إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مع‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان..‭ ‬ التونسي‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬مع‭ ‬سلوك "اللهفة"

 

كان‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬كالعادة‭ ‬مع‭ ‬سلوك‭ ‬اللّهفة‭ ‬وطوابير‭ ‬الانتظار‭ ‬في‭ ‬اليومين‭ ‬الأخيرين‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬وحتى‭ ‬ليلة‭ ‬الجمعة‭ ‬وإثر‭ ‬إعلان‭ ‬مفتى‭ ‬الجمهورية‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم،‭ ‬شهدت‭ ‬عديد‭ ‬المحلات‭ ‬التجاريةّ،‭ ‬لاسيما‭ ‬تلك‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬الحلويات‭ ‬ولوازم‭ ‬السحور،‭ ‬اكتظاظا‭ ‬استمر‭ ‬لوقت‭ ‬متأخر‭.‬

لا‭ ‬مفاجأة‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬للتونسي‭ ‬مع‭ ‬تكررها‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬المواسم‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬لكن‭ ‬قد‭ ‬يطرح‭ ‬التساؤل‭ ‬بشأن‭ ‬استمرار‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬النسق‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬ذاته‭ ‬رغم‭ ‬تنامي‭ ‬الصعوبات‭ ‬المعيشية‭ ‬وضغط‭ ‬الأوضاع‭ ‬المالية‭ ‬وتدهور‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإشكال‭ ‬يطرح‭ ‬بحدة‭ ‬أكثر‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬لاقترانه‭ ‬مع‭ ‬معضلة‭ ‬أكبر‭ ‬وهي‭ ‬سلوك‭ ‬التبذير‭.‬

يؤكد‭ ‬هنا‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬علي‭ ‬عبعاب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬يبذر‭ ‬17‭ ‬دينارا‭ ‬شهريا‭ ‬وأن‭ ‬الغذاء‭ ‬يمثل‭ ‬30‭ % ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬التونسي‭ ‬يبذر‭ ‬منها‭ ‬يوميا‭ ‬12‭ % ‬حيث‭ ‬يبلغ‭ ‬الخبز‭ ‬معدل‭ ‬إهدار‭ ‬يساوي‭ ‬15‭.‬7‭ % ‬من‭ ‬إنتاجه‭ ‬و10‭.‬2‭ % ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬الحبوب‭ ‬و6‭.‬5‭ % ‬في‭ ‬الخضروات‭ ‬و4‭.‬2‭ % ‬من‭ ‬الغلال‭ ‬و2‭.‬3‭ % ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬الألبان‭ ‬و1‭.‬9‭ %‬من‭ ‬اللحوم‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬عبعاب‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬أعلامي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬تدعم‭ ‬الحبوب‭ ‬وتستوردها‭ ‬بالعملة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الصعبة‭ ‬ويتم‭ ‬إهدار‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬منها‭ ‬و22‭ % ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬المخصص‭ ‬للدقيق‭ ‬لصنع‭ ‬الخبز‭ ‬يتم‭ ‬إتلافه‭ ‬وأن‭ ‬الخبز‭ ‬المهدور‭ ‬يكلف‭ ‬حوالي‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬للمجموعة‭ ‬الوطنية‭ ‬أي‭ ‬حوالي‭ ‬22‭ % ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬الدعم‭ ‬للدقيق‭ ‬المقدرة‭ ‬بـ450‭ ‬مليون‭ ‬دينار‮»‬‭.‬

مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬استهلاك‭ ‬التونسي‭ ‬يزيد‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬معدلات‭ ‬التبذير‭ ‬الغذائي‭ ‬تزيد‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬‮»‬‭. ‬

يؤكد‭ ‬المختصون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإشكاليات‭ ‬يجب‭ ‬حلها‭ ‬في‭ ‬السلسلة‭ ‬الغذائية‭ ‬بتغيير‭ ‬سلوكيات‭ ‬الاستهلاك‭ ‬للتونسي‭. ‬وشددوا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬ترشيد‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والتسوق‭ ‬بذكاء‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭. ‬كما‭ ‬تتم‭ ‬دعوة‭ ‬المستهلك‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬اللّهفة‭ ‬وعدم‭ ‬الانسياق‭ ‬وراء‭ ‬التخفيضات،‭ ‬مع‭ ‬التنبيه‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تجنب‭ ‬التبذير‭ ‬وتجنب‭ ‬إهدار‭ ‬الطعام‭ ‬وإتباع‭ ‬وسائل‭ ‬وطرق‭ ‬لحفظ‭ ‬المأكولات‭ ‬وإعادة‭ ‬طبخ‭ ‬الغذاء‭ ‬المتبقي‭.‬

لكن‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬تظل‭ ‬الأرقام‭ ‬مفزعة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالسلوك‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬للتونسي‭ ‬إذ‭ ‬تشير‭ ‬إحصائيات‭ ‬سابقة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ثُلثي‭ ‬الأكلات‭ ‬المطبوخة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬تشهد‭ ‬تبذيرا،‭ ‬وأن‭ ‬نسبة‭ ‬التبذير‭ ‬في‭ ‬الخبز‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬45‭ ‬و46‭ ‬بالمائة‭ ‬وتصل‭ ‬نسبة‭ ‬التبذير‭ ‬في‭ ‬الغلال‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬بالمائة‭.‬

كما‭ ‬احتلت‭ ‬تونس‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬كأعلى‭ ‬معدل‭ ‬إهدار‭ ‬غذائي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المغاربي‭ ‬والثاني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬بمعدل‭ ‬172‭ ‬كلغ‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬المهدور‭ ‬سنويا‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬تقرير‭ ‬مؤشر‭ ‬هدر‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭.‬

ويمثل‭ ‬التبذير‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬5‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬نفقات‭ ‬الغذاء‭ ‬للأسرة‭ ‬التونسية‭ ‬وقدر‭ ‬بـ910‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬سنة‭ ‬2021،‭ ‬حسب‭ ‬مدير‭ ‬الدراسات‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للإحصاء‭.‬

أمام‭ ‬هذه‭ ‬الإحصائيات‭ ‬المفزعة‭ ‬حول‭ ‬السلوك‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬للتونسي‭ ‬أعلن‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للاستهلاك‭ ‬شكري‭ ‬رجب‭ ‬عن‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التبذير‭ ‬الغذائي‭ ‬سترى‭ ‬النور‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬وذلك‭ ‬ببادرة‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الوزارات‭ ‬المعنية‭ (‬التجارة‭ ‬والفلاحة‭ ‬والصناعة‭).‬

وقال‭ ‬رجب،‭ ‬خلال‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬اليوم‭  ‬الإعلامي‭ ‬المنتظم‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬حول‭ ‬“التبذير‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬تونس‭: ‬الرهانات‭ ‬والحلول‭ ‬والإجراءات‭ ‬الجماعية”،‭ ‬أن‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬‮«‬الوطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التبذير‭ ‬الغذائي‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬التحسيس‭ ‬بتأثير‭ ‬التبذير‭ ‬على‭ ‬المخططات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬وبضرورة‭ ‬انخراط‭ ‬كل‭ ‬الاطراف‭ ‬الفاعلة،‭ ‬من‭ ‬مستهلكين‭ ‬وصناعيين‭ ‬وفنادق‭ ‬ومطاعم‭ ‬ومجتمع‭ ‬مدني،‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭. ‬كما‭ ‬تقوم‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬على‭ ‬إدماج‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التبذير‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬وعلى‭ ‬وضع‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬المناسب‭ ‬لها‮»‬‭.‬

م‭.‬ي

مع‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان..‭ ‬ التونسي‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬مع‭ ‬سلوك "اللهفة"

 

كان‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬كالعادة‭ ‬مع‭ ‬سلوك‭ ‬اللّهفة‭ ‬وطوابير‭ ‬الانتظار‭ ‬في‭ ‬اليومين‭ ‬الأخيرين‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬وحتى‭ ‬ليلة‭ ‬الجمعة‭ ‬وإثر‭ ‬إعلان‭ ‬مفتى‭ ‬الجمهورية‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم،‭ ‬شهدت‭ ‬عديد‭ ‬المحلات‭ ‬التجاريةّ،‭ ‬لاسيما‭ ‬تلك‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬الحلويات‭ ‬ولوازم‭ ‬السحور،‭ ‬اكتظاظا‭ ‬استمر‭ ‬لوقت‭ ‬متأخر‭.‬

لا‭ ‬مفاجأة‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬للتونسي‭ ‬مع‭ ‬تكررها‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬المواسم‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬لكن‭ ‬قد‭ ‬يطرح‭ ‬التساؤل‭ ‬بشأن‭ ‬استمرار‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬النسق‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬ذاته‭ ‬رغم‭ ‬تنامي‭ ‬الصعوبات‭ ‬المعيشية‭ ‬وضغط‭ ‬الأوضاع‭ ‬المالية‭ ‬وتدهور‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإشكال‭ ‬يطرح‭ ‬بحدة‭ ‬أكثر‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬لاقترانه‭ ‬مع‭ ‬معضلة‭ ‬أكبر‭ ‬وهي‭ ‬سلوك‭ ‬التبذير‭.‬

يؤكد‭ ‬هنا‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬علي‭ ‬عبعاب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬يبذر‭ ‬17‭ ‬دينارا‭ ‬شهريا‭ ‬وأن‭ ‬الغذاء‭ ‬يمثل‭ ‬30‭ % ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬التونسي‭ ‬يبذر‭ ‬منها‭ ‬يوميا‭ ‬12‭ % ‬حيث‭ ‬يبلغ‭ ‬الخبز‭ ‬معدل‭ ‬إهدار‭ ‬يساوي‭ ‬15‭.‬7‭ % ‬من‭ ‬إنتاجه‭ ‬و10‭.‬2‭ % ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬الحبوب‭ ‬و6‭.‬5‭ % ‬في‭ ‬الخضروات‭ ‬و4‭.‬2‭ % ‬من‭ ‬الغلال‭ ‬و2‭.‬3‭ % ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬الألبان‭ ‬و1‭.‬9‭ %‬من‭ ‬اللحوم‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬عبعاب‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬أعلامي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬تدعم‭ ‬الحبوب‭ ‬وتستوردها‭ ‬بالعملة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الصعبة‭ ‬ويتم‭ ‬إهدار‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬منها‭ ‬و22‭ % ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬المخصص‭ ‬للدقيق‭ ‬لصنع‭ ‬الخبز‭ ‬يتم‭ ‬إتلافه‭ ‬وأن‭ ‬الخبز‭ ‬المهدور‭ ‬يكلف‭ ‬حوالي‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬للمجموعة‭ ‬الوطنية‭ ‬أي‭ ‬حوالي‭ ‬22‭ % ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬الدعم‭ ‬للدقيق‭ ‬المقدرة‭ ‬بـ450‭ ‬مليون‭ ‬دينار‮»‬‭.‬

مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬استهلاك‭ ‬التونسي‭ ‬يزيد‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬معدلات‭ ‬التبذير‭ ‬الغذائي‭ ‬تزيد‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬‮»‬‭. ‬

يؤكد‭ ‬المختصون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإشكاليات‭ ‬يجب‭ ‬حلها‭ ‬في‭ ‬السلسلة‭ ‬الغذائية‭ ‬بتغيير‭ ‬سلوكيات‭ ‬الاستهلاك‭ ‬للتونسي‭. ‬وشددوا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬ترشيد‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والتسوق‭ ‬بذكاء‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭. ‬كما‭ ‬تتم‭ ‬دعوة‭ ‬المستهلك‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬اللّهفة‭ ‬وعدم‭ ‬الانسياق‭ ‬وراء‭ ‬التخفيضات،‭ ‬مع‭ ‬التنبيه‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تجنب‭ ‬التبذير‭ ‬وتجنب‭ ‬إهدار‭ ‬الطعام‭ ‬وإتباع‭ ‬وسائل‭ ‬وطرق‭ ‬لحفظ‭ ‬المأكولات‭ ‬وإعادة‭ ‬طبخ‭ ‬الغذاء‭ ‬المتبقي‭.‬

لكن‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬تظل‭ ‬الأرقام‭ ‬مفزعة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالسلوك‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬للتونسي‭ ‬إذ‭ ‬تشير‭ ‬إحصائيات‭ ‬سابقة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ثُلثي‭ ‬الأكلات‭ ‬المطبوخة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬تشهد‭ ‬تبذيرا،‭ ‬وأن‭ ‬نسبة‭ ‬التبذير‭ ‬في‭ ‬الخبز‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬45‭ ‬و46‭ ‬بالمائة‭ ‬وتصل‭ ‬نسبة‭ ‬التبذير‭ ‬في‭ ‬الغلال‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬بالمائة‭.‬

كما‭ ‬احتلت‭ ‬تونس‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬كأعلى‭ ‬معدل‭ ‬إهدار‭ ‬غذائي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المغاربي‭ ‬والثاني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬بمعدل‭ ‬172‭ ‬كلغ‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬المهدور‭ ‬سنويا‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬تقرير‭ ‬مؤشر‭ ‬هدر‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭.‬

ويمثل‭ ‬التبذير‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬5‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬نفقات‭ ‬الغذاء‭ ‬للأسرة‭ ‬التونسية‭ ‬وقدر‭ ‬بـ910‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬سنة‭ ‬2021،‭ ‬حسب‭ ‬مدير‭ ‬الدراسات‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للإحصاء‭.‬

أمام‭ ‬هذه‭ ‬الإحصائيات‭ ‬المفزعة‭ ‬حول‭ ‬السلوك‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬للتونسي‭ ‬أعلن‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للاستهلاك‭ ‬شكري‭ ‬رجب‭ ‬عن‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التبذير‭ ‬الغذائي‭ ‬سترى‭ ‬النور‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬وذلك‭ ‬ببادرة‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الوزارات‭ ‬المعنية‭ (‬التجارة‭ ‬والفلاحة‭ ‬والصناعة‭).‬

وقال‭ ‬رجب،‭ ‬خلال‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬اليوم‭  ‬الإعلامي‭ ‬المنتظم‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬حول‭ ‬“التبذير‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬تونس‭: ‬الرهانات‭ ‬والحلول‭ ‬والإجراءات‭ ‬الجماعية”،‭ ‬أن‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬‮«‬الوطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التبذير‭ ‬الغذائي‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬التحسيس‭ ‬بتأثير‭ ‬التبذير‭ ‬على‭ ‬المخططات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬وبضرورة‭ ‬انخراط‭ ‬كل‭ ‬الاطراف‭ ‬الفاعلة،‭ ‬من‭ ‬مستهلكين‭ ‬وصناعيين‭ ‬وفنادق‭ ‬ومطاعم‭ ‬ومجتمع‭ ‬مدني،‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭. ‬كما‭ ‬تقوم‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬على‭ ‬إدماج‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التبذير‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬وعلى‭ ‬وضع‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬المناسب‭ ‬لها‮»‬‭.‬

م‭.‬ي