إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام.. غدا‭ ‬نقاش‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬الشيكات‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬المصادقة

 تعقد‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬النائب‭ ‬ياسر‭ ‬قوراري‭ ‬غدا‭ ‬الاثنين‭ ‬24‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬بقصر‭ ‬باردو‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬أحمد‭ ‬وذلك‭ ‬لمناقشة‭ ‬فصول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬المصادقة،‭ ‬ويتضمن‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬45‭ ‬نائبا‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬نزار‭ ‬الصديق‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬نظر‭ ‬3‭ ‬فصول‭. ‬ونص‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬لا‭ ‬يفوق‭ ‬المبلغ‭ ‬المضمن‭ ‬به‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬قام‭ ‬بالاعتراض‭ ‬على‭ ‬خلاصه‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الحالات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصل‭ ‬374‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وحررت‭ ‬في‭ ‬شأنه‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الخلاص‭ ‬قبل‭ ‬2‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭. ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬فإن‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬بحقوق‭ ‬الغير‭ ‬وخاصة‭ ‬بحقوق‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬الشيك‭ ‬ولا‭ ‬يشمل‭ ‬مصاريف‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬البنك‭ ‬المسحوب‭ ‬عليه‭ ‬ولا‭ ‬المصاريف‭ ‬القضائية‭ ‬ولو‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستخلص‭ ‬ولا‭ ‬الاستقصاء‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬ولا‭ ‬الخطية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخلاصها‭. ‬وتبقى‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للمستفيد‭ ‬قائمة‭ ‬لاستخلاص‭ ‬المبالغ‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشيك‭ ‬كاملة‭ ‬أما‭ ‬الفصل‭ ‬الأخير‭ ‬فيكلف‭ ‬بموجبه‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزير‭ ‬المالية‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬حال‭ ‬نشره‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية‭. ‬وللتذكير‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬للجنتين‭ ‬أن‭ ‬نظمتا‭ ‬جلسات‭ ‬استماع‭ ‬مشتركة‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة،‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬النقابة‭ ‬التونسية‭ ‬للقضاة‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬وقررتا‭ ‬مزيد‭ ‬التروي‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬المقترح‭ ‬المذكور‭  ‬نظرا‭ ‬لتباين‭ ‬آراء‭ ‬النواب‭ ‬والأطراف‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاستماع‭ ‬إليها‭.‬

وإثر‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة،‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تستأنف‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬عما‭ ‬قريب‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مقترحي‭ ‬القانونين‭ ‬المتعلقين‭ ‬بتنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية،‭ ‬وستعقد‭ ‬اجتماعا‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬بحضور‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬النواب‭ ‬المبادرين‭ ‬بتقديم‭ ‬مقترحي‭ ‬القانونين‭ ‬المذكورين‭. ‬وكانت‭ ‬اللجنة‭ ‬قد‭ ‬استعرضت‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعها‭ ‬الأخير‭ ‬مختلف‭ ‬مقترحات‭ ‬القوانين‭ ‬المحالة‭ ‬إليها‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬ومدى‭ ‬التقدّم‭ ‬في‭ ‬دراستها،‭ ‬ثم‭ ‬قررت‭ ‬منح‭ ‬الأولوية‭ ‬لتعديل‭ ‬الفصل‭ ‬96‭.‬

تكبيل‭ ‬الإدارة

وسبق‭ ‬للجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬تدارست‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الماضية‭ ‬المبادرتين‭ ‬المتعلقتين‭ ‬بتنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬حيث‭ ‬عقدت‭ ‬يوم‭ ‬22‭ ‬فيفري‭ ‬2024‭ ‬جلسة‭ ‬استماع‭  ‬إلى‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إيداعها‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬جويلية‭ ‬2023‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬إمضاء‭ ‬النواب‭ ‬عماد‭ ‬أولاد‭ ‬جبريل‭ ‬وظافر‭ ‬الصغيري‭ ‬وألفة‭ ‬المرواني‭ ‬وأيمن‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬وطارق‭ ‬الربعي‭ ‬وحمدي‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العالي‭ ‬وفيصل‭ ‬الصغير‭ ‬وفخر‭ ‬الدين‭ ‬فضلون‭ ‬وياسين‭ ‬مامي‭ ‬ومعز‭ ‬الرياحي‭ ‬ومحمد‭ ‬علي‭ ‬فنيرة‭  ‬وعبد‭ ‬الجليل‭ ‬الهاني‭ ‬وسامي‭ ‬الرايس‭ ‬والفاضل‭ ‬بن‭ ‬تركية‭ ‬ونورة‭ ‬الشبراك‭.‬

