شهدت السّوق البلدية بمدينة أكودة في السّنوات الأخيرة أشغال صيانة وتعهّد تجاوزت كلفتها 400 ألف دينار ورُغم ما عرفته هذه الأشغال من تعثّرات عديدة فإنّ متساكني مدينة أكودة وأهاليها منّوا النّفس طويلا بإصلاح الوضعيّة والقطع مع ظاهرة الانتصاب الفوضوي وما يُرافقها من عديد التّجاوزات والإخلالات سواء على مستوى التداعيّات الصحية الخطيرة وسلامة المستهلك من ناحية أولى أو على مستوى ما يتسبّب فيه الانتصاب الفوضوي على طول الشّارع الرّئيسي من تعطيل لحركة المرور ومن وضع بيئيّ حرج من ناحية ثانية.
فشل ذريع في التصدّي للانتصاب الفوضوي
رغم مرور ما يزيد عن السبع سنوات من استكمال أشغال السّوق وتهيئتها فإنّ الحال بقي على ما هو عليه إذ عجزت السّلط المحليّة وعلى رأسها بلديّة المكان عن السّيطرة على الوضع وبسط علويّة القانون وإرغام التجّار على وجوب الإمتثال والانتصاب داخل السّوق بالمحلاّت التي تمّت تهيئتها للغرض لتنتصر بذلك إرادة المنتصبين فوضويّا على إرادة أصحاب القرار وليعلوَ صوتهم على صوت القانون. حيث عبّر أحد التجّار ممّن تسوّغ أحد المحلاّت البلدية عن كساد تجارته مشيرا إلى تراجع أرقام معاملاته ومبيعاته بفعل استفحال ظاهرة الانتصاب الفوضوي لأنّ أغلب المتبضّعين يقتنون حاجياتهم من خارج فضاء السّوق ما جعل كل من تسوّغ محلا من البلدية وآثر العمل داخل الأطر القانونيّة يعجّل بفكّ ارتباطه بعد حالة اليأس والإحباط من صلاح الحال نتيجة تراكم ديونه لفائدة الموزّعين والمزوّدين، كما اتهم هؤلاء البلدية بالتّقصير وبأنّها المتسبّب الرّئيسي في تأزّم وضعيّة السّوق البلدي واصفين الوضع بأنّ " الأيادي المرتعشة لا تصنع الرّبيع ". وأشار محدثنا إلى أنّ البلديّة عوض أن تفرض الانضباط وتحرص على دعم وتعبئة مواردها تتقاعس في ذلك وهو ما جعل سوق أكودة قبلة مفضّلة للمنتصبين فوضويّا وما ازدياد عددهم إلاّ خير دليل على ُضعف التّعاطي مع ظاهرة الانتصاب الفوضوي بالمدينة.
سرقة التّجهيزات.. وتغيير الصّبغة
من جهة أخرى فإن سهولة النفاذ إلى داخل السوق بسبب ضعف المراقبة والحراسة وعدم الحرص على إحكام غلق الأبواب شجّع عددا من المنحرفين على سرقة كل تجهيزات السوق من حنفيات ورخام ومستلزمات شبكتي الكهرباء والماء ... إلى جانب التّطاول وتحويل صبغة السوق لتصبح فضاء مفضلا لعقد جلسات خاصة جدا. حيث أكّد عدد من متساكني الجوار أنّ السّوق وبمجرّد حلول السّاعات الأولى من الليل يتغيّر دورها لتضطلع بمهمّة أخرى حيث تكون فضاء لعقد الجلسات المشبوهة التي تحضر فيها وبكلّ قوّة كلّ أنواع الممنوعات فيكثر الصّخب والضّجيج والهرج والمرج الذي غالبا ما يكون خاتمة مثل هذه الجلسات المشبوهة التي تتواصل إلى ساعات الفجر الأولى مع ما يرافقها من عمليات التبوّل وما تخلّفه من روائح كريهة لا تُطاق. وأبدى بعض المتساكنين لـ"الصباح " استياءهم الشديد من التّعاطي الأمني الفاتر مع نداءاتهم واستنجاداتهم واستغربوا من صمت السّلط المحليّة ممّا يلقونه من مشاكل أقضّت مضاجعهم والحال أنّ السّوق البلدي محاط بثلاث مقرّات سيادة ( مركز أمن – مركز حرس – معتمديّة ) فمتى تصحو الضمائر و تُحمّل المسؤوليات لوضع حد لهذا الإستهتار وسوء التصرّف في المال العام ؟
أنور قلالة
__________
نابل..الفلاحون يطلقون صيحة فزع بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف
نابل - الصباح
ما انفك مربو الماشية بولاية نابل يتذمرون من ارتفاع اسعار الأعلاف ما دفع عدد كبير منهم الى التفريط في قطيعهم وبيعه بسبب عدم القدرة على مجابهة ارتفاع أسعار الأعلاف الذي اثر على الكلفة الإنتاج.
