إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في ندوة دولية حول تفعيل دور تحالف الأمم المتحدة للحضارات في دعم السلم والأمن الدوليين.. وزير الخارجية: تونس تدعو إلى إدماج البعد الرقمي ضمن أولويات التحالف

- وزير التربية: وزارة التربية تولي أهمية مطلقة للارتقاء بنظامها التربوي مع التركيز على كل السبل الكفيلة بمجابهة العنف بمختلف أشكاله

مرّة أخرى، تُؤكد تونس موقعها الريادي كأرض للتلاقي والتنوّع والتعايش المشترك، لتتجلى كجسرللتواصل بين مختلف شعوب العالم مهما اختلفت انتماءاتهم، ومن خلال هذا الدور المحوري تبرز تونس قدرتها على تعزيز السلم والأمن الدوليين عبر العمل المشترك والتعاون متعدد الأطراف.

وهي مقاربة تعززت وتجلت أمس بوضوح عبر الندوة الدولية التي نظمتها  وزارة الشؤون الخارجية  والهجرة والتونسيين بالخارج حول تفعيل دور تحالف الأمم المتحدة للحضارات في دعم السلم والأمن الدوليين وذلك بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة وتحالف الأمم المتحدة للحضارات، وبحضور كل من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج  محمد علي النفطي ووزير التربية ورئيس اللجنة الوطنية التونسية للتربية والعلم والثقافة نور الدين النوري والممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميغل انخيل موراتينوس والمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) والأمين العام المساعد للشؤون السياسية بمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن محمد الضبيعي إلى جانب ممثلي مختلف البعثات الديبلوماسية ببلادنا. لتتجاوز الندوة طابعها البروتوكولي والدبلوماسي لتمثل إعلانا عمليا على قدرة تونس على لم الشمل وتحويل الاختلاف الثقافي والحضاري إلى رافعة للحوار والانفتاح والتسامح.

اللقاء، الذي استُهل على أنغام النشيد الوطني، كان في جوهره تجسيداً لالتزام تونس الثابت بالحوار والتفاهم بين الحضارات، ومنصة عملية لتأكيد دورها الريادي في تعزيز السلم والأمن الدوليين وتطوير آليات أكثر فاعلية للحوار داخل المنظومة الأممية.

وقد افتتحه وزير الشؤون الخارجية محمد علي النفطي، الذي أكّد في كلمته حرص تونس على تعزيز قيم الاعتدال والانفتاح، وترسيخ مكانتها كمنصة  للحوار بين الثقافات، موضحا أن هذه الندوة الدوليّة تندرج في إطار الرؤية السامية لرئيس الجمهوريّة قيس سعيّد الذي أعلن سنة 2025 «سنةً للعمل متعدّد الأطراف»، تأكيدا على إيمان تونس العميق بأن التحدّيات المعاصرة من نزاعات مسلحة وأزمات إنسانية واقتصادية وبيئية لا يمكن أن تواجهها أي دولة بمفردها، بل تتطلّب جهدًا جماعيًا قائما على التعاون والتفاهم والتضامن بين الأمم والشعوب تحت راية الأمم المتّحدة.

وأضاف وزير الخارجية أن انعقاد هذه الندوة في تونس ونحن على مشارف الاحتفاء بثمانين سنة على إنشاء منظّمة الأمم المتّحدة يجسّد التزاما راسخا بمبادئ التعددية، وبضرورة تجديد العمل الجماعي في ظلّ عالمٍ يشهد تحوّلات عميقة واضطرابات متسارعة، تتقاطع فيها الأزمات الأمنية بالاقتصادية والبيئية والإنسانية، لتُبرز الحاجة وأكثر من أيّ وقت مضى إلى تجديد أُسس العمل متعدّد الأطراف وإعادة بناء الثقة في المنظومة الأممية.

 وقال في هذا الشأن: «الحروب تتّسع، والفجوة بين الشمال والجنوب تتعمّق، وتعصف بخطاب التضامن والتعاون رياحُ الأنانية والمصالح الضيّقة. وهذا الواقع المقلق يستدعي تفكيرًا جماعيًا وشجاعة سياسية لإعادة الاعتبار للقيم التي قامت عليها الأمم المتحدة، وفي مقدّمتها الحوار والاحترام المتبادل والمسؤولية المشتركة في صون السلم والأمن الدوليين وهو ما تمّ التأكيد عليه في قمّة المستقبل لسنة 2024 وجملة المبادرات التي تمّ التداول في شأنها في الدورة الثمانين للجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة».

من المبادرة إلى الفعل...

وأضاف وزير الخارجية أن التحالف مطالب اليوم بالانتقال من مستوى المبادرات التوعوية إلى مرحلة الفعل الميداني المؤثر، عبر دعم سياسات التعليم والثقافة والإعلام التي تُسهم في بناء دعائم السلم والوقاية من النزاعات. فالتربية، والتي نص عليها دستور سنة 2022، ليست مجرد وسيلة للتنمية بل أحد أهم الأسس التي تقوم عليها قيم السلم والتفاهم، على اعتبار أن بناء الأجيال على الفكر النقدي، والانفتاح على الآخر، واحترام التنوع الثقافي والديني، هو السبيل الأنجع لتحصين الناشئة من الانزلاق نحو التطرف أو الانغلاق الفكري.

