إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد التراجع عن إسناد صفة أستاذ متميز للعميد السابق لكلية منوبة .. التطبيع الأكاديمي يثير مرة أخرى الجدل..!

 

تونس – الصباح

قرر المجلس العلمي بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، أول أمس الأربعاء، التراجع عن إسناد صفة أستاذ متميز للعميد السابق لكلية منوبة الحبيب الكزدعلي وذلك »على خلفية مشاركته المرتقبة في باريس في ملتقى يحضره وفد من جامعات إسرائيلية « وذلك وفق بيان أصدره المجلس العلمي لجامعة منوبة في الغرض، كما اتهم أعضاء المجلس العلمي الحبيب الكزدغلي بـ »انتحال صفة عميد فخري لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة « وذلك طبقا لما أوردته الجذاذة الخاصة ببرنامج الملتقى المزمع تنظيمه بباريس والذي تنظمه جمعية تاريخ اليهود بالبلاد التونسية بمشاركة باحثين من جامعات إسرائيلية .كما دعا المجلس العلمي إلى فتح تحقيق في الغرض، والاحتفاظ بحق الجامعة في تتبع الكزدغلي قضائيا بسبب انتحاله لصفة العميد الفخري كما شدّد المجلس عن »رفضه القاطع لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومؤسساته الأكاديمية". 

وأعاد قرار المجلس العلمي لكلية منوبة الجدل الى ذروته في علاقة بمسألة التطبيع الاكاديمي التي لاحقت عددا من الجامعيين خلال كل السنوات الماضية، وكانت رئاسة جامعة منوبة أكدت في بيان لها أيضا أنها اطلعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي على برنامج الملتقى العالمي الذي أعدته جمعية اليهود بالبلاد التونسية وهو ملتقى تدور أشغاله بالعاصمة الفرنسية في الأيام القليلة القادمة وتفاجأت بوجود باحثين في ثلاث جامعات إسرائيلية بجانب باحثين تونسيين وأنها استغربت مما وصفته بـ »السعي الماكر للتطبيع «  كما عبّرت عن شجبها له واستنكارها بأشد درجات الاستنكار تسجيل صفة »الانتساب اليها «  في البرنامج الى جانب مشاركين من جامعات إسرائيلية، كما أعلمت الجامعة أن قبول المشاركة في ذلك الملتقى ببرنامجه المشار اليه مسألة شخصية يتحمّل مسؤوليتها من يقدم عليها، وذلك في إشارة صريحة الى مجموعة الجامعيين الذين تم الإعلان عن مشاركتهم في ذلك الملتقى وأولهم العميد السابق للكلية حبيب القزدغلي، وقد عبّرت الجامعة عن رفضها القطعي لكل محاولات التطبيع الاكاديمي من منطلق مناصرتها للاكاديميين الفلسطينيين فيما يتعرضون اليه من تنكيل وتعسّف وتأكيدها على التزامها المطلق في الدفاع عن حقوق الانسان وعن حق الشعب الفلسطيني.

وكان الأستاذ الجامعي الحبيب القزدغلي قد دعا قبل ذلك الجهات المنددة بمشاركته في ملتقى باريس الذي تنظمه جمعية تاريخ اليهود بالبلاد التونسية إلى الكف عما وصفها بـ»الحملة المفتعلة لأسباب سياسوية مشبوهة «كما قال القزدغلي في تصريح لــ(وات) أن التطبيع قضية تتعلق بالدول لا بالأشخاص مشددا أنه لم يسبق له الدعوة للتطبيع أو تبريره بأي شكل من الأشكال.كما أوضح العميد السابق الحبيب الكزدغلي أن ما أثير من لغط حول »قضية التطبيع « باعتبار حضور بعض المؤرخين المنتمين لجامعات إسرائيلية إلى جانب باحثين منتمين إلى جامعات ايطالية وفرنسية وأمريكية في هذا المؤتمر ليس له من مبرر باعتبار أن ذلك تم أيضا في كل الملتقيات السابقة كما هو الشأن في كل المؤتمرات الدولية العلمية وكما سيكون الأمر في هذه المرة في حدود الموضوع المطروح في الندوة التي ستنشر أعمالها لاحقا. كما أشار كذلك الى أنه سبق وأن شارك في الدورات السابقة لهذا المؤتمر، عشرات الباحثين والباحثات التونسيين والتونسيات الى جانب باحثين من بلدان عديدة مختصين في تاريخ البلاد التونسية.