زيادات مشطة
ويقول احمد حمام احد صغار الفلاحين بجهة منزل تميم من ولاية نابل أنهم باتوا غير قادرين على تحمل الزيادة المشطة في أسعار الأعلاف مضيفا بالقول :"كنا نبهنا منذ مدة الى ان ارتفاع تكلفة الإنتاج سيدفعنا قسرا الى التخلي عن تربية الأغنام وسيحتم علينا ترك هذه المهنة والبحث عن مصدر قوت آخر وليست هذه المحنة الجديدة وليدة الساعة لكنها تفاقمت بشكل غير مسبوق في الأشهر القليلة الفارطة.
وابدى محمد بن داود فلاح من منطقة منزل حر التابعة لمعتمدية منزل تميم من ولاية نابل حيرته وعجزه عن مجابهة غلاء المادة العلفية مما يدفعه الى التعرض لخسائر إضافية تعجزه عن مجابهة التحديات ومثله الكثير من فلاحي المنطقة وخاصة مربي الأبقار والأغنام الذين لحقهم الضرر خاصة وانهم من صغار الفلاحين .
الاتحاد الفلاحة على الخط
وبدوره شدد سامي الهويدي رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ببوعرقوب من ولاية نابل على ان أسعار الأعلاف ارتفعت كثيرا مما أثر سلبا على وضعية الفلاح الاجتماعية. وطالب الهويدي في تصريح لـ"الصباح" بتوريد الأعلاف مضيفا "نطالب وزارة التجارة بالتأكد من تطبيق المنشور الأخير القاضي بتحديد سعر العلف ، ودعا المتحدث الى توفير مادة التبن بالسعر المحدد قانونيا.
ومن جانبه أشار عضو اتحاد الفلاحين المكلف بالإنتاج الحيواني الامام البرقوقي في تصريح لـ"الصباح " الى لجوء عديد الفلاحين الى التخلص من أغنامهم عبر بيعها ، قائلا انه لم يعد أمام الفلاح من حل غير التفريط في القطيع الحيواني .
وأوضح المصدر ذاته أن ندرة الأعلاف الخشنة وارتفاع أسعارها بالمقارنة مع السنوات الفارطة نتيجة تواصل الجفاف وشح التساقطات أدى الى ارتفاع كلفة الإنتاج حيث اجتمعت كل العوامل التي دفعت الفلاحين الى التفكير في بدائل عن الإنتاج الحيواني والتوجه لقطاعات أخرى مثل غراسة الزياتين.
ليلى بن سعد
__________________
سوسة - الصباح
شهدت السّوق البلدية بمدينة أكودة في السّنوات الأخيرة أشغال صيانة وتعهّد تجاوزت كلفتها 400 ألف دينار ورُغم ما عرفته هذه الأشغال من تعثّرات عديدة فإنّ متساكني مدينة أكودة وأهاليها منّوا النّفس طويلا بإصلاح الوضعيّة والقطع مع ظاهرة الانتصاب الفوضوي وما يُرافقها من عديد التّجاوزات والإخلالات سواء على مستوى التداعيّات الصحية الخطيرة وسلامة المستهلك من ناحية أولى أو على مستوى ما يتسبّب فيه الانتصاب الفوضوي على طول الشّارع الرّئيسي من تعطيل لحركة المرور ومن وضع بيئيّ حرج من ناحية ثانية.
فشل ذريع في التصدّي للانتصاب الفوضوي
رغم مرور ما يزيد عن السبع سنوات من استكمال أشغال السّوق وتهيئتها فإنّ الحال بقي على ما هو عليه إذ عجزت السّلط المحليّة وعلى رأسها بلديّة المكان عن السّيطرة على الوضع وبسط علويّة القانون وإرغام التجّار على وجوب الإمتثال والانتصاب داخل السّوق بالمحلاّت التي تمّت تهيئتها للغرض لتنتصر بذلك إرادة المنتصبين فوضويّا على إرادة أصحاب القرار وليعلوَ صوتهم على صوت القانون. حيث عبّر أحد التجّار ممّن تسوّغ أحد المحلاّت البلدية عن كساد تجارته مشيرا إلى تراجع أرقام معاملاته ومبيعاته بفعل استفحال ظاهرة الانتصاب الفوضوي لأنّ أغلب المتبضّعين يقتنون حاجياتهم من خارج فضاء السّوق ما جعل كل من تسوّغ محلا من البلدية وآثر العمل داخل الأطر القانونيّة يعجّل بفكّ ارتباطه بعد حالة اليأس والإحباط من صلاح الحال نتيجة تراكم ديونه لفائدة الموزّعين والمزوّدين، كما اتهم هؤلاء البلدية بالتّقصير وبأنّها المتسبّب الرّئيسي في تأزّم وضعيّة السّوق البلدي واصفين الوضع بأنّ " الأيادي المرتعشة لا تصنع الرّبيع ". وأشار محدثنا إلى أنّ البلديّة عوض أن تفرض الانضباط وتحرص على دعم وتعبئة مواردها تتقاعس في ذلك وهو ما جعل سوق أكودة قبلة مفضّلة للمنتصبين فوضويّا وما ازدياد عددهم إلاّ خير دليل على ُضعف التّعاطي مع ظاهرة الانتصاب الفوضوي بالمدينة.
