لإنارة العقول بما تجهل عن الثقافة التونسية وتحديدا عن أعلام ثقافتنا من الأحياء والأموات على حدّ سواء وبسبب استشراء الجهل بالثقافة الوطنية ، يواصل منتدى الفكر التنويري التونسي تحت ادارة الباحث والإعلامي محمد المي المنسق العام للمنتدى تكريمه واحتفاءه بأعلام تونس وبرموز الفكر والإبداع فيها وقد اختار هذه المرة وفي نشاط مشترك مع بيت الرواية الحديث عن مسيرة الاديب القاص والصحفي محمد العربي وذلك يوم الاربعاء 30 نوفمبر 2022 بمدينة الثقافة وبالتحديد في بيت الرواية .
ومحمد العريبي المعروف باسم ابن تومرت شاعر وأديب قصاص تونسي ذو جذور جزائرية، ولد في تونس العاصمة سنة 1915 وتوفي سنة 1946 وهو في أوج عطائه، يوم 25 ديسمبر 1946. وقيل انه مات منتحرا بالغاز بسبب الحب والإفراط فيه ، ودفن بمقبرة اسلامية في باريس.تتلمذ المحتفى به في منتدى الفكر التنويري التونسي على مشائخ الزيتونة وتابع دروسهم دون ان يتم دراسته او يحصل على شهادة منها. ولكنه التصق وهو شاب صغير السن برواد "مقهى تحت السور" حيث تعرف على العروي والدوعاجي والعبيدي وخريف وبيرم والغرائري والجويني وبن فضيلة، ودار في فلكهم ونهل مما كانوا ينهلون من الكتب والمجلات والصحف العربية والأجنبية وخاصة منها الفرنسية التي كانوا يحسنون التكلم بها وكتابتها وقد اوردت الموسوعة التونسية انه كان:"...متقد الذكاء، سريع الفهم، حاضر البديهة، قويّ الملاحظة، فأمكنه بيسر أنّ يستلهم المعرفة من هذا "المحيط المظلم" وأمكنه أنّ يوجه نفسه بنفسه، دليله في ذلك صداقته لهؤلاء الشبّان الذين لهم من النبوغ ما لهم من الشذوذ". وهكذا اصبح احد ابرز اعضاء جماعة تحت السور وقد عرف بإنتاجه الادبي حيث كان شاعرا متمردا في زمن سادت فيه الرغبة في تدعيم القصة التونسية التي بدأت وقتها تتحسس طريقها وتبحث لها عن مكان في المشهد الادبي والثقافي وكتب محاولات شعرية من بينها: "موت قلب" و"مناجاة الشاعر المجنون" و"الصلاة النورانية" و"وقفة" ونشر أولى محاولاته القصصيّة بعنوان "عزيزة" (سنة 1935) في مجلة "العالم الأدبي" ثمّ تطوّر وكتب الأقصوصة والمقالة وحول وجهته وانتقل من الانتاج الادبي الى الانتاج الصحفي الذي الهاه عن الابداع وابعد اسلوبه عن اللفظ المتين والعبارة الادبية كما اثر ايمانه بتطويع اللهجة العامية التونسية وإخضاعها لمستوى الابداع الفني على سعيه لتطوير لغته الفصحى وتهذيبها.
احساس عميق بالغربة والانبتات وفشل في الحب
وقد ورد في الموسوعة التونسية ايضا ان:"قيمة العريبي الفنيّة لا تكمن فيما يقدّمه من بلاغة وأسلوب في النصّ، بل في صدق العاطفة وحرارتها وحدّة الاحساس."
كتب العريبي المقالات السياسية والأدبية والقصص في الكثير من الصحف والمجلات التونسية والعربية ولكنه لم يجمعها في كتاب ولولا العمل التوثيقي والتحقيق الذي قام به الاديب الراحل محمد الهادي بن صالح لما وصلتنا مجموعته القصصية الوحيدة " الرماد " وهي من منشورات قصص. اما بقية كتاباته فقد بقيت مخطوطات منثورة ومشتتة تنتظر من ينفض عنها الغبار.قضى حياته بين تونس وفرنسا وعاش في برازافيل .ادرك محمد العريبي نشأة الصحافة المسموعة، فانضم إلى الاذاعة التونسية منذ بدايتها وعمل بها متعاونا مدة طويلة، وعمل بالقسم العربي الموجه نحو الشرق بإذاعة "برازافيل" و بالقسم العربي بمحطة الاذاعة الفرنسية مذيعا ومكلفا بالتحقيقات والاستجوابات للشخصيّات العربية التي تحل بالعاصمة الفرنسية. ولكن احساسه العميق بالغربة والانبتات والضياع والفشل في الحب لم يفارقه الى ان تعب واختار مفارقة هذه الدنيا والانتحار عن سن ناهزت 31 عاما .
