إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في غياب حلول جذرية .. مصبات عشوائية تعمق أزمة النفايات في صفاقس

تتواصل أزمة النفايات بصفاقس والتي انطلقت منذ شهر سبتمبر 2021 والتي تعمقت بقرار غلق مصب ميناء الصيد البحري يوم 31 أكتوبر الماضي والذي تم تركيزه لمدة أسابيع كنقطة تجميع جهوية للفضلات والنفايات وبغلقه انتشرت المصبات العشوائية بمختلف طرق ومناطق الجهة التي رفضها المتساكنون نظرا لما أفرزته هذه الأكداس والمصبات من مشاكل بيئية وصحية وروائح كريهة أزعجت سكان هذه المناطق .

ومع بداية الأسبوع استفاق سكان المدينة على ضباب كثيف ناتج عن عمليات حرق النفايات التي أفرزت كتلا من الدخان المتصاعد والذي غطى المعتمديات القريبة من الميناء، هذا الوضع البيئي المتردي أثار غضب واحتجاج مواطني صفاقس ومثل يوم أول أمس يوم غضب جهوي تخللته عديد الوقفات الاحتجاجية.

المدير الجهوي للحماية المدنية يوضح

أفاد المدير الجهوي للحماية المدنية بصفاقس العميد "حاتم بوبكر" في تصريح لـ"الصباح" أمس الجمعة 18 نوفمبر 2022 أن عملية الإطفاء بواسطة الآلات الجارفة والشاحنات الناقلة للأتربة التي انطلقت بمصب الميناء منذ أيام مازالت متواصلة وتتطلب كميات كبيرة من الأتربة ومن المرجَّح أن يتم القضاء نهائيا على كتل الدخان اليوم على أقصى تقدير. مشيرا إلى انه تم تقسيم المساحة المخترَقة إلى منطقتين للقضاء على كل جهة على حدة وأن وحدات الحماية المدنية تواصل عملية خنق النيران لمنع دخول الأوكسجين وانتشار ألسنة اللّهب.

الحل في تدخل السلطة المركزية وتفعيل المقترحات

من جهته قال الناشط بالمجتمع المدني "شفيق العيادي" في تصريح لـ"الصباح" أن الحل الأنسب لمشكل النفايات دعم سلط الإشراف المركزية لتفعيل الحلول التي اقترحتها اللجان المجتمعة بصفاقس والتي ضمت كفاءات الجهة وتوفير الأرضية لمشاريع التجميع والتثمين المؤقت واختيار أراض من صفاقس تصبح تابعة للدولة حتى لا تتعطل هذه المشاريع بسبب المرفوضية الاجتماعية أو بتركيز محارق إيكولوجية متنقلة يمكن استغلالها بأي جهة بالجمهورية التونسية.

خطر الانبعاثات الغازية

وفي تصريح لـ"الصباح" قال المهندس والخبير في المجال البيئي محمد الهادي علوش أن صفاقس تعيش في كارثة بيئية بكل معنى الكلمة في وقت يعيش العالم على وقع قمة المناخ التي تدعو إلى الحد من الانبعاثات الغازية والتي تشارك فيها تونس، في المقابل تعيش صفاقس مع انعكاسات الحرائق والدخان والانبعاثات الغازية السامة التي تعادل كمياتها مخاطر تلوث مجموعة من المصانع لعدة أشهر وهي جريمة في حق العالم والوطن وحوض المتوسط ولا تقتصر على صفاقس فحسب بل تساهم في ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بصفة عامة ولا بد من معالجة النتائج وليس الأسباب ولا بد من حسن التصرف في هذه النفايات ورسكلتها وتثمينها بصورة عاجلة.

معالجة جذرية بتشريك كل الأطراف

وفي سياق متصل قال الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوسف العوادني في تصريح أفاد به "الصباح" خلال الوقفة الاحتجاجية التي نفذها الاتحاد الجهوي للشغل أول أمس الخميس أن الوضع البيئي الحالي كارثي وأن بقاء الفضلات مكدسة بالشوارع وعدم تجميعها وفق المقاييس العلمية يمثل خطورة صحية كبرى على المتساكنين، ووصفها بالجريمة الإرهابية في حق أهالي الجهة ويعاقب عليها القانون الأساسي المتعلق بالإرهاب وتبييض الأموال.

