد بن عبد الله.
وقد حقق المسلسل نسبًا عالية من المشاهدة، وتفاعل الجمهور مع الأحداث، معتبرًا أن موضوع الإرث وطريقة تعامل الشخصيات مع المسألة يجعل العمل واقعيًا وقريبًا من نبض المجتمع. من جهته، حقق مسلسل «رقوج الكنز» الذي بثته قناة نسمة الجديدة وهو الجزء الثاني من مسلسل «رقوج» على نفس القناة، نسبًا عالية من المشاهدة، كما حظي بالثناء الكبير لقيمة العمل وخاصة لقيمة الممثلين، حيث ضم المسلسل كوكبة من بين أبرز الأسماء الصاعدة من بينها بالخصوص عزيز الجبالي وصابر الوسلاتي وياسمين الديماسي وهالة عياد وعصام العبسي وعاصم بالتوهامي وفاطمة صفر إلى جانب أسماء كبيرة مثل فاطمة بن سعيدان والبحري الرحالي وغيرهما. المسلسل من إخراج عبد الحميد بوشناق وهو من تأليف كل من عزيز الجبالي وعبد الحميد بوشناق وصابر الوسلاتي وألّف الموسيقى التصويرية حمزة بوشناق.
وقد جلب المسلسل الانتباه لتكامل عناصر العمل بين أداء الممثلين والسيناريو والحوار والموسيقى التصويرية والإخراج وأماكن التصوير، وقد غاص العمل بالجماهير بذكاء في عالم من الإبهار مستلهم من الحكايات القديمة وبعض الخرافات الشعبية من تلك النوعية التي يعرفها الجمهور ويتابعها وتثير حماسته.
أسماء مهمة في أعمال كوميدية
وبالإضافة إلى الأعمال الدرامية، بثت القنوات التلفزيونية في رمضان مجموعة من الأعمال الكوميدية التي شهد بعضها مشاركة أسماء قيمة ومهمة في الساحة. ومن بين هذه الأعمال «هريسة لاند» على القناة الوطنية الأولى التي تناولت بشكل ساخر الفساد الإداري داخل المصالح الإدارية. العمل من إخراج زياد ليتيم وتأليف سامي العقربي ومن بطولة أسماء وازنة وهي كل من جمال المداني وجميلة الشيحي ورياض حمدي.
تابع الجمهور أيضًا على نفس القناة سلسلة «ياسمين وفلة»، وياسمين هي صانعة محتوى تتفاجأ بشقيقتها الكبرى فلة تعود إلى أرض الوطن لقضاء شهر رمضان معها في المنزل، ليكون ذلك منطلقًا لأحداث ومواقف هزلية.
السلسلة من بطولة كوثر الباردي وريم الزريبي وطارق بعلوش مع مجموعة من ضيوف الشرف من بينهم الأمين النهدي ولطيفة القفصي ودليلة المفتاحي وسهام وصلاح مصدق وغيرهم، وهي من إخراج نبيل بالسيدة.
تابع الجمهور كذلك حلقات سلسلة «صاحبك راجل» على قناة نسمة الجديدة. العمل في الأصل كان فيلمًا، وتدور أحداثه حول عزوز ومهدي، وهما شرطيان مختلفان، أحدهما متهور وطائش والآخر نزيه وصارم، ويتعرض هذا الأخير لحادثة مؤلمة تجعل زميله يكشف كل ما في داخله من طمع وانتهازية ونكران للجميل.
السلسلة من إخراج قيس شقير وتأليف زين العابدين المستوري، وهي من بطولة كل من ياسين بن قمرة وكريم الغربي وسفيان الداهش ودرة زروق مع ظهور خاص لكوثر الباردي ويونس الفارحي، وقد حظيت بإقبال جماهيري كبير وفق نتائج سبر الآراء.
هناك أيضًا العديد من الفقرات الهزلية والكوميدية الأخرى التي بثتها أغلب القنوات إلى جانب برامج الكاميرا الخفية. وبعيدا عن تقييم هذه الأعمال، ويتطلب ذلك تأنيًا ونظرًا وتمحيصًا، فإنه يمكن القول إنها أحدثت تغييرًا في برمجة جل القنوات، وخففت - كثيرًا أحيانًا - من «الروتين التلفزيوني»، وكانت الاختيارات كثيرة أمام المشاهدين مع وجود مسألة لا بد من الإشارة إليها، وقد مثلت إحدى المنغصات وهي كثرة الإشهار والمبالغ فيه أحيانًا إلى حد التخمة.
قوس ونعود
بقي ما هو واضح وهو المعتاد، وما هو منتظر هو أننا سنعود إلى سباتنا المعتاد مباشرة بعد نهاية شهر رمضان الذي يغلق القوس بمجرد انتهائه، في انتظار عودته القادمة بعد سنة.
فالحركة لا تدب في العاصمة ليلاً وفي أغلب جهات الجمهورية إلا خلال شهر رمضان، في حين أن الظلام يخيم باكرًا في بقية أشهر السنة، ويخيم الصمت والسبات على جميع المدن، بما في ذلك العاصمة التي من المفروض أن تكون بها حياة خارج شهر رمضان، على غرار العديد من عواصم العالم، ومن بينها عواصم لا تنام أبدًا.
على مستوى البرمجة التلفزيونية، سنعود بالتأكيد إلى البرمجة المملة، سواء بالإعادات أو بالبرامج غير المهمة، حيث على الجمهور أن ينتظر إلى رمضان القادم حتى تكون هناك مسلسلات جديدة وسلسلات جديدة. ويظل إنتاجنا الدرامي التلفزيوني موسميًا كالعادة، وذلك رغم ما بينه الجمهور من استعداد لمتابعة الأعمال التونسية. بل تفيد أغلب المؤشرات أن الجمهور يحبذ الأعمال التونسية لأنها تبقى، رغم كل المؤاخذات، أقرب إليه من الأعمال المستوردة طيلة السنة. على الأرجح، لن يتغير الأمر كثيرًا، وسيعود السبات إلى التلفزيون سواء من القطاع العمومي أو الخاص، وستقف حركة الإنتاج التلفزيوني في انتظار اقتراب شهر رمضان مجددًا، حينها تتجند طواقم العمل لتعمل بسرعة وأحيانًا في وقت قياسي. في باقي أشهر السنة، يصدر حكم على الممثلين والتقنيين وكل المشتغلين في القطاع بالبطالة. وهو حكم غير منطقي في ظل توفر الطاقات البشرية، وفي ظل توفر المواضيع والحكايات، وفي ظل وجود مؤلفات جيدة جدًا يمكن تحويلها بسهولة إلى أعمال درامية، وطبعا في ظل طلب الجمهور للأعمال التونسية. ومع كل سنة، تتكرر الملاحظات وتتعالى الأصوات للخروج من معضلة الإنتاج الموسمي، لكن لا شيء تغير، ولا شيء يوحي بتغيير مهم على الأقل في القريب العاجل.
حياة السايب