وأوضح وزير الخارجية في هذا الإطار أن تحالف الأمم المتحدة للحضارات، يجب أن يكون بعد عقدين من الصمود، أكثر من مجرّد فضاءٍ للحوار أو منصة للتقارب الثقافي وانما يجب أن يتحوّل إلى منصّةٍ حقيقية لإعادة ترميم جسور الثقة بين الشعوب، وإلى أداة فاعلة في الوقاية من النزاعات ومعالجة جذورها الثقافية والاجتماعية على اعتبار أن اليوم أضحى دوره داعما للسياسات والمبادرات التي تُجسّد هذه القيم على أرض الواقع، من خلال تطوير مناهج التعليم، والإعلام، وتمكين الشباب والنساء، وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لخدمة التقارب الإنساني ونبذ مظاهر التفرقة والانغلاق.

وزير الخارجية اعتبر أيضا أن الأحداث التي جدت مؤخرا في عدد من بقاع العالم قد اثبتت أنّ كثيراً من النزاعات لم تنشأ بسبب تضارب المصالح فحسب، بل نتيجة غياب الثقة بين الشعوب وثقافاتهم المختلفة، ومن هنا يصبح الحوار بين الحضارات ضرورة قصوى، وليس مجرّد خيار ثقافي. فالحوار هو الخطوة الأولى نحو تقبل الآخر وهو الأساس لأي سلام دائم، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه            وفي عالم بات فيه الفضاء الرقمي أحد أهم مساحات التفاعل الإنساني، فإن تونس تدعو  إلى إدماج البعد الرقمي ضمن أولويات التحالف، لتوظيف التكنولوجيا في التقريب بين الشعوب ومكافحة الاستخدامات التي تزرع الكراهية أو تروّج للتطرف والمغالطات مؤكدة على أهمية دور الشباب والنساء الذين يمكن أن يكونوا شركاء أساسيين في مبادرات التحالف، ليس كمستفيدين فحسب، بل كفاعلين في صنع مستقبل يسوده التفاهم والسلام. فتمكين المرأة والشباب هو أساس الاستقرار، وإشراكهم في جهود الوقاية من النزاعات وحلّها هو استثمار مباشر في أمن المجتمعات وتماسكها، على حد تعبيره.

وفي سياق متصل أشار وزير الخارجية في معرض كلمته إلى أن  تحالف الأمم المتحدة للحضارات ومنذ تأسيسه أولى اهتماماً خاصا بموضوع الهجرة، باعتبارها ظاهرة إنسانية تعبّر عن التفاعل الطبيعي بين الثقافات، موضحا أن تونس  تثمن في هذا الصدد جهود التحالف في نشر الوعي العالمي بضرورة ضمان كرامة المهاجرين وتحسين أوضاعهم كما تدعو إلى مقاربة شاملة للهجرة تقوم على التضامن والتنمية المشتركة، بدل المقاربات الأمنية الضيّقة مشيرا الى أن معالجة الهجرة غير النظامية تتطلّب معالجة الأسباب العميقة التي تدفع إليها، وفي مقدمتها الفجوة التنموية وعدم تكافؤ الفرص بين الشمال والجنوب.

وفي سياق متصل  جدد وزير الخارجية دعوة  تونس إلى احترام الأديان والمعتقدات وصون المقدسات من الممارسات الاستفزازية التي لا تمتّ إلى حرية التعبير بصلة، فحرية التعبير تظل قيمة سامية، لكنها لا يمكن أن تتحول إلى ذريعة للمساس بالمقدسات أو للتحريض على الكراهية الدينية. وعلى تحالف الحضارات أن يواصل جهوده في هذا المجال لترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل بين الأديان والحضارات، كمدخل أساسي لبناء السلم الدولي.

 وأضاف أن تونس تؤكد على أنّ التحالف لا يجب أن يظلّ إطاراً خطابياً لتبادل الأفكار فحسب، بل ينبغي أن يصبح آلية فاعلةً في معالجة القضايا العالمية الكبرى التي تهز الضمير الإنساني، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فلا يمكن الحديث عن عدالة أو سلم دولي في ظلّ المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة وفي ظلّ استمرار الاحتلال والاعتداء على الأبرياء.

واشار النفطي في هذا الاتجاه إلى أن بضعة أيام تفصلنا عن الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يوافق 29 نوفمبر من كل سنة مجددا تضامن تونس الثابت مع الشعب الفلسطيني، ودعوتها إلى احترام القانون الدولي الإنساني وتمكينه من حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقّه في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضه وعاصمتها القدس الشريف. وتابع إن إحلال السلام العادل في فلسطين ليس مطلباً سياسياً فحسب بل هو شرط أساسي لإرساء سلم شامل ودائم في المنطقة ولبناء نظام دولي يقوم حقا على العدل والمواساة.

كما أعرب وزير الخارجية عن اعتزاز تونس بمساهمتها الفاعلة في مختلف المبادرات التي أطلقها تحالف الأمم المتحدة للحضارات منذ تأسيسه سنة 2005 بدعم من منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة (الإسيسكو)، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن الحوار بين الحضارات ليس ترفاً فكرياً بل هو يرتقي الى مرتبة  العقيدة  الحضاريةً والثقافية  لضمان مقومات السلم العالمي، حيث حرصت تونس على أن تكون شريكاً داعماً لمساعي التحالف في مواجهة مظاهر الانقسام والتعصّب وخطابات الكراهية والإصداع  بصوتها في كل المنابر الدولية والعربية والإسلامية والإفريقية والمتوسطية،  مؤكدا التزام تونس الثابت بالعمل من أجل جعل هذا الآلية  الأممية أكثر فاعلية وتأثيراً في دعم السلم والأمن الدوليين قائلا:»تعتقد  تونس أنّ الوقت قد حان لتفعيل البُعد العملي للتحالف داخل منظومة الأمم المتحدة، عبر تطوير أطر  التنسيق بينه وبين أجهزة المنظمة المعنية بالسلم والتنمية وحقوق الإنسان، حتى يصبح التحالف محركا لبرامج إصلاح العمل متعدّد الأطراف وإعادة الثقة فيه».

