إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في‭ ‬لجنتي‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭..‬جدل‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬العفو‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬

أكد‭ ‬صالح‭ ‬مباركي‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭  ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬التي‭ ‬أحالها‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬بتاريخ‭ ‬13‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬النظر‭ ‬فيها،‭ ‬أثارت‭ ‬جدلا‭ ‬كبيرا‭ ‬خلال‭ ‬نقاشها‭ ‬صلب‭ ‬اللجنتين‭. ‬وأضاف‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬أمام‭ ‬وجود‭ ‬اختلاف‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬النواب،‭ ‬فقد‭ ‬ارتأت‭ ‬اللجنتان‭ ‬مزيد‭ ‬التروي‭ ‬في‭ ‬دراستها،‭ ‬وقررتا‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬التشاور‭ ‬في‭ ‬شأنها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭.  ‬وبين‭ ‬مباركي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬تضمنت‭ ‬ثلاثة‭ ‬فصول‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬رغبة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬اقترحوها‭ ‬في‭ ‬تمريرها‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬نقاش‭ ‬مطول‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬وعن‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬والهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬استقر‭ ‬الرأي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مزيد‭ ‬تعميق‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭. ‬

وللتذكير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬20‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬اللجنتين‭ ‬انعقدت‭ ‬بقصر‭ ‬باردو،‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين،‭ ‬وتم‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الموالي‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تعميق‭ ‬النظر‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭. ‬وحسب‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عنهما،‭ ‬أوضح‭ ‬ممثلو‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬يأتي‭ ‬تماهيا‭ ‬وتناغما‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إقراره‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬والتي‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬السلبية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لتجريم‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وذلك‭ ‬بتمتيع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬لا‭ ‬يفوق‭ ‬المبلغ‭ ‬المضمن‭ ‬به‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭.‬

‭ ‬وأضافوا‭ ‬أن‭ ‬تحديد‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬العدد‭ ‬الهام‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بجرائم‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭. ‬وبيّنوا‭ ‬أن‭ ‬العفو‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬إدماج‭ ‬المنتفعين‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬الحقوق‭ ‬المالية‭ ‬للدائنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬حقوقهم‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بالدعوى‭ ‬المدنية‭ ‬لاستخلاص‭ ‬المبالغ‭ ‬المضمنة‭ ‬بالشيك،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التداعيات‭ ‬الإيجابية‭ ‬لهذا‭ ‬المقترح‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬المنشورة‭ ‬لدى‭ ‬المحاكم‭ ‬وتوجيه‭ ‬جهود‭ ‬المرفق‭ ‬القضائي‭ ‬نحو‭ ‬تكريس‭ ‬العدالة‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬عميد‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬فثمن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬اللجنتين‭ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬صدور‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها،‭ ‬الذي‭ ‬أفرز‭ ‬تطبيقه‭ ‬بعض‭ ‬الإشكاليات‭ ‬خاصة‭  ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المحاكم‭ ‬لاختلاف‭ ‬الإجراءات‭ ‬والاجتهادات،‭ ‬رغم‭ ‬تضمنّه‭ ‬عديد‭ ‬النقاط‭ ‬الإيجابية‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬تتنزل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استكمال‭ ‬تنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬تناغم‭ ‬مع‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬لسوء‭ ‬استعمال‭ ‬الشيك،‭ ‬مؤكّدا‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬المبدئي‭ ‬للهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬في‭ ‬نزع‭ ‬التجريم‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بجرائم‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭. ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬تعدّ‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬لتسوية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوضعيات‭ ‬وقدمت‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬والمقترحات‭ ‬بهدف‭ ‬تحسين‭ ‬نص‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬وتجويد‭ ‬صياغته‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ممثلي‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين،‭ ‬فبينوا‭ ‬أهمية‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لإشكاليات‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد،‭ ‬وأشاروا‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يترتب‭ ‬عن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬مساس‭ ‬بمبدإ‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬المتقاضين‭ ‬وذلك‭ ‬لتعلقه‭ ‬بفئة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬المساجين‭ ‬أو‭ ‬الموقوفين‭ ‬الذين‭ ‬أصدروا‭ ‬شيكات‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬يساوي‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬مبلغها‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬لعدم‭ ‬تنصيصه‭ ‬على‭ ‬شرط‭ ‬خلاص‭ ‬الدين‭ ‬حماية‭ ‬لحقوق‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬اقتضته‭ ‬أحكام‭  ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬10‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭. ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬تعميم‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مصدري‭ ‬الشيكات‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬مبلغها‭ ‬وعلى‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬تعلقت‭ ‬بهم‭ ‬قضايا‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بجريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬بخلاص‭ ‬أصل‭ ‬مبلغ‭ ‬الشيك‭ ‬وتخلفوا‭ ‬عن‭ ‬خلاص‭ ‬الخطايا،‭ ‬أو‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بمقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المتعلق‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬تطرق‭ ‬ممثلو‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬في‭ ‬مداخلتهم‭ ‬إلى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬والمتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها،‭ ‬وبينوا‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬وفق‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬تراعي‭ ‬مصالح‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬وتضمن‭ ‬حقوقهم‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬عبر‭ ‬تنقية‭ ‬المعاملات‭ ‬المالية‭ ‬باستخدام‭ ‬الشيك‭ ‬وتطويرها‭. ‬وبخصوص‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصد‭ ‬أشار‭ ‬ممثلو‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحقّق‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬حقوق‭ ‬الطرفين‭ ‬ولم‭ ‬يوفر‭ ‬الضمانات‭ ‬الكافية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تمكين‭ ‬الدائن‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬استيفاء‭ ‬دينه‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التنصيص‭ ‬عليه‭ ‬ضمن‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬10‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬المتعلق‭ ‬بجريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭. ‬وأضافوا‭ ‬أن‭ ‬تمتيع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬بمبلغ‭ ‬يساوي‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬وجود‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬،‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نظامين‭ ‬قانونيين‭ ‬إزاء‭ ‬ذات‭ ‬الوضعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يستقيم‭ ‬قانونا‭.‬