ويرى‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أن‭ ‬تعديل‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬أضحى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضروري‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تنعدم‭ ‬نهائيا‭ ‬لدى‭ ‬مسؤولي‭ ‬الدولة‭ ‬وإطاراتها‭ ‬وأعوانها‭ ‬ملكة‭ ‬الاجتهاد‭ ‬والمبادرة‭ ‬فتكون‭ ‬مصالح‭ ‬الوطن‭ ‬قد‭ ‬ضاعت‭ ‬وراء‭ ‬ضبابية‭ ‬قانونية‭ ‬يتعين‭ ‬رفعها‭. ‬وبينوا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬الجريمة‭ ‬بطريقة‭ ‬تزجر‭ ‬بوضوح‭ ‬سوء‭ ‬التصرف‭ ‬والفساد‭ ‬المالي،‭ ‬وتجنب‭ ‬المنزلقات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يجد‭ ‬المسؤول‭ ‬نفسه‭ ‬مورطا‭ ‬فيها‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬فائدة‭ ‬لنفسه‭ ‬أو‭ ‬للغير،‭ ‬وبين‭ ‬هؤلاء‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الجلسة‭  ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬الحالية‭ ‬عرقل‭ ‬الاستثمار‭ ‬وكبل‭ ‬الإدارة‭ ‬وأصبح‭ ‬يمثل‭ ‬هاجسا‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يضطلع‭ ‬بمهمة‭ ‬وزارية‭ ‬أو‭ ‬يرأس‭ ‬مؤسسة‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬بنكية‭ ‬عمومية،‭ ‬أو‭ ‬يضطلع‭ ‬بمسؤولية‭ ‬التصرف‭ ‬بإدارة‭ ‬عمومية‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬عمومية،‭ ‬فهذا‭ ‬الفصل‭ ‬يخيف‭ ‬إطارات‭ ‬الدولة‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الإمضاء‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تمويل‭ ‬أو‭ ‬مشاريع‭ ‬صفقات‭ ‬وغيرها،‭ ‬فالجميع‭ ‬يخشون‭ ‬من‭ ‬التتبعات‭ ‬الجزائية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬التصرف‭ ‬العادي‭ ‬لأن‭ ‬المسؤول‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬موقعه‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬معرفته‭ ‬بالجوانب‭ ‬القانونية‭ ‬فقد‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يدري‭ ‬موضوع‭ ‬إحالة‭ ‬على‭ ‬معنى‭ ‬الفصل‭ ‬96‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬شرح‭ ‬الأسباب‭ ‬المرفقة‭ ‬بمقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬تم‭ ‬سنه‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬85‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬أوت‭ ‬1985‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬فصول‭ ‬المجلة‭ ‬الجنائية‭ ‬وهو‭ ‬ينص‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:  ‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬وبخطية‭ ‬تساوي‭ ‬قيمة‭ ‬المنفعة‭ ‬المتحصل‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬المضرة‭ ‬الحاصلة‭ ‬للإدارة‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬شبهه‭ ‬وكل‭ ‬مدير‭ ‬أو‭ ‬عضو‭ ‬أو‭ ‬مستخدم‭ ‬بإحدى‭ ‬الجماعات‭ ‬العمومية‭ ‬المحلية‭ ‬أو‭ ‬الجمعيات‭ ‬ذات‭ ‬المصلحة‭ ‬القومية‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬ذات‭ ‬الصبغة‭ ‬الصناعية‭ ‬والتجارية‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬مالها‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬بنصيب‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭ ‬التابعة‭ ‬إلى‭ ‬الجماعات‭ ‬العمومية‭ ‬المحلية‭ ‬مكلّف‭ ‬بمقتضى‭ ‬وظيفه‭ ‬ببيع‭ ‬أو‭ ‬صنع‭ ‬أو‭ ‬شراء‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬أو‭ ‬حفظ‭ ‬أي‭ ‬مكاسب‭ ‬استغلّ‭ ‬صفته‭ ‬لاستخلاص‭ ‬فائدة‭ ‬لا‭ ‬وجه‭ ‬لها‭ ‬لنفسه‭ ‬أو‭ ‬لغيره‭ ‬أو‭ ‬للإضرار‭ ‬بالإدارة‭ ‬أو‭ ‬خالف‭ ‬التراتيب‭ ‬المنطبقة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الفائدة‭ ‬أو‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬المشار‭ ‬إليهما‭.‬

وأشار‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬يؤسس‭ ‬لجريمة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬ركن‭ ‬مادي‭ ‬وركن‭ ‬معنوي‭ ‬باعتبارها‭ ‬جريمة‭ ‬قصدية،‭ ‬ويستوجب‭ ‬الركن‭ ‬المادي‭ ‬تحقق‭ ‬أربعة‭ ‬عناصر‭ ‬وهي‭: ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الفاعل‭ ‬الأصلي‭ ‬موظفا‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬موظف،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أموال‭ ‬أو‭ ‬مكاسب‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬لحفظها‭ ‬أو‭ ‬إدارتها‭ ‬أو‭ ‬بيعها‭ ‬أو‭ ‬شرائها،‭ ‬وأن‭ ‬يخالف‭ ‬التراتيب‭ ‬المعمول‭ ‬بها،‭ ‬وأن‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬إلحاق‭ ‬ضرر‭ ‬بالمال‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬منفعة‭ ‬شخصية‭ ‬للمتهم‭ ‬أو‭ ‬للغير‭. ‬أما‭ ‬الركن‭ ‬المعنوي‭ ‬فيفترض‭ ‬وجود‭ ‬قصد‭ ‬جنائي‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المتهم‭ ‬قد‭ ‬أتى‭ ‬عمله‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬يخالف‭ ‬القانون‭ ‬وأنه‭ ‬بصنيعه‭ ‬هذا‭ ‬سيلحق‭ ‬مضرة‭ ‬بالمال‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬منفعة‭ ‬للمتهم‭ ‬أو‭ ‬لغيره‭.‬

سوء‭ ‬النية

كما‭ ‬استمعت‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الماضية‭ ‬إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬الثانية‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬إيداعها‭ ‬بتاريخ‭ ‬10‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬إمضاء‭ ‬47‭ ‬نائبا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الكتل‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬النائب‭ ‬فخري‭ ‬عبد‭ ‬الخالق،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬شملت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية،‭ ‬الفصل‭ ‬98‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬المجلة،‭ ‬ونصت‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬فصول‭ ‬تعلق‭ ‬الأول،‭ ‬بإلغاء‭ ‬أحكام‭ ‬الفصلين‭  ‬96‭ ‬و98‭ ‬وتعويضها‭ ‬بأحكام‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬القائمة‭ ‬التي‭ ‬عددت‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬صفة‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬شبهه‭ ‬كما‭ ‬عرفه‭ ‬الفصل‭ ‬82‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬المجلة،‭ ‬واستبدال‭ ‬مصطلح‭ ‬التراتيب‭ ‬بمصطلح‭ ‬الأحكام‭ ‬التشريعية‭ ‬الجاري‭ ‬بها‭ ‬العمل‭ ‬للقطع‭ ‬مع‭ ‬الجدل‭ ‬القائم‭ ‬حول‭ ‬مجال‭ ‬انطباقه،‭ ‬وتضييق‭ ‬مجال‭ ‬التجريم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اشتراط‭ ‬توفر‭ ‬سوء‭ ‬النية‭ ‬كركن‭ ‬قصدي‭ ‬خاص‭ ‬والذي‭ ‬على‭ ‬أساسه‭ ‬يتم‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الخطأ‭ ‬عند‭ ‬الاجتهاد‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬والفعل‭ ‬الإجرامي‭ ‬الذي‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬انصراف‭ ‬نية‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬شبهه‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬ذلك‭ ‬الفعل‭ ‬قصد‭ ‬تحقيق‭ ‬المنفعة‭ ‬أو‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بالإدارة‭.‬

