إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون..‭ ‬ تنديد‭ ‬بانتهاكات‭ ‬وتجاوزات‭ ‬البنوك‭.. ‬ وتحذير‭ ‬من ‭ ‬‮"مناوراتها"

 

في‭ ‬لقائه‭ ‬أول‭ ‬أمس،‭ ‬بفتحي‭ ‬زهير‭ ‬النوري‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي،‭ ‬شدد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬فرض‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬كلّ‭ ‬المصارف‭ ‬والتصدّي‭ ‬لكلّ‭ ‬التجاوزات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬من‭ ‬أيّ‭ ‬مصرف‭ ‬كان،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭  ‬‹›قانون‭ ‬الدّولة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نافذا‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬وما‭ ‬يحصل‭ ‬اليوم‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬دون‭ ‬جزاء،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬يتمّ‭ ‬التخفيض‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬الفائدة‭ ‬يتمّ‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬الدّين››‭.‬‭ ‬

ليست‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتحدث‭ ‬فيها‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬تجاوزات‭ ‬البنوك‭ ‬وامتناعها‭ ‬عن‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬فقد‭ ‬التقى‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬فيفري‭ ‬الفارط،‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬وتم‭ ‬التطرق‭ ‬الى‭ ‬تطبيق‭ ‬الفصل‭ ‬412‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية،‭ ‬الذي‭ ‬أقر‭ ‬الحط‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬للقروض‭.‬

وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬حينها‭ ‬على‭  ‬دور‭ ‬مؤسسة‭ ‬الإصدار‭ ‬في‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬البنوك‭ ‬التونسية‭ ‬العمومية‭ ‬منها‭ ‬والخاصة‭ ‬وعلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تطبيقها‭ ‬قوانين‭ ‬الدولة‭ ‬ووجوب‭ ‬سهر‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭.‬

وقال‭ ‬سعيّد‭ ‬‹›ليس‭ ‬هناك‭ ‬داخل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬قوى‭ ‬أو‭ ‬لوبيات‭ ‬تحاول‭ ‬عدم‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بذرائع‭ ‬يختلقونها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬للتنكيل‭ ‬بالمواطن‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تعديل‭ ‬الفصلين‭ ‬411‭ ‬و412‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية››‭.‬

جدل‭ ‬متواصل‭ ‬

وقد‭ ‬تصاعد‭ ‬الجدل‭ ‬مؤخرا‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المسائل‭ ‬وهنا‭ ‬صرح‭  ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمختص‭ ‬في‭ ‬المخاطر‭ ‬المالية،‭ ‬مراد‭ ‬الحطّاب،‭ ‬بأنّ‭ ‬‮«‬عدة‭ ‬مؤشرات‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬بنوكا‭ ‬تستعد‭ ‬لإلغاء‭ ‬برامج‭ ‬حكومية‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬إقراضها،‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬حلّ‭ ‬مشكل‭ ‬السكن،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬المسكن‭ ‬الأول‮»‬،‭ ‬بتعلّة‭ ‬إمكانية‭ ‬تسبّبه‭ ‬في‭ ‬نقص‭ ‬أرباحها،‭ ‬محذّرا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المناورات‭ ‬من‭ ‬شإنها‭ ‬إجهاض‭ ‬تكريس‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للدولة‭ ‬لفائدة‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المتوسطة‭ ‬ومحدودة‭ ‬الدخل‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬الحطاب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬استجابة‭ ‬البنوك‭ ‬العمومية‭ ‬طيلة‭ ‬أشهر‭ ‬طويلة‭ ‬لقرار‭ ‬الحطّ‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬ينبئ‭ ‬ببوادر‭ ‬أزمة‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬العقارات‭ ‬تهدّد‭ ‬الباعثين‭ ‬العقاريين‭ ‬والحرفاء‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‮»‬‭.‬

موضحا‭  ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬‮«‬وات‮»‬‭  ‬أنّ‭ ‬‮«‬تطبيق‭ ‬الفصل‭ ‬412‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التّجارية،‭ ‬الذي‭ ‬أقرّ‭ ‬الحطّ‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬للقروض،‭ ‬يشكل‭ ‬خطوة‭ ‬مفصلية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬إصلاح‭ ‬القوانين‭ ‬المالية‭ ‬والمصرفية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬ملاحظا‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬سنّ‭ ‬القانون‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬المقاييس‭ ‬المعتمدة‭ ‬دوليا،‭ ‬باعتبار‭ ‬انّ‭ ‬القروض‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬بنسب‭ ‬فائدة‭ ‬ثابتة‭ ‬حماية‭ ‬لحرفاء‭ ‬البنوك‭ ‬من‭ ‬تقلّبات‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة،‭ ‬وأنّ‭ ‬الالتفاف‭ ‬الواضح‭ ‬على‭ ‬القانون،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬يحرمهم‭ ‬من‭ ‬الحقّ‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السكن‭ ‬اللائق‮»‬‭.‬

