إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

غدا تمر 9 سنوات على دحر الإرهاب.. تحطم الحلم "الداعشي" في إقامة إمارة في بن قردان

 

تسع سنوات تمر غدا على «ملحمة بن قردان».. تلك الملحمة التي تحطم خلالها حلم «داعش» في تركيز إمارة إرهابية على الأراضي التونسية، ولكن مني التنظيم بخيبة لم يكن يتوقعها وكانت أسوار بن قردان مقبرة لأحلامهم.. وكتب التاريخ ملحمة خلدت أسماء من دافعوا عن البلاد حتى الرمق الأخير.

تسع سنوات تمر غدا على الملحمة ولكن تفاصيلها ما زالت عالقة بالأذهان.. فالشعور بالنخوة والاعتزاز والانتصار مازال يراود كل تونسي وطني..لم يكن يوم 7 مارس 2016 يوما عاديا في تاريخ تونس، ففي ذلك اليوم تسللت مجموعات مسلحة وبادرت بالهجوم على المدينة في محاولة للسيطرة عليها، وظنت أن الأمر سيكون يسيرا ولكن اعترضتها قوات من الجيش الوطني التونسي والحرس الوطني والشرطة وانتهت الاشتباكات في منتصف النهار تقريبًا، وتواصلت عمليات المطاردة في المناطق المجاورة بقية اليوم.

يوم 7 مارس بلغ عدد القتلى 55 قتيلًا، منهم 36 مسلحًا، واستشهد 12 عنصرا من الجيش والقوات الأمنية، و7 مدنيين، وبلغ عدد الجرحى 27 جريحا إضافة إلى القبض على 7 مسلحين.

وتجددت الاشتباكات في بن قردان يوم 8 مارس ليلا واستطاعت قوات الجيش والأمن القضاء على 6 إرهابيين متحصنين في منزل بضواحي المدينة كما تواصلت عمليات المطاردة والاشتباكات المتقطعة لأيام متعددة حيث أمكن لقوات الأمن في 9 مارس تصفية 4 إرهابيين في حين قتل جندي وجرح مواطن آخر وفي 10 مارس، قتل 4 إرهابيين واعتقل آخر. ومثّلت هذه العملية ضربة قاسمة للمجموعات المسلحة بعد مقتل جميع المخططين للهجوم واعتقال آخرين، حيث اعتقل أخطرهم في 11 ماي 2016.

وفي 2 مارس 2016 اشتبكت قوات الأمن الوطني والجيش الوطني التونسي مع إرهابيين في ضواحي مدينة بن قردان واستطاعت قتل كل المجموعة المتكونة من 5 مسلحين فيما توفي مواطن آخر أصيب برصاصة طائشة.

وبعد عدة ساعات من المواجهات والاشتباكات، تم القضاء على المجموعة، وبدأ الجنود والعسكريون بالتجول في شوارع المدينة طالبين من السكان البقاء في منازلهم وتوخي الحذر وقد أغلقت المدارس والمؤسسات التربوية والإدارية وأعلن عن حظر تجول ليلي.

إقامة إمارة إسلامية..

وفي ندوة صحفية لرئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزير الداخلية الهادي المجدوب ووزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني يوم 8 مارس 2016 صباحا، قال إن الهدف من هذا الهجوم هو إقامة إمارة إسلامية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة بن قردان، وقال من جهة أخرى إن المسلحين هاجموا ثكنة عسكرية للجيش الوطني ومقر الحرس الوطني ومقر الأمن الوطني والشرطة وذلك في نفس الوقت بطريقة منسقة.

وقال رئيس الجمهورية وقتها الراحل الباجي قايد السبسي إن هجوم مدينة بن قردان كان يستهدف إقامة ولاية جديدة «لتنظيم الدولة الإسلامية» في تونس، مشيرا إلى ان السلطات التونسية كانت تتوقع مثل هذا الهجوم لكن ليس بالحجم الذي ظهر عليه.

وقدم السبسي، في كلمته التي ألقاها من مقر غرفة العمليات المركزية لقوات الحرس الوطني التعازي في ضحايا الهجوم من أبناء مدينة بن قردان وقوات الأمن، كما أشاد بأداء قوات الأمن وتعاملها مع الهجوم.

المسار القضائي للملحمة..

