الكرسي مهما علا شأنه وسمت مكانته لا يضاهي محبة الناس ورضاهم
بقلم علي العربي
كل شيء في هذه الحياة لا يدوم، لا العمر ولا الجمال ولا الصحة ولا المنصب، فلا يغتر الإنسان بنفسه كثيراً ولا يتفاخر أمام من لا يملك إلا القليل، فما دامت حياة المرء قصيرة يبقى الأثر الطيب والعمل الصالح والأخلاق الحميدة ترفع من مقامه وشأنه في الحياة وبعد الممات.
وفي اعتقادي إذا وثق المرء بالكرسي عليه أن لا يثق بالأرض التي تحمل هذا الكرسي، فالمتغيرات كثيرة، ويمكن أن تخلع صاحب المنصب من كرسيه كما يخلع المسمار من الخشب، والأمثلة كثيرة، نراها دائماً لأصحاب المناصب، فهناك من عُزل عن منصبه بسبب أو من دون سبب، وهناك من تقاعد عن العمل بحكم عمره، وهناك من فارق الحياة وترك منصبه؛ فالإنسان المزيف والمنافق هو من تتبدل أخلاقه مع المنصب، أما الإنسان الذي لديه قناعاته الخاصة بأن الأخلاق والمعاملة الطيبة والأثر الجميل الذي يتركه صاحبه هو الحكم، وهو المحرك القوي والدافع ليكون من حوله الأفضل والأحسن، يدرك أن الكراسي زائلة ولن تدوم لأحد بينما محبة الناس وكسب رضاهم هي الباقية والدائمة؛ لذلك احرص يا صاحب الكرسي على أسر قلوب الناس ومحبتهم.
من عمل خيرا سيجده ومن عمل شرا سيجده و بين المنزلتين لابد أن يحرص المسؤول بأن يكون وفيا لتعهداته وان يعمل على خدمة الصالح العام وفق رؤية واضحة تستند إلى البحث والقدرة على التغيير بعيدا عن النزعة الأحادية والنرجسية العمياء.
الكرسي مهما علا شأنه ومقداره لا يضاهي محبة الناس ورضاهم ، في النهاية كلنا راحلون وهذه الحياة لا تعد سوى أن تكون رواية هزلية تبكينا بقدر ما تضحكنا والأهم أن نستخلص الدروس والعبر.