انعدام‭ ‬الثقة‭ ‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬يطرح‭ ‬الجدل‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بشأن‭ ‬تجاوزات‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬علاقة‭ ‬متوترة‭ ‬مع‭ ‬الحرفاء‭ ‬وتنديد‭ ‬متواصل‭ ‬بسياسات‭ ‬البنوك‭ ‬مع‭ ‬حرفائها‭. ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬دراسة‭ ‬أنجزها‭ ‬مركز‭ ‬المرأة‭ ‬العربية‭ ‬للتدريب‭ ‬والبحوث‭ ‬‮«‬كوثر‮»‬‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الشمول‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬تونس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬76‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬لا‭ ‬يثقون‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المالي‭.‬

كما‭ ‬يتواصل‭ ‬التذمر‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬البنوك‭ ‬بتطبيق‭ ‬القرار‭ ‬الأخير‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬الذي‭ ‬أدرج‭  ‬14‭ ‬خدمة‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬تقديمها‭ ‬بصفة‭ ‬مجانية‭. ‬وتشمل‭ ‬‮«‬فتح‭ ‬حساب،‭ ‬استصدار‭ ‬دفتر‭ ‬شيكات،‭ ‬استصدار‭ ‬دفتر‭ ‬ادخار،‭ ‬عمليات‭ ‬الإيداع‭ ‬والسحب‭ ‬نقدا،‭ ‬خلاص‭ ‬الشيكات،‭ ‬عمليات‭ ‬التحويل‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفرع،‭ ‬عمليات‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬الحسابات،‭ ‬مد‭ ‬الحريف‭ ‬بكشف‭ ‬حساب،‭ ‬إرسال‭ ‬كشف‭ ‬حسابي‭ ‬شهري،‭ ‬السحب‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الصرافة‭ ‬الآلية‭ ‬التابعة‭ ‬لبنك‭ ‬الحريف،‭ ‬الدفع‭ ‬عبر‭ ‬بطاقة‭ ‬بنكية‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬التونسية،‭ ‬دفع‭ ‬الفواتير‭ ‬عبر‭ ‬الانترنات،‭ ‬تغيير‭ ‬عنوان‭ ‬الحريف،‭ ‬وإغلاق‭ ‬الحساب‭.‬‮»‬

وكان‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬الارت‭ ‬لؤي‭ ‬الشابي‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬سابقا‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬والتي‭ ‬تقر‭ ‬بمجانية‭ ‬بعض‭ ‬الخدمات‭ ‬البنكية‭ ‬لفائدة‭ ‬شريحة‭ ‬معينة‭ ‬تعتبر‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬ولكنها‭ ‬غير‭ ‬نافذة‭ ‬وفعالة‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬

مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المنظومة‭ ‬البنكية‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬‮«‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬أجرها‭ ‬الشهري‭ ‬1500‭ ‬دينار‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬العقوبات‭ ‬المالية‭ ‬للبنوك‭ ‬المخالفة‭ ‬او‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرار‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بمثابة‭ ‬التوصية‭ ‬ولا‭ ‬يتضمن‭ ‬اية‭ ‬صبغة‭ ‬الزامية‭ ‬‮«‬وفق‭ ‬قوله‭.‬

دعوات‭ ‬سابقة‭ ‬

يذكر‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬عديد‭ ‬الدعوات‭ ‬السابقة‭ ‬والتوصيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬لقاءات‭ ‬خصصت‭ ‬لتدارس‭ ‬تجاوزات‭ ‬البنوك‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬أخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬وفق‭ ‬تأكيدات‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭. ‬على‭ ‬غرار‭ ‬اللقاء‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬تنامي‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬البنكية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شل‭ ‬الرقابة‭ ‬المصرفية‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬احتضنه‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬الفارط‭ ‬‮«‬السمينار‭ ‬الأسبوعي‭ ‬للذاكرة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمؤسسة‭ ‬التميمي‮»‬‭ ‬وقد‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬للتصدي‭ ‬للإشكاليات‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬المصرفية‭ ‬ومنها‭: ‬

