التغيرات المناخية، الانجراف البحري، حرب غزة ولبنان المشاكل البيئية هي أبرز تحديات القطاع السياحي بدول حوض البحر الأبيض المتوسط التي استعرضها المشاركون في المنتدى السادس والعشرين لـ"حقائق" المنتظم لمدة 3 أيام والذي سيختتم اليوم الجمعة 29 نوفمبر تحت عنوان "التحديات والاتجاهات الجديدة في قطاع السياحة في البحر الأبيض المتوسط ". منتدى حضره عدد هام من المسؤولين الحكوميين وممثلي الهيئات والمنظمات الدولية التي تعنى بالقطاع السياحي في حوض المتوسط بالإضافة إلى الهياكل المشرفة على القطاع والمهنيين.
مشاركون اعتبروا أن من ابرز تحديات السياحة في تونس تؤخر تفعيل تونس لاتفاق "السماء المفتوحة" الذي يؤثر بشدة على أداء وعائدات القطاع السياحي.
توافق تام مع سياسة الدولة
وحول محور المنتدى صرحت وحيدة جعيط، مكلفة بمأمورية بوزارة السياحة ممثلة عن وزير السياحة، لـ"الصباح"، أن محور المنتدى يتنزل في صلب الإستراتيجية الوطنية للنهوض بالسياحة التونسية، مبينة ان الوزارة تعمل على جملة من المحاور المهمة في تشارك مع القطاع الخاص وكل الجهات المعنية بالقطاع السياحي في بلادنا وذلك وفق تمش وتوافق تام مع سياسة الدولة.
واعتبرت أن من أهم المحاور التي تعمل عليها الوزارة، هو تنويع المنتوج السياحي على اعتبار أن السائح تغير حيث أصبح يتوق إلى تجربة فريدة من نوعها، مشيرة إلى أنه وبالإضافة إلى السياحة الشاطئية بات السائح يسعى لاكتشاف الحضارة التونسية والعادات والتقاليد في مختلف الجهات مع الإطلاع على تاريخ تونس عبر زيارة المواقع الأثرية.
ماذا عن الإقامات الجبلية؟
واعتبرت المكلفة بمهمة بوزارة السياحة أن الإقامات الجبلية باتت تمثل محور اهتمام السائح التونسي والأجنبي على حد السواء وهو ما استدعى مراجعة كراس الشروط الخاصة بهذا القطاع والتي من المنتظر أن ترى النور في القريب العاجل، وفق تأكيدها.
وشددت على أن الاستثمار في هذا المجال بات يشهد إقبالا من طرف الشباب وهي كراس شروط تحفز على الاستثمار مع التشديد على أن يكون المنتوج ممتازا على مستوى الجودة ويتماشى مع طلبات السائح الذي أصبح متطلبا أكثر من ذي قلب.
وعي بدعم الاستثمار
وكشفت وحيدة جعيط المكلفة بمأمورية بوزارة السياحة أن وزارة السياحة واعية تماما بأهمية دفع الاستثمار في القطاع السياحي الذي يتماشى مع سياسة الدولة من خلال تسهيل الإجراءات بما يمكن المستثمر من الاستثمار في كل مناطق البلاد سواء كان المستثمر تونسي أو أجنبي.
واعتبرت أن الجودة هي أحد أهم المعايير المستدامة التي يجب أن يقوم عليها المنتوج السياحي وهي أبرز المحاور التي تسعى الوزارة لتكريسها وتعد من بين أبرز تحديات القطاع التي يطرحها منتدى "حقائق" بالإضافة إلى تحديات التغيرات المناخية والتلوث.
وأكدت أن مجابهة هذه التحديات تتنزل في إطار سياسة الدولة التي وضعت إستراتيجية ومشاريع قطاعية انخرطت فيها وزارة السياحة بما يجعل أي سياسة أو مشروع في توافق تام مع سياسة الدولة حتى تضمن السياحة تموقعها في المنتوج السياحي المتوسطي وهذا يتطلب منتوجا مستداما وذا مردودية اقتصادية، وفق تأكيدها.
