التدهور البيئي وندرة الموارد البحرية من أهم المشاكل التي تعاني منها الشواطئ التونسية وكانت سببا في اندثار العديد من الكائنات البحرية، وأخرى مهددة بالاندثار. فبمجرد التجول في سوق السمك في أي منطقة من مناطق الجمهورية نلاحظ أن العديد من الأنواع قد اختفت وأخرى أصبح من النادر وجودها، كما نلاحظ أن العديد من الأسماك صغيرة الحجم. الأمر الذي جعل «الصباح» تتساءل عن الأسباب الكامنة خلف هذا النقص أو ندرة العديد من أنواع المنتجات البحرية، على غرار الأخطبوط (القرنيط) و»التريليا»...!؟ سؤال طرحناه على فؤاد كريم، رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة الذي صرح لـ«الصباح» أن التلوث البحري خطر داهم يهدد كل الشواطئ التونسية.
وأبرز أن كل الشواطئ التونسية تعاني من سكب مياه الصرف الصحي ما أدى إلى تلوث اغلبها، معتبرا أن أكبر معضلة تهدد الثروة البحرية هو سكب مياه الصرف الصحي في البحر، مبينا أنه وحتى مياه الصرف الصحي المعالجة التي تسكب في البحر غير مطابقة للمعايير الدولية المعمول بها، ما أدى إلى تدهور الوضع البيئي البحري، خاصة مع ما تشكوه عديد الشواطئ من التلوث الصناعي أو الكيميائي الذي يتأتى أساسا من ضخ المواد الكيميائية مثل الهيدروكربونات وأدوات التعقيم والمبيدات والمعادن الثقيلة في البحر والذي يتنقل تبعا للتيارات البحرية، وبالتالي فإن العديد من المناطق البحرية مهددة بنقص الأكسجين في المحيط الذي يؤدي الى القضاء على العديد من الكائنات البحرية.
وشدد فؤاد كريم، رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة، على أن أغلب المؤسسات الصناعية التي تتمركز بالمناطق الساحلية تقوم بسكب المياه الصناعية غير المعالجة ما جعل كل شواطئنا مهددة.
وكمثال استعرض مصدرنا ما يعانيه خليج قابس من تلوث، مبينا أن خليج قابس يعد محضنة المتوسط على اعتبار مياهه التي تتميز بالدفء مقارنة ببقية مياه البحر المتوسط ما جعلها قبلة العديد من الكائنات البحرية من اجل التكاثر خاصة خلال فصل الشتاء، مستدركا بالقول إن ما يعانيه الخليج نتيجة سكب 13 ألف متر مكعب من «الفوسفوجيبس» في البحر دون معالجة كل يوم قد أدى إلى رسوب كميات كبيرة من المادة في الشواطئ وفي قاع البحر ما تسبب في القضاء على الحياة البحرية في الخليج. وأبرز أن مادة «الفوسفوجيبس» وبفعل التيارات البحرية وصلت إلى غاية شواطئ قرقنة وجربة ما تسبب في تلوث الطبيعة البحرية. وكل هذا جعل الأسماك غير قادرة على العيش في المنطقة وطبعا بحثها عن طبيعة ملائمة للعيش أدى إلى هجرتها نحو «خليج سرت» في ليبيا الذي بات يتميز بتنوع الكائنات البحرية وكثرتها. وكشف مصدرنا أن «تصحر» خليج قابس وتضرر البحار المجاورة كقرقنة وجربة أدى الى خسارة ثروة سمكية كبيرة جدا.
الصيد بـ«الكركارة» معضلة أخرى
وكشف رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة أن الصيد «بالكركارة» بدوره انعكس سلبا على القطاع، نظرا الى أنه عمليّة استنزاف للثّروة السّمكيّة. وشرح أن «الكركارة» هي عبارة عن شباك بـ«عيون» ضيّقة وحبل سفليّ مثقل بكمّيات كبيرة من الرّصاص ما يساعد الشباك على النزول الى أعماق البحر وجرف كل ما يعترضها فلا تبقي على شيء، حيث تجر معها «الأخضر واليابس» وفق مصدرنا، اذ تجرف معها البيض والأسماك الصغير وهذا طبعا يؤدي إلى القضاء على أنواع كثير منها.
وأبرز أن هذا النّوع من الصّيد يصنّف قانونيّا من الممنوعات الّتي تعرّض صاحبها إلى العقاب، لكن عمليّا أصبح الأكثر انتشارا وتفشّيا، مشيرا إلى أن الكثير من البحارة يبرّرون لجوءهم إلى هذه الطريقة من الصيد بالتّراجع الكبير في مردوديّة القطاع.