شمل ملف ملحمة بن قردان 90 متهما أحيل من بينهم 45 بحالة إيقاف، فيما أحيل البقية بحالة سراح.

وقد وجهت لهم جملة من التهم المتعلقة بالتآمر على امن الدولة والانضمام إلى تنظيم إرهابي والإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة أو بالموارد الحيوية أو بالبنية الأساسية أو بوسائل النقل أو الاتصالات أو بالمنظومات المعلوماتية أو بالمرافق العمومية وغيرها من الجرائم المنصوص عليها بالقانون الأساسي عدد 26 لسنة 2015 مؤرخ في 7 أوت 2015 المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال، إضافة الى تهمتي القتل العمد ومحاولة القتل العمد طبقا لأحكام المجلة الجزائية.

وتم خلال الملحمة القضاء على 55 عنصرا إرهابيا من بينهم 36 مسلحًا، وتم إلقاء القبض على عدد هامّ من المشتبه بهم.

كما وقع تسجيل استشهاد 12 شخصا من بين الوحدات الأمنية والعسكرية الى جانب 7 مدنيين.

وتولت اثر ذلك الوحدات الأمنية والعسكرية القيام بجملة من العمليات الاستباقية بمختلف الجهات، أسفرت عن مقتل عدد هامّ من العناصر الإرهابية المتورطة في أحداث بن قردان من بينهم 4 عناصر إرهابيّة مصنفة بالخطيرة وهم كلّ من نجم الدّين بن محمّد الضّاوي غربي ونجيب بن خشيرة بن عمارة المنصوري ووليد بن عمارة بن محمّد السديري ولسعد بن علي بن إبراهيم دراني. كما كلّلت الحملة بإيقاف العنصر الإرهابي المصنّف بالخطير جدّا عادل بن ضوّ الغندري، وهو من مواليد 6 جوان 1986 وأصيل منطقة بن قردان، والذي أثبتت الأبحاث ضلوعه وتورطه في العديد من العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد التونسية.

وبتطور الأبحاث والتحريات تمكنت الوحدات الأمنية، بالتنسيق مع النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب من الكشف على عدد هامّ من مخازن الأسلحة التي تجاوزت تقريبا الـ17 مخزنا آنذاك كانت تحتوي على كميّات كبيرة من الأسلحة بمختلف أصنافها إلى جانب كميات كبيرة من الذخيرة والقنابل اليدوية والصواعق والأسلحة الحربية والألغام الأرضية ضد العربات وقاذفات صواريخ نوع «آر-بي-جي» ومن أهم المخازن التي تمّ الكشف عنها مخزن الوراسنية الواقعة في ضواحي بن قردان من ولاية مدنين، ومخزن بمنطقة «شارب الراجل» طريق جرجيس من معتمدية بن قردان، وآخر بمنطقة الحنية من معتمديّة بن قردان.

الأحكام..

ملف الملحمة منشور حاليا أمام محكمة الاستئناف بتونس حيث طعنت النيابة العمومية في الأحكام الصادرة في هذه القضية وفي حق جميع المتهمين وبمقتضى الطعن أحيل الملف على أنظار محكمة الاستئناف بتونس.

وفي مارس 2022 أصدرت الدائرة الجنائية المتخصصة بالنظر في القضايا الإرهابية بالمحكمة الابتدائية بتونس أحكامها في القضية والتي شملت 96 متهما وتمثلت الأحكام الصادرة في عقوبة الإعدام لـ 16 متهما، والسجن مدى الحياة لـ 15 متهما، والسجن مدة 30 سنة لمتهمين اثنين».

كما تضمنت الأحكام السجن مدة 27 سنة لمتهمين اثنين، والسجن مدة 24 سنة لسبعة متهمين، والسجن مدة 20 سنة لثلاثة متهمين».

بالإضافة الى أحكام بالسجن تتراوح بين 15 سنة و4 سنوات في حق باقي المتهمين الذين قضي في حقهم بالإدانة وعددهم 51 متهما.

يوم وطني..

يُطالب أهالي بن قردان اعتبار 7 مارس يوما وطنيا، بقرار رسمي، ليكون مناسبة وطنية تُخلَّد فيها ذكرى الشهداء، وتُجدَّد العزيمة لمواصلة حماية تونس من كل تهديد يمسّ أمنها واستقرارها.

