الإسلاميون من أنصار البشير يؤججون نار الحرب ويقطعون أي خطوة للتهدئة
نحن السودانيون لا نملك ما امتلكته الدول التي أجلت رعاياها من الموت وأرغمت به جنرالات الدم على احترام عمليات الإجلاء
-القوى المدنية تواصل للتنسيق مع المبادرة الأمريكية السعودية لإيقاف إطلاق النار..
هذه السيناريوهات المرتقبة في السودان
تونس-الصباح
التوصّل الى صوت من داخل السودان يمثل المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين في خضم الحرب المسعورة التي يعيش على وقعها السودانيون منذ نحو أسبوعين ليس بالأمر الهين ليس لغياب هؤلاء عن المشهد فهم وبرغم ما يواجهونه من خطر يواصلون القيام بنشاطاتهم الإنسانية ويحاولون الوصول الى المدنيين لمد يد العون بما أمكن من أغذية أو أدوية ليست في متناول أي كان في هذه الأوقات الصعبة، ولكن بسبب صعوبة التواصل مع استمرار انقطاع الانترنت في أحيان كثيرة.. الزميل الصحفي والناشط الحقوقي السوداني خالد عبد الكريم المتواجد بالخرطوم عاصمة السودان الشمالي كان همزة الوصل مع الشارع السوداني في هذه الأوقات العسيرة ونقل لنا معنى الحياد في مثل هذه الاختبارات وتطورات الأحداث وما يمكن أن تحمله الساعات القادمة من مفاجآت أو سيناريوهات في المشهد السوداني.. ويعيش السودان منذ 14 أفريل على وقع اقتتال دموي بين الجيش السوداني بزعامة البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة حميدتي، وأمس طالبت واشنطن رعاياها بالتعجيل بمغادرة السودان في غضون ثمان وأربعين ساعة بما فاقم المخاوف من سقوط الهدنة نهائيا واحتدام المعارك.. وتم أمس تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، بوساطة سعودية أميركية.. ولا يزال الوضع على درجة من التعقيد والخطورة في ظل غياب مؤشرات التهدئة أو قبول أطراف الصراع بالتفاوض.. وظلت حصيلة المعارك تسجل ارتفاعا وحسب الصحة العالمية فقط تجاوز الخسائر البشرية خلال أربعة عشرة يوما من الحرب 571 قتيلا وآلاف الجرحى ..
وفيما يلي نص الحديث:
حوار: آسيا العتروس
*كتبت في وقت سابق أن الأيام العشرة الأولى جعلت الحرب تدخل كل بيت سوداني من باب الموت أو نافذة الخسائر المادية أو النفسية ولا يمكن بأي حال من الأحوال مسحها من ذاكرة السودانيين فكيف هو المشهد اليوم في السودان وما هي أخبار الهدنة؟
ما يمكن تأكيده أن القصف كان على فترات متقطعة في اليومين الماضيين ولازلنا تحت رحمة الرصاص وشظايا المقذوفات المضادة للطيران والقصف الجوي وسط الأحياء السكنية. للأسف وللغياب التام للشرطة وانتشار المنفلتين وحالات سلب ونهب للمحال التجارية والأسواق وترد كبير في الخدمات هناك أحياء لم تصلها الكهرباء والمياه منذ السبت 15 أفريل بداية المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع .
ونحن كجزء من المجتمع المدني نحاول مع لجان المقاومة في الأحياء ترتيب مسالة الخدمات والنظافة ودوريات الحراسة فقط والحقيقة أن الأوضاع أكبر من إمكانياتنا في بعض الأحياء التي يقل فيها الاشتباك عملنا على تنظيم وقفات احتجاجية مطالبة بوقف الحرب.
*وكيف هو الوضع في الخرطوم؟
الخرطوم الآن مدينة أشباح وهي تكاد تكون خالية من السكان حركة نزوح كبيرة للولايات الأقل تأثرا بالحرب.. هناك انعدام تام للوقود الشيء الذي يرفع تكاليف السفر لأسعار خيالية. إغلاق للمحلات والأسواق خوفا من السيولة الأمنية .