ليخلص وزير الخارجية في ختام كلمته إلى أن تونس، التي جعلت من الحوار والاعتدال جوهر سياستها الخارجية، تؤكد  أنّ السلام الحقيقي لا يُبنى على أساس موازين القوى بل على أساس العدالة والكرامة والاحترام المتبادل والمسؤولية المشتركة مجددا دعوة  بلادنا،  باعتبارها ما انفكت  تحرص على مر  الزمن  على التعايش السلمي في مختلف فضاءات انتمائها، جميع أصدقاء التحالف إلى مواصلة دعم الحوار الجدي فيما بينها من أجل إيجاد الصيغ المثلى لتدعيم مقوّمات المجتمع الإنساني بهدف بناء عالم أكثر أمنا وعدلا وتماسكا، ومستقبل أفضل لأجيالنا المقبلة مشيرا في الإطار نفسه          إلى أن المنتدى العالمي الحادي عشر لتحالف الأمم المتحدة للحضارات الذي ستستضيفه المملكة العربية السعودية  يومي 14 و15 ديسمبر 2025 تحت شعار «تحالف الحضارات: عقدان من الحوار من أجل الإنسانيّة: النهوض بعصر جديد من الاحترام والتفاهم المتبادلين في عالم متعدّد الأقطاب»،  يمثل محطة تعبّر فيها  تونس عن ثقتها في أنّ هذا الموعد سيكون محطة مفصلية لتجديد الالتزام الجماعي بقيم التحالف، وتعزيز دوره في رسم معالم نظام دولي جديد قائم على الاحترام والتفاهم المتبادل في عالمٍ متعدد الثقافات مؤكدا استعداد تونس للمشاركة الفاعلة في هذا المنتدى، إيماناً منها بأنّ تحالف الحضارات هو اليوم أحد أهم الأطر القادرة على تجديد التعددية وإعادة بناء الثقة في المنظومة الأممية.

ولان التربية هي أساس بناء المجتمعات المستدامة وتعزيز قيم التسامح والتعايش فقد أشار وزير التربية ورئيس اللجنة الوطنية التونسية للتربية والعلم والثقافة نور الدين النوري خلال كلمته التي ألقاها بالمناسبة، إلى أن تنظيم هذه الندوة يعكس التزام تونس بدعم أهداف تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة وتعزيز دوره كإطار دولي للحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان فضلا عن إيمانه بدوره في نشر ثقافة الحوار والتعايش والمساهمة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

ارتقاء بالنظام التربوي

واضاف وزير  التربية ان وزارة التربية تولي أهمية مطلقة للارتقاء بنظامها التربوي مع التركيز على كل السبل الكفيلة بمجابهة العنف بمختلف اشكاله مع تمكين المتعلم من قيم الانتماء الى الوطن كما تحرص على تثمين الطاقات الإبداعية لدى جميع الفاعلين التربويين في نطاق خطط عمل مشتركة تتركز  على مقاربة تربوية شاملة تقوم على احترام المبادئ والقيم التربوية المثلى واهداف المدرسة التونسية ورسائلها خصوصا في مجال نشر ثقافة الحوار والتعايش والمساهمة في تعزيز السلم والامن الدوليين.

وتابع وزير التربية  بالقول انه يؤمن اليوم بان العمل المشترك وتوحيد الجهود خصوصا في مجال مقاومة التطرف ودعم السلم والامن هو خيار وطني استراتيجي يتجلى من خلال مؤسسة العمل الشبكي القائم منذ سنوات للتوقي من ظاهرة العنف المدرسي والمجتمعي والتصدي لها موضحا ان الدور الذي تضطلع به المدرسة اليوم في التربية على المواطنة هو دور  مفصلي على اعتبار أنها  المسؤولة الأولى على ضمان نقل وادامة القيم الاجتماعية والمدنية والتعريف بمفهوم المواطنة العالمي، وهي اللبنة الأولى لتركيز قيم التعايش السلمي من خلال التشجيع على خلق الأطر الضرورية لمناقشة القضايا المجتمعية المختلفة من خلال دعوة التلاميذ للمشاركة في تشكيل الحياة المدرسية الفعالة والانخراط التلقائي في البرامج والمشاريع ذات البعد الوطني والمصلحة العامة.

واعتبر وزير التربية في الإطار نفسه أن دعم تونس بتفعيل دور تحالف الأمم المتحدة للحضارات في تعزيز الامن والسلم الدوليين ينعكس ضرورة على  عملية تحويل وتطوير التعليم  مبينا في الاطار نفسه  ان بناء مدرسة تقوم على الفكر الحر والسلمي والنقاش المفتوح يعتبر سدا منيعا امام الخطابات المتطرفة.

تجدر الإشارة الى أن اللقاء شهد أيضا كلمة للممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميغل انخيل موراتينوس ثمن من خلالها الدور الريادي الذي تلعبه تونس في تعزيز قيم الحوار والتعايش عبر تنظيم هذا المنتدى مشيرا الى نه يتعين على المجتمع الدولي العودة إلى المبادئ الأساسية من خلال تأكيد  وتثمين  حقيقة الجوهرية تؤشر الى ان  السلام لا يُبنى على الخوف أو الشك، بل على الحوار والكرامة والاحترام المتبادل، وهذا هو جوهر ورسالة تحالف الأمم المتحدة للحضارات.