1‭/  ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬بغاية‭ ‬تطهير‭ ‬وضعية‭ ‬البنوك‭ ‬العمومية‭ ‬وذات‭ ‬المساهمات‭ ‬العمومية‭ ‬واسترجاع‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬نهبت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعطيل‭ ‬العمل‭ ‬بآجال‭ ‬التقادم‭ ‬واسترجاع‭ ‬الامتيازات‭ ‬الجبائية‭ ‬التي‭ ‬انتفعت‭ ‬بها‭ ‬البنوك‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تحترم‭ ‬مناشير‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭.‬

2‭/ ‬تسخير‭ ‬كل‭ ‬هياكل‭ ‬الرقابة‭ ‬العمومية‭ ‬بقيادة‭ ‬محكمة‭ ‬المحاسبات‭ ‬للتدقيق‭ ‬بصفة‭ ‬معمقة‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬البنوك‭ ‬العمومية‭ ‬وذات‭ ‬المساهمات‭ ‬العمومية‭ ‬ومصادرة‭ ‬أملاك‭ ‬من‭ ‬نهبوها‭ ‬والمتواطئين‭ ‬معهم‭ ‬وإحالة‭ ‬ملفاتهم‭ ‬الى‭ ‬القضاء‭.‬

3‭/ ‬إدخال‭ ‬تحويرات‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالبنك‭ ‬المركزي‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬الى‭ ‬دولة‭ ‬فوق‭ ‬الدولة‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬الشأن‭ ‬الآن‭ ‬وحتى‭ ‬يكون‭ ‬خاضعا‭ ‬للرقابة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬الفعلية‭ ‬والناجعة‭ ‬وليس‭ ‬رقابة‭ ‬البرلمان‭ ‬الصورية‭ ‬الواردة‭ ‬بذاك‭ ‬القانون‭ ‬ذرا‭ ‬للرماد‭ ‬في‭ ‬العيون‭ ‬مع‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬عقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬بخصوص‭ ‬التجاوزات‭ ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬مستهلكي‭ ‬الخدمات‭ ‬البنكية‭ ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬تظلم‭ ‬ناجعة‭ ‬لفائدة‭ ‬مستهلكي‭ ‬الخدمات‭ ‬البنكية‭.‬

4‭/ ‬تحوير‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬48‭ ‬لسنة‭ ‬2016‭ ‬المتعلق‭ ‬بالبنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬بصفة‭ ‬جوهرية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬توفير‭ ‬حماية‭ ‬فعلية‭ ‬وناجعة‭ ‬لمستهلكي‭ ‬الخدمات‭ ‬البنكية‭ ‬والتنصيص‭ ‬على‭ ‬وضعيات‭ ‬لا‭ ‬تلاؤم‭ ‬وتحجير‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمالكي‭ ‬البنوك‭ ‬حيث‭ ‬وجب‭ ‬ان‭ ‬يمنعوا‭ ‬من‭ ‬مباشرة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬هم‭ ‬مدعوون‭ ‬لتمويلها‭.‬

5‭/ ‬التعهد‭ ‬بتقريري‭ ‬محكمة‭ ‬المحاسبات‭ ‬المتعلقين‭ ‬بالرقابة‭ ‬المصرفية‭ ‬صلب‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬وبنك‭ ‬الإسكان،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بهما‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬يمثل‭ ‬قطرة‭ ‬من‭ ‬محيط‭. ‬كما‭ ‬عليها‭ ‬ان‭ ‬تتعهد‭ ‬بالتقارير‭ ‬الرقابية‭ ‬المقبورة‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الهيئات‭ ‬الرقابية‭ ‬وبالأخص‭ ‬هيئة‭ ‬الرقابة‭ ‬العامة‭ ‬للمالية‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بالبنوك‭ ‬العمومية‭ ‬وذات‭ ‬المساهمات‭ ‬العمومية‭.‬

6‭/ ‬إحداث‭ ‬لجنة‭ ‬تظلم‭ ‬خاصة‭ ‬بغاية‭ ‬إنصاف‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬مستهلكي‭ ‬الخدمات‭ ‬البنكية‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬الإضرار‭ ‬بصفة‭ ‬خطيرة‭ ‬بمصالحهم‭ ‬ونهبهم‭ ‬وسلبهم‭ ‬وبالأخص‭ ‬أصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬النشاط‭ ‬جراء‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬البنكية‭ ‬الجسيمة‭.‬