هناك أيضا عجز تام للنظام الصحي أمام الحالات الحرجة وعدم قدرة على دفن الجثث بسبب استهداف المنشآت الصحية .
للأسف الإسلاميون من أنصار النظام المخلوع يؤججون نار الحرب ويقطعون أي خطوة للتهدئة .
*كيف تقرأ دعوة أمريكا وأوروبا لرعاياهما بالمغادرة خلال 48 ساعة؟
الولايات المتحدة تستعجل رعاياها وكذلك دول الاتحاد الأوروبي لان تجربة الهدنة أكدت لهم بأنه ليس لدى الطرفين نوايا لإيقاف الحرب وأنها آخذة في التصعيد .
*وماذا عن الدول العربية وأين دور الجامعة العربية؟
اليوم أجرت القوى المدنية تواصلا مع المبادرة الثلاثية والرباعية للتنسيق مع المبادرة الأمريكية والسعودية لإيقاف إطلاق النار أولا وهناك اقتراح بلقاء موفد من كل طرف في السعودية. وقد وافق الطرفان –الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إرسال موفدين دون تحديد زمن لذلك .
بالنسبة لرعايا من الدول العربية يتم إجلاؤهم عبر ميناء برتسودان بواسطة السعودية الى ميناء جدة. ومنذ الأمس يتم إجلاء حاملي الجنسيات الأمريكية والأوروبية من أصول سودانية أو غيرها .
*ما هي السيناريوهات المرتقبة في المشهد السوداني وهل أن الهدنة قابلة للصمود؟
هناك أكثر من سيناريو.. ويمكن إدراجها كالتالي، فهناك سيناريو أول وهو سيناريو الحسم العسكري. وهذا ما يراهن عليه الجيش وقد رمى بكل أوراقه فيه باستخدام القوة الجوية وضرب معسكرات الدعم السريع وقطع خطوط الإمداد عنه من الولايات. هذا الخيار كان الجيش يحسب بأنه سينجح خلال 72 ساعة لكنه فشل في ذلك وارتفعت بذلك تكلفة التصعيد الحربي.
السيناريو الثاني وهو القبول بالعودة للتفاوض عبر المبادرة الداخلية. وهي مبادرة الحرية وتغيير المجلس المركزي والحرية والتغيير والكتلة الديموقراطية مضاف إليها حركات اتفاق جوبا المسلحة. وهذا السيناريو تواجهه مشكلات وتعقيدات كبيرة أهمها الرأي السائد داخل الجيش نفسه والرافض للمبادرة وقناعته بأن الدعم السريع يدعم الاتفاق الإطاري ليجد حاضنة سياسية تسنده .
أما السيناريو الثالث فهو سيناريو استمرار الحرب وهو سيناريو الطرف الثالث وهم فلول النظام المخلوع، فالرهان هنا من يكسب تنظيم البشير من استمرار الحرب وإنهاك المكونين العسكريين والذي يعتقد أي (نظام البشير) بأنهما انقلبا عليه في ساعة الحاجة لهم لمواجهة قوى الثورة ويدعم الجيش تحديدا لإقصاء الدعم السريع.
أما السيناريو الرابع فهو انزلاق السودان في حرب طويلة بسبب تدخل المحاور الإقليمية والدولية حيث أن هناك اصطفافا إقليميا لكلى الطرفين .
*ماذا تخفي عمليات إجلاء الرعايا الأجانب بهذه السرعة وماذا عن حماية المدنيين السودانيين؟
من الواضح أننا إزاء عملية جراحة تجميل كبيرة لتوصيف عمليات الإجلاء لرعايا وديبلوماسيين الدول والترويج على أنها تتم بالتنسيق مع طرفي النزاع فالمعلوم أن ما حدث لم يكن جراء المناشدة بالتأكيد، نحن السودانيون لا نملك ما امتلكته حكومات الدول التي أجلت رعاياها من الموت وأرغمت به جنرالات الدم ليستجيبوا صاغرين باحترام الوقت المطلوب لعمليات الإجلاء. إذا كان خطاب الهدنة وفتح المسارات مراعاة للأوضاع الإنسانية موجه بالأساس نحو الداخل فلا أعتقد أن تكون له أي جدوى وهو خطاب تفضحه الأوضاع المتدهورة يوم بعد يوم.. وإن كان هذا الخطاب موجها للخارج - المجتمع الدولي- فاعتقد بأن المجتمع الدولي ظل ينتزع ما يطلبه من مسارات آمنه وهدنه يتوقف فيها إطلاق النار لإجلاء رعاياه وبالتالي أعفونا من هذا الاستهبال ولكن مع ذلك لا يزال لدي إيمان بأن هذه الأرض لنا .