وأضاف الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات انه  ومنذ إنشائه قبل 20 عاماً، تطور تحالف الأمم المتحدة للحضارات ليصبح منصة عالمية يٌحتفى فيها بالتنوع كقيمة مضافة. حيث تُعتبر التعددية الثقافية والدينية مصدراً للثراء لا للانقسام، وحيث يُنظر إلى الحوار كأداة استراتيجية للوقاية من النزاعات وحلها متابعا أن الرسالة والمسؤولية لم تكن أكثر وضوحاً مما هي عليه اليوم فعلى مدى العقدين الماضيين، جمع التحالف الحكومات والمجتمع المدني والفاعلين الدينيين والشباب ووسائل الإعلام لتعزيز الحوار كأداة للوقاية من النزاعات وحلها في خمس مجالات ذات أولوية عالمية وهي كالتالي: الشباب، التعليم، الإعلام، الهجرة، والنساء كصانعات سلام. واليوم، أصبح التحالف الجهة الأممية الرائدة في مجال الحوار الثقافي والديني، ومع مرور السنوات توسع نطاق اعضائه ليصل إلى 161 عضوا منهم 131 دولة عضو في الأمم المتحدة، ودولة غير عضو، و29 منظمة دولية، تمثل جميع القارات والمجتمعات والثقافات.

وفي معرض حديثه عن آليات ومجالات  التفكير في كيفية تعزيز دور تحالف الأمم المتحدة للحضارات لمواجهة التحديات المتطورة لعصرنا، تطرق الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات الى جملة من المجالات على غرار أهمية التحالف من أجل السلام الذي يجب أن يكون أولوية رئيسية في عالم تتزايد فيه الصراعات والحروب حيث من الضروري السعي  لبناء ثقافة السلام على اعتبار انه  أمن دون سلام الى جانب أهمية تكثيف الجهود لمكافحة التمييز والسرديات القائمة على الكراهية، والإسلاموفوبيا، واستهداف الأقليات هذا بالتوازي مع  أهمية مواصلة التحالف الاستثمار في الشباب والنساء كفاعلين لا غنى عنهم في بناء السلام على اعتبار أن  تجربة الأمم المتحدة  تظهر التحوّل الكبير الذي يمكن أن يحدثه الشباب والنساء في بناء مجتمع شامل. مشيرا الى أن مكتب الأمم المتحدة للحوارات الثقافية سيتابع  تنفيذ برامج لتعزيز قدراتهم بما يؤشر الى ضبط استراتيجية فعلية أساسية لتعزيز صمود المجتمعات، ومنع التطرف، وتعزيز السلام المستدام.

منال حرزي

في ندوة دولية حول تفعيل دور تحالف الأمم المتحدة للحضارات في دعم السلم والأمن الدوليين..   وزير الخارجية: تونس تدعو إلى إدماج البعد الرقمي ضمن أولويات التحالف

- وزير التربية: وزارة التربية تولي أهمية مطلقة للارتقاء بنظامها التربوي مع التركيز على كل السبل الكفيلة بمجابهة العنف بمختلف أشكاله

مرّة أخرى، تُؤكد تونس موقعها الريادي كأرض للتلاقي والتنوّع والتعايش المشترك، لتتجلى كجسرللتواصل بين مختلف شعوب العالم مهما اختلفت انتماءاتهم، ومن خلال هذا الدور المحوري تبرز تونس قدرتها على تعزيز السلم والأمن الدوليين عبر العمل المشترك والتعاون متعدد الأطراف.

وهي مقاربة تعززت وتجلت أمس بوضوح عبر الندوة الدولية التي نظمتها  وزارة الشؤون الخارجية  والهجرة والتونسيين بالخارج حول تفعيل دور تحالف الأمم المتحدة للحضارات في دعم السلم والأمن الدوليين وذلك بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة وتحالف الأمم المتحدة للحضارات، وبحضور كل من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج  محمد علي النفطي ووزير التربية ورئيس اللجنة الوطنية التونسية للتربية والعلم والثقافة نور الدين النوري والممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميغل انخيل موراتينوس والمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) والأمين العام المساعد للشؤون السياسية بمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن محمد الضبيعي إلى جانب ممثلي مختلف البعثات الديبلوماسية ببلادنا. لتتجاوز الندوة طابعها البروتوكولي والدبلوماسي لتمثل إعلانا عمليا على قدرة تونس على لم الشمل وتحويل الاختلاف الثقافي والحضاري إلى رافعة للحوار والانفتاح والتسامح.

اللقاء، الذي استُهل على أنغام النشيد الوطني، كان في جوهره تجسيداً لالتزام تونس الثابت بالحوار والتفاهم بين الحضارات، ومنصة عملية لتأكيد دورها الريادي في تعزيز السلم والأمن الدوليين وتطوير آليات أكثر فاعلية للحوار داخل المنظومة الأممية.

وقد افتتحه وزير الشؤون الخارجية محمد علي النفطي، الذي أكّد في كلمته حرص تونس على تعزيز قيم الاعتدال والانفتاح، وترسيخ مكانتها كمنصة  للحوار بين الثقافات، موضحا أن هذه الندوة الدوليّة تندرج في إطار الرؤية السامية لرئيس الجمهوريّة قيس سعيّد الذي أعلن سنة 2025 «سنةً للعمل متعدّد الأطراف»، تأكيدا على إيمان تونس العميق بأن التحدّيات المعاصرة من نزاعات مسلحة وأزمات إنسانية واقتصادية وبيئية لا يمكن أن تواجهها أي دولة بمفردها، بل تتطلّب جهدًا جماعيًا قائما على التعاون والتفاهم والتضامن بين الأمم والشعوب تحت راية الأمم المتّحدة.