كما دعا العوادني السلطة المركزية المتمثلة في رئاستي الجمهورية والحكومة وكذلك وزارة البيئة إلى التدخل العاجل لإنقاذ الوضع البيئي بالجهة، مشيرا إلى أن الحل الجذري لحل أزمة النفايات هو اجتماع السلطة المركزية وتشريك المنظمات الوطنية والمجتمع المدني وتقديم رؤية كاملة لمعالجة ملف النفايات معالجة جذرية.

تعليق الدروس وحالات الاختناق

 وفي ذات السياق أكد كاتب عام الفرع الجامعي للتعليم الثانوي بصفاقس محمد الصافي في تصريح لـ"الصباح" أن الفرع الجامعي للتعليم الثانوي قرر يوم الخميس 17 نوفمبر تعليق الدروس لمدة ساعتين بالمدارس التابعة لصفاقس المدينة وصفاقس الغربية من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة العاشرة صباحا والخروج في مسيرات في اتجاه مقر ولاية صفاقس في نفس التوقيت احتجاجا على الوضع البيئي وحالات الاختناق بعدة مدارس القريبة جغرافيا من ميناء الصيد البحري بصفاقس المكان الذي نشبت فيه حرائق الفضلات. وأضاف ذات المصدر أنه تم اتخاذ قرار بالغلق بأربع مدارس، وهي مدرسة بالي ومدرسة 2مارس(الكسندر) وإعدادية الحبيب بورقيبة ومعهد الحبيب المعزون عشية الأربعاء الماضي الموافق لـ16 نوفمبر 2022 نظرا لتعطُّل الدروس بهذه المؤسسات التربوية جرّاء حرق الفضلات الذي أدى إلى حالات اختناق بصفوف التلاميذ بالمؤسسات القريبة من مصب الميناء.

أزمة نفايات صفاقس متواصلة منذ سنة وشهرين وكل الحلول المعتمدة من السلطة الجهوية هي حلول ترقيعية وقتية في انتظار تدخل السلط المركزية المتغيبة فعليا عن المشهد البيئي الكارثي والخطير وإيجاد حل جذري لهذا المشكل البيئي الكارثي في أقرب الآجال.

عتيقة العامري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

   في غياب حلول جذرية .. مصبات عشوائية تعمق أزمة النفايات في صفاقس

تتواصل أزمة النفايات بصفاقس والتي انطلقت منذ شهر سبتمبر 2021 والتي تعمقت بقرار غلق مصب ميناء الصيد البحري يوم 31 أكتوبر الماضي والذي تم تركيزه لمدة أسابيع كنقطة تجميع جهوية للفضلات والنفايات وبغلقه انتشرت المصبات العشوائية بمختلف طرق ومناطق الجهة التي رفضها المتساكنون نظرا لما أفرزته هذه الأكداس والمصبات من مشاكل بيئية وصحية وروائح كريهة أزعجت سكان هذه المناطق .

ومع بداية الأسبوع استفاق سكان المدينة على ضباب كثيف ناتج عن عمليات حرق النفايات التي أفرزت كتلا من الدخان المتصاعد والذي غطى المعتمديات القريبة من الميناء، هذا الوضع البيئي المتردي أثار غضب واحتجاج مواطني صفاقس ومثل يوم أول أمس يوم غضب جهوي تخللته عديد الوقفات الاحتجاجية.

المدير الجهوي للحماية المدنية يوضح

أفاد المدير الجهوي للحماية المدنية بصفاقس العميد "حاتم بوبكر" في تصريح لـ"الصباح" أمس الجمعة 18 نوفمبر 2022 أن عملية الإطفاء بواسطة الآلات الجارفة والشاحنات الناقلة للأتربة التي انطلقت بمصب الميناء منذ أيام مازالت متواصلة وتتطلب كميات كبيرة من الأتربة ومن المرجَّح أن يتم القضاء نهائيا على كتل الدخان اليوم على أقصى تقدير. مشيرا إلى انه تم تقسيم المساحة المخترَقة إلى منطقتين للقضاء على كل جهة على حدة وأن وحدات الحماية المدنية تواصل عملية خنق النيران لمنع دخول الأوكسجين وانتشار ألسنة اللّهب.