ولذلك نحن نسأل كيف يا ترى سيحتفل المنتصر وأبواق الحرب فوق كل هذه الجماجم وهل سنسمع التكبير على ضفاف نهر الدم .
*وماذا عن المستقبل؟
الوقت عامل مهم جداً أثناء الحرب.. وبالتالي لا أظن بأن لنا حاجة لإنفاق المتاح منه لنا في محنتنا هذه في أي معارك جانبية كمطاردة المحتوى المبذول مجاناً لتأجيج نار الحرب أو لتوفير وقود خطاب الكراهية ..
الوقت أثناء الحرب واستثماره يعني حقيقة إنقاذ حياة مواطنين من الموت..
الوقت أثناء الحرب واستثماره يعني حقيقة جبر الخاطر الوطني المكسور ..
الوقت يعني النظر فقط للضحايا الحقيقيين والذين يدفعون التكلفة ...
من يريد أن يتعرّف حقيقة على قيمة الوقت أثناء الحرب عليه أن يتوقف في المسافة بين اندلاعها والخطوات العملية لإجلاء الدول لممثليها ودبلوماسييها ورعاياها ويقيس ذلك بالمسافة بين المناشدات لإيقاف الحرب واتخاذ خطوات عملية تفرض إيقافها ..
*ماذا تقولون للعالم؟
لا للحرب.. ننادي بمشروع إنساني لإنقاذ الحياة.. الحياة بكل تفاصيلها الدقيقة.. حياة المدنيين والعسكريين على حد السواء .
الإسلاميون من أنصار البشير يؤججون نار الحرب ويقطعون أي خطوة للتهدئة
نحن السودانيون لا نملك ما امتلكته الدول التي أجلت رعاياها من الموت وأرغمت به جنرالات الدم على احترام عمليات الإجلاء
-القوى المدنية تواصل للتنسيق مع المبادرة الأمريكية السعودية لإيقاف إطلاق النار..
هذه السيناريوهات المرتقبة في السودان
تونس-الصباح
التوصّل الى صوت من داخل السودان يمثل المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين في خضم الحرب المسعورة التي يعيش على وقعها السودانيون منذ نحو أسبوعين ليس بالأمر الهين ليس لغياب هؤلاء عن المشهد فهم وبرغم ما يواجهونه من خطر يواصلون القيام بنشاطاتهم الإنسانية ويحاولون الوصول الى المدنيين لمد يد العون بما أمكن من أغذية أو أدوية ليست في متناول أي كان في هذه الأوقات الصعبة، ولكن بسبب صعوبة التواصل مع استمرار انقطاع الانترنت في أحيان كثيرة.. الزميل الصحفي والناشط الحقوقي السوداني خالد عبد الكريم المتواجد بالخرطوم عاصمة السودان الشمالي كان همزة الوصل مع الشارع السوداني في هذه الأوقات العسيرة ونقل لنا معنى الحياد في مثل هذه الاختبارات وتطورات الأحداث وما يمكن أن تحمله الساعات القادمة من مفاجآت أو سيناريوهات في المشهد السوداني.. ويعيش السودان منذ 14 أفريل على وقع اقتتال دموي بين الجيش السوداني بزعامة البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة حميدتي، وأمس طالبت واشنطن رعاياها بالتعجيل بمغادرة السودان في غضون ثمان وأربعين ساعة بما فاقم المخاوف من سقوط الهدنة نهائيا واحتدام المعارك.. وتم أمس تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، بوساطة سعودية أميركية.. ولا يزال الوضع على درجة من التعقيد والخطورة في ظل غياب مؤشرات التهدئة أو قبول أطراف الصراع بالتفاوض.. وظلت حصيلة المعارك تسجل ارتفاعا وحسب الصحة العالمية فقط تجاوز الخسائر البشرية خلال أربعة عشرة يوما من الحرب 571 قتيلا وآلاف الجرحى ..