وأضاف وزير الخارجية أن انعقاد هذه الندوة في تونس ونحن على مشارف الاحتفاء بثمانين سنة على إنشاء منظّمة الأمم المتّحدة يجسّد التزاما راسخا بمبادئ التعددية، وبضرورة تجديد العمل الجماعي في ظلّ عالمٍ يشهد تحوّلات عميقة واضطرابات متسارعة، تتقاطع فيها الأزمات الأمنية بالاقتصادية والبيئية والإنسانية، لتُبرز الحاجة وأكثر من أيّ وقت مضى إلى تجديد أُسس العمل متعدّد الأطراف وإعادة بناء الثقة في المنظومة الأممية.

 وقال في هذا الشأن: «الحروب تتّسع، والفجوة بين الشمال والجنوب تتعمّق، وتعصف بخطاب التضامن والتعاون رياحُ الأنانية والمصالح الضيّقة. وهذا الواقع المقلق يستدعي تفكيرًا جماعيًا وشجاعة سياسية لإعادة الاعتبار للقيم التي قامت عليها الأمم المتحدة، وفي مقدّمتها الحوار والاحترام المتبادل والمسؤولية المشتركة في صون السلم والأمن الدوليين وهو ما تمّ التأكيد عليه في قمّة المستقبل لسنة 2024 وجملة المبادرات التي تمّ التداول في شأنها في الدورة الثمانين للجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة».

من المبادرة إلى الفعل...

وأضاف وزير الخارجية أن التحالف مطالب اليوم بالانتقال من مستوى المبادرات التوعوية إلى مرحلة الفعل الميداني المؤثر، عبر دعم سياسات التعليم والثقافة والإعلام التي تُسهم في بناء دعائم السلم والوقاية من النزاعات. فالتربية، والتي نص عليها دستور سنة 2022، ليست مجرد وسيلة للتنمية بل أحد أهم الأسس التي تقوم عليها قيم السلم والتفاهم، على اعتبار أن بناء الأجيال على الفكر النقدي، والانفتاح على الآخر، واحترام التنوع الثقافي والديني، هو السبيل الأنجع لتحصين الناشئة من الانزلاق نحو التطرف أو الانغلاق الفكري.

وأوضح وزير الخارجية في هذا الإطار أن تحالف الأمم المتحدة للحضارات، يجب أن يكون بعد عقدين من الصمود، أكثر من مجرّد فضاءٍ للحوار أو منصة للتقارب الثقافي وانما يجب أن يتحوّل إلى منصّةٍ حقيقية لإعادة ترميم جسور الثقة بين الشعوب، وإلى أداة فاعلة في الوقاية من النزاعات ومعالجة جذورها الثقافية والاجتماعية على اعتبار أن اليوم أضحى دوره داعما للسياسات والمبادرات التي تُجسّد هذه القيم على أرض الواقع، من خلال تطوير مناهج التعليم، والإعلام، وتمكين الشباب والنساء، وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لخدمة التقارب الإنساني ونبذ مظاهر التفرقة والانغلاق.

وزير الخارجية اعتبر أيضا أن الأحداث التي جدت مؤخرا في عدد من بقاع العالم قد اثبتت أنّ كثيراً من النزاعات لم تنشأ بسبب تضارب المصالح فحسب، بل نتيجة غياب الثقة بين الشعوب وثقافاتهم المختلفة، ومن هنا يصبح الحوار بين الحضارات ضرورة قصوى، وليس مجرّد خيار ثقافي. فالحوار هو الخطوة الأولى نحو تقبل الآخر وهو الأساس لأي سلام دائم، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه            وفي عالم بات فيه الفضاء الرقمي أحد أهم مساحات التفاعل الإنساني، فإن تونس تدعو  إلى إدماج البعد الرقمي ضمن أولويات التحالف، لتوظيف التكنولوجيا في التقريب بين الشعوب ومكافحة الاستخدامات التي تزرع الكراهية أو تروّج للتطرف والمغالطات مؤكدة على أهمية دور الشباب والنساء الذين يمكن أن يكونوا شركاء أساسيين في مبادرات التحالف، ليس كمستفيدين فحسب، بل كفاعلين في صنع مستقبل يسوده التفاهم والسلام. فتمكين المرأة والشباب هو أساس الاستقرار، وإشراكهم في جهود الوقاية من النزاعات وحلّها هو استثمار مباشر في أمن المجتمعات وتماسكها، على حد تعبيره.

وفي سياق متصل أشار وزير الخارجية في معرض كلمته إلى أن  تحالف الأمم المتحدة للحضارات ومنذ تأسيسه أولى اهتماماً خاصا بموضوع الهجرة، باعتبارها ظاهرة إنسانية تعبّر عن التفاعل الطبيعي بين الثقافات، موضحا أن تونس  تثمن في هذا الصدد جهود التحالف في نشر الوعي العالمي بضرورة ضمان كرامة المهاجرين وتحسين أوضاعهم كما تدعو إلى مقاربة شاملة للهجرة تقوم على التضامن والتنمية المشتركة، بدل المقاربات الأمنية الضيّقة مشيرا الى أن معالجة الهجرة غير النظامية تتطلّب معالجة الأسباب العميقة التي تدفع إليها، وفي مقدمتها الفجوة التنموية وعدم تكافؤ الفرص بين الشمال والجنوب.

وفي سياق متصل  جدد وزير الخارجية دعوة  تونس إلى احترام الأديان والمعتقدات وصون المقدسات من الممارسات الاستفزازية التي لا تمتّ إلى حرية التعبير بصلة، فحرية التعبير تظل قيمة سامية، لكنها لا يمكن أن تتحول إلى ذريعة للمساس بالمقدسات أو للتحريض على الكراهية الدينية. وعلى تحالف الحضارات أن يواصل جهوده في هذا المجال لترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل بين الأديان والحضارات، كمدخل أساسي لبناء السلم الدولي.