كما‭ ‬تمت‭ ‬إضافة‭ ‬فقرة‭ ‬ثانية‭ ‬للفصل‭ ‬96‭ ‬لتوضح‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬سوء‭ ‬النية‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬شبهه‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬استبعاد‭ ‬الصور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالخطأ‭ ‬في‭ ‬الاجتهاد‭ ‬أو‭ ‬التأويل‭ ‬أو‭ ‬التقدير‭ ‬أو‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬اجتهاد‭ ‬أو‭ ‬تأويل‭ ‬أو‭ ‬تقدير‭ ‬ثبت‭ ‬الخطأ‭ ‬فيه،‭ ‬وتم‭ ‬إلغاء‭ ‬الحالات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتلقي‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬شبيهه‭ ‬لتعليمات‭ ‬كتابية‭ ‬أو‭ ‬إذن‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬رئيسه‭ ‬انسجاما‭ ‬مع‭ ‬أحكام‭ ‬الفصل‭ ‬42‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬الذي‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬عقاب‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬فعلا‭ ‬بمقتضى‭ ‬نص‭ ‬قانوني‭ ‬أو‭ ‬إذن‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬النظر‭.‬

الأولوية‭ ‬لمشاريع‭ ‬الرئيس

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬المبادرات‭ ‬التشريعية‭ ‬المقترحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النواب‭ ‬والمحالة‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والتي‭ ‬تولت‭ ‬اللجنة‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعها‭ ‬الأخير‭ ‬استعراضها‭ ‬بهدف‭ ‬ضبط‭ ‬أولوياتها‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الحالية،‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬لم‭ ‬تستكمل‭ ‬دراسة‭ ‬سوى‭ ‬المبادرة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتنقيح‭ ‬القانون‭ ‬الانتخابي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تمريرها‭ ‬خلال‭ ‬دورة‭ ‬استثنائية‭ ‬والمصادقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬لتصدر‭ ‬في‭ ‬الرائد‭ ‬الرسمي،‭ ‬وذلك‭ ‬لأنها‭ ‬تعهدت‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تطلب‭ ‬منها‭ ‬منح‭ ‬الأولوية‭ ‬لتلك‭ ‬المشاريع‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الدستور‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬يقتضيان‭ ‬منح‭ ‬الأولوية‭ ‬لمشاريع‭ ‬قوانين‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭. ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالفصل‭ ‬96‭ ‬كانت‭ ‬وزيرة‭  ‬العدل‭ ‬ليلى‭ ‬جفال‭ ‬قد‭ ‬أعلمت‭ ‬المجلس‭ ‬بأن‭ ‬وزارتها‭ ‬بصدد‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬نفس‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬الوارد‭ ‬بالمجلة‭ ‬الجزائية،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬ظل‭ ‬النواب‭ ‬ينتظرون‭ ‬لأشهر‭ ‬عديدة‭ ‬إحالة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬مجلسهم،‭ ‬وحتى‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الأسبق‭ ‬أحمد‭ ‬الحشاني‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الحكومة‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬المنعقدة‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬استكمال‭ ‬المشاورات‭ ‬حول‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭.‬

وتعلق‭ ‬آخر‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬اشتغلت‭ ‬عليه‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬وتمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬عامة،‭ ‬بالمجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والمجالس‭ ‬الجهوية‭ ‬ومجالس‭ ‬الأقاليم‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬صدر‭ ‬مؤخرا‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬صدور‭ ‬الأوامر‭ ‬التطبيقية‭.   ‬كما‭ ‬استكملت‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬دراسة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬برئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وأعضائه‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وأعضائه‭ ‬الذي‭ ‬ورد‭ ‬فيه‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬النظر‭  ‬ومن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬8‭ ‬أفريل‭ ‬2025‭ ‬وهذا‭ ‬المشروع‭ ‬قدمته‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬للبرلمان‭ ‬موفى‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تدارسها‭ ‬صلب‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬فقد‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬وختمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وإصدارها‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬وهي‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬20‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬أفريل‭ ‬2022‭ ‬المتعلّق‭ ‬بمؤسسة‭ ‬فداء‭ ‬للإحاطة‭ ‬بضحايا‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬العسكريين‭ ‬وأعوان‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬والديوانة‭ ‬وبأولي‭ ‬الحق‭ ‬من‭ ‬شهداء‭ ‬الثورة‭ ‬وجرحاها‭ ‬وإتمامه‭ ‬الذي‭ ‬نظرت‭ ‬فيه‭ ‬اللجنة‭ ‬بمعية‭ ‬لجنة‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬بعد‭ ‬ورود‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬النظر،‭ ‬وكذلك‭ ‬القانون‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬والذي‭ ‬يهم‭ ‬بالأساس‭ ‬الشيكات،‭ ‬كما‭ ‬أنتجت‭ ‬اللجنة‭ ‬قانونا‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬انضمام‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬مجلس‭ ‬أوروبا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجريمة‭ ‬الالكترونية‭ ‬المعتمدة‭ ‬ببودابست‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬نوفمبر‭ ‬2001‭  ‬وقانونا‭ ‬يتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬13‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالصلح‭ ‬الجزائي‭ ‬وتوظيف‭ ‬عائداته،‭ ‬وقانونا‭ ‬أساسيا‭ ‬يتعلّق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬انضمام‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬إلى‭ ‬البروتوكول‭ ‬المعدّل‭ ‬لاتّفاقية‭ ‬المنظّمة‭ ‬العالميّة‭ ‬للتّجارة‭ ‬بشأن‭ ‬جوانب‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬المتّصلة‭ ‬بالتجارة‭ ‬المعتمد‭ ‬بجنيف‭ ‬بتاريخ‭ ‬6‭ ‬ديسمبر‭ ‬2005،‭ ‬وقانونا‭ ‬أساسيا‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬70‭ ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬جويلية‭ ‬2011‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬القضاء‭ ‬العسكري‭ ‬وضبط‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬الخاص‭ ‬بالقضاة‭ ‬العسكريين‭.‬

وتمخضت‭ ‬أعمال‭ ‬اللجنة‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬يتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬عدد‭ ‬16‭ ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬ماي‭ ‬2014‭ ‬المتعلق‭ ‬بالانتخابات‭ ‬والاستفتاء‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬مبادرة‭ ‬تشريعية‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭.‬