وفيما يلي نص الحديث:
حوار: آسيا العتروس
*كتبت في وقت سابق أن الأيام العشرة الأولى جعلت الحرب تدخل كل بيت سوداني من باب الموت أو نافذة الخسائر المادية أو النفسية ولا يمكن بأي حال من الأحوال مسحها من ذاكرة السودانيين فكيف هو المشهد اليوم في السودان وما هي أخبار الهدنة؟
ما يمكن تأكيده أن القصف كان على فترات متقطعة في اليومين الماضيين ولازلنا تحت رحمة الرصاص وشظايا المقذوفات المضادة للطيران والقصف الجوي وسط الأحياء السكنية. للأسف وللغياب التام للشرطة وانتشار المنفلتين وحالات سلب ونهب للمحال التجارية والأسواق وترد كبير في الخدمات هناك أحياء لم تصلها الكهرباء والمياه منذ السبت 15 أفريل بداية المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع .
ونحن كجزء من المجتمع المدني نحاول مع لجان المقاومة في الأحياء ترتيب مسالة الخدمات والنظافة ودوريات الحراسة فقط والحقيقة أن الأوضاع أكبر من إمكانياتنا في بعض الأحياء التي يقل فيها الاشتباك عملنا على تنظيم وقفات احتجاجية مطالبة بوقف الحرب.
*وكيف هو الوضع في الخرطوم؟
الخرطوم الآن مدينة أشباح وهي تكاد تكون خالية من السكان حركة نزوح كبيرة للولايات الأقل تأثرا بالحرب.. هناك انعدام تام للوقود الشيء الذي يرفع تكاليف السفر لأسعار خيالية. إغلاق للمحلات والأسواق خوفا من السيولة الأمنية .
هناك أيضا عجز تام للنظام الصحي أمام الحالات الحرجة وعدم قدرة على دفن الجثث بسبب استهداف المنشآت الصحية .
للأسف الإسلاميون من أنصار النظام المخلوع يؤججون نار الحرب ويقطعون أي خطوة للتهدئة .
*كيف تقرأ دعوة أمريكا وأوروبا لرعاياهما بالمغادرة خلال 48 ساعة؟
الولايات المتحدة تستعجل رعاياها وكذلك دول الاتحاد الأوروبي لان تجربة الهدنة أكدت لهم بأنه ليس لدى الطرفين نوايا لإيقاف الحرب وأنها آخذة في التصعيد .
*وماذا عن الدول العربية وأين دور الجامعة العربية؟
اليوم أجرت القوى المدنية تواصلا مع المبادرة الثلاثية والرباعية للتنسيق مع المبادرة الأمريكية والسعودية لإيقاف إطلاق النار أولا وهناك اقتراح بلقاء موفد من كل طرف في السعودية. وقد وافق الطرفان –الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إرسال موفدين دون تحديد زمن لذلك .
بالنسبة لرعايا من الدول العربية يتم إجلاؤهم عبر ميناء برتسودان بواسطة السعودية الى ميناء جدة. ومنذ الأمس يتم إجلاء حاملي الجنسيات الأمريكية والأوروبية من أصول سودانية أو غيرها .
*ما هي السيناريوهات المرتقبة في المشهد السوداني وهل أن الهدنة قابلة للصمود؟
هناك أكثر من سيناريو.. ويمكن إدراجها كالتالي، فهناك سيناريو أول وهو سيناريو الحسم العسكري. وهذا ما يراهن عليه الجيش وقد رمى بكل أوراقه فيه باستخدام القوة الجوية وضرب معسكرات الدعم السريع وقطع خطوط الإمداد عنه من الولايات. هذا الخيار كان الجيش يحسب بأنه سينجح خلال 72 ساعة لكنه فشل في ذلك وارتفعت بذلك تكلفة التصعيد الحربي.