الحل في تدخل السلطة المركزية وتفعيل المقترحات

من جهته قال الناشط بالمجتمع المدني "شفيق العيادي" في تصريح لـ"الصباح" أن الحل الأنسب لمشكل النفايات دعم سلط الإشراف المركزية لتفعيل الحلول التي اقترحتها اللجان المجتمعة بصفاقس والتي ضمت كفاءات الجهة وتوفير الأرضية لمشاريع التجميع والتثمين المؤقت واختيار أراض من صفاقس تصبح تابعة للدولة حتى لا تتعطل هذه المشاريع بسبب المرفوضية الاجتماعية أو بتركيز محارق إيكولوجية متنقلة يمكن استغلالها بأي جهة بالجمهورية التونسية.

خطر الانبعاثات الغازية

وفي تصريح لـ"الصباح" قال المهندس والخبير في المجال البيئي محمد الهادي علوش أن صفاقس تعيش في كارثة بيئية بكل معنى الكلمة في وقت يعيش العالم على وقع قمة المناخ التي تدعو إلى الحد من الانبعاثات الغازية والتي تشارك فيها تونس، في المقابل تعيش صفاقس مع انعكاسات الحرائق والدخان والانبعاثات الغازية السامة التي تعادل كمياتها مخاطر تلوث مجموعة من المصانع لعدة أشهر وهي جريمة في حق العالم والوطن وحوض المتوسط ولا تقتصر على صفاقس فحسب بل تساهم في ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بصفة عامة ولا بد من معالجة النتائج وليس الأسباب ولا بد من حسن التصرف في هذه النفايات ورسكلتها وتثمينها بصورة عاجلة.

معالجة جذرية بتشريك كل الأطراف

وفي سياق متصل قال الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوسف العوادني في تصريح أفاد به "الصباح" خلال الوقفة الاحتجاجية التي نفذها الاتحاد الجهوي للشغل أول أمس الخميس أن الوضع البيئي الحالي كارثي وأن بقاء الفضلات مكدسة بالشوارع وعدم تجميعها وفق المقاييس العلمية يمثل خطورة صحية كبرى على المتساكنين، ووصفها بالجريمة الإرهابية في حق أهالي الجهة ويعاقب عليها القانون الأساسي المتعلق بالإرهاب وتبييض الأموال.

كما دعا العوادني السلطة المركزية المتمثلة في رئاستي الجمهورية والحكومة وكذلك وزارة البيئة إلى التدخل العاجل لإنقاذ الوضع البيئي بالجهة، مشيرا إلى أن الحل الجذري لحل أزمة النفايات هو اجتماع السلطة المركزية وتشريك المنظمات الوطنية والمجتمع المدني وتقديم رؤية كاملة لمعالجة ملف النفايات معالجة جذرية.

تعليق الدروس وحالات الاختناق

 وفي ذات السياق أكد كاتب عام الفرع الجامعي للتعليم الثانوي بصفاقس محمد الصافي في تصريح لـ"الصباح" أن الفرع الجامعي للتعليم الثانوي قرر يوم الخميس 17 نوفمبر تعليق الدروس لمدة ساعتين بالمدارس التابعة لصفاقس المدينة وصفاقس الغربية من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة العاشرة صباحا والخروج في مسيرات في اتجاه مقر ولاية صفاقس في نفس التوقيت احتجاجا على الوضع البيئي وحالات الاختناق بعدة مدارس القريبة جغرافيا من ميناء الصيد البحري بصفاقس المكان الذي نشبت فيه حرائق الفضلات. وأضاف ذات المصدر أنه تم اتخاذ قرار بالغلق بأربع مدارس، وهي مدرسة بالي ومدرسة 2مارس(الكسندر) وإعدادية الحبيب بورقيبة ومعهد الحبيب المعزون عشية الأربعاء الماضي الموافق لـ16 نوفمبر 2022 نظرا لتعطُّل الدروس بهذه المؤسسات التربوية جرّاء حرق الفضلات الذي أدى إلى حالات اختناق بصفوف التلاميذ بالمؤسسات القريبة من مصب الميناء.

أزمة نفايات صفاقس متواصلة منذ سنة وشهرين وكل الحلول المعتمدة من السلطة الجهوية هي حلول ترقيعية وقتية في انتظار تدخل السلط المركزية المتغيبة فعليا عن المشهد البيئي الكارثي والخطير وإيجاد حل جذري لهذا المشكل البيئي الكارثي في أقرب الآجال.

عتيقة العامري