تجريم‭ ‬التطبيع

وفي‭ ‬علاقة‭ ‬ببقية‭ ‬المبادرات‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬فإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المبادرتين‭ ‬المتعلقتين‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وكلاهما‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬النائب‭ ‬نزار‭ ‬الصديق،‭ ‬والمبادرتين‭ ‬المتعلقين‭ ‬بتنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية،‭ ‬هناك‭ ‬مبادرة‭ ‬تمت‭ ‬إحالتها‭ ‬منذ‭ ‬22‭ ‬فيفري‭ ‬2024‭ ‬وهي‭ ‬تتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬وتحديدا‭ ‬الفصل‭ ‬61‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تجريم‭ ‬الاعتراف‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،وتضمن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬فصلا‭ ‬وحيدا‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬الفصل‭ ‬61‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬فقرة‭ ‬سادسة‭ ‬جديدة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬زجر‭ ‬الاعتراف‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬نصها‭: ‬سادسا‭: ‬يعد‭ ‬مرتكبا‭ ‬لجريمة‭ ‬الاعتراف‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغاصب‭ ‬لأرض‭ ‬فلسطين‭ ‬وأراض‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬تونسي‭ ‬الجنسية‭ ‬زمن‭ ‬اقتراف‭ ‬الفعل‭ ‬تعمد‭ ‬إقامة‭ ‬أو‭ ‬التوسط‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬ذات‭ ‬طبيعية‭ ‬أو‭ ‬معنوية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬هيئة‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬منظمة‭ ‬أو‭ ‬جمعية‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭. ‬وتكون‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬قائمة‭ ‬باقتراف‭ ‬أحد‭ ‬الأفعال‭ ‬التالية‭:‬

ـ‭ ‬أولا‭: ‬الاعتراف‭ ‬المعلن‭ ‬عموما‭ ‬بالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أو‭ ‬الإشادة‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬الدعاية‭ ‬له‭ ‬بأية‭ ‬وسيلة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭.‬

ـ‭ ‬ثانيا‭: ‬التواصل‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬المباشر‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬معاملات‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬الثقافية‭ ‬أو‭ ‬العلمية‭ ‬أو‭ ‬الرياضية‭ ‬بمقابل‭ ‬أو‭ ‬دونه‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬الذوات‭ ‬التابعة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بهذا‭ ‬الفصل‭.‬

ـ‭ ‬ثالثا‭: ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التظاهرات‭ ‬أو‭ ‬الملتقيات‭ ‬أو‭ ‬المسابقات‭ ‬أو‭ ‬الحفلات‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭ ‬والمقامة‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الذوات‭ ‬التابعة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭.‬

وتعد‭ ‬جريمة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬بيانه‭ ‬بهذه‭ ‬الفقرة‭ ‬قائمة‭ ‬ولو‭ ‬تم‭ ‬ارتكابها‭ ‬خارج‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬تونسيي‭ ‬الجنسية‭ ‬دون‭ ‬لزوم‭ ‬تجريمها‭ ‬من‭ ‬الإقليم‭ ‬الذي‭ ‬ارتكبت‭ ‬فيه‭. ‬وإذا‭ ‬ارتكبت‭ ‬الجريمة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬ذات‭ ‬معنوية‭ ‬تونسية‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أحد‭ ‬الأفعال‭ ‬المكونة‭ ‬لها‭ ‬فإن‭ ‬الخطية‭ ‬المقررة‭ ‬لها‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬إلى‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وينسحب‭ ‬العقاب‭ ‬البدني‭ ‬المستوجب‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬ثبتت‭ ‬مسؤوليته‭ ‬من‭ ‬مسيريها‭ ‬تونسيي‭ ‬الجنسية‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الذات‭ ‬المعنوية‭ ‬غير‭ ‬حاملة‭ ‬للجنسية‭ ‬التونسية‭ ‬زمن‭ ‬اقتراف‭ ‬الفعل‭. ‬ويتولى‭ ‬مأمورو‭ ‬الضابطة‭ ‬العدلية‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬مرجع‭ ‬نظره‭ ‬الترابي‭ ‬معاينة‭ ‬جرائم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والتعامل‭ ‬معه‭ ‬ويتولون‭ ‬حالا‭ ‬إعلام‭ ‬وكيل‭ ‬الجمهورية‭ ‬الراجعين‭ ‬له‭ ‬بالنظر‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬التقيد‭ ‬بأحكام‭ ‬الفصل‭ ‬13‭ ‬مكرر‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجزائية،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬وكلاء‭ ‬الجمهورية‭ ‬لدى‭ ‬المحاكم‭ ‬الابتدائية‭ ‬إجراء‭ ‬بحث‭ ‬أولي‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الاسترشاد‭ ‬وفق‭ ‬أحكام‭ ‬الفصل‭ ‬26‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجزائية،‭ ‬ويتعين‭ ‬عليهم‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬إنهاء‭ ‬أعمالهم‭ ‬فورا‭ ‬إلى‭ ‬وكيل‭ ‬الجمهورية‭ ‬لدى‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بتونس‭ ‬العاصمة‭ ‬لتقرير‭ ‬مآلها،‭ ‬ويكون‭ ‬التحقيق‭ ‬وجوبيا‭ ‬للبحث‭ ‬في‭ ‬الجريمة،‭ ‬كما‭ ‬تختص‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بتونس‭ ‬العاصمة‭ ‬بالبت‭ ‬فيها‭.‬

ويوجد‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬آخر‭ ‬يتعلّق‭ ‬بالمصادرة‭ ‬المدنية‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إيداعه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬يوم‭ ‬10‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬وتولى‭ ‬المكتب‭ ‬إحالته‭ ‬يوم‭ ‬22‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬تنظيم‭ ‬الإدارة‭ ‬وتطويرها‭ ‬والرقمنة‭ ‬والحوكمة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفساد،‭ ‬وهناك‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬وإتمام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬36‭ ‬لسنة‭ ‬1994‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬فيفري‭ ‬1994‭ ‬المتعلق‭ ‬بالملكية‭ ‬الأدبية‭ ‬والفنية‭ ‬وهو‭ ‬مقدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬منذ‭ ‬21‭ ‬ماي‭ ‬2024‭ ‬وتولى‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬إحالته‭ ‬إليها‭ ‬بتاريخ‭ ‬23‭ ‬ماي‭ ‬2024‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬ولجنة‭ ‬السياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬والخدمات‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية،‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬وإتمام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬7‭ ‬لسنة‭ ‬1968‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬مارس‭ ‬1968‭ ‬المتعلق‭ ‬بحالة‭ ‬الأجانب‭ ‬بالبلاد‭ ‬التونسية‭ ‬وتم‭ ‬إيداعه‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬ماي‭ ‬2024‭ ‬وأحاله‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬يوم‭  ‬9‭ ‬ماي‭ ‬2024‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬وشؤون‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬والهجرة‭ ‬ولجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات،‭ ‬وهناك‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬مهنة‭ ‬المستشار‭ ‬الجبائي‭.‬

