أفاد المرصد الوطني للفلاحة في تقريره الشهري أنه بين مارس وجوان 2025، واجهت تونس مجموعات من الجراد القادم منليبيا والجزائر. وقد ساعدت الظروف المناخية والبيئية المواتية علىتفاقم هذه الظاهرة، منها : الأمطار الغزيرة، ورطوبةالتربة، والغطاء النباتي الوفير الذي وفر بيئةمثالية لتكاثر وانتشارالجراد.
وتأتي هذه الظاهرة في سياقإقليمي يتّسم بتكرار ظهور بؤر الجرادفي البلدان المُجاورة والمناطقالساحلية، مما يجعلها تهديدًا زراعيًاعابرًا للحدود.
وللإشارة فقد شهدت تونس عدةموجات لظهور بؤر من الجراد، لا سيمافي سنوات 1987-1988 و2004-2005، مما تسبب فيخسائر زراعية كبيرة واستلزمحملات مكافحة واسعة النطاق.
وفي سنة 2025، تم رصد أولمجموعات من الجراد في 12مارس في جنوب البلاد، مما أدى إلىالشروع فوراً في الحملة الوطنية لمكافحةالجراد شملت 6 ولايات في الجنوب(تطاوين، مدنين، قبلي، توزر، قابس وجنوبسيدي بوزيد)، حيث تم حشد موارد
بشرية وتقنية ولوجستية كبيرة.
علما أن تونس،عضو لجنة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو). وعملت بتنسيق وثيق مع الجزائر وموريتانيا والهيئات المتخصصة التابعة لـ"الفاو"، حيث أتاح هذا التعاون تبادلالمعلومات حينيا، والاستفادة من الدعماللوجستي وتعزيز فعاليةالرصد، حسب تقرير المرصد.
وقد امتدت عمليات المعالجة علىمساحة جملية تزيد عن 20800 هكتار،منها حوالي 5770 هكتاراً تمّت معالجته عن طريقالجو. وقد أظهر توزيع التدخلاتتركيزًا كبيرًا في ولاياتقبلي وتطاوين ومدنين، الأكثر تضررًامن الإصابة.
وقد مكنت المعالجات مناستهداف الجراد في جميع مراحلنموه. وبعدثلاثة أشهر من المجهودات، نجحت الحملة فيالحد من انتشار الجراد وتقليلمخاطر الخسائر الزراعية، واعتبارًا من النصف الثاني من شهر جوان،ساهم جفاف التربة واختفاء الغطاءالنباتي في جنوب تونس فيرحيل المجموعات المتبقية من الجراد إلىمناطق التكاثر الصيفية الواقعة فيالساحل الأفريقي (مالي والنيجر وتشاد). ومع ذلك، فإنالظروف المطرية الملحوظة في هذهالمناطق تنذر بخطر حدوث تكاثر جديدوبالتالي احتمال عودةالجراد في خريف 2025، حسب ما تضمنه التقرير الشهري لمرصد الفلاحة.. وأكّد المرصد، في هذا السياق، أنّ وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري تواصل استعداداتها في مواجهة هذا التهديد المستمر، من حيث المراقبة والرصد والتخطيط اللوجستي لضمان استجابة سريعة ومنسقةفي حالة ظهور الجراد من جديد.