لبنة أساسية
وشددت المكلفة بمأمورية بوزارة السياحة أن الذكاء الاصطناعي بات لبنة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في رسم السياسات والإستراتجية الاتصالية، مبينة أن الوزارة وضعت إستراتجية رقمية متكاملة وهي اليوم بصدد التجسيم على أرض الواقع من أجل الترويج للسياحة الوطنية داخليا وخارجيا.
ومن جانبه اعتبر "توم شواندان" رئيس بعثة التعاون الأوروبي في تونس أن من أهم تحديات السياحة في تونس تفعيل اتفاقية "السماء المفتوحة" التي من شأنها المساهمة في جلب أكبر عدد ممكن من السياح لا الأوروبيين فقط بل ومن مختلف دول العالم.
واعتبر أن "الكرة اليوم في ملعب السلطات التونسية لتفعيل اتفاقية السماء المفتوحة" مشيرا إلى أن وضع الخطوط التونسية المالي والمشاكل التي تعاني منها الشركة هي من أبرز العقبات أمام تفعيل الاتفاقية.
هذا الجانب تطرق له أيضا الطيب الزهار رئيس المنتدى الدولي لـ"حقائق" في نسخته 26 حيث أفاد لـ"الصباح" أن هناك تعاقدات بين تونس والاتحاد الأوروبي حول "السماء المفتوحة" وهو اتفاق معطل خوفا من تداعياته على الخطوط التونسية التي قد تكون غير قادرة على مجابهة المنافسة القوية من قبل شركات الطيران الأوروبية، مردفا بالقول، إن هذا التفكير مشروع. إلا أن الزهار استدرك معددا فوائد تنفيذ اتفاقية "السماء المفتوحة" القادرة على خلق أكثر من 100 ألف موطن شغل في غضون 10 سنوات، وهذا مهم جدا، وفق تأكيده.
وأضاف "أن الاتفاقية ستمكن تونس من جلب عدد كبير من السياح وهذا سيصب في مصلحة بلادنا التي ستصبح قادرة بفضل عائدات القطاع على النهوض بالخطوط التونسية وإصلاحها حتى تكون قادرة على منافسة كبرى شركات الطيران".
وبين أن أحد الحلول التي من شأنها المساعدة على تنفيذ الاتفاقية المذكور تركيز عمل الخطوط التونسية بمطار تونس قرطاج في ما تفتح باقي المطارات لاستقبال رحلات شركات الطيران الأوروبية والعالمية ما سيخلق حركية سياحية واقتصادية في بلادنا من الشمال إلى الجنوب.
تحديات طبيعية
وعن تحديات القطاع السياحي في تونس ودول البحر الأبيض المتوسط اعتبر هادي حمدي مستشارا في السياحة والنقل الجوي في تصريح لـ"الصباح" أن الوقت قد حان لإطلاق صافرة الإنذار على خلفية تواصل ارتفاع منسوب مياه البحر نتيجة لارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية ما أدى إلى تآكل الشواطئ إذ يواصل البحر التقدم على حساب الشواطئ واليابسة، مؤكدا أن تونس من الدول المعنية بهذا الخطر خاصة وأنها من الوجهات البحرية بامتياز وهو ما يمثل خطرا على مستقبل القطاع بصفة عامة لأنه ركيزة قطاع سياحة الشواطئ والنزل الساحلية.
وشدد المستشار في السياحة والنقل الجوي أنه من الأكيد الانطلاق فورا في التفكير في مستقبل الأجيال القادمة خاصة وأن عديد المناطق السياحة على غرار المنطقة السياحية ببنزرت وصقانص بالمنستير وجربة والحمامات، وقرقنة سيكون 20 % من المنطقة مهددا بالانجراف البحري.
وأكد أن الدولة قادرة على العمل على هذا الملف الخطير لحماية شواطئنا من ما يعرف بالانجراف البحري اي تآكل السواحل التونسية التي غمرتها مياه البحر.