سعيدة‭ ‬بوهلال

في‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام.. غدا‭ ‬نقاش‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬الشيكات‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬المصادقة

 تعقد‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬النائب‭ ‬ياسر‭ ‬قوراري‭ ‬غدا‭ ‬الاثنين‭ ‬24‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬بقصر‭ ‬باردو‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬أحمد‭ ‬وذلك‭ ‬لمناقشة‭ ‬فصول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬المصادقة،‭ ‬ويتضمن‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬45‭ ‬نائبا‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬نزار‭ ‬الصديق‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬نظر‭ ‬3‭ ‬فصول‭. ‬ونص‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬لا‭ ‬يفوق‭ ‬المبلغ‭ ‬المضمن‭ ‬به‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬قام‭ ‬بالاعتراض‭ ‬على‭ ‬خلاصه‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الحالات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصل‭ ‬374‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وحررت‭ ‬في‭ ‬شأنه‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الخلاص‭ ‬قبل‭ ‬2‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭. ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬فإن‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬بحقوق‭ ‬الغير‭ ‬وخاصة‭ ‬بحقوق‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬الشيك‭ ‬ولا‭ ‬يشمل‭ ‬مصاريف‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬البنك‭ ‬المسحوب‭ ‬عليه‭ ‬ولا‭ ‬المصاريف‭ ‬القضائية‭ ‬ولو‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستخلص‭ ‬ولا‭ ‬الاستقصاء‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬ولا‭ ‬الخطية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخلاصها‭. ‬وتبقى‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للمستفيد‭ ‬قائمة‭ ‬لاستخلاص‭ ‬المبالغ‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشيك‭ ‬كاملة‭ ‬أما‭ ‬الفصل‭ ‬الأخير‭ ‬فيكلف‭ ‬بموجبه‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزير‭ ‬المالية‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬حال‭ ‬نشره‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية‭. ‬وللتذكير‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬للجنتين‭ ‬أن‭ ‬نظمتا‭ ‬جلسات‭ ‬استماع‭ ‬مشتركة‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة،‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬النقابة‭ ‬التونسية‭ ‬للقضاة‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬وقررتا‭ ‬مزيد‭ ‬التروي‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬المقترح‭ ‬المذكور‭  ‬نظرا‭ ‬لتباين‭ ‬آراء‭ ‬النواب‭ ‬والأطراف‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاستماع‭ ‬إليها‭.‬

وإثر‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة،‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تستأنف‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬عما‭ ‬قريب‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مقترحي‭ ‬القانونين‭ ‬المتعلقين‭ ‬بتنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية،‭ ‬وستعقد‭ ‬اجتماعا‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬بحضور‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬النواب‭ ‬المبادرين‭ ‬بتقديم‭ ‬مقترحي‭ ‬القانونين‭ ‬المذكورين‭. ‬وكانت‭ ‬اللجنة‭ ‬قد‭ ‬استعرضت‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعها‭ ‬الأخير‭ ‬مختلف‭ ‬مقترحات‭ ‬القوانين‭ ‬المحالة‭ ‬إليها‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬ومدى‭ ‬التقدّم‭ ‬في‭ ‬دراستها،‭ ‬ثم‭ ‬قررت‭ ‬منح‭ ‬الأولوية‭ ‬لتعديل‭ ‬الفصل‭ ‬96‭.‬

تكبيل‭ ‬الإدارة

وسبق‭ ‬للجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬تدارست‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الماضية‭ ‬المبادرتين‭ ‬المتعلقتين‭ ‬بتنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬حيث‭ ‬عقدت‭ ‬يوم‭ ‬22‭ ‬فيفري‭ ‬2024‭ ‬جلسة‭ ‬استماع‭  ‬إلى‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إيداعها‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬جويلية‭ ‬2023‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬إمضاء‭ ‬النواب‭ ‬عماد‭ ‬أولاد‭ ‬جبريل‭ ‬وظافر‭ ‬الصغيري‭ ‬وألفة‭ ‬المرواني‭ ‬وأيمن‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬وطارق‭ ‬الربعي‭ ‬وحمدي‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العالي‭ ‬وفيصل‭ ‬الصغير‭ ‬وفخر‭ ‬الدين‭ ‬فضلون‭ ‬وياسين‭ ‬مامي‭ ‬ومعز‭ ‬الرياحي‭ ‬ومحمد‭ ‬علي‭ ‬فنيرة‭  ‬وعبد‭ ‬الجليل‭ ‬الهاني‭ ‬وسامي‭ ‬الرايس‭ ‬والفاضل‭ ‬بن‭ ‬تركية‭ ‬ونورة‭ ‬الشبراك‭.‬

