إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في القرية الفرنكفونية: بجربة تونس المتعددة.. تونس المتنوعة .. تونس المتجذرة حضاريا والمنفتحة ثقافيا

تونس – الصباح

مثلت القرية الفرنكفونية بجزيرة الأحلام جربة التي تتواصل منذ 13 نوفمبر الجاري وتنعقد على هامش القمة الفرنكفونية ( 19 و20 نوفمبر ) فرصة للتعريف بمعالم الجزيرة وتاريخها إلى جانب آخر المستجدات على الساحة الثقافية والسياحية والابداعية في تونس. ولعل ابرز ما لفت انتباه الزوار المسلك السياحي والثقافي الجديد الذي يعطي صورة حول تجذر الحضارة في تونس والتعدد الثقافي في بلادنا وانفتاح تونس الدائم على الآخر في إطار التعايش السلمي واحترام الاختلافات الثقافية والدينية. وفيما يلي فكرة عن ابرز الاحداث التي عاشتها جربة في إطار ما سمي القرية الفرنكفونية التي كانت قد افتتحتها وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي وزارتها وفود ثقافية واعلامية من مختلف بلدان المنطقة الفرنكفونية.

مسلك ثقافي جديد بجربة

اعدت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بالشراكة مع الديوان الوطني للسياحة مسلكا ثقافيا وسياحيا جديدا بجزيرة جربة ينطلق من متحف التراث التقليدي بجربة سيدي الزيتوني وكنيسة سان نيكولاس والقرية الحرفية بحومة السوق مرورا ببرج غازي مصطفى ومقام سيدي ابراهيم الجمني ومعبد الغريبة ليختتم بجامع فضلون.

ومتحف التراث التقليدي بجربة سيدي الزيتوني يقدم صورة حول عادات وخصوصيات أهالي جزيرة الأحلام تداولتها الأساطير والميثولوجيا حيث جمع هذا المتحف الأدوات والتحف التقليدية التي وُزّعت حسب محاور متعدّدة مدعّمة بمجسّمات ومشاهد وصور كبيرة الحجم لتمكّن الزائر من مواكبة حياة اهل الجزيرة التي تمرّ بكافّة أطوار المظاهر اليومية من عمل شاقّ إلى المناسبات والأفراح مرورا بعالم الصناعات اليدوية التقليدية وعالم الإبداع.

ويتضمّن هذا المسلك الثقافي والسياحي كنيسة سان نيكولاس التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1848 مرورا بالقرية الحرفية التونسية الجامعة لمختلف الحرف اليدوية من كلّ ولايات الجمهورية التونسية، ببرج غازي مصطفى وهو حصن أثري بني سنة 1392 بأمر من السلطان الحفصي أبي فارس عبد العزيز المتوكّل ، مقام إبراهيم الجمني ومعبد الغريبة الذي يعتبر أكبر وأقدم معبد يهودي في تاريخ أفريقيا، وتحج إليه جموع من اليهود بشكل سنوي وصولا الى جامع فضلون وهو معلم ريفي يعبر عن ابداع بشري بمفردات هندسية بسيطة و متناسقة اضفى عليها بياضها نوعا من النقاوة رغم الاكتفاء بمواد البناء المحلية دون أي زخرف .

رحلة عبر مواقع التصوير السينمائي في جزيرة الأحلام

 انتظمت في القرية الفرنكوفونية بجربة ( على هامش القمة الفرنكفونية) ندوة تولى خلالها عبد الرحمان عامر عضو مجموعة العمل المشرفة على المسلك السينمائي « GIE Ciné Trip Tunisia »، تقديم مواقع تصوير (حرب النجوم) في جربة أجيم. وقصّ على الحاضرين بعض الحكايات حول كواليس التصوير وشرح لهم إلى أي مدى يمكن أن تكون الثقافة والهندسة المعمارية في الجزيرة مصدر إلهام للفيلم.

ومثّل تنظيم الندوة مناسبة لتعريف زوار القرية الفرنكوفونية بالسياحة الثقافية، وأهمية دعم هذا التراث والترويج له على نطاق واسع.