سرقة التّجهيزات.. وتغيير الصّبغة
من جهة أخرى فإن سهولة النفاذ إلى داخل السوق بسبب ضعف المراقبة والحراسة وعدم الحرص على إحكام غلق الأبواب شجّع عددا من المنحرفين على سرقة كل تجهيزات السوق من حنفيات ورخام ومستلزمات شبكتي الكهرباء والماء ... إلى جانب التّطاول وتحويل صبغة السوق لتصبح فضاء مفضلا لعقد جلسات خاصة جدا. حيث أكّد عدد من متساكني الجوار أنّ السّوق وبمجرّد حلول السّاعات الأولى من الليل يتغيّر دورها لتضطلع بمهمّة أخرى حيث تكون فضاء لعقد الجلسات المشبوهة التي تحضر فيها وبكلّ قوّة كلّ أنواع الممنوعات فيكثر الصّخب والضّجيج والهرج والمرج الذي غالبا ما يكون خاتمة مثل هذه الجلسات المشبوهة التي تتواصل إلى ساعات الفجر الأولى مع ما يرافقها من عمليات التبوّل وما تخلّفه من روائح كريهة لا تُطاق. وأبدى بعض المتساكنين لـ"الصباح " استياءهم الشديد من التّعاطي الأمني الفاتر مع نداءاتهم واستنجاداتهم واستغربوا من صمت السّلط المحليّة ممّا يلقونه من مشاكل أقضّت مضاجعهم والحال أنّ السّوق البلدي محاط بثلاث مقرّات سيادة ( مركز أمن – مركز حرس – معتمديّة ) فمتى تصحو الضمائر و تُحمّل المسؤوليات لوضع حد لهذا الإستهتار وسوء التصرّف في المال العام ؟
أنور قلالة
__________
نابل..الفلاحون يطلقون صيحة فزع بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف
نابل - الصباح
ما انفك مربو الماشية بولاية نابل يتذمرون من ارتفاع اسعار الأعلاف ما دفع عدد كبير منهم الى التفريط في قطيعهم وبيعه بسبب عدم القدرة على مجابهة ارتفاع أسعار الأعلاف الذي اثر على الكلفة الإنتاج.
زيادات مشطة
ويقول احمد حمام احد صغار الفلاحين بجهة منزل تميم من ولاية نابل أنهم باتوا غير قادرين على تحمل الزيادة المشطة في أسعار الأعلاف مضيفا بالقول :"كنا نبهنا منذ مدة الى ان ارتفاع تكلفة الإنتاج سيدفعنا قسرا الى التخلي عن تربية الأغنام وسيحتم علينا ترك هذه المهنة والبحث عن مصدر قوت آخر وليست هذه المحنة الجديدة وليدة الساعة لكنها تفاقمت بشكل غير مسبوق في الأشهر القليلة الفارطة.
وابدى محمد بن داود فلاح من منطقة منزل حر التابعة لمعتمدية منزل تميم من ولاية نابل حيرته وعجزه عن مجابهة غلاء المادة العلفية مما يدفعه الى التعرض لخسائر إضافية تعجزه عن مجابهة التحديات ومثله الكثير من فلاحي المنطقة وخاصة مربي الأبقار والأغنام الذين لحقهم الضرر خاصة وانهم من صغار الفلاحين .
الاتحاد الفلاحة على الخط
وبدوره شدد سامي الهويدي رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ببوعرقوب من ولاية نابل على ان أسعار الأعلاف ارتفعت كثيرا مما أثر سلبا على وضعية الفلاح الاجتماعية. وطالب الهويدي في تصريح لـ"الصباح" بتوريد الأعلاف مضيفا "نطالب وزارة التجارة بالتأكد من تطبيق المنشور الأخير القاضي بتحديد سعر العلف ، ودعا المتحدث الى توفير مادة التبن بالسعر المحدد قانونيا.
ومن جانبه أشار عضو اتحاد الفلاحين المكلف بالإنتاج الحيواني الامام البرقوقي في تصريح لـ"الصباح " الى لجوء عديد الفلاحين الى التخلص من أغنامهم عبر بيعها ، قائلا انه لم يعد أمام الفلاح من حل غير التفريط في القطيع الحيواني .
وأوضح المصدر ذاته أن ندرة الأعلاف الخشنة وارتفاع أسعارها بالمقارنة مع السنوات الفارطة نتيجة تواصل الجفاف وشح التساقطات أدى الى ارتفاع كلفة الإنتاج حيث اجتمعت كل العوامل التي دفعت الفلاحين الى التفكير في بدائل عن الإنتاج الحيواني والتوجه لقطاعات أخرى مثل غراسة الزياتين.