بعد حصول مونودراما "السلطة الرابعة" مؤخرا على جائزة أفضل إخراج لعبد القادر بن سعيد وأحسن ممثل للممثل خالد هويسة في مهرجان جرش يعود بطل المسرحية الوحيد الى تقمص شخصية "علي الشامخي" من جديد، حيث سيكون احباء الفن الرابع على موعد معه يوم الجمعة 27 سبتمبر في مكتبة الكتاب ميتيال فيل تونس على الساعة السابعة مساء.
ومن الواضح أن يتواصل عرض مونودراما "السلطة الرابعة" في مناسبات أخرى بفضاءات مختلفة رغم غياب العمل في المهرجانات التونسية، الأمر الذي استفز صاحبي الموندراما خالد هويسة وعبد القادر بن سعيد باعتبار أن "إقصاء" المسرحية يعد "تغييبا ثقافيا" في البرمجة، إضافة الى أن "السلطة الرابعة" - وفق تصريحاتهما الأخيرة في وسائل الإعلام-لأن ذائقة الجماهير تبقى متنوعة ولا يمكن قيدها بأجناس فنية معينة ...
أما السؤال الذي يطرح نفسه -في ظل عدم رضا اصحاب العمل على مستوى الطلب والبرمجة في المهرجانات- فهو الآتي: هل أن كشف واقع الصحافة خلال سنوات الجمر ما قبل 14جانفي كافيا لإغراء الجماهير الواسعة أم لا ؟ ناهيك أن الاعلام بمختلف توجهاته واجنداته في "العشرية السوداء" لعب دورا هاما في مسار الأحداث السياسية، وقد تحرر من دكتاتورية لازمته عقودا من الزمن ..
ورغم أن مخرج مونودراما "السلطة الرابعة" عبد القادر بن سعيد قد أشار الى إمكانية العمل على جزء ثان، شرط أن يصر صاحب الفكرة الإعلامي ناجي الزعيري على تتمة المشروع، فإن كل من الممثل خالد هويسة والمخرج أمامهما مسؤولية كبيرة في نقل الأحداث وإن اندرج سيناريو العمل ضمن خصائص "الخرافة"، لأن المضامين الفنية والرسائل المعمقة ومجهودات الاعلاميين يجب ألا تخرج من دائرة المنطق والحقيقة.
وهو ما نجح فيه فريق "السلطة الرابعة"من خلال سرد أهم المحطات التي تناولت حال الاعلام ما قبل 14جانفي، ومعاناة "علي الشامخي" بطل الموندراما التي كانت بمثابة المرٱة العاكسة للاضطهاد والتسلط.
ونحسب أن كل من واكب "السلطة الرابعة" في مختلف المسارح يتمنى أن يكون للعمل جزء ثان، خاصة وانه يتضمن كل مقومات المسرح وأن أحداث ما بعد 2011 حتما ستكون مثيرة للغاية..لأن المسرحية في نهاية الأمر ليست تثقيفية وإنما تسعى الى تعرية الواقع واستشراف أشياء قد لا تخطر على بال الكثيرين إضافة إلى ان النص الأول للسلطة الرابعة لم يخل من الكوميديا السوداء، ولا نظن أن تتمة الأحداث في سيناريو ثان ستغيب عنها الكوميديا كذلك باعتبار أن الأحداث ثرية بالتفاصيل التي يمكن اللعب على أوتارها.
تجدر الإشارة الى ان مونودراما "السلطة الرابعة" تطرح قضية شاب طموح صاحب أفكار وايديولوجيا، امنيته الوحيدة دخول "موندو" السلطة الرابعة، ليجابه في اولى محطات مسيرته المهنية العديد من التضييقات والصعوبات.. انكسارات لم تثنه عن الحلم بأن يكون أحد الإعلاميين النجوم في البلاد ..
ومن بين اللحظات الفارقة في المسرحية الممزوجة بالكوميديا السوداء تلك التي قام فيها علي الشامخي بآداء قسم الصحافة بعد أن حقق حلمه بالدخول الى عالمها : "اقسم بالله العظيم أن احترم مهنة الصحافة وقدسية الخبر واعمل بإخلاص وجدية.." فضلا عن العديد من الشعارات الاخرى التي سرعان ما تنكر لها بعد مدة وجيزة...