حنان قيراط
تونس- الصباح
التغيرات المناخية، الانجراف البحري، حرب غزة ولبنان المشاكل البيئية هي أبرز تحديات القطاع السياحي بدول حوض البحر الأبيض المتوسط التي استعرضها المشاركون في المنتدى السادس والعشرين لـ"حقائق" المنتظم لمدة 3 أيام والذي سيختتم اليوم الجمعة 29 نوفمبر تحت عنوان "التحديات والاتجاهات الجديدة في قطاع السياحة في البحر الأبيض المتوسط ". منتدى حضره عدد هام من المسؤولين الحكوميين وممثلي الهيئات والمنظمات الدولية التي تعنى بالقطاع السياحي في حوض المتوسط بالإضافة إلى الهياكل المشرفة على القطاع والمهنيين.
مشاركون اعتبروا أن من ابرز تحديات السياحة في تونس تؤخر تفعيل تونس لاتفاق "السماء المفتوحة" الذي يؤثر بشدة على أداء وعائدات القطاع السياحي.
توافق تام مع سياسة الدولة
وحول محور المنتدى صرحت وحيدة جعيط، مكلفة بمأمورية بوزارة السياحة ممثلة عن وزير السياحة، لـ"الصباح"، أن محور المنتدى يتنزل في صلب الإستراتيجية الوطنية للنهوض بالسياحة التونسية، مبينة ان الوزارة تعمل على جملة من المحاور المهمة في تشارك مع القطاع الخاص وكل الجهات المعنية بالقطاع السياحي في بلادنا وذلك وفق تمش وتوافق تام مع سياسة الدولة.
واعتبرت أن من أهم المحاور التي تعمل عليها الوزارة، هو تنويع المنتوج السياحي على اعتبار أن السائح تغير حيث أصبح يتوق إلى تجربة فريدة من نوعها، مشيرة إلى أنه وبالإضافة إلى السياحة الشاطئية بات السائح يسعى لاكتشاف الحضارة التونسية والعادات والتقاليد في مختلف الجهات مع الإطلاع على تاريخ تونس عبر زيارة المواقع الأثرية.
ماذا عن الإقامات الجبلية؟
واعتبرت المكلفة بمهمة بوزارة السياحة أن الإقامات الجبلية باتت تمثل محور اهتمام السائح التونسي والأجنبي على حد السواء وهو ما استدعى مراجعة كراس الشروط الخاصة بهذا القطاع والتي من المنتظر أن ترى النور في القريب العاجل، وفق تأكيدها.
وشددت على أن الاستثمار في هذا المجال بات يشهد إقبالا من طرف الشباب وهي كراس شروط تحفز على الاستثمار مع التشديد على أن يكون المنتوج ممتازا على مستوى الجودة ويتماشى مع طلبات السائح الذي أصبح متطلبا أكثر من ذي قلب.
وعي بدعم الاستثمار
وكشفت وحيدة جعيط المكلفة بمأمورية بوزارة السياحة أن وزارة السياحة واعية تماما بأهمية دفع الاستثمار في القطاع السياحي الذي يتماشى مع سياسة الدولة من خلال تسهيل الإجراءات بما يمكن المستثمر من الاستثمار في كل مناطق البلاد سواء كان المستثمر تونسي أو أجنبي.
واعتبرت أن الجودة هي أحد أهم المعايير المستدامة التي يجب أن يقوم عليها المنتوج السياحي وهي أبرز المحاور التي تسعى الوزارة لتكريسها وتعد من بين أبرز تحديات القطاع التي يطرحها منتدى "حقائق" بالإضافة إلى تحديات التغيرات المناخية والتلوث.
وأكدت أن مجابهة هذه التحديات تتنزل في إطار سياسة الدولة التي وضعت إستراتيجية ومشاريع قطاعية انخرطت فيها وزارة السياحة بما يجعل أي سياسة أو مشروع في توافق تام مع سياسة الدولة حتى تضمن السياحة تموقعها في المنتوج السياحي المتوسطي وهذا يتطلب منتوجا مستداما وذا مردودية اقتصادية، وفق تأكيدها.