السيناريو الثاني وهو القبول بالعودة للتفاوض عبر المبادرة الداخلية. وهي مبادرة الحرية وتغيير المجلس المركزي والحرية والتغيير والكتلة الديموقراطية مضاف إليها حركات اتفاق جوبا المسلحة. وهذا السيناريو تواجهه مشكلات وتعقيدات كبيرة أهمها الرأي السائد داخل الجيش نفسه والرافض للمبادرة وقناعته بأن الدعم السريع يدعم الاتفاق الإطاري ليجد حاضنة سياسية تسنده .
أما السيناريو الثالث فهو سيناريو استمرار الحرب وهو سيناريو الطرف الثالث وهم فلول النظام المخلوع، فالرهان هنا من يكسب تنظيم البشير من استمرار الحرب وإنهاك المكونين العسكريين والذي يعتقد أي (نظام البشير) بأنهما انقلبا عليه في ساعة الحاجة لهم لمواجهة قوى الثورة ويدعم الجيش تحديدا لإقصاء الدعم السريع.
أما السيناريو الرابع فهو انزلاق السودان في حرب طويلة بسبب تدخل المحاور الإقليمية والدولية حيث أن هناك اصطفافا إقليميا لكلى الطرفين .
*ماذا تخفي عمليات إجلاء الرعايا الأجانب بهذه السرعة وماذا عن حماية المدنيين السودانيين؟
من الواضح أننا إزاء عملية جراحة تجميل كبيرة لتوصيف عمليات الإجلاء لرعايا وديبلوماسيين الدول والترويج على أنها تتم بالتنسيق مع طرفي النزاع فالمعلوم أن ما حدث لم يكن جراء المناشدة بالتأكيد، نحن السودانيون لا نملك ما امتلكته حكومات الدول التي أجلت رعاياها من الموت وأرغمت به جنرالات الدم ليستجيبوا صاغرين باحترام الوقت المطلوب لعمليات الإجلاء. إذا كان خطاب الهدنة وفتح المسارات مراعاة للأوضاع الإنسانية موجه بالأساس نحو الداخل فلا أعتقد أن تكون له أي جدوى وهو خطاب تفضحه الأوضاع المتدهورة يوم بعد يوم.. وإن كان هذا الخطاب موجها للخارج - المجتمع الدولي- فاعتقد بأن المجتمع الدولي ظل ينتزع ما يطلبه من مسارات آمنه وهدنه يتوقف فيها إطلاق النار لإجلاء رعاياه وبالتالي أعفونا من هذا الاستهبال ولكن مع ذلك لا يزال لدي إيمان بأن هذه الأرض لنا .
ولذلك نحن نسأل كيف يا ترى سيحتفل المنتصر وأبواق الحرب فوق كل هذه الجماجم وهل سنسمع التكبير على ضفاف نهر الدم .
*وماذا عن المستقبل؟
الوقت عامل مهم جداً أثناء الحرب.. وبالتالي لا أظن بأن لنا حاجة لإنفاق المتاح منه لنا في محنتنا هذه في أي معارك جانبية كمطاردة المحتوى المبذول مجاناً لتأجيج نار الحرب أو لتوفير وقود خطاب الكراهية ..
الوقت أثناء الحرب واستثماره يعني حقيقة إنقاذ حياة مواطنين من الموت..
الوقت أثناء الحرب واستثماره يعني حقيقة جبر الخاطر الوطني المكسور ..
الوقت يعني النظر فقط للضحايا الحقيقيين والذين يدفعون التكلفة ...
من يريد أن يتعرّف حقيقة على قيمة الوقت أثناء الحرب عليه أن يتوقف في المسافة بين اندلاعها والخطوات العملية لإجلاء الدول لممثليها ودبلوماسييها ورعاياها ويقيس ذلك بالمسافة بين المناشدات لإيقاف الحرب واتخاذ خطوات عملية تفرض إيقافها ..
*ماذا تقولون للعالم؟
لا للحرب.. ننادي بمشروع إنساني لإنقاذ الحياة.. الحياة بكل تفاصيلها الدقيقة.. حياة المدنيين والعسكريين على حد السواء .