وليد عبد اللاوي
تونس - الصباح
بعد حصول مونودراما "السلطة الرابعة" مؤخرا على جائزة أفضل إخراج لعبد القادر بن سعيد وأحسن ممثل للممثل خالد هويسة في مهرجان جرش يعود بطل المسرحية الوحيد الى تقمص شخصية "علي الشامخي" من جديد، حيث سيكون احباء الفن الرابع على موعد معه يوم الجمعة 27 سبتمبر في مكتبة الكتاب ميتيال فيل تونس على الساعة السابعة مساء.
ومن الواضح أن يتواصل عرض مونودراما "السلطة الرابعة" في مناسبات أخرى بفضاءات مختلفة رغم غياب العمل في المهرجانات التونسية، الأمر الذي استفز صاحبي الموندراما خالد هويسة وعبد القادر بن سعيد باعتبار أن "إقصاء" المسرحية يعد "تغييبا ثقافيا" في البرمجة، إضافة الى أن "السلطة الرابعة" - وفق تصريحاتهما الأخيرة في وسائل الإعلام-لأن ذائقة الجماهير تبقى متنوعة ولا يمكن قيدها بأجناس فنية معينة ...
أما السؤال الذي يطرح نفسه -في ظل عدم رضا اصحاب العمل على مستوى الطلب والبرمجة في المهرجانات- فهو الآتي: هل أن كشف واقع الصحافة خلال سنوات الجمر ما قبل 14جانفي كافيا لإغراء الجماهير الواسعة أم لا ؟ ناهيك أن الاعلام بمختلف توجهاته واجنداته في "العشرية السوداء" لعب دورا هاما في مسار الأحداث السياسية، وقد تحرر من دكتاتورية لازمته عقودا من الزمن ..
ورغم أن مخرج مونودراما "السلطة الرابعة" عبد القادر بن سعيد قد أشار الى إمكانية العمل على جزء ثان، شرط أن يصر صاحب الفكرة الإعلامي ناجي الزعيري على تتمة المشروع، فإن كل من الممثل خالد هويسة والمخرج أمامهما مسؤولية كبيرة في نقل الأحداث وإن اندرج سيناريو العمل ضمن خصائص "الخرافة"، لأن المضامين الفنية والرسائل المعمقة ومجهودات الاعلاميين يجب ألا تخرج من دائرة المنطق والحقيقة.
وهو ما نجح فيه فريق "السلطة الرابعة"من خلال سرد أهم المحطات التي تناولت حال الاعلام ما قبل 14جانفي، ومعاناة "علي الشامخي" بطل الموندراما التي كانت بمثابة المرٱة العاكسة للاضطهاد والتسلط.
ونحسب أن كل من واكب "السلطة الرابعة" في مختلف المسارح يتمنى أن يكون للعمل جزء ثان، خاصة وانه يتضمن كل مقومات المسرح وأن أحداث ما بعد 2011 حتما ستكون مثيرة للغاية..لأن المسرحية في نهاية الأمر ليست تثقيفية وإنما تسعى الى تعرية الواقع واستشراف أشياء قد لا تخطر على بال الكثيرين إضافة إلى ان النص الأول للسلطة الرابعة لم يخل من الكوميديا السوداء، ولا نظن أن تتمة الأحداث في سيناريو ثان ستغيب عنها الكوميديا كذلك باعتبار أن الأحداث ثرية بالتفاصيل التي يمكن اللعب على أوتارها.
تجدر الإشارة الى ان مونودراما "السلطة الرابعة" تطرح قضية شاب طموح صاحب أفكار وايديولوجيا، امنيته الوحيدة دخول "موندو" السلطة الرابعة، ليجابه في اولى محطات مسيرته المهنية العديد من التضييقات والصعوبات.. انكسارات لم تثنه عن الحلم بأن يكون أحد الإعلاميين النجوم في البلاد ..
ومن بين اللحظات الفارقة في المسرحية الممزوجة بالكوميديا السوداء تلك التي قام فيها علي الشامخي بآداء قسم الصحافة بعد أن حقق حلمه بالدخول الى عالمها : "اقسم بالله العظيم أن احترم مهنة الصحافة وقدسية الخبر واعمل بإخلاص وجدية.." فضلا عن العديد من الشعارات الاخرى التي سرعان ما تنكر لها بعد مدة وجيزة...