ويرى‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أن‭ ‬تعديل‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬أضحى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضروري‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تنعدم‭ ‬نهائيا‭ ‬لدى‭ ‬مسؤولي‭ ‬الدولة‭ ‬وإطاراتها‭ ‬وأعوانها‭ ‬ملكة‭ ‬الاجتهاد‭ ‬والمبادرة‭ ‬فتكون‭ ‬مصالح‭ ‬الوطن‭ ‬قد‭ ‬ضاعت‭ ‬وراء‭ ‬ضبابية‭ ‬قانونية‭ ‬يتعين‭ ‬رفعها‭. ‬وبينوا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬الجريمة‭ ‬بطريقة‭ ‬تزجر‭ ‬بوضوح‭ ‬سوء‭ ‬التصرف‭ ‬والفساد‭ ‬المالي،‭ ‬وتجنب‭ ‬المنزلقات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يجد‭ ‬المسؤول‭ ‬نفسه‭ ‬مورطا‭ ‬فيها‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬فائدة‭ ‬لنفسه‭ ‬أو‭ ‬للغير،‭ ‬وبين‭ ‬هؤلاء‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الجلسة‭  ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬الحالية‭ ‬عرقل‭ ‬الاستثمار‭ ‬وكبل‭ ‬الإدارة‭ ‬وأصبح‭ ‬يمثل‭ ‬هاجسا‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يضطلع‭ ‬بمهمة‭ ‬وزارية‭ ‬أو‭ ‬يرأس‭ ‬مؤسسة‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬بنكية‭ ‬عمومية،‭ ‬أو‭ ‬يضطلع‭ ‬بمسؤولية‭ ‬التصرف‭ ‬بإدارة‭ ‬عمومية‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬عمومية،‭ ‬فهذا‭ ‬الفصل‭ ‬يخيف‭ ‬إطارات‭ ‬الدولة‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الإمضاء‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تمويل‭ ‬أو‭ ‬مشاريع‭ ‬صفقات‭ ‬وغيرها،‭ ‬فالجميع‭ ‬يخشون‭ ‬من‭ ‬التتبعات‭ ‬الجزائية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬التصرف‭ ‬العادي‭ ‬لأن‭ ‬المسؤول‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬موقعه‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬معرفته‭ ‬بالجوانب‭ ‬القانونية‭ ‬فقد‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يدري‭ ‬موضوع‭ ‬إحالة‭ ‬على‭ ‬معنى‭ ‬الفصل‭ ‬96‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬شرح‭ ‬الأسباب‭ ‬المرفقة‭ ‬بمقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬تم‭ ‬سنه‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬85‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬أوت‭ ‬1985‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬فصول‭ ‬المجلة‭ ‬الجنائية‭ ‬وهو‭ ‬ينص‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:  ‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬وبخطية‭ ‬تساوي‭ ‬قيمة‭ ‬المنفعة‭ ‬المتحصل‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬المضرة‭ ‬الحاصلة‭ ‬للإدارة‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬شبهه‭ ‬وكل‭ ‬مدير‭ ‬أو‭ ‬عضو‭ ‬أو‭ ‬مستخدم‭ ‬بإحدى‭ ‬الجماعات‭ ‬العمومية‭ ‬المحلية‭ ‬أو‭ ‬الجمعيات‭ ‬ذات‭ ‬المصلحة‭ ‬القومية‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬ذات‭ ‬الصبغة‭ ‬الصناعية‭ ‬والتجارية‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬مالها‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬بنصيب‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭ ‬التابعة‭ ‬إلى‭ ‬الجماعات‭ ‬العمومية‭ ‬المحلية‭ ‬مكلّف‭ ‬بمقتضى‭ ‬وظيفه‭ ‬ببيع‭ ‬أو‭ ‬صنع‭ ‬أو‭ ‬شراء‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬أو‭ ‬حفظ‭ ‬أي‭ ‬مكاسب‭ ‬استغلّ‭ ‬صفته‭ ‬لاستخلاص‭ ‬فائدة‭ ‬لا‭ ‬وجه‭ ‬لها‭ ‬لنفسه‭ ‬أو‭ ‬لغيره‭ ‬أو‭ ‬للإضرار‭ ‬بالإدارة‭ ‬أو‭ ‬خالف‭ ‬التراتيب‭ ‬المنطبقة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الفائدة‭ ‬أو‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬المشار‭ ‬إليهما‭.‬

وأشار‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬يؤسس‭ ‬لجريمة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬ركن‭ ‬مادي‭ ‬وركن‭ ‬معنوي‭ ‬باعتبارها‭ ‬جريمة‭ ‬قصدية،‭ ‬ويستوجب‭ ‬الركن‭ ‬المادي‭ ‬تحقق‭ ‬أربعة‭ ‬عناصر‭ ‬وهي‭: ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الفاعل‭ ‬الأصلي‭ ‬موظفا‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬موظف،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أموال‭ ‬أو‭ ‬مكاسب‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬لحفظها‭ ‬أو‭ ‬إدارتها‭ ‬أو‭ ‬بيعها‭ ‬أو‭ ‬شرائها،‭ ‬وأن‭ ‬يخالف‭ ‬التراتيب‭ ‬المعمول‭ ‬بها،‭ ‬وأن‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬إلحاق‭ ‬ضرر‭ ‬بالمال‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬منفعة‭ ‬شخصية‭ ‬للمتهم‭ ‬أو‭ ‬للغير‭. ‬أما‭ ‬الركن‭ ‬المعنوي‭ ‬فيفترض‭ ‬وجود‭ ‬قصد‭ ‬جنائي‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المتهم‭ ‬قد‭ ‬أتى‭ ‬عمله‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬يخالف‭ ‬القانون‭ ‬وأنه‭ ‬بصنيعه‭ ‬هذا‭ ‬سيلحق‭ ‬مضرة‭ ‬بالمال‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬منفعة‭ ‬للمتهم‭ ‬أو‭ ‬لغيره‭.‬

سوء‭ ‬النية

كما‭ ‬استمعت‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الماضية‭ ‬إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬الثانية‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬إيداعها‭ ‬بتاريخ‭ ‬10‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬إمضاء‭ ‬47‭ ‬نائبا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الكتل‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬النائب‭ ‬فخري‭ ‬عبد‭ ‬الخالق،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬شملت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية،‭ ‬الفصل‭ ‬98‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬المجلة،‭ ‬ونصت‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬فصول‭ ‬تعلق‭ ‬الأول،‭ ‬بإلغاء‭ ‬أحكام‭ ‬الفصلين‭  ‬96‭ ‬و98‭ ‬وتعويضها‭ ‬بأحكام‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬القائمة‭ ‬التي‭ ‬عددت‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬صفة‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬شبهه‭ ‬كما‭ ‬عرفه‭ ‬الفصل‭ ‬82‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬المجلة،‭ ‬واستبدال‭ ‬مصطلح‭ ‬التراتيب‭ ‬بمصطلح‭ ‬الأحكام‭ ‬التشريعية‭ ‬الجاري‭ ‬بها‭ ‬العمل‭ ‬للقطع‭ ‬مع‭ ‬الجدل‭ ‬القائم‭ ‬حول‭ ‬مجال‭ ‬انطباقه،‭ ‬وتضييق‭ ‬مجال‭ ‬التجريم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اشتراط‭ ‬توفر‭ ‬سوء‭ ‬النية‭ ‬كركن‭ ‬قصدي‭ ‬خاص‭ ‬والذي‭ ‬على‭ ‬أساسه‭ ‬يتم‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الخطأ‭ ‬عند‭ ‬الاجتهاد‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬والفعل‭ ‬الإجرامي‭ ‬الذي‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬انصراف‭ ‬نية‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬شبهه‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬ذلك‭ ‬الفعل‭ ‬قصد‭ ‬تحقيق‭ ‬المنفعة‭ ‬أو‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بالإدارة‭.‬

