شعر: فائق أبو شاويش – غزة
لا لن أموتَ الآنْ
صوب على المطر الرصاص
نهض الصباح مبكرا
في خيمة الفسفور ليلا
ورصيف مئذنة وصوفي يصلي في نعاس
يعلو صياح الطفل تسبيحا لشال صبية
غاصت بباب الدار تنهشها الكلاب
عصفورة في الزنبق الرسمي تلقى حتفها
والحر يدفن رأسه
في شجرة للوز داعب نهدها وجع السراب
خوفي يسافر في دمي
ما عاد يغمض جفنه
ونشيد أمطار النوافذ عجلى
لا لا صلاة على الغياب
ما عاد للنوم الشظايا في العطش
سيارتي الحمراء لا زالت
كمئذنة لتشريح الجثث
آه سعاد
الريح تعوي نزوة الطلقات عادت كالجراد
لا تقرأ الفنجان يا هذا
غادر صلاة الصمت
فبتهمة الإرهاب بيتي صار كوما من رماد
بئر يكبر في نقاب العرس لا
والأرض ما زالت تدور
وتسافر الحارات فينا في حزام ناسف
والشمس أوجاع والليل لا يأبى العبور
ينبيك فنجان الضرير بأنه
ثلج الخليفة ينتصر ويزغرد النعناع
وفراغ خيمتنا يضاجع غيمة
نامت بحضن يمامة رقصت على ذاك الضياع
مطر تهاوى فجأة
والنار تسكب ما تبقى من كؤوس الماء
لا تعتذر يا نجم عن هذا المساء
فالجبة الخضراء في زيت الطعام تزورنا
ليلا تفتش في آهاتنا لتلتحف البقاء
آه سعاد...
أدركت أنا قد كبرنا فجأة
لا تسدلي بعد الستار
ما زلت أرسم لوحتي
وشما على شط الندى
ظمآن يعزف نجمه كل الديار
شيخ أطاحوا رأسه قام اغتسل
يرجو من المطر الطعام
لا قهوة في جثة الكنعان يعد أيام الحطام
آه سعاد...
ما ضير لو نتبادل القبلات من قبل الفطام
يتكسر الفنجان في صوتي وتر
بكت السماء بحرقة الفسفور
في كف يبلله المطر
لكنه في غزة الفقراء والشهداء والشعراء
والثوار والتجار والفجار موتى
قبل زخات الرصاص على المطر
******