◗‭ ‬م‭.‬ي

رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون..‭ ‬ تنديد‭ ‬بانتهاكات‭ ‬وتجاوزات‭ ‬البنوك‭.. ‬ وتحذير‭ ‬من ‭ ‬‮"مناوراتها"

 

في‭ ‬لقائه‭ ‬أول‭ ‬أمس،‭ ‬بفتحي‭ ‬زهير‭ ‬النوري‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي،‭ ‬شدد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬فرض‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬كلّ‭ ‬المصارف‭ ‬والتصدّي‭ ‬لكلّ‭ ‬التجاوزات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬من‭ ‬أيّ‭ ‬مصرف‭ ‬كان،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭  ‬‹›قانون‭ ‬الدّولة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نافذا‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬وما‭ ‬يحصل‭ ‬اليوم‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬دون‭ ‬جزاء،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬يتمّ‭ ‬التخفيض‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬الفائدة‭ ‬يتمّ‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬الدّين››‭.‬‭ ‬

ليست‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتحدث‭ ‬فيها‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬تجاوزات‭ ‬البنوك‭ ‬وامتناعها‭ ‬عن‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬فقد‭ ‬التقى‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬فيفري‭ ‬الفارط،‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬وتم‭ ‬التطرق‭ ‬الى‭ ‬تطبيق‭ ‬الفصل‭ ‬412‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية،‭ ‬الذي‭ ‬أقر‭ ‬الحط‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬للقروض‭.‬

وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬حينها‭ ‬على‭  ‬دور‭ ‬مؤسسة‭ ‬الإصدار‭ ‬في‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬البنوك‭ ‬التونسية‭ ‬العمومية‭ ‬منها‭ ‬والخاصة‭ ‬وعلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تطبيقها‭ ‬قوانين‭ ‬الدولة‭ ‬ووجوب‭ ‬سهر‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭.‬

وقال‭ ‬سعيّد‭ ‬‹›ليس‭ ‬هناك‭ ‬داخل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬قوى‭ ‬أو‭ ‬لوبيات‭ ‬تحاول‭ ‬عدم‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بذرائع‭ ‬يختلقونها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬للتنكيل‭ ‬بالمواطن‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تعديل‭ ‬الفصلين‭ ‬411‭ ‬و412‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية››‭.‬

جدل‭ ‬متواصل‭ ‬

وقد‭ ‬تصاعد‭ ‬الجدل‭ ‬مؤخرا‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المسائل‭ ‬وهنا‭ ‬صرح‭  ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمختص‭ ‬في‭ ‬المخاطر‭ ‬المالية،‭ ‬مراد‭ ‬الحطّاب،‭ ‬بأنّ‭ ‬‮«‬عدة‭ ‬مؤشرات‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬بنوكا‭ ‬تستعد‭ ‬لإلغاء‭ ‬برامج‭ ‬حكومية‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬إقراضها،‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬حلّ‭ ‬مشكل‭ ‬السكن،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬المسكن‭ ‬الأول‮»‬،‭ ‬بتعلّة‭ ‬إمكانية‭ ‬تسبّبه‭ ‬في‭ ‬نقص‭ ‬أرباحها،‭ ‬محذّرا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المناورات‭ ‬من‭ ‬شإنها‭ ‬إجهاض‭ ‬تكريس‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للدولة‭ ‬لفائدة‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المتوسطة‭ ‬ومحدودة‭ ‬الدخل‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬الحطاب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬استجابة‭ ‬البنوك‭ ‬العمومية‭ ‬طيلة‭ ‬أشهر‭ ‬طويلة‭ ‬لقرار‭ ‬الحطّ‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬ينبئ‭ ‬ببوادر‭ ‬أزمة‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬العقارات‭ ‬تهدّد‭ ‬الباعثين‭ ‬العقاريين‭ ‬والحرفاء‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‮»‬‭.‬

موضحا‭  ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬‮«‬وات‮»‬‭  ‬أنّ‭ ‬‮«‬تطبيق‭ ‬الفصل‭ ‬412‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التّجارية،‭ ‬الذي‭ ‬أقرّ‭ ‬الحطّ‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬للقروض،‭ ‬يشكل‭ ‬خطوة‭ ‬مفصلية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬إصلاح‭ ‬القوانين‭ ‬المالية‭ ‬والمصرفية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬ملاحظا‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬سنّ‭ ‬القانون‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬المقاييس‭ ‬المعتمدة‭ ‬دوليا،‭ ‬باعتبار‭ ‬انّ‭ ‬القروض‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬بنسب‭ ‬فائدة‭ ‬ثابتة‭ ‬حماية‭ ‬لحرفاء‭ ‬البنوك‭ ‬من‭ ‬تقلّبات‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة،‭ ‬وأنّ‭ ‬الالتفاف‭ ‬الواضح‭ ‬على‭ ‬القانون،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬يحرمهم‭ ‬من‭ ‬الحقّ‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السكن‭ ‬اللائق‮»‬‭.‬