‭  ‬تواصل‭ ‬النقاش

وبين‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬صالح‭ ‬مباركي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنظيم‭ ‬جلسات‭ ‬أخرى‭ ‬لنقاش‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وللاستماع‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وسيتم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬وعن‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بوجود‭ ‬إشكال‭ ‬قانوني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬تقترح‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬تسببها‭ ‬في‭ ‬إرباك‭ ‬عملية‭ ‬تطبيق‭ ‬مقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬صادق‭ ‬عليه‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬جويلية‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالشيك‭ ‬وهو‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها،‭ ‬فالمشكل‭ ‬المطروح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬دخلوا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التسوية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬ينطلقوا‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬وضعياتهم‭. ‬ويرى‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬تمرير‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬فإنه‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬حيف‭ ‬حيال‭ ‬من‭ ‬بادروا‭ ‬بالدخول‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التسوية‭. ‬وقال‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬إنهم‭ ‬حالوا‭ ‬في‭ ‬اللجنتين‭ ‬الاجتهاد‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬لكن‭ ‬تبين‭ ‬لاحقا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جدا‭ ‬استعجال‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نواب‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬الكتل‭ ‬وإلى‭ ‬مجموعة‭ ‬غير‭ ‬المنتمين‭ ‬إلى‭ ‬كتل‭ ‬وقد‭ ‬فكر‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬بهدف‭ ‬إعادة‭ ‬تحريك‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لأنهم‭ ‬لاحظوا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تعطيلا‭ ‬للعجلة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مرده‭ ‬تعرض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬إلى‭ ‬صعوبات‭ ‬كبيرة‭ ‬ناجمة‭ ‬بالأساس‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعلهم‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬خلاص‭ ‬ديونهم‭. ‬ولاحظ‭ ‬مباركي‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬عمل‭ ‬بشري‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬إشكاليات‭ ‬تطبيقية‭. ‬وخلص‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬فصول‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬رأي‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬ووزارة‭ ‬المالية‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬النقاش‭ ‬قد‭ ‬تتضح‭ ‬الرؤية‭ ‬أكثر‭ ‬ويتم‭ ‬تقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬النواب‭. ‬

