إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حين يتحول الهزل إلى لحظات رعب وتنمر.. برامج المقالب والكاميرا الخفية في حاجة للصرامة والرقابة

 

- بدأت مع فؤاد المهندس في الثمانينات وحادت عن مسارها مع رامز جلال

- ابتدعها رؤوف كوكة في تونس.. وصناعها اليوم يشتكون من قلة الإمكانيات لتجسيد أفكارهم

من يشاهد الكاميرا الخفية أو برامج المقالب في الغرب ويقارن معظم مضامينها مع الإنتاجات ذات التصور المشابه في العالم العربي، يلاحظ حضور بعض النسخ المشوهة والمقلدة بأسلوب فج، والتي تتجه نحو السخرية من ضحاياهم والتنمر على ملامحهم وتصرفاتهم وانتقاد مواقفهم دون احترام للقيم الاجتماعية والمعايير الأخلاقية وخصوصية الشهر الكريم.

برامج المقالب والكاميرا الخفية جزء من إفرازات مجتمعاتنا بطابعها الحالي العنيف والمتأزم. فإن عدنا لبداية هذه النوعية من الإنتاجات في ثمانينات القرن الماضي مع الفنان الكبير فؤاد المهندس، وتعاون خلالها مع إسماعيل يسري في طرح كوميدي سلس، أو مقالب الفنان إبراهيم نصر في التسعينات، كما خيارات رؤوف كوكة في تونس في الفترة الزمنية نفسها، نلاحظ الفرق الشاسع ضمنيًا وتقنيًا بين البدايات وبرامج المقالب اليوم.

صحيح أن التطور التقني أضفى بعدًا جماليًا لهذه الإنتاجات، إلا أن مضامينها في حاجة لرقابة وصرامة على مستوى التقنين والتشريع، على غرار الكثير من المظاهر السلبية للدراما والإنتاجات الرمضانية في السنوات الأخيرة.

المواطن العادي كان الضحية الأساسية لبرامج الكاميرا الخفية في الثمانينيات والتسعينيات، وفي تونس استعان رؤوف كوكة بممثلين كوميديين لتأدية هذه المهمة على غرار محمد العوني وفوزي كشرود، وفي مصر كان إبراهيم نصر يتنكر ويتقمص العديد من الشخصيات للإيقاع بالمصريين في فخ مقالبه. غير أن سنوات الألفية، وتحديدًا منذ سنة 2002، اتخذ حسين الإمام من المشاهير مادته الأساسية لتقديم برامج المقالب، وتدريجيًا بدأ المشهد يأخذ ملامح جديدة.

كلما أهانت الحصة أكثر، حصدت نسب المشاهدة الأعلى- مع أولى مواسم رامز جلال سنة 2011، وحملت عنوان «رامز قلب الأسد».

«الأعلى مشاهدة» هدف يحتاج اشتغالًا على وصفة تشد المشاهدين وتتفوق على المنافسين في هذا المجال، وبالتالي تصبح كل الأساليب ممكنة في زمن تسيطر عليه شبكة التواصل الاجتماعي ومنطق «الترند»، والأكيد «كعكة الإشهار».

في هذا المشهد، يتربع منذ أكثر من 14 سنة رامز جلال على إنتاجات برامج المقالب على مستوى الميزانية الضخمة، ونسب المشاهدة الأعلى، والأكيد صفة البرنامج الأكثر إثارة للجدل في رمضان.

في رمضان 2025، ومع موسم «رامز إيلون مصر»، تجاوزت إهانات صاحب البرنامج لضيوفه الحدود الأخلاقية، حسب الكثير من نشطاء «السوشيال ميديا» ومتابعي البرنامج وكتاب الأعمدة الصحفية أو من أهل الفن والرياضة. فطالت الانتقادات الضيوف قبل المضيف رامز جلال لقبولهم الإهانة مقابل المال، حتى أن مصادر من نادي الأهلي تردد إمكانية منع لاعبي الفريق المصري من المشاركة في مقالب رمضان حفاظًا على صورة النادي ولاعبيه. ونذكر في السياق أن من بين لاعبي الأهلي الذين وقعوا ضحايا رامز جلال في رمضان 2025 التونسي علي معلول والمصري إمام عاشور. وهذه الانتقادات انسحبت على حضور عدد من الفنانين من بينهم أحمد العوضي وأحمد فهمي وحسام حبيب.