مفيدة القيزاني

 

غدا تمر 9 سنوات على دحر الإرهاب..   تحطم الحلم "الداعشي" في إقامة إمارة في بن قردان

 

تسع سنوات تمر غدا على «ملحمة بن قردان».. تلك الملحمة التي تحطم خلالها حلم «داعش» في تركيز إمارة إرهابية على الأراضي التونسية، ولكن مني التنظيم بخيبة لم يكن يتوقعها وكانت أسوار بن قردان مقبرة لأحلامهم.. وكتب التاريخ ملحمة خلدت أسماء من دافعوا عن البلاد حتى الرمق الأخير.

تسع سنوات تمر غدا على الملحمة ولكن تفاصيلها ما زالت عالقة بالأذهان.. فالشعور بالنخوة والاعتزاز والانتصار مازال يراود كل تونسي وطني..لم يكن يوم 7 مارس 2016 يوما عاديا في تاريخ تونس، ففي ذلك اليوم تسللت مجموعات مسلحة وبادرت بالهجوم على المدينة في محاولة للسيطرة عليها، وظنت أن الأمر سيكون يسيرا ولكن اعترضتها قوات من الجيش الوطني التونسي والحرس الوطني والشرطة وانتهت الاشتباكات في منتصف النهار تقريبًا، وتواصلت عمليات المطاردة في المناطق المجاورة بقية اليوم.

يوم 7 مارس بلغ عدد القتلى 55 قتيلًا، منهم 36 مسلحًا، واستشهد 12 عنصرا من الجيش والقوات الأمنية، و7 مدنيين، وبلغ عدد الجرحى 27 جريحا إضافة إلى القبض على 7 مسلحين.

وتجددت الاشتباكات في بن قردان يوم 8 مارس ليلا واستطاعت قوات الجيش والأمن القضاء على 6 إرهابيين متحصنين في منزل بضواحي المدينة كما تواصلت عمليات المطاردة والاشتباكات المتقطعة لأيام متعددة حيث أمكن لقوات الأمن في 9 مارس تصفية 4 إرهابيين في حين قتل جندي وجرح مواطن آخر وفي 10 مارس، قتل 4 إرهابيين واعتقل آخر. ومثّلت هذه العملية ضربة قاسمة للمجموعات المسلحة بعد مقتل جميع المخططين للهجوم واعتقال آخرين، حيث اعتقل أخطرهم في 11 ماي 2016.

وفي 2 مارس 2016 اشتبكت قوات الأمن الوطني والجيش الوطني التونسي مع إرهابيين في ضواحي مدينة بن قردان واستطاعت قتل كل المجموعة المتكونة من 5 مسلحين فيما توفي مواطن آخر أصيب برصاصة طائشة.

وبعد عدة ساعات من المواجهات والاشتباكات، تم القضاء على المجموعة، وبدأ الجنود والعسكريون بالتجول في شوارع المدينة طالبين من السكان البقاء في منازلهم وتوخي الحذر وقد أغلقت المدارس والمؤسسات التربوية والإدارية وأعلن عن حظر تجول ليلي.

إقامة إمارة إسلامية..

وفي ندوة صحفية لرئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزير الداخلية الهادي المجدوب ووزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني يوم 8 مارس 2016 صباحا، قال إن الهدف من هذا الهجوم هو إقامة إمارة إسلامية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة بن قردان، وقال من جهة أخرى إن المسلحين هاجموا ثكنة عسكرية للجيش الوطني ومقر الحرس الوطني ومقر الأمن الوطني والشرطة وذلك في نفس الوقت بطريقة منسقة.

وقال رئيس الجمهورية وقتها الراحل الباجي قايد السبسي إن هجوم مدينة بن قردان كان يستهدف إقامة ولاية جديدة «لتنظيم الدولة الإسلامية» في تونس، مشيرا إلى ان السلطات التونسية كانت تتوقع مثل هذا الهجوم لكن ليس بالحجم الذي ظهر عليه.

وقدم السبسي، في كلمته التي ألقاها من مقر غرفة العمليات المركزية لقوات الحرس الوطني التعازي في ضحايا الهجوم من أبناء مدينة بن قردان وقوات الأمن، كما أشاد بأداء قوات الأمن وتعاملها مع الهجوم.

المسار القضائي للملحمة..