وبين أن هذه الندوة ستتناول من منظور علمي أكاديمي بحث مسألة العلاقة بين الدين والقانون لدى اليهود التونسيين وقد استجاب الى دعوة المنظمين عدد من الباحثين من مختلف بلدان العالم وذلك بشكل فردي كما يجري في كل المؤتمرات الدولية ودون تمثيل لأي بلد او منظمة او جامعة أو جهة كانت.
ويذكر أن الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي قد نددت في بمشاركة عدد من الجامعيين التونسيين في هذا المؤتمر بحضور جامعيين إسرائيليين، مشددة على أن مناهضة التطبيع ثابتة من ثوابت الاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي.

وتتجاوز هذه الندوة، الحرم الجامعي لقضية يُتداول فيها على المستوى السياسي والوطني حيث ندد الحزب الجمهوري بعقد هذه الندوة التي تنظمها جمعية تخضع لقانون الجمعيات التونسية ويشارك فيها باحثون يحملون صفات جامعية تونسية واعتبرها تطبيعا صريحا تحت غطاء أكاديمي.. كما جدّد إدانته تواصل صمت سلطة الأمر الواقع عما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم في حق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وهو الذي رفع عاليا شعار "التطبيع خيانة عظمى" في حملته الانتخابية، وذلك وفق بيان للحزب الجمهوري.

وما زال الى اليوم تثير مسألة التطبيع الأكاديمي يسيل حبرا كثيرا ولم يحسم فيها بعد بالنظر الى تبعاته على إرساء تطبيع ناعم مع الكيان الصهيوني المغتصب للحق الفلسطيني.

منية العرفاوي

بعد التراجع عن إسناد صفة أستاذ متميز للعميد السابق لكلية منوبة .. التطبيع الأكاديمي يثير مرة أخرى الجدل..!

 

تونس – الصباح

قرر المجلس العلمي بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، أول أمس الأربعاء، التراجع عن إسناد صفة أستاذ متميز للعميد السابق لكلية منوبة الحبيب الكزدعلي وذلك »على خلفية مشاركته المرتقبة في باريس في ملتقى يحضره وفد من جامعات إسرائيلية « وذلك وفق بيان أصدره المجلس العلمي لجامعة منوبة في الغرض، كما اتهم أعضاء المجلس العلمي الحبيب الكزدغلي بـ »انتحال صفة عميد فخري لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة « وذلك طبقا لما أوردته الجذاذة الخاصة ببرنامج الملتقى المزمع تنظيمه بباريس والذي تنظمه جمعية تاريخ اليهود بالبلاد التونسية بمشاركة باحثين من جامعات إسرائيلية .كما دعا المجلس العلمي إلى فتح تحقيق في الغرض، والاحتفاظ بحق الجامعة في تتبع الكزدغلي قضائيا بسبب انتحاله لصفة العميد الفخري كما شدّد المجلس عن »رفضه القاطع لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومؤسساته الأكاديمية". 