ثلاثة‭ ‬اتجاهات‭ ‬كبرى

أما‭ ‬ممثل‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬النائب‭ ‬نزار‭ ‬الصديق،‭ ‬فبين‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تضارب‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬جعلت‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬تقرران‭ ‬إرجاء‭ ‬المرور‭ ‬للتصويت‭ ‬عليها‭ ‬وإجراء‭ ‬جلسات‭ ‬استماع‭ ‬لجهات‭ ‬أخرى‭. ‬

وفسر‭ ‬الصديق‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬نقاش‭ ‬طويل‭ ‬برزت‭ ‬ثلاثة‭ ‬اتجاهات‭ ‬كبرى‭ ‬أولها‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬يرون‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬انتظار‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬كافية‭ ‬تسمح‭ ‬بتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقييم‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬أولا،‭  ‬وتبين‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬بيّن‭ ‬محتواه‭ ‬ومقاصد‭ ‬المشرع،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬واعتبروا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القيام‭ ‬بهذا‭ ‬التقييم‭ ‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬صدور‭ ‬القانون‭. ‬

أما‭ ‬الاتجاه‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬برز‭ ‬خلال‭ ‬نقاش‭ ‬المبادرة‭ ‬داخل‭ ‬لجنتي‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬فهو‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬الصديق‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬عفو‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬83‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬المشمولين‭ ‬بقضايا‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬المعنية‭ ‬بالشيكات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬قيمتها‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭. ‬وأضاف‭ ‬الصديق‭ ‬أن‭ ‬التوجه‭ ‬الثالث‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬تناغم‭ ‬مع‭  ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬ومع‭ ‬مضامين‭ ‬المبادرة‭ ‬وقد‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬عفو‭ ‬يشمل‭ ‬أصحاب‭ ‬الشيك‭ ‬بمبلغ‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬دون‭ ‬غيرهم‭. ‬

كما‭ ‬لاحظ‭ ‬النائب‭ ‬نزار‭ ‬الصديق‭ ‬ممثل‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية،‭ ‬أن‭ ‬تضارب‭ ‬المواقف‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬نواب‭ ‬اللجنتين‭ ‬المتعهدتين‭ ‬بدراسة‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المذكور،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاستماع‭ ‬إليها،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬تمسكت‭ ‬بالتنصيص‭ ‬صلب‭ ‬المبادرة‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المستفيد‭  ‬أما‭ ‬رأي‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬في‭ ‬مضامين‭ ‬المبادرة‭ ‬فهو‭ ‬يتناقض‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬رأي‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬فيها‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ممثلي‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬أبدوا‭ ‬اعتراضا‭ ‬على‭ ‬المبادرة‭ ‬وبينوا‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬تمرير‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬القيام‭ ‬بالعفو،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ترى‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬حل‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالحة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬شاملة‭ ‬ولتخفيف‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬القضاء‭.‬

‭ ‬وبين‭ ‬الصديق‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأمثل‭ ‬وهناك‭ ‬مشاكل‭ ‬ترتبت‭ ‬عن‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المحاكم‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬البنوك‭ ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬أصدرت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬منشورا‭ ‬حول‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬فلم‭ ‬يقع‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد‭ ‬إذ‭ ‬تبين‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يلتزموا‭ ‬بتطبيق‭ ‬التعريفة‭ ‬الخاصة‭ ‬بأجرتهم‭ ‬عند‭ ‬تحرير‭ ‬التزام‭ ‬أو‭ ‬اتفاق‭ ‬الصلح‭ ‬بالوساطة‭ ‬والمحددة‭ ‬بستين‭ ‬دينارا‭ ‬وهناك‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬طلب‭ ‬مبالغ‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مائتي‭ ‬دينار‭.‬

فهذا‭ ‬القانون‭ ‬لم‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬مشكل‭ ‬الشيكات‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬تسوية‭ ‬الوضعيات‭ ‬لكن‭ ‬المشاكل‭ ‬استمرت‭ ‬لأن‭ ‬الإجراءات‭ ‬معقدة،‭ ‬ويرى‭ ‬ممثل‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الأمثل‭ ‬لذلك‭ ‬بادر‭ ‬بمعية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬بتقديم‭ ‬مقترح‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬صلاحيات‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬عفو‭ ‬عام‭ ‬لكن‭ ‬بنص‭ ‬الدستور‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬حق‭ ‬العفو‭ ‬الخاص‭.  ‬

