إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد: فيتو أمريكي رغم انف العالم.. القرار للأقوى

 

القرار الخطأ في الوقت الخطأ وهو قرار من شأنه أن يحمل أكثر من رسالة لأكثر من طرف وهي رسالة للضحايا الفلسطينيين بأن دماءهم لا قيمة لها ولكن في المقابل فان فيها رسالة للاحتلال الإسرائيلي بمنحه الضوء الأخضر بمواصلة جرائمه ..

بكل برود.. ودون أدنى حرج أو خجل من شلال الدم وجثث الضحايا المكدسة في كل ركن من غزة.. قال مندوب واشنطن في مجلس الأمن "لا ندعم دعوات وقف إطلاق النار في غزة "..

ليس أكثر من هذا الوضوح ومن هذه الرسالة للمضي قدما في عمليات الإبادة في غزة ومنها الى الضفة.. الضوء الأخضر حاصل والة القتل والدمار الإسرائيلية جاهزة.. وربما يصح وصف قرار الفيتو بأنه قرار أمريكي إسرائيلي مشترك.. ربما لا احد وباستثناء بعض الواهمين توقعوا قبول واشنطن بقرار وقف إطلاق النار وعدم اللجوء الى استعمال الفيتو في مجلس الأمن ذلك أن كل التصريحات والتحركات الأمريكية منذ بداية المجازر المفتوحة على غزة كان يتوقع موقفا مغايرا للموقف الإسرائيلي أو ناقدا له... عشية ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أسقطت واشنطن بجرة قلم وعبر ورقة الفيتو قرارا يحظى بإجماع المجتمع الدولي والرأي العام الدولي الذي كان يتطلع الى قرار إنساني يضع حدا لحرب الإبادة الجماعية في غزة ..

ولكن شاء الموقف الأمريكي الإسرائيلي إلا أن يسحب البساط أمام الجميع بدعوى أن القرار لم يتضمن إدانة لحماس وان وقف إطلاق النار في هذه المرحلة سيمنح المقاومة فرصة استعادة الأنفاس وتكرار ما قامت به في السابع من أكتوبر وهو الموقف ذاته الذي ما انفكت القيادات الإسرائيلية تروج له لمواصلة مخططاتها المدمرة في غزة وتدمير ما بقي من القطاع الذي بات مقبرة مفتوحة ....

طبعا من شأن المتتبع للمبررات الأمريكية لرفع الفيتو أن يدرك أن القرار كان جاهز وان إدارة بايدن ليست مستعدة لحقن دماء الفلسطينيين في غزة أو حتى فرملة حليفها الإسرائيلي لوقف المجازر ومنح أهالي غزة فرصة التقاط الأنفاس والبحث عن مأوى يلجأون إليه في القطاع الذي لا مكان امن فيه حسب تقارير اليونيسيف والصليب الأحمر اللذان يؤكدان أن غزة اخطر مكان على الأطفال في العالم حيث يموت طفل كل عشر دقائق بسبب القصف وحيث لا مكان امن للأهالي من نساء وأطفال ومشردين ...

المثير أيضا في الموقف الأمريكي الذي ما انفك يكرر أنه يدعو إسرائيل لتجنب المدنيين وهو بذلك إنما يبرئ نفسه من جرائم حليفه الإسرائيلي ليس إلا ...

أما عن الدعوات للسماح بعبور المساعدات الإنسانية فالأمر لا يحتاج اجتهادا يذكر ويكفي التطلع الى معاناة الأهالي التائهين بين الأنقاض بحثا عن جرعة ماء أو رغيف يابس بعد أن سدت أمامهم المنافذ كل ذلك فيما تستعرض قوات الاحتلال قدراتها في اعتقال وإهانة الأهالي وإذلالهم عراة حفاة أمام العالم وتحت عدسات المصورين الإسرائيليين إمعانا في تحقير الذات البشرية والفلسطينية والاستهتار بكل القيم الإنسانية في يومها العالمي وفي كل يوم ...

رغم كل المناشدات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورغم كل صرخات الاستغاثة وكل الدعوات لوقف إطلاق النار وتجنب مزيد الكوارث ورغم كل صور الموت فان كل ذلك لم يكن مبررا للإدارة الأمريكية لوقف الجحيم.. الرسالة التي ستبقى من خلال الفيتو الأمريكي أنه لا قيمة ولا جدوى من وجود الأمم المتحدة والقوانين الدولية والعدالة الدولية ...

إذ يكفي أن واشنطن تعتزم تزويد تل ابيب بمزيد القذائف لأجل استخدامها في الحرب الحالية التي تشنها على قطاع غزة... إدارة الرئيس جوبايدن طلبت من الكونغرس الموافقة على بيع 45 ألف قذيفة لدبابات "ميركافا" الإسرائيلية لمواصلة الحرب.. حياة الفلسطيني في ميزان العدالة الدولية والإنسانية وميزان القوانين الأمريكية لا تساوي شيئا في ميزان الانتخابات الأمريكية ..