تراجع فسره فؤاد كريم بالتّدمير الّذي أحدثته هذه القوارب، أي قوارب الصّيد بـ«الكركارة».
وأردف محدثنا مبينا أن التغيرات المناخية من بين العوامل التي تؤثر على الحياة البحرية إذ أن قلة الأمطار وارتفاع درجة حرارة البحار كلها عوامل تتسبب في خلق «بكتيريا» تهدد الكائنات البحرية.
فقدان العديد من الأنواع البحرية
وشدد رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة أن كل هذه المشاكل أدت الى القضاء على العديد من الكائنات البحرية والأسماك، مشيرا الى أن الثروة السمكية في خليج قابس كانت تتميز بالتنوع إلا أن دراسة قد أثبتت أن عدد أنواع الأسماك كان يفوق 250 نوعا إلا أن هذه الأنواع لم يتبق منها إلا القليل وفي حدود 70 نوعا فقط.
وأبرز أن «القرنيط» اليوم أصبح قليلا ويتم صيده بحجم صغير دون مراعاة فترة الراحة البيولوجية، كذلك الشأن بالنسبة لـ«التريلية» و«التن».. مع فقدان ما يعرف بـ«السبتة».
وأكد فؤاد كريم رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة أن كل الطبيعة البحرية في تونس قد تضررت خاصة بفعل التلوث والصيد الجائر، مؤكدا أن الوضع خطير جدا وهذا ينذر بتعمق المخاطر خاصة وان نشاط الصيد البحري ككلّ قد تضرر ما جعل البحارة والخبراء والجمعيات يكررون دعواتهم باستمرار للتّحرك بحزم ونجاعة، في إطار خطّة متكاملة للقضاء على التلوث الناتج عن سكب مياه الصرف الصحي والمياه الصناعية في البحر، مع تشديد الرقابة على الصّيد العشوائيّ في الأعماق وعلى السواحل وخاصة الصيد بـ«كركارة الأعماق» الذي يقتل البيض والأسماك الصغيرة.
ويعتبر قطاع الصيد البحري والثروة البحرية من القطاعات الحيويّة وهو ما يتطلّب من المجموعة الوطنية سلطة ومنظّمات وطنية ومهنيّين الوقوف بحزم وجدّية لإنقاذ هذا القطاع وحمايته والنهوض به من خلال اتخاذ التّدابير اللازمة والممكنة في أقرب الآجال.
حنان قيراط
التدهور البيئي وندرة الموارد البحرية من أهم المشاكل التي تعاني منها الشواطئ التونسية وكانت سببا في اندثار العديد من الكائنات البحرية، وأخرى مهددة بالاندثار. فبمجرد التجول في سوق السمك في أي منطقة من مناطق الجمهورية نلاحظ أن العديد من الأنواع قد اختفت وأخرى أصبح من النادر وجودها، كما نلاحظ أن العديد من الأسماك صغيرة الحجم. الأمر الذي جعل «الصباح» تتساءل عن الأسباب الكامنة خلف هذا النقص أو ندرة العديد من أنواع المنتجات البحرية، على غرار الأخطبوط (القرنيط) و»التريليا»...!؟ سؤال طرحناه على فؤاد كريم، رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة الذي صرح لـ«الصباح» أن التلوث البحري خطر داهم يهدد كل الشواطئ التونسية.
وأبرز أن كل الشواطئ التونسية تعاني من سكب مياه الصرف الصحي ما أدى إلى تلوث اغلبها، معتبرا أن أكبر معضلة تهدد الثروة البحرية هو سكب مياه الصرف الصحي في البحر، مبينا أنه وحتى مياه الصرف الصحي المعالجة التي تسكب في البحر غير مطابقة للمعايير الدولية المعمول بها، ما أدى إلى تدهور الوضع البيئي البحري، خاصة مع ما تشكوه عديد الشواطئ من التلوث الصناعي أو الكيميائي الذي يتأتى أساسا من ضخ المواد الكيميائية مثل الهيدروكربونات وأدوات التعقيم والمبيدات والمعادن الثقيلة في البحر والذي يتنقل تبعا للتيارات البحرية، وبالتالي فإن العديد من المناطق البحرية مهددة بنقص الأكسجين في المحيط الذي يؤدي الى القضاء على العديد من الكائنات البحرية.
وشدد فؤاد كريم، رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة، على أن أغلب المؤسسات الصناعية التي تتمركز بالمناطق الساحلية تقوم بسكب المياه الصناعية غير المعالجة ما جعل كل شواطئنا مهددة.