وأكد‭ ‬النائب‭ ‬نزار‭ ‬الصديق‭ ‬أن‭ ‬مبادرته‭ ‬فيها‭ ‬ضمان‭ ‬لحقوق‭ ‬المستفيد‭ ‬وذكر‭ ‬أنها‭ ‬تضمنت‭ ‬ثلاثة‭ ‬فصول‭. ‬ونصت‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬فصلها‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬لا‭ ‬يفوق‭ ‬المبلغ‭ ‬المضمن‭ ‬به‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬قام‭ ‬بالاعتراض‭ ‬على‭ ‬خلاصة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الحالات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصل‭ ‬374‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وحررت‭ ‬في‭ ‬شأنه‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الخلاص‭ ‬قبل‭ ‬2‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭. ‬ونصت‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬المقرر‭ ‬بمقتضى‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬بحقوق‭ ‬الغير‭ ‬وخاصة‭ ‬بحقوق‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬الشيك‭ ‬ولا‭ ‬يشمل‭ ‬مصاريف‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬البنك‭ ‬المسحوب‭ ‬عليه‭ ‬ولا‭ ‬المصاريف‭ ‬القضائية‭ ‬ولو‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستخلص‭ ‬ولا‭ ‬الاستقصاء‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬ولا‭ ‬الخطية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخلاصها‭. ‬وتبقى‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للمستفيد‭ ‬قائمة‭ ‬لاستخلاص‭ ‬المبالغ‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشيك‭ ‬كاملة‭. ‬ونص‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكلف‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزير‭ ‬المالية‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬حال‭ ‬نشره‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية‭.‬

وأضاف‭ ‬الصديق‭ ‬أنه‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الماضية‭ ‬أن‭ ‬قدم‭ ‬بمعية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬مبادرة‭ ‬تشريعية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وتم‭ ‬نقاشها‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬وقع‭ ‬تمرير‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬أعدته‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬وقدمته‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭. ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬المبادرة‭ ‬الجديدة‭ ‬بالقبول‭ ‬وأن‭ ‬تتم‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬الآجال‭.‬

 

سعيدة‭ ‬بوهلال

في‭ ‬لجنتي‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭..‬جدل‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬العفو‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬

أكد‭ ‬صالح‭ ‬مباركي‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭  ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬التي‭ ‬أحالها‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬بتاريخ‭ ‬13‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬النظر‭ ‬فيها،‭ ‬أثارت‭ ‬جدلا‭ ‬كبيرا‭ ‬خلال‭ ‬نقاشها‭ ‬صلب‭ ‬اللجنتين‭. ‬وأضاف‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬أمام‭ ‬وجود‭ ‬اختلاف‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬النواب،‭ ‬فقد‭ ‬ارتأت‭ ‬اللجنتان‭ ‬مزيد‭ ‬التروي‭ ‬في‭ ‬دراستها،‭ ‬وقررتا‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬التشاور‭ ‬في‭ ‬شأنها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭.  ‬وبين‭ ‬مباركي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬تضمنت‭ ‬ثلاثة‭ ‬فصول‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬رغبة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬اقترحوها‭ ‬في‭ ‬تمريرها‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬نقاش‭ ‬مطول‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬وعن‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬والهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬استقر‭ ‬الرأي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مزيد‭ ‬تعميق‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭. ‬

وللتذكير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬20‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬اللجنتين‭ ‬انعقدت‭ ‬بقصر‭ ‬باردو،‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين،‭ ‬وتم‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الموالي‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تعميق‭ ‬النظر‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭. ‬وحسب‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عنهما،‭ ‬أوضح‭ ‬ممثلو‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬يأتي‭ ‬تماهيا‭ ‬وتناغما‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إقراره‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬والتي‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬السلبية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لتجريم‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وذلك‭ ‬بتمتيع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬لا‭ ‬يفوق‭ ‬المبلغ‭ ‬المضمن‭ ‬به‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭.‬