آسيا العتروس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ممنوع من الحياد:   فيتو أمريكي رغم انف العالم.. القرار للأقوى

 

القرار الخطأ في الوقت الخطأ وهو قرار من شأنه أن يحمل أكثر من رسالة لأكثر من طرف وهي رسالة للضحايا الفلسطينيين بأن دماءهم لا قيمة لها ولكن في المقابل فان فيها رسالة للاحتلال الإسرائيلي بمنحه الضوء الأخضر بمواصلة جرائمه ..

بكل برود.. ودون أدنى حرج أو خجل من شلال الدم وجثث الضحايا المكدسة في كل ركن من غزة.. قال مندوب واشنطن في مجلس الأمن "لا ندعم دعوات وقف إطلاق النار في غزة "..

ليس أكثر من هذا الوضوح ومن هذه الرسالة للمضي قدما في عمليات الإبادة في غزة ومنها الى الضفة.. الضوء الأخضر حاصل والة القتل والدمار الإسرائيلية جاهزة.. وربما يصح وصف قرار الفيتو بأنه قرار أمريكي إسرائيلي مشترك.. ربما لا احد وباستثناء بعض الواهمين توقعوا قبول واشنطن بقرار وقف إطلاق النار وعدم اللجوء الى استعمال الفيتو في مجلس الأمن ذلك أن كل التصريحات والتحركات الأمريكية منذ بداية المجازر المفتوحة على غزة كان يتوقع موقفا مغايرا للموقف الإسرائيلي أو ناقدا له... عشية ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أسقطت واشنطن بجرة قلم وعبر ورقة الفيتو قرارا يحظى بإجماع المجتمع الدولي والرأي العام الدولي الذي كان يتطلع الى قرار إنساني يضع حدا لحرب الإبادة الجماعية في غزة ..

ولكن شاء الموقف الأمريكي الإسرائيلي إلا أن يسحب البساط أمام الجميع بدعوى أن القرار لم يتضمن إدانة لحماس وان وقف إطلاق النار في هذه المرحلة سيمنح المقاومة فرصة استعادة الأنفاس وتكرار ما قامت به في السابع من أكتوبر وهو الموقف ذاته الذي ما انفكت القيادات الإسرائيلية تروج له لمواصلة مخططاتها المدمرة في غزة وتدمير ما بقي من القطاع الذي بات مقبرة مفتوحة ....

طبعا من شأن المتتبع للمبررات الأمريكية لرفع الفيتو أن يدرك أن القرار كان جاهز وان إدارة بايدن ليست مستعدة لحقن دماء الفلسطينيين في غزة أو حتى فرملة حليفها الإسرائيلي لوقف المجازر ومنح أهالي غزة فرصة التقاط الأنفاس والبحث عن مأوى يلجأون إليه في القطاع الذي لا مكان امن فيه حسب تقارير اليونيسيف والصليب الأحمر اللذان يؤكدان أن غزة اخطر مكان على الأطفال في العالم حيث يموت طفل كل عشر دقائق بسبب القصف وحيث لا مكان امن للأهالي من نساء وأطفال ومشردين ...

المثير أيضا في الموقف الأمريكي الذي ما انفك يكرر أنه يدعو إسرائيل لتجنب المدنيين وهو بذلك إنما يبرئ نفسه من جرائم حليفه الإسرائيلي ليس إلا ...

أما عن الدعوات للسماح بعبور المساعدات الإنسانية فالأمر لا يحتاج اجتهادا يذكر ويكفي التطلع الى معاناة الأهالي التائهين بين الأنقاض بحثا عن جرعة ماء أو رغيف يابس بعد أن سدت أمامهم المنافذ كل ذلك فيما تستعرض قوات الاحتلال قدراتها في اعتقال وإهانة الأهالي وإذلالهم عراة حفاة أمام العالم وتحت عدسات المصورين الإسرائيليين إمعانا في تحقير الذات البشرية والفلسطينية والاستهتار بكل القيم الإنسانية في يومها العالمي وفي كل يوم ...

رغم كل المناشدات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورغم كل صرخات الاستغاثة وكل الدعوات لوقف إطلاق النار وتجنب مزيد الكوارث ورغم كل صور الموت فان كل ذلك لم يكن مبررا للإدارة الأمريكية لوقف الجحيم.. الرسالة التي ستبقى من خلال الفيتو الأمريكي أنه لا قيمة ولا جدوى من وجود الأمم المتحدة والقوانين الدولية والعدالة الدولية ...

إذ يكفي أن واشنطن تعتزم تزويد تل ابيب بمزيد القذائف لأجل استخدامها في الحرب الحالية التي تشنها على قطاع غزة... إدارة الرئيس جوبايدن طلبت من الكونغرس الموافقة على بيع 45 ألف قذيفة لدبابات "ميركافا" الإسرائيلية لمواصلة الحرب.. حياة الفلسطيني في ميزان العدالة الدولية والإنسانية وميزان القوانين الأمريكية لا تساوي شيئا في ميزان الانتخابات الأمريكية ..

آسيا العتروس