وكمثال استعرض مصدرنا ما يعانيه خليج قابس من تلوث، مبينا أن خليج قابس يعد محضنة المتوسط على اعتبار مياهه التي تتميز بالدفء مقارنة ببقية مياه البحر المتوسط ما جعلها قبلة العديد من الكائنات البحرية من اجل التكاثر خاصة خلال فصل الشتاء، مستدركا بالقول إن ما يعانيه الخليج نتيجة سكب 13 ألف متر مكعب من «الفوسفوجيبس» في البحر دون معالجة كل يوم قد أدى إلى رسوب كميات كبيرة من المادة في الشواطئ وفي قاع البحر ما تسبب في القضاء على الحياة البحرية في الخليج. وأبرز أن مادة «الفوسفوجيبس» وبفعل التيارات البحرية وصلت إلى غاية شواطئ قرقنة وجربة ما تسبب في تلوث الطبيعة البحرية. وكل هذا جعل الأسماك غير قادرة على العيش في المنطقة وطبعا بحثها عن طبيعة ملائمة للعيش أدى إلى هجرتها نحو «خليج سرت» في ليبيا الذي بات يتميز بتنوع الكائنات البحرية وكثرتها. وكشف مصدرنا أن «تصحر» خليج قابس وتضرر البحار المجاورة كقرقنة وجربة أدى الى خسارة ثروة سمكية كبيرة جدا.
الصيد بـ«الكركارة» معضلة أخرى
وكشف رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة أن الصيد «بالكركارة» بدوره انعكس سلبا على القطاع، نظرا الى أنه عمليّة استنزاف للثّروة السّمكيّة. وشرح أن «الكركارة» هي عبارة عن شباك بـ«عيون» ضيّقة وحبل سفليّ مثقل بكمّيات كبيرة من الرّصاص ما يساعد الشباك على النزول الى أعماق البحر وجرف كل ما يعترضها فلا تبقي على شيء، حيث تجر معها «الأخضر واليابس» وفق مصدرنا، اذ تجرف معها البيض والأسماك الصغير وهذا طبعا يؤدي إلى القضاء على أنواع كثير منها.
وأبرز أن هذا النّوع من الصّيد يصنّف قانونيّا من الممنوعات الّتي تعرّض صاحبها إلى العقاب، لكن عمليّا أصبح الأكثر انتشارا وتفشّيا، مشيرا إلى أن الكثير من البحارة يبرّرون لجوءهم إلى هذه الطريقة من الصيد بالتّراجع الكبير في مردوديّة القطاع.
تراجع فسره فؤاد كريم بالتّدمير الّذي أحدثته هذه القوارب، أي قوارب الصّيد بـ«الكركارة».
وأردف محدثنا مبينا أن التغيرات المناخية من بين العوامل التي تؤثر على الحياة البحرية إذ أن قلة الأمطار وارتفاع درجة حرارة البحار كلها عوامل تتسبب في خلق «بكتيريا» تهدد الكائنات البحرية.
فقدان العديد من الأنواع البحرية
وشدد رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة أن كل هذه المشاكل أدت الى القضاء على العديد من الكائنات البحرية والأسماك، مشيرا الى أن الثروة السمكية في خليج قابس كانت تتميز بالتنوع إلا أن دراسة قد أثبتت أن عدد أنواع الأسماك كان يفوق 250 نوعا إلا أن هذه الأنواع لم يتبق منها إلا القليل وفي حدود 70 نوعا فقط.
وأبرز أن «القرنيط» اليوم أصبح قليلا ويتم صيده بحجم صغير دون مراعاة فترة الراحة البيولوجية، كذلك الشأن بالنسبة لـ«التريلية» و«التن».. مع فقدان ما يعرف بـ«السبتة».
وأكد فؤاد كريم رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة أن كل الطبيعة البحرية في تونس قد تضررت خاصة بفعل التلوث والصيد الجائر، مؤكدا أن الوضع خطير جدا وهذا ينذر بتعمق المخاطر خاصة وان نشاط الصيد البحري ككلّ قد تضرر ما جعل البحارة والخبراء والجمعيات يكررون دعواتهم باستمرار للتّحرك بحزم ونجاعة، في إطار خطّة متكاملة للقضاء على التلوث الناتج عن سكب مياه الصرف الصحي والمياه الصناعية في البحر، مع تشديد الرقابة على الصّيد العشوائيّ في الأعماق وعلى السواحل وخاصة الصيد بـ«كركارة الأعماق» الذي يقتل البيض والأسماك الصغيرة.
ويعتبر قطاع الصيد البحري والثروة البحرية من القطاعات الحيويّة وهو ما يتطلّب من المجموعة الوطنية سلطة ومنظّمات وطنية ومهنيّين الوقوف بحزم وجدّية لإنقاذ هذا القطاع وحمايته والنهوض به من خلال اتخاذ التّدابير اللازمة والممكنة في أقرب الآجال.