اختارت الدورة الثانية والثلاثون للمهرجان الوطني للشعر بالمتلوي التي تنتظم أيام 12 و13 و14 و15 سبتمبر الجاري بإدارة الشاعر سالم الشعباني " محمد عمار شعابنية شاعرا وانسانا " عنوانا رئيسيا لها من خلال الاحتفاء بابداعات هذا الشاعر المنجمي الخالد الذي رحل الى دار الخلد يوم 7 أكتوبر 2023.
وتنظم هذه الدورة ندوة فكرية يتوقف خلالها المحاضرون عند عديد المحطات الإبداعية والإنسانية في مسيرة الراحل محمد عمار شعابنية اذ تكون المداخلات على النحو التالي:
-الروائي إبراهيم الدرغوثي يقدم مداخلة حول محمد عمار شعابنية الانسان.
- الكاتب والناقد الادبي عباس سليمان يقدم مداخلة "السمات الفنية في " ثلاثين سنة تحت ارض الخوارزمي " لمحمد عمار شعابنية .
- الأستاذ السحيمي يحاضر حول "جمالية الخلق الفني عند محمد عمار شعابنية من خلال ديوانه "برك الضفادع العرجاء ".
وتشهد هذه الندوة الفكرية الخاصة في جانب اخر منها تقديم مختارات شعرية للراحل محمد عمار شعابنية بصوت الدكتورة دلال عمايرية.
*محمد عمار شعابنية الرائد والمؤسس
وقد مثلت المتلوي للراحل الحافز الأكبر لصياغة خارطة طريق شعرية استوحى تفاصيلها وخصوصياتها من صرير عجلات القطار وهي تنقل الفسفاط من جبل الثالجة وصراخ العملة وضجيجهم وهم يحملون الات الحفر ويدفعون بالعربات المليئة بالفسفاط.
كانت تلك الصور اليومية تترسخ في داخله وهو يعيش معاناة عمال المناجم صحبة رفاق له في الدرب الشعري وكان عليه ان يتحرك لتوثيق وتسجيل وتصوير هذا النضال اليومي وما يخلفه من معاناة وأحداث أليمة للعمال من اجل الحياة الكريمة.
من هناك تزاحمت الصور الشعرية فكانت الاشعار الأولى التي أعلنت ميلاد ما تم الاتفاق على تسميته بـ"الشعر المنجمي" وكان الى جانبه في هذه الرحلة الإبداعية المنجمية الشاعران سالم الشعباني واحمد المختار الهادي.
لقد أصبحت المتلوي من خلال هذا الثلاثي الفذ جبهة إبداعية تنتصر لعمال المناجم وتوثق نضالاتهم اليومية وكل المعاناة والتضحيات وحتى بعد افول نجم هذه المدرسة الشعرية التي لازالت احدى العلامات البارزة في المدونة الشعرية التونسية فان الراحل محمد عمار شعابنية بقي وفيا لملهمته الأولى وقد استطاب العيش بين مناجمها محافظا في ذات الوقت على انتماء ما يكتبه من اشعار الى كل ما له علاقة بالمناجم مع نضجها بحكم الاستمرارية وتعمّق الرؤية وكبر المعاناة فمحمد عمار شعابنية لم يتنكر للجذور رغم ان قصائده الشعرية اخذت اتجاها شموليا شكلا ومضموما بعد ذلك .
ويحفظ التاريخ للراحل تأسيسه المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي وجعل منه صحبة رفيق دربه الشاعر سالم الشعباني مكسبا ثقافيا تفتخر به مدينة "المناجم" المتلوي من خلال الحضور اللافت والمبهر لأبرز الشعراء فيه على المستوى الوطني والعربي ومن خلال الندوات الفكرية التي تطرح وتناقش عديد الإشكاليات الحارقة التي لها علاقة بالشعر والنقد وكتابات الشعراء الشبان كما كان للراحل دور رئيسي وهام سنة 1981 في تأسيس المهرجان الصيفي بالمتلوي.
وفي 2017 كان الراحل اول مدير لمهرجان الحوض المنجمي الذي جمع بين المدن المنجمية الأربعة " المظيلة والمتلوي وام العرائس والرديف " غير ان هذا المهرجان اقتصر على دورة وحيدة نتيجة عديد الاعتبارات ذات الطابع السياسي بدرجة أولى.
وللراحل عديد المؤلفات في الشعر والمسرح والبحوث التاريخية والتي اهتم فيها بتاريخ الفسفاط واكتشافه بالمتلوي على وجه الخصوص.
وقد بادر فرع اتحاد الكتاب التونسيين برئاسة الكاتب القصصي والناقد الادبي عباس سليمان في موكب اربعينية الراحل يوم 18 نوفمبر 2023 وبدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بقفصة بمراسلة وزارة الثقافة مقترحا إطلاق اسم الراحل محمد عمار شعابنية على دار الثقافة بالمتلوي تقديرا واعترافا وتخليدا لمسيرة هذا المبدع الفذ الذي تولى إدارة وتسيير شؤون هذا المرفق الثقافي طيلة أكثر من ثلاثين سنة، ومازال الأمل قائما في الاستجابة لهذا المقترح، حيث تتجه النية إلى إحياء هذا المقترح مرة أخرى، فهل تستجيب سلطة الإشراف هذه المرة ؟
**هل تحمل دار الثقافة بالمتلوي اسمه مستقبلا؟
محسن بن احمد
اختارت الدورة الثانية والثلاثون للمهرجان الوطني للشعر بالمتلوي التي تنتظم أيام 12 و13 و14 و15 سبتمبر الجاري بإدارة الشاعر سالم الشعباني " محمد عمار شعابنية شاعرا وانسانا " عنوانا رئيسيا لها من خلال الاحتفاء بابداعات هذا الشاعر المنجمي الخالد الذي رحل الى دار الخلد يوم 7 أكتوبر 2023.