وقع هذا المبدع كتاباته بامضاءات عديدة يمكن ان نذكر من بينها: العريبي، وابن تومرت، وولد الشيخ، والراوي. ويقال انه كتب عديد المقالات دون توقيع وقد حصرت الموسوعة التونسية ما كتبه في :
(1) فصل من رواية مترجمة، ولم ينشر من هذا الفصل سوى (7) حلقات.
(6) مسرحيات باللهجة العامية التونسية.
(9) أغان وأزجال.
(85) مقالة صحفية في الفن والأدب والسياسة، وبعض التحقيقات الصحافية...
مداخلات وشهادات ونقاشات
تكريم هذا العلم من اعلام تونس البارزين سيكون كما افادنا به المنسق العام لمنتدى الفكر التنويري التونسي محمد المي انطلاقا من الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الأربعاء 30 نوفمبر الجاري بافتتاح المعرض الوثائقي ثم بكلمة المنسق العام للندوة الوطنية لتنطلق بعدها اشغال الندوة الفكرية وتتضمن عديد الجلسات العلمية ومن بينها :
الجلسة الفكرية الأولى برئاسة الاستاذ صالح بيزيد وفيها المداخلة الفكرية الأولى لمصطفى الكيلاني عن " محمد العريبي ونشأة القصة القصيرة" ومداخلة فكرية ثانية : لصالح الدمس عن"محمد العريبي البوهيمي" ومداخلة فكرية ثالثة : لمحمد الصالح بن عمرعن " العريبي شاعرا ومداخلة فكرية رابعة لسليم ضوعن "خصوصيات الكتابة القصصية عند العريبي " وستشفع هذه المداخلات بحصة نقاش . في برنامج المساء الذي ينطلق على الساعة الثانية ظهراوبعد زيارة المعرض الوثائقي تبدأ أشغال الجلسة الفكرية الثانية وفيها مداخلة فكرية خامسة لنورالدين بالطيب عن " العريبي الشاعر المجهول"ومداخلة فكرية سادسة لعزالدين المدني عن "العريبي وجماعة تحت السور"و مداخلة فكرية سابعة لكمال الهلالي عن "محمد العريبي ، حياة كما يشتهي الشعر أن تكون الحياة" ومداخلة فكرية لزين العابدين السنوسي يقرؤها محمد المي عن "العريبي من ضحايا النبوغ الباكر "تشفع هذه المداخلات بحصة نقاش تختتم بها التظاهرة .
علياء بن نحيلة
** كتب بامضاءات مختلفة ولم يجمع مخطوطاته
تونس – الصباح
لإنارة العقول بما تجهل عن الثقافة التونسية وتحديدا عن أعلام ثقافتنا من الأحياء والأموات على حدّ سواء وبسبب استشراء الجهل بالثقافة الوطنية ، يواصل منتدى الفكر التنويري التونسي تحت ادارة الباحث والإعلامي محمد المي المنسق العام للمنتدى تكريمه واحتفاءه بأعلام تونس وبرموز الفكر والإبداع فيها وقد اختار هذه المرة وفي نشاط مشترك مع بيت الرواية الحديث عن مسيرة الاديب القاص والصحفي محمد العربي وذلك يوم الاربعاء 30 نوفمبر 2022 بمدينة الثقافة وبالتحديد في بيت الرواية .
ومحمد العريبي المعروف باسم ابن تومرت شاعر وأديب قصاص تونسي ذو جذور جزائرية، ولد في تونس العاصمة سنة 1915 وتوفي سنة 1946 وهو في أوج عطائه، يوم 25 ديسمبر 1946. وقيل انه مات منتحرا بالغاز بسبب الحب والإفراط فيه ، ودفن بمقبرة اسلامية في باريس.تتلمذ المحتفى به في منتدى الفكر التنويري التونسي على مشائخ الزيتونة وتابع دروسهم دون ان يتم دراسته او يحصل على شهادة منها. ولكنه التصق وهو شاب صغير السن برواد "مقهى تحت السور" حيث تعرف على العروي والدوعاجي والعبيدي وخريف وبيرم والغرائري والجويني وبن فضيلة، ودار في فلكهم ونهل مما كانوا ينهلون من الكتب والمجلات والصحف العربية والأجنبية وخاصة منها الفرنسية التي كانوا يحسنون التكلم بها وكتابتها وقد اوردت الموسوعة التونسية انه كان:"...متقد الذكاء، سريع الفهم، حاضر البديهة، قويّ الملاحظة، فأمكنه بيسر أنّ يستلهم المعرفة من هذا "المحيط المظلم" وأمكنه أنّ يوجه نفسه بنفسه، دليله في ذلك صداقته لهؤلاء الشبّان الذين لهم من النبوغ ما لهم من الشذوذ". وهكذا اصبح احد ابرز اعضاء جماعة تحت السور وقد عرف بإنتاجه الادبي حيث كان شاعرا متمردا في زمن سادت فيه الرغبة في تدعيم القصة التونسية التي بدأت وقتها تتحسس طريقها وتبحث لها عن مكان في المشهد الادبي والثقافي وكتب محاولات شعرية من بينها: "موت قلب" و"مناجاة الشاعر المجنون" و"الصلاة النورانية" و"وقفة" ونشر أولى محاولاته القصصيّة بعنوان "عزيزة" (سنة 1935) في مجلة "العالم الأدبي" ثمّ تطوّر وكتب الأقصوصة والمقالة وحول وجهته وانتقل من الانتاج الادبي الى الانتاج الصحفي الذي الهاه عن الابداع وابعد اسلوبه عن اللفظ المتين والعبارة الادبية كما اثر ايمانه بتطويع اللهجة العامية التونسية وإخضاعها لمستوى الابداع الفني على سعيه لتطوير لغته الفصحى وتهذيبها.