‭ ‬وأضافوا‭ ‬أن‭ ‬تحديد‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬العدد‭ ‬الهام‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بجرائم‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭. ‬وبيّنوا‭ ‬أن‭ ‬العفو‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬إدماج‭ ‬المنتفعين‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬الحقوق‭ ‬المالية‭ ‬للدائنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬حقوقهم‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بالدعوى‭ ‬المدنية‭ ‬لاستخلاص‭ ‬المبالغ‭ ‬المضمنة‭ ‬بالشيك،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التداعيات‭ ‬الإيجابية‭ ‬لهذا‭ ‬المقترح‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬المنشورة‭ ‬لدى‭ ‬المحاكم‭ ‬وتوجيه‭ ‬جهود‭ ‬المرفق‭ ‬القضائي‭ ‬نحو‭ ‬تكريس‭ ‬العدالة‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬عميد‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬فثمن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬اللجنتين‭ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬صدور‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها،‭ ‬الذي‭ ‬أفرز‭ ‬تطبيقه‭ ‬بعض‭ ‬الإشكاليات‭ ‬خاصة‭  ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المحاكم‭ ‬لاختلاف‭ ‬الإجراءات‭ ‬والاجتهادات،‭ ‬رغم‭ ‬تضمنّه‭ ‬عديد‭ ‬النقاط‭ ‬الإيجابية‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬تتنزل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استكمال‭ ‬تنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬تناغم‭ ‬مع‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬لسوء‭ ‬استعمال‭ ‬الشيك،‭ ‬مؤكّدا‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬المبدئي‭ ‬للهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬في‭ ‬نزع‭ ‬التجريم‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بجرائم‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭. ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬تعدّ‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬لتسوية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوضعيات‭ ‬وقدمت‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬والمقترحات‭ ‬بهدف‭ ‬تحسين‭ ‬نص‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬وتجويد‭ ‬صياغته‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ممثلي‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين،‭ ‬فبينوا‭ ‬أهمية‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لإشكاليات‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد،‭ ‬وأشاروا‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يترتب‭ ‬عن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬مساس‭ ‬بمبدإ‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬المتقاضين‭ ‬وذلك‭ ‬لتعلقه‭ ‬بفئة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬المساجين‭ ‬أو‭ ‬الموقوفين‭ ‬الذين‭ ‬أصدروا‭ ‬شيكات‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬يساوي‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬مبلغها‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬لعدم‭ ‬تنصيصه‭ ‬على‭ ‬شرط‭ ‬خلاص‭ ‬الدين‭ ‬حماية‭ ‬لحقوق‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬اقتضته‭ ‬أحكام‭  ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬10‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭. ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬تعميم‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مصدري‭ ‬الشيكات‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬مبلغها‭ ‬وعلى‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬تعلقت‭ ‬بهم‭ ‬قضايا‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بجريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬بخلاص‭ ‬أصل‭ ‬مبلغ‭ ‬الشيك‭ ‬وتخلفوا‭ ‬عن‭ ‬خلاص‭ ‬الخطايا،‭ ‬أو‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بمقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المتعلق‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬تطرق‭ ‬ممثلو‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬في‭ ‬مداخلتهم‭ ‬إلى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬والمتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها،‭ ‬وبينوا‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬وفق‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬تراعي‭ ‬مصالح‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬وتضمن‭ ‬حقوقهم‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬عبر‭ ‬تنقية‭ ‬المعاملات‭ ‬المالية‭ ‬باستخدام‭ ‬الشيك‭ ‬وتطويرها‭. ‬وبخصوص‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصد‭ ‬أشار‭ ‬ممثلو‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحقّق‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬حقوق‭ ‬الطرفين‭ ‬ولم‭ ‬يوفر‭ ‬الضمانات‭ ‬الكافية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تمكين‭ ‬الدائن‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬استيفاء‭ ‬دينه‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التنصيص‭ ‬عليه‭ ‬ضمن‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬10‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬المتعلق‭ ‬بجريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭. ‬وأضافوا‭ ‬أن‭ ‬تمتيع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬بمبلغ‭ ‬يساوي‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬وجود‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬،‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نظامين‭ ‬قانونيين‭ ‬إزاء‭ ‬ذات‭ ‬الوضعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يستقيم‭ ‬قانونا‭.‬