وكانت مجموعة من الرحلات انتظمت لفائدة عدد من الزوار يوم الخميس 17 نوفمبر وتواصلت إلى غاية امس السبت 19 نوفمبر، حيث تمت زيارة مواقع « لا كانتينا » ومساجد « أمغار » و« سيدي جمور »، مع برمجة حصص لتذوق أشهر الأطباق المحلية ومعرض للصور الفوتوغرافية والمنتجات الحرفية التي تتميز بها المنطقة.

مع العلم أن هذا البرنامج ينتظم في إطار مشروع « دعم السياحة المستدامة في تونس » الذي يدخل بدوره في إطار برنامج « تونس وجهتنا » المدعوم من الاتحاد الأوروبي والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية بالشراكة مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية.

الصناعات الثقافية والإبداعية والعالم الافتراضي في الفضاء الفرنكوفوني محور اهتمام الخبراء

مثلت الصناعات الثقافية والإبداعية والعالم الافتراضي الجديد في الفضاء الفرنكوفوني، أحد المواضيع التي تناولها بالنقاش والبحث نحو 15 خبيرا من عدة دول ناطقة بالفرنسية، مساء يوم الجمعة 18 نوفمبر في القرية التونسية للفرنكوفونية، في إطار سلسلة الملتقيات وحلقات النقاش المدرجة ضمن برنامج القرية.

وقد تم طرح مسألة العالم الافتراضي ومحاولة تحديد مفاهيمه ومدى الجاهزية للانخراط فيه، وماذا يحدث في العالم وشروط الاستفادة منه، وكيف تكون بلدان الفضاء الفرنكوفوني فاعلة فيه.

وأجمع الخبراء على عدم وجود تعاريف موحدة للعالم الافتراضي باعتباره عالما لم يأخذ بعد شكله النهائي، وهو في مرحلة الإعداد له، إلا أن الأهم يبقى ضرورة العمل حسن التموقع في هذا العالم.

واعتبرت مديرة مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي أنه « من المهم التواجد على المنصات عن طريق مضامين رقمية مستوحاة من التراث ومن الهوية ومن الخصوصية، وفي غياب ذلك سيتم التوجه نحو مضامين أخرى مختلفة لا ندرك تأثيرها » مشيرة إلى أن تونس انخرطت في الواقع الافتراضي من خلال بعث الأكاديمية الافتراضية صلب المركز تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالشراكة مع « Info Net » وغيرها من الشركات المختصة في هذا المجال.

وأكد المشاركون الحاجة إلى منصات فرنكوفونية وإفريقية لاقتحام هذا العالم الافتراضي، وهو ما يستوجب التعاون من أجل إدراج مضامين رقمية في منصات فرنكوفونية ومنصات إفريقية.

وأوضح وزير الاقتصاد والتخطيط، الذي شارك في أشغال هذا الملتقى أن الهدف الأساسي للقمة الفرنكوفونية يتمثل في « تقريب الاقتصاد بين العالم الفرنكوفوني واستغلال عامل اللغة والثقافة في تقريب الاقتصاديات وتكثيف التبادل وتبادل الخبرات وتكثيف الاستثمار».

جناح تونسي يعرف بأحدث التكنولوجيات لكفاءات تونسية

اقيم بالقرية للفرنكفونية جناح تونسي يركز على أحدث تكنولوجيات الاتصال وقد عرضت بالمناسبة آلة جديدة تمكن من التحكم في الماء بإمضاء كفاءات تونسية.

وشارك في تنظيم الجناح التونسي، الذي انطلق منذ افتتاح القرية الفرنكوفونية، كل من وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية ووزارة السياحة ووزارة تكنولوجيات الاتصال ووزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث والعلمي ووزارة الصناعة.

كما ضم معرضا للمؤسسات الناشئة في مختلف المجالات من بينها الصناعة والطاقة والصحة والاختراعات والابتكارات وتجربة تقنية خماسية الابعاد التي تعكس جمال جزيرة جربة عن طريق الواقع الافتراضي، بالإضافة إلى محامل المؤسسات الناشئة في مجال الاتصال.

وعرض الجناح لزواره فيلمين: الاول حول تاريخ جزيرة جربة ومعالمها ومعمارها وثقافاتها والثاني حول عهد الامان والغاء العبودية والرق في تونس.