 وأضاف أن تونس تؤكد على أنّ التحالف لا يجب أن يظلّ إطاراً خطابياً لتبادل الأفكار فحسب، بل ينبغي أن يصبح آلية فاعلةً في معالجة القضايا العالمية الكبرى التي تهز الضمير الإنساني، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فلا يمكن الحديث عن عدالة أو سلم دولي في ظلّ المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة وفي ظلّ استمرار الاحتلال والاعتداء على الأبرياء.

واشار النفطي في هذا الاتجاه إلى أن بضعة أيام تفصلنا عن الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يوافق 29 نوفمبر من كل سنة مجددا تضامن تونس الثابت مع الشعب الفلسطيني، ودعوتها إلى احترام القانون الدولي الإنساني وتمكينه من حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقّه في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضه وعاصمتها القدس الشريف. وتابع إن إحلال السلام العادل في فلسطين ليس مطلباً سياسياً فحسب بل هو شرط أساسي لإرساء سلم شامل ودائم في المنطقة ولبناء نظام دولي يقوم حقا على العدل والمواساة.

كما أعرب وزير الخارجية عن اعتزاز تونس بمساهمتها الفاعلة في مختلف المبادرات التي أطلقها تحالف الأمم المتحدة للحضارات منذ تأسيسه سنة 2005 بدعم من منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة (الإسيسكو)، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن الحوار بين الحضارات ليس ترفاً فكرياً بل هو يرتقي الى مرتبة  العقيدة  الحضاريةً والثقافية  لضمان مقومات السلم العالمي، حيث حرصت تونس على أن تكون شريكاً داعماً لمساعي التحالف في مواجهة مظاهر الانقسام والتعصّب وخطابات الكراهية والإصداع  بصوتها في كل المنابر الدولية والعربية والإسلامية والإفريقية والمتوسطية،  مؤكدا التزام تونس الثابت بالعمل من أجل جعل هذا الآلية  الأممية أكثر فاعلية وتأثيراً في دعم السلم والأمن الدوليين قائلا:»تعتقد  تونس أنّ الوقت قد حان لتفعيل البُعد العملي للتحالف داخل منظومة الأمم المتحدة، عبر تطوير أطر  التنسيق بينه وبين أجهزة المنظمة المعنية بالسلم والتنمية وحقوق الإنسان، حتى يصبح التحالف محركا لبرامج إصلاح العمل متعدّد الأطراف وإعادة الثقة فيه».

ليخلص وزير الخارجية في ختام كلمته إلى أن تونس، التي جعلت من الحوار والاعتدال جوهر سياستها الخارجية، تؤكد  أنّ السلام الحقيقي لا يُبنى على أساس موازين القوى بل على أساس العدالة والكرامة والاحترام المتبادل والمسؤولية المشتركة مجددا دعوة  بلادنا،  باعتبارها ما انفكت  تحرص على مر  الزمن  على التعايش السلمي في مختلف فضاءات انتمائها، جميع أصدقاء التحالف إلى مواصلة دعم الحوار الجدي فيما بينها من أجل إيجاد الصيغ المثلى لتدعيم مقوّمات المجتمع الإنساني بهدف بناء عالم أكثر أمنا وعدلا وتماسكا، ومستقبل أفضل لأجيالنا المقبلة مشيرا في الإطار نفسه          إلى أن المنتدى العالمي الحادي عشر لتحالف الأمم المتحدة للحضارات الذي ستستضيفه المملكة العربية السعودية  يومي 14 و15 ديسمبر 2025 تحت شعار «تحالف الحضارات: عقدان من الحوار من أجل الإنسانيّة: النهوض بعصر جديد من الاحترام والتفاهم المتبادلين في عالم متعدّد الأقطاب»،  يمثل محطة تعبّر فيها  تونس عن ثقتها في أنّ هذا الموعد سيكون محطة مفصلية لتجديد الالتزام الجماعي بقيم التحالف، وتعزيز دوره في رسم معالم نظام دولي جديد قائم على الاحترام والتفاهم المتبادل في عالمٍ متعدد الثقافات مؤكدا استعداد تونس للمشاركة الفاعلة في هذا المنتدى، إيماناً منها بأنّ تحالف الحضارات هو اليوم أحد أهم الأطر القادرة على تجديد التعددية وإعادة بناء الثقة في المنظومة الأممية.

ولان التربية هي أساس بناء المجتمعات المستدامة وتعزيز قيم التسامح والتعايش فقد أشار وزير التربية ورئيس اللجنة الوطنية التونسية للتربية والعلم والثقافة نور الدين النوري خلال كلمته التي ألقاها بالمناسبة، إلى أن تنظيم هذه الندوة يعكس التزام تونس بدعم أهداف تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة وتعزيز دوره كإطار دولي للحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان فضلا عن إيمانه بدوره في نشر ثقافة الحوار والتعايش والمساهمة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

ارتقاء بالنظام التربوي

واضاف وزير  التربية ان وزارة التربية تولي أهمية مطلقة للارتقاء بنظامها التربوي مع التركيز على كل السبل الكفيلة بمجابهة العنف بمختلف اشكاله مع تمكين المتعلم من قيم الانتماء الى الوطن كما تحرص على تثمين الطاقات الإبداعية لدى جميع الفاعلين التربويين في نطاق خطط عمل مشتركة تتركز  على مقاربة تربوية شاملة تقوم على احترام المبادئ والقيم التربوية المثلى واهداف المدرسة التونسية ورسائلها خصوصا في مجال نشر ثقافة الحوار والتعايش والمساهمة في تعزيز السلم والامن الدوليين.