وتنظم هذه الدورة ندوة فكرية يتوقف خلالها المحاضرون عند عديد المحطات الإبداعية والإنسانية في مسيرة الراحل محمد عمار شعابنية اذ تكون المداخلات على النحو التالي:
-الروائي إبراهيم الدرغوثي يقدم مداخلة حول محمد عمار شعابنية الانسان.
- الكاتب والناقد الادبي عباس سليمان يقدم مداخلة "السمات الفنية في " ثلاثين سنة تحت ارض الخوارزمي " لمحمد عمار شعابنية .
- الأستاذ السحيمي يحاضر حول "جمالية الخلق الفني عند محمد عمار شعابنية من خلال ديوانه "برك الضفادع العرجاء ".
وتشهد هذه الندوة الفكرية الخاصة في جانب اخر منها تقديم مختارات شعرية للراحل محمد عمار شعابنية بصوت الدكتورة دلال عمايرية.
*محمد عمار شعابنية الرائد والمؤسس
وقد مثلت المتلوي للراحل الحافز الأكبر لصياغة خارطة طريق شعرية استوحى تفاصيلها وخصوصياتها من صرير عجلات القطار وهي تنقل الفسفاط من جبل الثالجة وصراخ العملة وضجيجهم وهم يحملون الات الحفر ويدفعون بالعربات المليئة بالفسفاط.
كانت تلك الصور اليومية تترسخ في داخله وهو يعيش معاناة عمال المناجم صحبة رفاق له في الدرب الشعري وكان عليه ان يتحرك لتوثيق وتسجيل وتصوير هذا النضال اليومي وما يخلفه من معاناة وأحداث أليمة للعمال من اجل الحياة الكريمة.
من هناك تزاحمت الصور الشعرية فكانت الاشعار الأولى التي أعلنت ميلاد ما تم الاتفاق على تسميته بـ"الشعر المنجمي" وكان الى جانبه في هذه الرحلة الإبداعية المنجمية الشاعران سالم الشعباني واحمد المختار الهادي.
لقد أصبحت المتلوي من خلال هذا الثلاثي الفذ جبهة إبداعية تنتصر لعمال المناجم وتوثق نضالاتهم اليومية وكل المعاناة والتضحيات وحتى بعد افول نجم هذه المدرسة الشعرية التي لازالت احدى العلامات البارزة في المدونة الشعرية التونسية فان الراحل محمد عمار شعابنية بقي وفيا لملهمته الأولى وقد استطاب العيش بين مناجمها محافظا في ذات الوقت على انتماء ما يكتبه من اشعار الى كل ما له علاقة بالمناجم مع نضجها بحكم الاستمرارية وتعمّق الرؤية وكبر المعاناة فمحمد عمار شعابنية لم يتنكر للجذور رغم ان قصائده الشعرية اخذت اتجاها شموليا شكلا ومضموما بعد ذلك .
ويحفظ التاريخ للراحل تأسيسه المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي وجعل منه صحبة رفيق دربه الشاعر سالم الشعباني مكسبا ثقافيا تفتخر به مدينة "المناجم" المتلوي من خلال الحضور اللافت والمبهر لأبرز الشعراء فيه على المستوى الوطني والعربي ومن خلال الندوات الفكرية التي تطرح وتناقش عديد الإشكاليات الحارقة التي لها علاقة بالشعر والنقد وكتابات الشعراء الشبان كما كان للراحل دور رئيسي وهام سنة 1981 في تأسيس المهرجان الصيفي بالمتلوي.
وفي 2017 كان الراحل اول مدير لمهرجان الحوض المنجمي الذي جمع بين المدن المنجمية الأربعة " المظيلة والمتلوي وام العرائس والرديف " غير ان هذا المهرجان اقتصر على دورة وحيدة نتيجة عديد الاعتبارات ذات الطابع السياسي بدرجة أولى.
وللراحل عديد المؤلفات في الشعر والمسرح والبحوث التاريخية والتي اهتم فيها بتاريخ الفسفاط واكتشافه بالمتلوي على وجه الخصوص.
وقد بادر فرع اتحاد الكتاب التونسيين برئاسة الكاتب القصصي والناقد الادبي عباس سليمان في موكب اربعينية الراحل يوم 18 نوفمبر 2023 وبدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بقفصة بمراسلة وزارة الثقافة مقترحا إطلاق اسم الراحل محمد عمار شعابنية على دار الثقافة بالمتلوي تقديرا واعترافا وتخليدا لمسيرة هذا المبدع الفذ الذي تولى إدارة وتسيير شؤون هذا المرفق الثقافي طيلة أكثر من ثلاثين سنة، ومازال الأمل قائما في الاستجابة لهذا المقترح، حيث تتجه النية إلى إحياء هذا المقترح مرة أخرى، فهل تستجيب سلطة الإشراف هذه المرة ؟