‭  ‬تواصل‭ ‬النقاش

وبين‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬صالح‭ ‬مباركي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنظيم‭ ‬جلسات‭ ‬أخرى‭ ‬لنقاش‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وللاستماع‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وسيتم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬وعن‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بوجود‭ ‬إشكال‭ ‬قانوني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬تقترح‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬تسببها‭ ‬في‭ ‬إرباك‭ ‬عملية‭ ‬تطبيق‭ ‬مقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬صادق‭ ‬عليه‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬جويلية‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالشيك‭ ‬وهو‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها،‭ ‬فالمشكل‭ ‬المطروح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬دخلوا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التسوية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬ينطلقوا‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬وضعياتهم‭. ‬ويرى‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬تمرير‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬فإنه‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬حيف‭ ‬حيال‭ ‬من‭ ‬بادروا‭ ‬بالدخول‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التسوية‭. ‬وقال‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬إنهم‭ ‬حالوا‭ ‬في‭ ‬اللجنتين‭ ‬الاجتهاد‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬لكن‭ ‬تبين‭ ‬لاحقا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جدا‭ ‬استعجال‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نواب‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬الكتل‭ ‬وإلى‭ ‬مجموعة‭ ‬غير‭ ‬المنتمين‭ ‬إلى‭ ‬كتل‭ ‬وقد‭ ‬فكر‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬بهدف‭ ‬إعادة‭ ‬تحريك‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لأنهم‭ ‬لاحظوا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تعطيلا‭ ‬للعجلة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مرده‭ ‬تعرض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬إلى‭ ‬صعوبات‭ ‬كبيرة‭ ‬ناجمة‭ ‬بالأساس‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعلهم‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬خلاص‭ ‬ديونهم‭. ‬ولاحظ‭ ‬مباركي‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬عمل‭ ‬بشري‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬إشكاليات‭ ‬تطبيقية‭. ‬وخلص‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬فصول‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬رأي‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬ووزارة‭ ‬المالية‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬النقاش‭ ‬قد‭ ‬تتضح‭ ‬الرؤية‭ ‬أكثر‭ ‬ويتم‭ ‬تقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬النواب‭. ‬

ثلاثة‭ ‬اتجاهات‭ ‬كبرى

أما‭ ‬ممثل‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬النائب‭ ‬نزار‭ ‬الصديق،‭ ‬فبين‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تضارب‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬جعلت‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬تقرران‭ ‬إرجاء‭ ‬المرور‭ ‬للتصويت‭ ‬عليها‭ ‬وإجراء‭ ‬جلسات‭ ‬استماع‭ ‬لجهات‭ ‬أخرى‭. ‬

وفسر‭ ‬الصديق‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬نقاش‭ ‬طويل‭ ‬برزت‭ ‬ثلاثة‭ ‬اتجاهات‭ ‬كبرى‭ ‬أولها‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬يرون‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬انتظار‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬كافية‭ ‬تسمح‭ ‬بتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقييم‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬أولا،‭  ‬وتبين‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬بيّن‭ ‬محتواه‭ ‬ومقاصد‭ ‬المشرع،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬واعتبروا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القيام‭ ‬بهذا‭ ‬التقييم‭ ‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬صدور‭ ‬القانون‭. ‬

أما‭ ‬الاتجاه‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬برز‭ ‬خلال‭ ‬نقاش‭ ‬المبادرة‭ ‬داخل‭ ‬لجنتي‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬فهو‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬الصديق‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬عفو‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬83‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬المشمولين‭ ‬بقضايا‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬المعنية‭ ‬بالشيكات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬قيمتها‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭. ‬وأضاف‭ ‬الصديق‭ ‬أن‭ ‬التوجه‭ ‬الثالث‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬تناغم‭ ‬مع‭  ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬ومع‭ ‬مضامين‭ ‬المبادرة‭ ‬وقد‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬عفو‭ ‬يشمل‭ ‬أصحاب‭ ‬الشيك‭ ‬بمبلغ‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬دون‭ ‬غيرهم‭. ‬