انعدام‭ ‬الثقة‭ ‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬يطرح‭ ‬الجدل‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بشأن‭ ‬تجاوزات‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬علاقة‭ ‬متوترة‭ ‬مع‭ ‬الحرفاء‭ ‬وتنديد‭ ‬متواصل‭ ‬بسياسات‭ ‬البنوك‭ ‬مع‭ ‬حرفائها‭. ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬دراسة‭ ‬أنجزها‭ ‬مركز‭ ‬المرأة‭ ‬العربية‭ ‬للتدريب‭ ‬والبحوث‭ ‬‮«‬كوثر‮»‬‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الشمول‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬تونس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬76‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬لا‭ ‬يثقون‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المالي‭.‬

كما‭ ‬يتواصل‭ ‬التذمر‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬البنوك‭ ‬بتطبيق‭ ‬القرار‭ ‬الأخير‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬الذي‭ ‬أدرج‭  ‬14‭ ‬خدمة‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬تقديمها‭ ‬بصفة‭ ‬مجانية‭. ‬وتشمل‭ ‬‮«‬فتح‭ ‬حساب،‭ ‬استصدار‭ ‬دفتر‭ ‬شيكات،‭ ‬استصدار‭ ‬دفتر‭ ‬ادخار،‭ ‬عمليات‭ ‬الإيداع‭ ‬والسحب‭ ‬نقدا،‭ ‬خلاص‭ ‬الشيكات،‭ ‬عمليات‭ ‬التحويل‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفرع،‭ ‬عمليات‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬الحسابات،‭ ‬مد‭ ‬الحريف‭ ‬بكشف‭ ‬حساب،‭ ‬إرسال‭ ‬كشف‭ ‬حسابي‭ ‬شهري،‭ ‬السحب‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الصرافة‭ ‬الآلية‭ ‬التابعة‭ ‬لبنك‭ ‬الحريف،‭ ‬الدفع‭ ‬عبر‭ ‬بطاقة‭ ‬بنكية‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬التونسية،‭ ‬دفع‭ ‬الفواتير‭ ‬عبر‭ ‬الانترنات،‭ ‬تغيير‭ ‬عنوان‭ ‬الحريف،‭ ‬وإغلاق‭ ‬الحساب‭.‬‮»‬

وكان‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬الارت‭ ‬لؤي‭ ‬الشابي‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬سابقا‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬والتي‭ ‬تقر‭ ‬بمجانية‭ ‬بعض‭ ‬الخدمات‭ ‬البنكية‭ ‬لفائدة‭ ‬شريحة‭ ‬معينة‭ ‬تعتبر‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬ولكنها‭ ‬غير‭ ‬نافذة‭ ‬وفعالة‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬

مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المنظومة‭ ‬البنكية‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬‮«‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬أجرها‭ ‬الشهري‭ ‬1500‭ ‬دينار‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬العقوبات‭ ‬المالية‭ ‬للبنوك‭ ‬المخالفة‭ ‬او‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرار‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بمثابة‭ ‬التوصية‭ ‬ولا‭ ‬يتضمن‭ ‬اية‭ ‬صبغة‭ ‬الزامية‭ ‬‮«‬وفق‭ ‬قوله‭.‬

دعوات‭ ‬سابقة‭ ‬

يذكر‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬عديد‭ ‬الدعوات‭ ‬السابقة‭ ‬والتوصيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬لقاءات‭ ‬خصصت‭ ‬لتدارس‭ ‬تجاوزات‭ ‬البنوك‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬أخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬وفق‭ ‬تأكيدات‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭. ‬على‭ ‬غرار‭ ‬اللقاء‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬تنامي‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬البنكية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شل‭ ‬الرقابة‭ ‬المصرفية‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬احتضنه‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬الفارط‭ ‬‮«‬السمينار‭ ‬الأسبوعي‭ ‬للذاكرة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمؤسسة‭ ‬التميمي‮»‬‭ ‬وقد‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬للتصدي‭ ‬للإشكاليات‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬المصرفية‭ ‬ومنها‭: ‬