 اعداد: س ت

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في القرية الفرنكفونية:  بجربة  تونس المتعددة.. تونس المتنوعة .. تونس المتجذرة حضاريا والمنفتحة ثقافيا

تونس – الصباح

مثلت القرية الفرنكفونية بجزيرة الأحلام جربة التي تتواصل منذ 13 نوفمبر الجاري وتنعقد على هامش القمة الفرنكفونية ( 19 و20 نوفمبر ) فرصة للتعريف بمعالم الجزيرة وتاريخها إلى جانب آخر المستجدات على الساحة الثقافية والسياحية والابداعية في تونس. ولعل ابرز ما لفت انتباه الزوار المسلك السياحي والثقافي الجديد الذي يعطي صورة حول تجذر الحضارة في تونس والتعدد الثقافي في بلادنا وانفتاح تونس الدائم على الآخر في إطار التعايش السلمي واحترام الاختلافات الثقافية والدينية. وفيما يلي فكرة عن ابرز الاحداث التي عاشتها جربة في إطار ما سمي القرية الفرنكفونية التي كانت قد افتتحتها وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي وزارتها وفود ثقافية واعلامية من مختلف بلدان المنطقة الفرنكفونية.

مسلك ثقافي جديد بجربة

اعدت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بالشراكة مع الديوان الوطني للسياحة مسلكا ثقافيا وسياحيا جديدا بجزيرة جربة ينطلق من متحف التراث التقليدي بجربة سيدي الزيتوني وكنيسة سان نيكولاس والقرية الحرفية بحومة السوق مرورا ببرج غازي مصطفى ومقام سيدي ابراهيم الجمني ومعبد الغريبة ليختتم بجامع فضلون.

ومتحف التراث التقليدي بجربة سيدي الزيتوني يقدم صورة حول عادات وخصوصيات أهالي جزيرة الأحلام تداولتها الأساطير والميثولوجيا حيث جمع هذا المتحف الأدوات والتحف التقليدية التي وُزّعت حسب محاور متعدّدة مدعّمة بمجسّمات ومشاهد وصور كبيرة الحجم لتمكّن الزائر من مواكبة حياة اهل الجزيرة التي تمرّ بكافّة أطوار المظاهر اليومية من عمل شاقّ إلى المناسبات والأفراح مرورا بعالم الصناعات اليدوية التقليدية وعالم الإبداع.

ويتضمّن هذا المسلك الثقافي والسياحي كنيسة سان نيكولاس التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1848 مرورا بالقرية الحرفية التونسية الجامعة لمختلف الحرف اليدوية من كلّ ولايات الجمهورية التونسية، ببرج غازي مصطفى وهو حصن أثري بني سنة 1392 بأمر من السلطان الحفصي أبي فارس عبد العزيز المتوكّل ، مقام إبراهيم الجمني ومعبد الغريبة الذي يعتبر أكبر وأقدم معبد يهودي في تاريخ أفريقيا، وتحج إليه جموع من اليهود بشكل سنوي وصولا الى جامع فضلون وهو معلم ريفي يعبر عن ابداع بشري بمفردات هندسية بسيطة و متناسقة اضفى عليها بياضها نوعا من النقاوة رغم الاكتفاء بمواد البناء المحلية دون أي زخرف .

رحلة عبر مواقع التصوير السينمائي في جزيرة الأحلام

 انتظمت في القرية الفرنكوفونية بجربة ( على هامش القمة الفرنكفونية) ندوة تولى خلالها عبد الرحمان عامر عضو مجموعة العمل المشرفة على المسلك السينمائي « GIE Ciné Trip Tunisia »، تقديم مواقع تصوير (حرب النجوم) في جربة أجيم. وقصّ على الحاضرين بعض الحكايات حول كواليس التصوير وشرح لهم إلى أي مدى يمكن أن تكون الثقافة والهندسة المعمارية في الجزيرة مصدر إلهام للفيلم.

ومثّل تنظيم الندوة مناسبة لتعريف زوار القرية الفرنكوفونية بالسياحة الثقافية، وأهمية دعم هذا التراث والترويج له على نطاق واسع.