وتابع وزير التربية  بالقول انه يؤمن اليوم بان العمل المشترك وتوحيد الجهود خصوصا في مجال مقاومة التطرف ودعم السلم والامن هو خيار وطني استراتيجي يتجلى من خلال مؤسسة العمل الشبكي القائم منذ سنوات للتوقي من ظاهرة العنف المدرسي والمجتمعي والتصدي لها موضحا ان الدور الذي تضطلع به المدرسة اليوم في التربية على المواطنة هو دور  مفصلي على اعتبار أنها  المسؤولة الأولى على ضمان نقل وادامة القيم الاجتماعية والمدنية والتعريف بمفهوم المواطنة العالمي، وهي اللبنة الأولى لتركيز قيم التعايش السلمي من خلال التشجيع على خلق الأطر الضرورية لمناقشة القضايا المجتمعية المختلفة من خلال دعوة التلاميذ للمشاركة في تشكيل الحياة المدرسية الفعالة والانخراط التلقائي في البرامج والمشاريع ذات البعد الوطني والمصلحة العامة.

واعتبر وزير التربية في الإطار نفسه أن دعم تونس بتفعيل دور تحالف الأمم المتحدة للحضارات في تعزيز الامن والسلم الدوليين ينعكس ضرورة على  عملية تحويل وتطوير التعليم  مبينا في الاطار نفسه  ان بناء مدرسة تقوم على الفكر الحر والسلمي والنقاش المفتوح يعتبر سدا منيعا امام الخطابات المتطرفة.

تجدر الإشارة الى أن اللقاء شهد أيضا كلمة للممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميغل انخيل موراتينوس ثمن من خلالها الدور الريادي الذي تلعبه تونس في تعزيز قيم الحوار والتعايش عبر تنظيم هذا المنتدى مشيرا الى نه يتعين على المجتمع الدولي العودة إلى المبادئ الأساسية من خلال تأكيد  وتثمين  حقيقة الجوهرية تؤشر الى ان  السلام لا يُبنى على الخوف أو الشك، بل على الحوار والكرامة والاحترام المتبادل، وهذا هو جوهر ورسالة تحالف الأمم المتحدة للحضارات.

وأضاف الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات انه  ومنذ إنشائه قبل 20 عاماً، تطور تحالف الأمم المتحدة للحضارات ليصبح منصة عالمية يٌحتفى فيها بالتنوع كقيمة مضافة. حيث تُعتبر التعددية الثقافية والدينية مصدراً للثراء لا للانقسام، وحيث يُنظر إلى الحوار كأداة استراتيجية للوقاية من النزاعات وحلها متابعا أن الرسالة والمسؤولية لم تكن أكثر وضوحاً مما هي عليه اليوم فعلى مدى العقدين الماضيين، جمع التحالف الحكومات والمجتمع المدني والفاعلين الدينيين والشباب ووسائل الإعلام لتعزيز الحوار كأداة للوقاية من النزاعات وحلها في خمس مجالات ذات أولوية عالمية وهي كالتالي: الشباب، التعليم، الإعلام، الهجرة، والنساء كصانعات سلام. واليوم، أصبح التحالف الجهة الأممية الرائدة في مجال الحوار الثقافي والديني، ومع مرور السنوات توسع نطاق اعضائه ليصل إلى 161 عضوا منهم 131 دولة عضو في الأمم المتحدة، ودولة غير عضو، و29 منظمة دولية، تمثل جميع القارات والمجتمعات والثقافات.

وفي معرض حديثه عن آليات ومجالات  التفكير في كيفية تعزيز دور تحالف الأمم المتحدة للحضارات لمواجهة التحديات المتطورة لعصرنا، تطرق الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات الى جملة من المجالات على غرار أهمية التحالف من أجل السلام الذي يجب أن يكون أولوية رئيسية في عالم تتزايد فيه الصراعات والحروب حيث من الضروري السعي  لبناء ثقافة السلام على اعتبار انه  أمن دون سلام الى جانب أهمية تكثيف الجهود لمكافحة التمييز والسرديات القائمة على الكراهية، والإسلاموفوبيا، واستهداف الأقليات هذا بالتوازي مع  أهمية مواصلة التحالف الاستثمار في الشباب والنساء كفاعلين لا غنى عنهم في بناء السلام على اعتبار أن  تجربة الأمم المتحدة  تظهر التحوّل الكبير الذي يمكن أن يحدثه الشباب والنساء في بناء مجتمع شامل. مشيرا الى أن مكتب الأمم المتحدة للحوارات الثقافية سيتابع  تنفيذ برامج لتعزيز قدراتهم بما يؤشر الى ضبط استراتيجية فعلية أساسية لتعزيز صمود المجتمعات، ومنع التطرف، وتعزيز السلام المستدام.