شمل ملف ملحمة بن قردان 90 متهما أحيل من بينهم 45 بحالة إيقاف، فيما أحيل البقية بحالة سراح.

وقد وجهت لهم جملة من التهم المتعلقة بالتآمر على امن الدولة والانضمام إلى تنظيم إرهابي والإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة أو بالموارد الحيوية أو بالبنية الأساسية أو بوسائل النقل أو الاتصالات أو بالمنظومات المعلوماتية أو بالمرافق العمومية وغيرها من الجرائم المنصوص عليها بالقانون الأساسي عدد 26 لسنة 2015 مؤرخ في 7 أوت 2015 المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال، إضافة الى تهمتي القتل العمد ومحاولة القتل العمد طبقا لأحكام المجلة الجزائية.

وتم خلال الملحمة القضاء على 55 عنصرا إرهابيا من بينهم 36 مسلحًا، وتم إلقاء القبض على عدد هامّ من المشتبه بهم.

كما وقع تسجيل استشهاد 12 شخصا من بين الوحدات الأمنية والعسكرية الى جانب 7 مدنيين.

وتولت اثر ذلك الوحدات الأمنية والعسكرية القيام بجملة من العمليات الاستباقية بمختلف الجهات، أسفرت عن مقتل عدد هامّ من العناصر الإرهابية المتورطة في أحداث بن قردان من بينهم 4 عناصر إرهابيّة مصنفة بالخطيرة وهم كلّ من نجم الدّين بن محمّد الضّاوي غربي ونجيب بن خشيرة بن عمارة المنصوري ووليد بن عمارة بن محمّد السديري ولسعد بن علي بن إبراهيم دراني. كما كلّلت الحملة بإيقاف العنصر الإرهابي المصنّف بالخطير جدّا عادل بن ضوّ الغندري، وهو من مواليد 6 جوان 1986 وأصيل منطقة بن قردان، والذي أثبتت الأبحاث ضلوعه وتورطه في العديد من العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد التونسية.

وبتطور الأبحاث والتحريات تمكنت الوحدات الأمنية، بالتنسيق مع النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب من الكشف على عدد هامّ من مخازن الأسلحة التي تجاوزت تقريبا الـ17 مخزنا آنذاك كانت تحتوي على كميّات كبيرة من الأسلحة بمختلف أصنافها إلى جانب كميات كبيرة من الذخيرة والقنابل اليدوية والصواعق والأسلحة الحربية والألغام الأرضية ضد العربات وقاذفات صواريخ نوع «آر-بي-جي» ومن أهم المخازن التي تمّ الكشف عنها مخزن الوراسنية الواقعة في ضواحي بن قردان من ولاية مدنين، ومخزن بمنطقة «شارب الراجل» طريق جرجيس من معتمدية بن قردان، وآخر بمنطقة الحنية من معتمديّة بن قردان.

الأحكام..

ملف الملحمة منشور حاليا أمام محكمة الاستئناف بتونس حيث طعنت النيابة العمومية في الأحكام الصادرة في هذه القضية وفي حق جميع المتهمين وبمقتضى الطعن أحيل الملف على أنظار محكمة الاستئناف بتونس.

وفي مارس 2022 أصدرت الدائرة الجنائية المتخصصة بالنظر في القضايا الإرهابية بالمحكمة الابتدائية بتونس أحكامها في القضية والتي شملت 96 متهما وتمثلت الأحكام الصادرة في عقوبة الإعدام لـ 16 متهما، والسجن مدى الحياة لـ 15 متهما، والسجن مدة 30 سنة لمتهمين اثنين».

كما تضمنت الأحكام السجن مدة 27 سنة لمتهمين اثنين، والسجن مدة 24 سنة لسبعة متهمين، والسجن مدة 20 سنة لثلاثة متهمين».

بالإضافة الى أحكام بالسجن تتراوح بين 15 سنة و4 سنوات في حق باقي المتهمين الذين قضي في حقهم بالإدانة وعددهم 51 متهما.

يوم وطني..

يُطالب أهالي بن قردان اعتبار 7 مارس يوما وطنيا، بقرار رسمي، ليكون مناسبة وطنية تُخلَّد فيها ذكرى الشهداء، وتُجدَّد العزيمة لمواصلة حماية تونس من كل تهديد يمسّ أمنها واستقرارها.

مفيدة القيزاني