1‭/  ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬بغاية‭ ‬تطهير‭ ‬وضعية‭ ‬البنوك‭ ‬العمومية‭ ‬وذات‭ ‬المساهمات‭ ‬العمومية‭ ‬واسترجاع‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬نهبت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعطيل‭ ‬العمل‭ ‬بآجال‭ ‬التقادم‭ ‬واسترجاع‭ ‬الامتيازات‭ ‬الجبائية‭ ‬التي‭ ‬انتفعت‭ ‬بها‭ ‬البنوك‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تحترم‭ ‬مناشير‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭.‬

2‭/ ‬تسخير‭ ‬كل‭ ‬هياكل‭ ‬الرقابة‭ ‬العمومية‭ ‬بقيادة‭ ‬محكمة‭ ‬المحاسبات‭ ‬للتدقيق‭ ‬بصفة‭ ‬معمقة‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬البنوك‭ ‬العمومية‭ ‬وذات‭ ‬المساهمات‭ ‬العمومية‭ ‬ومصادرة‭ ‬أملاك‭ ‬من‭ ‬نهبوها‭ ‬والمتواطئين‭ ‬معهم‭ ‬وإحالة‭ ‬ملفاتهم‭ ‬الى‭ ‬القضاء‭.‬

3‭/ ‬إدخال‭ ‬تحويرات‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالبنك‭ ‬المركزي‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬الى‭ ‬دولة‭ ‬فوق‭ ‬الدولة‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬الشأن‭ ‬الآن‭ ‬وحتى‭ ‬يكون‭ ‬خاضعا‭ ‬للرقابة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬الفعلية‭ ‬والناجعة‭ ‬وليس‭ ‬رقابة‭ ‬البرلمان‭ ‬الصورية‭ ‬الواردة‭ ‬بذاك‭ ‬القانون‭ ‬ذرا‭ ‬للرماد‭ ‬في‭ ‬العيون‭ ‬مع‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬عقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬بخصوص‭ ‬التجاوزات‭ ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬مستهلكي‭ ‬الخدمات‭ ‬البنكية‭ ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬تظلم‭ ‬ناجعة‭ ‬لفائدة‭ ‬مستهلكي‭ ‬الخدمات‭ ‬البنكية‭.‬

4‭/ ‬تحوير‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬48‭ ‬لسنة‭ ‬2016‭ ‬المتعلق‭ ‬بالبنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬بصفة‭ ‬جوهرية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬توفير‭ ‬حماية‭ ‬فعلية‭ ‬وناجعة‭ ‬لمستهلكي‭ ‬الخدمات‭ ‬البنكية‭ ‬والتنصيص‭ ‬على‭ ‬وضعيات‭ ‬لا‭ ‬تلاؤم‭ ‬وتحجير‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمالكي‭ ‬البنوك‭ ‬حيث‭ ‬وجب‭ ‬ان‭ ‬يمنعوا‭ ‬من‭ ‬مباشرة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬هم‭ ‬مدعوون‭ ‬لتمويلها‭.‬

5‭/ ‬التعهد‭ ‬بتقريري‭ ‬محكمة‭ ‬المحاسبات‭ ‬المتعلقين‭ ‬بالرقابة‭ ‬المصرفية‭ ‬صلب‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬وبنك‭ ‬الإسكان،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بهما‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬يمثل‭ ‬قطرة‭ ‬من‭ ‬محيط‭. ‬كما‭ ‬عليها‭ ‬ان‭ ‬تتعهد‭ ‬بالتقارير‭ ‬الرقابية‭ ‬المقبورة‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الهيئات‭ ‬الرقابية‭ ‬وبالأخص‭ ‬هيئة‭ ‬الرقابة‭ ‬العامة‭ ‬للمالية‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بالبنوك‭ ‬العمومية‭ ‬وذات‭ ‬المساهمات‭ ‬العمومية‭.‬

6‭/ ‬إحداث‭ ‬لجنة‭ ‬تظلم‭ ‬خاصة‭ ‬بغاية‭ ‬إنصاف‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬مستهلكي‭ ‬الخدمات‭ ‬البنكية‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬الإضرار‭ ‬بصفة‭ ‬خطيرة‭ ‬بمصالحهم‭ ‬ونهبهم‭ ‬وسلبهم‭ ‬وبالأخص‭ ‬أصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬النشاط‭ ‬جراء‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬البنكية‭ ‬الجسيمة‭.‬

◗‭ ‬م‭.‬ي