وكانت مجموعة من الرحلات انتظمت لفائدة عدد من الزوار يوم الخميس 17 نوفمبر وتواصلت إلى غاية امس السبت 19 نوفمبر، حيث تمت زيارة مواقع « لا كانتينا » ومساجد « أمغار » و« سيدي جمور »، مع برمجة حصص لتذوق أشهر الأطباق المحلية ومعرض للصور الفوتوغرافية والمنتجات الحرفية التي تتميز بها المنطقة.

مع العلم أن هذا البرنامج ينتظم في إطار مشروع « دعم السياحة المستدامة في تونس » الذي يدخل بدوره في إطار برنامج « تونس وجهتنا » المدعوم من الاتحاد الأوروبي والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية بالشراكة مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية.

الصناعات الثقافية والإبداعية والعالم الافتراضي في الفضاء الفرنكوفوني محور اهتمام الخبراء

مثلت الصناعات الثقافية والإبداعية والعالم الافتراضي الجديد في الفضاء الفرنكوفوني، أحد المواضيع التي تناولها بالنقاش والبحث نحو 15 خبيرا من عدة دول ناطقة بالفرنسية، مساء يوم الجمعة 18 نوفمبر في القرية التونسية للفرنكوفونية، في إطار سلسلة الملتقيات وحلقات النقاش المدرجة ضمن برنامج القرية.

وقد تم طرح مسألة العالم الافتراضي ومحاولة تحديد مفاهيمه ومدى الجاهزية للانخراط فيه، وماذا يحدث في العالم وشروط الاستفادة منه، وكيف تكون بلدان الفضاء الفرنكوفوني فاعلة فيه.

وأجمع الخبراء على عدم وجود تعاريف موحدة للعالم الافتراضي باعتباره عالما لم يأخذ بعد شكله النهائي، وهو في مرحلة الإعداد له، إلا أن الأهم يبقى ضرورة العمل حسن التموقع في هذا العالم.

واعتبرت مديرة مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي أنه « من المهم التواجد على المنصات عن طريق مضامين رقمية مستوحاة من التراث ومن الهوية ومن الخصوصية، وفي غياب ذلك سيتم التوجه نحو مضامين أخرى مختلفة لا ندرك تأثيرها » مشيرة إلى أن تونس انخرطت في الواقع الافتراضي من خلال بعث الأكاديمية الافتراضية صلب المركز تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالشراكة مع « Info Net » وغيرها من الشركات المختصة في هذا المجال.

وأكد المشاركون الحاجة إلى منصات فرنكوفونية وإفريقية لاقتحام هذا العالم الافتراضي، وهو ما يستوجب التعاون من أجل إدراج مضامين رقمية في منصات فرنكوفونية ومنصات إفريقية.

وأوضح وزير الاقتصاد والتخطيط، الذي شارك في أشغال هذا الملتقى أن الهدف الأساسي للقمة الفرنكوفونية يتمثل في « تقريب الاقتصاد بين العالم الفرنكوفوني واستغلال عامل اللغة والثقافة في تقريب الاقتصاديات وتكثيف التبادل وتبادل الخبرات وتكثيف الاستثمار».

جناح تونسي يعرف بأحدث التكنولوجيات لكفاءات تونسية

اقيم بالقرية للفرنكفونية جناح تونسي يركز على أحدث تكنولوجيات الاتصال وقد عرضت بالمناسبة آلة جديدة تمكن من التحكم في الماء بإمضاء كفاءات تونسية.

وشارك في تنظيم الجناح التونسي، الذي انطلق منذ افتتاح القرية الفرنكوفونية، كل من وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية ووزارة السياحة ووزارة تكنولوجيات الاتصال ووزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث والعلمي ووزارة الصناعة.

كما ضم معرضا للمؤسسات الناشئة في مختلف المجالات من بينها الصناعة والطاقة والصحة والاختراعات والابتكارات وتجربة تقنية خماسية الابعاد التي تعكس جمال جزيرة جربة عن طريق الواقع الافتراضي، بالإضافة إلى محامل المؤسسات الناشئة في مجال الاتصال.

وعرض الجناح لزواره فيلمين: الاول حول تاريخ جزيرة جربة ومعالمها ومعمارها وثقافاتها والثاني حول عهد الامان والغاء العبودية والرق في تونس.

 اعداد: س ت