كما‭ ‬تمت‭ ‬إضافة‭ ‬فقرة‭ ‬ثانية‭ ‬للفصل‭ ‬96‭ ‬لتوضح‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬سوء‭ ‬النية‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬شبهه‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬استبعاد‭ ‬الصور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالخطأ‭ ‬في‭ ‬الاجتهاد‭ ‬أو‭ ‬التأويل‭ ‬أو‭ ‬التقدير‭ ‬أو‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬اجتهاد‭ ‬أو‭ ‬تأويل‭ ‬أو‭ ‬تقدير‭ ‬ثبت‭ ‬الخطأ‭ ‬فيه،‭ ‬وتم‭ ‬إلغاء‭ ‬الحالات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتلقي‭ ‬الموظف‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬شبيهه‭ ‬لتعليمات‭ ‬كتابية‭ ‬أو‭ ‬إذن‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬رئيسه‭ ‬انسجاما‭ ‬مع‭ ‬أحكام‭ ‬الفصل‭ ‬42‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬الذي‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬عقاب‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬فعلا‭ ‬بمقتضى‭ ‬نص‭ ‬قانوني‭ ‬أو‭ ‬إذن‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬النظر‭.‬

الأولوية‭ ‬لمشاريع‭ ‬الرئيس

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬المبادرات‭ ‬التشريعية‭ ‬المقترحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النواب‭ ‬والمحالة‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والتي‭ ‬تولت‭ ‬اللجنة‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعها‭ ‬الأخير‭ ‬استعراضها‭ ‬بهدف‭ ‬ضبط‭ ‬أولوياتها‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الحالية،‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬لم‭ ‬تستكمل‭ ‬دراسة‭ ‬سوى‭ ‬المبادرة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتنقيح‭ ‬القانون‭ ‬الانتخابي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تمريرها‭ ‬خلال‭ ‬دورة‭ ‬استثنائية‭ ‬والمصادقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬لتصدر‭ ‬في‭ ‬الرائد‭ ‬الرسمي،‭ ‬وذلك‭ ‬لأنها‭ ‬تعهدت‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تطلب‭ ‬منها‭ ‬منح‭ ‬الأولوية‭ ‬لتلك‭ ‬المشاريع‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الدستور‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬يقتضيان‭ ‬منح‭ ‬الأولوية‭ ‬لمشاريع‭ ‬قوانين‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭. ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالفصل‭ ‬96‭ ‬كانت‭ ‬وزيرة‭  ‬العدل‭ ‬ليلى‭ ‬جفال‭ ‬قد‭ ‬أعلمت‭ ‬المجلس‭ ‬بأن‭ ‬وزارتها‭ ‬بصدد‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬نفس‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬الوارد‭ ‬بالمجلة‭ ‬الجزائية،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬ظل‭ ‬النواب‭ ‬ينتظرون‭ ‬لأشهر‭ ‬عديدة‭ ‬إحالة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬مجلسهم،‭ ‬وحتى‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الأسبق‭ ‬أحمد‭ ‬الحشاني‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الحكومة‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬المنعقدة‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬استكمال‭ ‬المشاورات‭ ‬حول‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭.‬

وتعلق‭ ‬آخر‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬اشتغلت‭ ‬عليه‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬وتمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬عامة،‭ ‬بالمجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والمجالس‭ ‬الجهوية‭ ‬ومجالس‭ ‬الأقاليم‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬صدر‭ ‬مؤخرا‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬صدور‭ ‬الأوامر‭ ‬التطبيقية‭.   ‬كما‭ ‬استكملت‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬دراسة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬برئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وأعضائه‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وأعضائه‭ ‬الذي‭ ‬ورد‭ ‬فيه‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬النظر‭  ‬ومن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬8‭ ‬أفريل‭ ‬2025‭ ‬وهذا‭ ‬المشروع‭ ‬قدمته‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬للبرلمان‭ ‬موفى‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تدارسها‭ ‬صلب‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬فقد‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬وختمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وإصدارها‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬وهي‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬20‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬أفريل‭ ‬2022‭ ‬المتعلّق‭ ‬بمؤسسة‭ ‬فداء‭ ‬للإحاطة‭ ‬بضحايا‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬العسكريين‭ ‬وأعوان‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬والديوانة‭ ‬وبأولي‭ ‬الحق‭ ‬من‭ ‬شهداء‭ ‬الثورة‭ ‬وجرحاها‭ ‬وإتمامه‭ ‬الذي‭ ‬نظرت‭ ‬فيه‭ ‬اللجنة‭ ‬بمعية‭ ‬لجنة‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬بعد‭ ‬ورود‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬النظر،‭ ‬وكذلك‭ ‬القانون‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬والذي‭ ‬يهم‭ ‬بالأساس‭ ‬الشيكات،‭ ‬كما‭ ‬أنتجت‭ ‬اللجنة‭ ‬قانونا‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬انضمام‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬مجلس‭ ‬أوروبا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجريمة‭ ‬الالكترونية‭ ‬المعتمدة‭ ‬ببودابست‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬نوفمبر‭ ‬2001‭  ‬وقانونا‭ ‬يتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬13‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالصلح‭ ‬الجزائي‭ ‬وتوظيف‭ ‬عائداته،‭ ‬وقانونا‭ ‬أساسيا‭ ‬يتعلّق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬انضمام‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬إلى‭ ‬البروتوكول‭ ‬المعدّل‭ ‬لاتّفاقية‭ ‬المنظّمة‭ ‬العالميّة‭ ‬للتّجارة‭ ‬بشأن‭ ‬جوانب‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬المتّصلة‭ ‬بالتجارة‭ ‬المعتمد‭ ‬بجنيف‭ ‬بتاريخ‭ ‬6‭ ‬ديسمبر‭ ‬2005،‭ ‬وقانونا‭ ‬أساسيا‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬70‭ ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬جويلية‭ ‬2011‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬القضاء‭ ‬العسكري‭ ‬وضبط‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬الخاص‭ ‬بالقضاة‭ ‬العسكريين‭.‬

وتمخضت‭ ‬أعمال‭ ‬اللجنة‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬يتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬عدد‭ ‬16‭ ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬ماي‭ ‬2014‭ ‬المتعلق‭ ‬بالانتخابات‭ ‬والاستفتاء‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬مبادرة‭ ‬تشريعية‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭.‬