وأعاد قرار المجلس العلمي لكلية منوبة الجدل الى ذروته في علاقة بمسألة التطبيع الاكاديمي التي لاحقت عددا من الجامعيين خلال كل السنوات الماضية، وكانت رئاسة جامعة منوبة أكدت في بيان لها أيضا أنها اطلعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي على برنامج الملتقى العالمي الذي أعدته جمعية اليهود بالبلاد التونسية وهو ملتقى تدور أشغاله بالعاصمة الفرنسية في الأيام القليلة القادمة وتفاجأت بوجود باحثين في ثلاث جامعات إسرائيلية بجانب باحثين تونسيين وأنها استغربت مما وصفته بـ »السعي الماكر للتطبيع «  كما عبّرت عن شجبها له واستنكارها بأشد درجات الاستنكار تسجيل صفة »الانتساب اليها «  في البرنامج الى جانب مشاركين من جامعات إسرائيلية، كما أعلمت الجامعة أن قبول المشاركة في ذلك الملتقى ببرنامجه المشار اليه مسألة شخصية يتحمّل مسؤوليتها من يقدم عليها، وذلك في إشارة صريحة الى مجموعة الجامعيين الذين تم الإعلان عن مشاركتهم في ذلك الملتقى وأولهم العميد السابق للكلية حبيب القزدغلي، وقد عبّرت الجامعة عن رفضها القطعي لكل محاولات التطبيع الاكاديمي من منطلق مناصرتها للاكاديميين الفلسطينيين فيما يتعرضون اليه من تنكيل وتعسّف وتأكيدها على التزامها المطلق في الدفاع عن حقوق الانسان وعن حق الشعب الفلسطيني.

وكان الأستاذ الجامعي الحبيب القزدغلي قد دعا قبل ذلك الجهات المنددة بمشاركته في ملتقى باريس الذي تنظمه جمعية تاريخ اليهود بالبلاد التونسية إلى الكف عما وصفها بـ»الحملة المفتعلة لأسباب سياسوية مشبوهة «كما قال القزدغلي في تصريح لــ(وات) أن التطبيع قضية تتعلق بالدول لا بالأشخاص مشددا أنه لم يسبق له الدعوة للتطبيع أو تبريره بأي شكل من الأشكال.كما أوضح العميد السابق الحبيب الكزدغلي أن ما أثير من لغط حول »قضية التطبيع « باعتبار حضور بعض المؤرخين المنتمين لجامعات إسرائيلية إلى جانب باحثين منتمين إلى جامعات ايطالية وفرنسية وأمريكية في هذا المؤتمر ليس له من مبرر باعتبار أن ذلك تم أيضا في كل الملتقيات السابقة كما هو الشأن في كل المؤتمرات الدولية العلمية وكما سيكون الأمر في هذه المرة في حدود الموضوع المطروح في الندوة التي ستنشر أعمالها لاحقا. كما أشار كذلك الى أنه سبق وأن شارك في الدورات السابقة لهذا المؤتمر، عشرات الباحثين والباحثات التونسيين والتونسيات الى جانب باحثين من بلدان عديدة مختصين في تاريخ البلاد التونسية.

وبين أن هذه الندوة ستتناول من منظور علمي أكاديمي بحث مسألة العلاقة بين الدين والقانون لدى اليهود التونسيين وقد استجاب الى دعوة المنظمين عدد من الباحثين من مختلف بلدان العالم وذلك بشكل فردي كما يجري في كل المؤتمرات الدولية ودون تمثيل لأي بلد او منظمة او جامعة أو جهة كانت.
ويذكر أن الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي قد نددت في بمشاركة عدد من الجامعيين التونسيين في هذا المؤتمر بحضور جامعيين إسرائيليين، مشددة على أن مناهضة التطبيع ثابتة من ثوابت الاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي.

وتتجاوز هذه الندوة، الحرم الجامعي لقضية يُتداول فيها على المستوى السياسي والوطني حيث ندد الحزب الجمهوري بعقد هذه الندوة التي تنظمها جمعية تخضع لقانون الجمعيات التونسية ويشارك فيها باحثون يحملون صفات جامعية تونسية واعتبرها تطبيعا صريحا تحت غطاء أكاديمي.. كما جدّد إدانته تواصل صمت سلطة الأمر الواقع عما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم في حق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وهو الذي رفع عاليا شعار "التطبيع خيانة عظمى" في حملته الانتخابية، وذلك وفق بيان للحزب الجمهوري.

وما زال الى اليوم تثير مسألة التطبيع الأكاديمي يسيل حبرا كثيرا ولم يحسم فيها بعد بالنظر الى تبعاته على إرساء تطبيع ناعم مع الكيان الصهيوني المغتصب للحق الفلسطيني.

منية العرفاوي