منال حرزي

الرئيسية

أخبار العالم
الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025 08:43
دعت اليابان مواطنيها الموجودين في الصين إلى توخي الحذر بشأن محيطهم ...
أخبار العالم
الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025 07:56
اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا مقدما من الولايات المتحدة يأذن بإنشاء ...
أخبار العالم
الإثنين، 17 نوفمبر 2025 22:42
وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بيع طائرات مقاتلة طراز F35 ...
تونس
سياسة
الإثنين، 17 نوفمبر 2025 12:28
 تتواصل اشغال الجزء الاول للجلسة العامة المشتركة بين أعضاء مجلس نواب ...
سياسة
الأحد، 16 نوفمبر 2025 13:15
استأنفت الجلسة العامة المشتركة بين المجلس الوطني للجهات والأقاليم ومجلس ...
سياسة
السبت، 15 نوفمبر 2025 21:40
 شرع اعضاء مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات والاقاليم في مناقشة ...
سياسة
الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 12:03
 يقدّر مشروع ميزانيّة مهمّة الماليّة لسنة 2026، بحسب مشروع ميزانية ...
سياسة
الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 11:48
يعقد اليوم الثلاثاء، مجلس نواب الشعب جلسة عامة مشتركة مع المجلس الوطني ...
سياسة
الإثنين، 10 نوفمبر 2025 10:15
يعقد مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات والأقاليم اليوم الإثنين 10 ...
اقتصاد و اعمال
اقتصاد و اعمال
الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025 15:23
 بلغ قائم القروض البنكية غير المهنية المسلّمة من طرف البنوك ...
اقتصاد و اعمال
الإثنين، 17 نوفمبر 2025 16:17
 قفزت الاستثمارات الدولية في تونس في نهاية الأشهر التسعة الأولى ...
اقتصاد و اعمال
الأحد، 16 نوفمبر 2025 19:08
تراجع الإنتاج الوطني من النفط الخام، موفى شهر سبتمبر 2025 ، بنسبة 10 ...
اقتصاد و اعمال
الأحد، 16 نوفمبر 2025 14:51
سجل ميزان الطاقة الاولية موفى سبتمبر 2026، عجزا ب4،7 مليون طن مكافىء ...
اخبار العالم
أخبار العالم
الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025 08:43
دعت اليابان مواطنيها الموجودين في الصين إلى توخي الحذر بشأن محيطهم ...
أخبار العالم
الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025 07:56
اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا مقدما من الولايات المتحدة يأذن بإنشاء ...
أخبار العالم
الإثنين، 17 نوفمبر 2025 22:42
وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بيع طائرات مقاتلة طراز F35 ...
أخبار العالم
الإثنين، 17 نوفمبر 2025 19:31
 تواجه إيران موجة جفاف مدمرة من خلال اللجوء إلى تقنيات استمطار ...
ثقافة
فنون
الإثنين، 17 نوفمبر 2025 12:51
تسجل المسابقات الرسمية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها السادسة ...
ادب
الأحد، 16 نوفمبر 2025 21:22
  "الحماية" الفرنسية في تونس"، هو عنوان كتاب جديد أصدره مؤخرا ...
فنون
الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 15:23
تنطلق غدا الخميس فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي الفرجة ...
رياضة
الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 16:50:52
قامت جمعية سوسيوس انترناسيونال التابعة للنادي الصفاقسي بتكريم كلٍّ من الناخب الوطني سامي الطرابلسي والحارس أيمن دحمان، وذلك خلال تواجدهما مع المنتخب الوطني في مدينة ليل الفرنسية لمواجهة  ...
كرة قدم
الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 15:36:33
فاز المنتخب الوطني التونسي لأقل من 23 سنة وديا على مضيفه المنتخب ...
كرة قدم
الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 13:11:47
سيتولى طاقم تحكيم فرنسي إدارة المباراة الودية التي ستجمع اليوم في ليل ...
كرة قدم
الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 12:58:17
وافقت إدارة الاتحاد الرياضي ببن قردان على طلب الترجي الرياضي التونسي ...
عروض شغل
عروض شغل
الإثنين، 17 نوفمبر 2025 11:38
صدر بالعدد الأخير من الرائد الرسمي للجمهورية التونسية قرار من وزير ...
عروض شغل
الإثنين، 17 نوفمبر 2025 10:24
صدر بالعدد الاخير من الرائد الرسمي للجمهورية قرار من وزير الداخلية ...
عروض شغل
الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 09:39
أعلنت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة عن فتح مناظرة خارجية لانتداب 9 ...
عروض شغل
الجمعة، 24 أكتوير 2025 11:41
افادت وزارة الدّاخليّة أنها تعتزم تنظيم مُناظرة خارجيّة بالإختبارات ...
عروض شغل
الأربعاء، 22 أكتوير 2025 12:31
افادت وزارة الدّاخليّة أنها تعتزم تنظيم مُناظرة خارجيّة بالإختبارات ...
عروض شغل
الأربعاء، 08 أكتوير 2025 09:13
صدر بالعدد الأخير من الرائد الرسمي للجمهورية عدد من القرارات من وزيرة ...
عروض شغل
السبت، 04 أكتوير 2025 09:04
أعلنت وزارة الـدفـاع الوطنـي عن إنتداب تلامذة ضباط صف بالبحرية فتيان ...
عروض شغل
الأربعاء، 01 أكتوير 2025 11:46
تفتح وزارة الصحة يوم 25 جانفي 2026،  7 مناظرات خارجية ...
عروض شغل
الإثنين، 29 سبتمبر 2025 11:04
تفتح الشركة التونسية للانترنت باب الترشح لمناظرات خارجية بالملفات ...
اخبار المؤسسات
اخبار المؤسسات
الإثنين، 17 نوفمبر 2025 12:22
أعلنت Ooredoo تونس عن مواصلة مبادرتها البيئية وإطلاق حملة جديدة ...
اخبار المؤسسات
الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 17:08
اعلنت "Ooredoo تونس" عن شراكة جديدة مع درة الشملي، أفضل لاعبة بادل في ...
اخبار المؤسسات
الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 13:07
في إطار التزامه المتواصل بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية، أطلق بنك ...
اخبار المؤسسات
الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 11:32
افتتح QNB تونس فرعاً ...