كما‭ ‬لاحظ‭ ‬النائب‭ ‬نزار‭ ‬الصديق‭ ‬ممثل‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية،‭ ‬أن‭ ‬تضارب‭ ‬المواقف‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬نواب‭ ‬اللجنتين‭ ‬المتعهدتين‭ ‬بدراسة‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المذكور،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاستماع‭ ‬إليها،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬تمسكت‭ ‬بالتنصيص‭ ‬صلب‭ ‬المبادرة‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المستفيد‭  ‬أما‭ ‬رأي‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬في‭ ‬مضامين‭ ‬المبادرة‭ ‬فهو‭ ‬يتناقض‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬رأي‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬فيها‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ممثلي‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬أبدوا‭ ‬اعتراضا‭ ‬على‭ ‬المبادرة‭ ‬وبينوا‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬تمرير‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬القيام‭ ‬بالعفو،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ترى‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬حل‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالحة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬شاملة‭ ‬ولتخفيف‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬القضاء‭.‬

‭ ‬وبين‭ ‬الصديق‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأمثل‭ ‬وهناك‭ ‬مشاكل‭ ‬ترتبت‭ ‬عن‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المحاكم‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬البنوك‭ ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬أصدرت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬منشورا‭ ‬حول‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬فلم‭ ‬يقع‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد‭ ‬إذ‭ ‬تبين‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يلتزموا‭ ‬بتطبيق‭ ‬التعريفة‭ ‬الخاصة‭ ‬بأجرتهم‭ ‬عند‭ ‬تحرير‭ ‬التزام‭ ‬أو‭ ‬اتفاق‭ ‬الصلح‭ ‬بالوساطة‭ ‬والمحددة‭ ‬بستين‭ ‬دينارا‭ ‬وهناك‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬طلب‭ ‬مبالغ‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مائتي‭ ‬دينار‭.‬

فهذا‭ ‬القانون‭ ‬لم‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬مشكل‭ ‬الشيكات‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬تسوية‭ ‬الوضعيات‭ ‬لكن‭ ‬المشاكل‭ ‬استمرت‭ ‬لأن‭ ‬الإجراءات‭ ‬معقدة،‭ ‬ويرى‭ ‬ممثل‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الأمثل‭ ‬لذلك‭ ‬بادر‭ ‬بمعية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬بتقديم‭ ‬مقترح‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬صلاحيات‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬عفو‭ ‬عام‭ ‬لكن‭ ‬بنص‭ ‬الدستور‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬حق‭ ‬العفو‭ ‬الخاص‭.  ‬

وأكد‭ ‬النائب‭ ‬نزار‭ ‬الصديق‭ ‬أن‭ ‬مبادرته‭ ‬فيها‭ ‬ضمان‭ ‬لحقوق‭ ‬المستفيد‭ ‬وذكر‭ ‬أنها‭ ‬تضمنت‭ ‬ثلاثة‭ ‬فصول‭. ‬ونصت‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬فصلها‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬لا‭ ‬يفوق‭ ‬المبلغ‭ ‬المضمن‭ ‬به‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬قام‭ ‬بالاعتراض‭ ‬على‭ ‬خلاصة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الحالات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصل‭ ‬374‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وحررت‭ ‬في‭ ‬شأنه‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الخلاص‭ ‬قبل‭ ‬2‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭. ‬ونصت‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬المقرر‭ ‬بمقتضى‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬بحقوق‭ ‬الغير‭ ‬وخاصة‭ ‬بحقوق‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬الشيك‭ ‬ولا‭ ‬يشمل‭ ‬مصاريف‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬البنك‭ ‬المسحوب‭ ‬عليه‭ ‬ولا‭ ‬المصاريف‭ ‬القضائية‭ ‬ولو‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستخلص‭ ‬ولا‭ ‬الاستقصاء‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬ولا‭ ‬الخطية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخلاصها‭. ‬وتبقى‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للمستفيد‭ ‬قائمة‭ ‬لاستخلاص‭ ‬المبالغ‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشيك‭ ‬كاملة‭. ‬ونص‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكلف‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزير‭ ‬المالية‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬حال‭ ‬نشره‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية‭.‬

وأضاف‭ ‬الصديق‭ ‬أنه‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الماضية‭ ‬أن‭ ‬قدم‭ ‬بمعية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬مبادرة‭ ‬تشريعية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬وتم‭ ‬نقاشها‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬وقع‭ ‬تمرير‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬أعدته‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬وقدمته‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭. ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬المبادرة‭ ‬الجديدة‭ ‬بالقبول‭ ‬وأن‭ ‬تتم‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬الآجال‭.‬

 

سعيدة‭ ‬بوهلال