لبنة أساسية
وشددت المكلفة بمأمورية بوزارة السياحة أن الذكاء الاصطناعي بات لبنة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في رسم السياسات والإستراتجية الاتصالية، مبينة أن الوزارة وضعت إستراتجية رقمية متكاملة وهي اليوم بصدد التجسيم على أرض الواقع من أجل الترويج للسياحة الوطنية داخليا وخارجيا.
ومن جانبه اعتبر "توم شواندان" رئيس بعثة التعاون الأوروبي في تونس أن من أهم تحديات السياحة في تونس تفعيل اتفاقية "السماء المفتوحة" التي من شأنها المساهمة في جلب أكبر عدد ممكن من السياح لا الأوروبيين فقط بل ومن مختلف دول العالم.
واعتبر أن "الكرة اليوم في ملعب السلطات التونسية لتفعيل اتفاقية السماء المفتوحة" مشيرا إلى أن وضع الخطوط التونسية المالي والمشاكل التي تعاني منها الشركة هي من أبرز العقبات أمام تفعيل الاتفاقية.
هذا الجانب تطرق له أيضا الطيب الزهار رئيس المنتدى الدولي لـ"حقائق" في نسخته 26 حيث أفاد لـ"الصباح" أن هناك تعاقدات بين تونس والاتحاد الأوروبي حول "السماء المفتوحة" وهو اتفاق معطل خوفا من تداعياته على الخطوط التونسية التي قد تكون غير قادرة على مجابهة المنافسة القوية من قبل شركات الطيران الأوروبية، مردفا بالقول، إن هذا التفكير مشروع. إلا أن الزهار استدرك معددا فوائد تنفيذ اتفاقية "السماء المفتوحة" القادرة على خلق أكثر من 100 ألف موطن شغل في غضون 10 سنوات، وهذا مهم جدا، وفق تأكيده.
وأضاف "أن الاتفاقية ستمكن تونس من جلب عدد كبير من السياح وهذا سيصب في مصلحة بلادنا التي ستصبح قادرة بفضل عائدات القطاع على النهوض بالخطوط التونسية وإصلاحها حتى تكون قادرة على منافسة كبرى شركات الطيران".
وبين أن أحد الحلول التي من شأنها المساعدة على تنفيذ الاتفاقية المذكور تركيز عمل الخطوط التونسية بمطار تونس قرطاج في ما تفتح باقي المطارات لاستقبال رحلات شركات الطيران الأوروبية والعالمية ما سيخلق حركية سياحية واقتصادية في بلادنا من الشمال إلى الجنوب.
تحديات طبيعية
وعن تحديات القطاع السياحي في تونس ودول البحر الأبيض المتوسط اعتبر هادي حمدي مستشارا في السياحة والنقل الجوي في تصريح لـ"الصباح" أن الوقت قد حان لإطلاق صافرة الإنذار على خلفية تواصل ارتفاع منسوب مياه البحر نتيجة لارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية ما أدى إلى تآكل الشواطئ إذ يواصل البحر التقدم على حساب الشواطئ واليابسة، مؤكدا أن تونس من الدول المعنية بهذا الخطر خاصة وأنها من الوجهات البحرية بامتياز وهو ما يمثل خطرا على مستقبل القطاع بصفة عامة لأنه ركيزة قطاع سياحة الشواطئ والنزل الساحلية.
وشدد المستشار في السياحة والنقل الجوي أنه من الأكيد الانطلاق فورا في التفكير في مستقبل الأجيال القادمة خاصة وأن عديد المناطق السياحة على غرار المنطقة السياحية ببنزرت وصقانص بالمنستير وجربة والحمامات، وقرقنة سيكون 20 % من المنطقة مهددا بالانجراف البحري.
وأكد أن الدولة قادرة على العمل على هذا الملف الخطير لحماية شواطئنا من ما يعرف بالانجراف البحري اي تآكل السواحل التونسية التي غمرتها مياه البحر.