تجريم‭ ‬التطبيع

وفي‭ ‬علاقة‭ ‬ببقية‭ ‬المبادرات‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬فإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المبادرتين‭ ‬المتعلقتين‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وكلاهما‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬النائب‭ ‬نزار‭ ‬الصديق،‭ ‬والمبادرتين‭ ‬المتعلقين‭ ‬بتنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬96‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية،‭ ‬هناك‭ ‬مبادرة‭ ‬تمت‭ ‬إحالتها‭ ‬منذ‭ ‬22‭ ‬فيفري‭ ‬2024‭ ‬وهي‭ ‬تتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬وتحديدا‭ ‬الفصل‭ ‬61‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تجريم‭ ‬الاعتراف‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،وتضمن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬فصلا‭ ‬وحيدا‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬الفصل‭ ‬61‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬فقرة‭ ‬سادسة‭ ‬جديدة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬زجر‭ ‬الاعتراف‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬نصها‭: ‬سادسا‭: ‬يعد‭ ‬مرتكبا‭ ‬لجريمة‭ ‬الاعتراف‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغاصب‭ ‬لأرض‭ ‬فلسطين‭ ‬وأراض‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬تونسي‭ ‬الجنسية‭ ‬زمن‭ ‬اقتراف‭ ‬الفعل‭ ‬تعمد‭ ‬إقامة‭ ‬أو‭ ‬التوسط‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬ذات‭ ‬طبيعية‭ ‬أو‭ ‬معنوية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬هيئة‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬منظمة‭ ‬أو‭ ‬جمعية‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭. ‬وتكون‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬قائمة‭ ‬باقتراف‭ ‬أحد‭ ‬الأفعال‭ ‬التالية‭:‬

ـ‭ ‬أولا‭: ‬الاعتراف‭ ‬المعلن‭ ‬عموما‭ ‬بالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أو‭ ‬الإشادة‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬الدعاية‭ ‬له‭ ‬بأية‭ ‬وسيلة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭.‬

ـ‭ ‬ثانيا‭: ‬التواصل‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬المباشر‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬معاملات‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬الثقافية‭ ‬أو‭ ‬العلمية‭ ‬أو‭ ‬الرياضية‭ ‬بمقابل‭ ‬أو‭ ‬دونه‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬الذوات‭ ‬التابعة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بهذا‭ ‬الفصل‭.‬

ـ‭ ‬ثالثا‭: ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التظاهرات‭ ‬أو‭ ‬الملتقيات‭ ‬أو‭ ‬المسابقات‭ ‬أو‭ ‬الحفلات‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭ ‬والمقامة‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الذوات‭ ‬التابعة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭.‬

وتعد‭ ‬جريمة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬بيانه‭ ‬بهذه‭ ‬الفقرة‭ ‬قائمة‭ ‬ولو‭ ‬تم‭ ‬ارتكابها‭ ‬خارج‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬تونسيي‭ ‬الجنسية‭ ‬دون‭ ‬لزوم‭ ‬تجريمها‭ ‬من‭ ‬الإقليم‭ ‬الذي‭ ‬ارتكبت‭ ‬فيه‭. ‬وإذا‭ ‬ارتكبت‭ ‬الجريمة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬ذات‭ ‬معنوية‭ ‬تونسية‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أحد‭ ‬الأفعال‭ ‬المكونة‭ ‬لها‭ ‬فإن‭ ‬الخطية‭ ‬المقررة‭ ‬لها‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬إلى‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وينسحب‭ ‬العقاب‭ ‬البدني‭ ‬المستوجب‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬ثبتت‭ ‬مسؤوليته‭ ‬من‭ ‬مسيريها‭ ‬تونسيي‭ ‬الجنسية‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الذات‭ ‬المعنوية‭ ‬غير‭ ‬حاملة‭ ‬للجنسية‭ ‬التونسية‭ ‬زمن‭ ‬اقتراف‭ ‬الفعل‭. ‬ويتولى‭ ‬مأمورو‭ ‬الضابطة‭ ‬العدلية‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬مرجع‭ ‬نظره‭ ‬الترابي‭ ‬معاينة‭ ‬جرائم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والتعامل‭ ‬معه‭ ‬ويتولون‭ ‬حالا‭ ‬إعلام‭ ‬وكيل‭ ‬الجمهورية‭ ‬الراجعين‭ ‬له‭ ‬بالنظر‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬التقيد‭ ‬بأحكام‭ ‬الفصل‭ ‬13‭ ‬مكرر‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجزائية،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬وكلاء‭ ‬الجمهورية‭ ‬لدى‭ ‬المحاكم‭ ‬الابتدائية‭ ‬إجراء‭ ‬بحث‭ ‬أولي‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الاسترشاد‭ ‬وفق‭ ‬أحكام‭ ‬الفصل‭ ‬26‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجزائية،‭ ‬ويتعين‭ ‬عليهم‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬إنهاء‭ ‬أعمالهم‭ ‬فورا‭ ‬إلى‭ ‬وكيل‭ ‬الجمهورية‭ ‬لدى‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بتونس‭ ‬العاصمة‭ ‬لتقرير‭ ‬مآلها،‭ ‬ويكون‭ ‬التحقيق‭ ‬وجوبيا‭ ‬للبحث‭ ‬في‭ ‬الجريمة،‭ ‬كما‭ ‬تختص‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بتونس‭ ‬العاصمة‭ ‬بالبت‭ ‬فيها‭.‬

ويوجد‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬آخر‭ ‬يتعلّق‭ ‬بالمصادرة‭ ‬المدنية‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إيداعه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬يوم‭ ‬10‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬وتولى‭ ‬المكتب‭ ‬إحالته‭ ‬يوم‭ ‬22‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬تنظيم‭ ‬الإدارة‭ ‬وتطويرها‭ ‬والرقمنة‭ ‬والحوكمة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفساد،‭ ‬وهناك‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬وإتمام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬36‭ ‬لسنة‭ ‬1994‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬فيفري‭ ‬1994‭ ‬المتعلق‭ ‬بالملكية‭ ‬الأدبية‭ ‬والفنية‭ ‬وهو‭ ‬مقدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬منذ‭ ‬21‭ ‬ماي‭ ‬2024‭ ‬وتولى‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬إحالته‭ ‬إليها‭ ‬بتاريخ‭ ‬23‭ ‬ماي‭ ‬2024‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬ولجنة‭ ‬السياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬والخدمات‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية،‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬وإتمام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬7‭ ‬لسنة‭ ‬1968‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬مارس‭ ‬1968‭ ‬المتعلق‭ ‬بحالة‭ ‬الأجانب‭ ‬بالبلاد‭ ‬التونسية‭ ‬وتم‭ ‬إيداعه‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬ماي‭ ‬2024‭ ‬وأحاله‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬يوم‭  ‬9‭ ‬ماي‭ ‬2024‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬وشؤون‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬والهجرة‭ ‬ولجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات،‭ ‬وهناك‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬مهنة‭ ‬المستشار‭ ‬الجبائي‭.‬

سعيدة‭ ‬بوهلال