احساس عميق بالغربة والانبتات وفشل في الحب
وقد ورد في الموسوعة التونسية ايضا ان:"قيمة العريبي الفنيّة لا تكمن فيما يقدّمه من بلاغة وأسلوب في النصّ، بل في صدق العاطفة وحرارتها وحدّة الاحساس."
كتب العريبي المقالات السياسية والأدبية والقصص في الكثير من الصحف والمجلات التونسية والعربية ولكنه لم يجمعها في كتاب ولولا العمل التوثيقي والتحقيق الذي قام به الاديب الراحل محمد الهادي بن صالح لما وصلتنا مجموعته القصصية الوحيدة " الرماد " وهي من منشورات قصص. اما بقية كتاباته فقد بقيت مخطوطات منثورة ومشتتة تنتظر من ينفض عنها الغبار.قضى حياته بين تونس وفرنسا وعاش في برازافيل .ادرك محمد العريبي نشأة الصحافة المسموعة، فانضم إلى الاذاعة التونسية منذ بدايتها وعمل بها متعاونا مدة طويلة، وعمل بالقسم العربي الموجه نحو الشرق بإذاعة "برازافيل" و بالقسم العربي بمحطة الاذاعة الفرنسية مذيعا ومكلفا بالتحقيقات والاستجوابات للشخصيّات العربية التي تحل بالعاصمة الفرنسية. ولكن احساسه العميق بالغربة والانبتات والضياع والفشل في الحب لم يفارقه الى ان تعب واختار مفارقة هذه الدنيا والانتحار عن سن ناهزت 31 عاما .
وقع هذا المبدع كتاباته بامضاءات عديدة يمكن ان نذكر من بينها: العريبي، وابن تومرت، وولد الشيخ، والراوي. ويقال انه كتب عديد المقالات دون توقيع وقد حصرت الموسوعة التونسية ما كتبه في :
(1) فصل من رواية مترجمة، ولم ينشر من هذا الفصل سوى (7) حلقات.
(6) مسرحيات باللهجة العامية التونسية.
(9) أغان وأزجال.
(85) مقالة صحفية في الفن والأدب والسياسة، وبعض التحقيقات الصحافية...
مداخلات وشهادات ونقاشات
تكريم هذا العلم من اعلام تونس البارزين سيكون كما افادنا به المنسق العام لمنتدى الفكر التنويري التونسي محمد المي انطلاقا من الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الأربعاء 30 نوفمبر الجاري بافتتاح المعرض الوثائقي ثم بكلمة المنسق العام للندوة الوطنية لتنطلق بعدها اشغال الندوة الفكرية وتتضمن عديد الجلسات العلمية ومن بينها :
الجلسة الفكرية الأولى برئاسة الاستاذ صالح بيزيد وفيها المداخلة الفكرية الأولى لمصطفى الكيلاني عن " محمد العريبي ونشأة القصة القصيرة" ومداخلة فكرية ثانية : لصالح الدمس عن"محمد العريبي البوهيمي" ومداخلة فكرية ثالثة : لمحمد الصالح بن عمرعن " العريبي شاعرا ومداخلة فكرية رابعة لسليم ضوعن "خصوصيات الكتابة القصصية عند العريبي " وستشفع هذه المداخلات بحصة نقاش . في برنامج المساء الذي ينطلق على الساعة الثانية ظهراوبعد زيارة المعرض الوثائقي تبدأ أشغال الجلسة الفكرية الثانية وفيها مداخلة فكرية خامسة لنورالدين بالطيب عن " العريبي الشاعر المجهول"ومداخلة فكرية سادسة لعزالدين المدني عن "العريبي وجماعة تحت السور"و مداخلة فكرية سابعة لكمال الهلالي عن "محمد العريبي ، حياة كما يشتهي الشعر أن تكون الحياة" ومداخلة فكرية لزين العابدين السنوسي يقرؤها محمد المي عن "العريبي من ضحايا النبوغ الباكر "تشفع هذه المداخلات بحصة نقاش تختتم بها التظاهرة .