أغلب متابعي برامج المقالب، وعلى رأس قائمتها أعمال رامز جلال، يعتبرون ردود فعل الضيوف من المشاهير متصنعة وأنهم على دراية بمشاركتهم في برنامج للفنان المصري، حتى أن بعض الفنانين أيدوا ما يشاع عن معرفة النجوم بمقالب رامز جلال، وأن المقابل المالي هو السبب في موافقتهم على تقديم مضامين تعكس في الكثير من الأحيان إهانة، فيما يرى آخرون أن رامز جلال صديق مقرب وأن ما يقوله لا يؤثر على صورتهم، وأن برامج المقالب جزء من العملية الترفيهية في العموم.

في تونس، شهدت الكاميرا الخفية وبرامج المقالب منعرجًا مع أعمال المخرج والمنتج المنفذ عمر الشريف في «الزلزال» و«التمساح»، وفي تصورات وليد الزريبي منها «أنجيلينا 19» في فترة الكوفيد، واستعان خلالها وليد الزريبي بالممثلة الإسبانية لينا ساندس - شبيهة أنجلينا جولي - التي سبق وظهرت في برنامج «رامز واكل الجو». وشهدت هذه الفترة جدلًا حول مضامين الكاميرا الخفية وتأثيرها النفسي على الضيوف الضحايا.

نجلاء قموع

حين يتحول الهزل إلى لحظات رعب وتنمر..  برامج المقالب والكاميرا الخفية في حاجة للصرامة والرقابة

 

- بدأت مع فؤاد المهندس في الثمانينات وحادت عن مسارها مع رامز جلال

- ابتدعها رؤوف كوكة في تونس.. وصناعها اليوم يشتكون من قلة الإمكانيات لتجسيد أفكارهم

من يشاهد الكاميرا الخفية أو برامج المقالب في الغرب ويقارن معظم مضامينها مع الإنتاجات ذات التصور المشابه في العالم العربي، يلاحظ حضور بعض النسخ المشوهة والمقلدة بأسلوب فج، والتي تتجه نحو السخرية من ضحاياهم والتنمر على ملامحهم وتصرفاتهم وانتقاد مواقفهم دون احترام للقيم الاجتماعية والمعايير الأخلاقية وخصوصية الشهر الكريم.

برامج المقالب والكاميرا الخفية جزء من إفرازات مجتمعاتنا بطابعها الحالي العنيف والمتأزم. فإن عدنا لبداية هذه النوعية من الإنتاجات في ثمانينات القرن الماضي مع الفنان الكبير فؤاد المهندس، وتعاون خلالها مع إسماعيل يسري في طرح كوميدي سلس، أو مقالب الفنان إبراهيم نصر في التسعينات، كما خيارات رؤوف كوكة في تونس في الفترة الزمنية نفسها، نلاحظ الفرق الشاسع ضمنيًا وتقنيًا بين البدايات وبرامج المقالب اليوم.

صحيح أن التطور التقني أضفى بعدًا جماليًا لهذه الإنتاجات، إلا أن مضامينها في حاجة لرقابة وصرامة على مستوى التقنين والتشريع، على غرار الكثير من المظاهر السلبية للدراما والإنتاجات الرمضانية في السنوات الأخيرة.

المواطن العادي كان الضحية الأساسية لبرامج الكاميرا الخفية في الثمانينيات والتسعينيات، وفي تونس استعان رؤوف كوكة بممثلين كوميديين لتأدية هذه المهمة على غرار محمد العوني وفوزي كشرود، وفي مصر كان إبراهيم نصر يتنكر ويتقمص العديد من الشخصيات للإيقاع بالمصريين في فخ مقالبه. غير أن سنوات الألفية، وتحديدًا منذ سنة 2002، اتخذ حسين الإمام من المشاهير مادته الأساسية لتقديم برامج المقالب، وتدريجيًا بدأ المشهد يأخذ ملامح جديدة.

كلما أهانت الحصة أكثر، حصدت نسب المشاهدة الأعلى- مع أولى مواسم رامز جلال سنة 2011، وحملت عنوان «رامز قلب الأسد».

«الأعلى مشاهدة» هدف يحتاج اشتغالًا على وصفة تشد المشاهدين وتتفوق على المنافسين في هذا المجال، وبالتالي تصبح كل الأساليب ممكنة في زمن تسيطر عليه شبكة التواصل الاجتماعي ومنطق «الترند»، والأكيد «كعكة الإشهار».

في هذا المشهد، يتربع منذ أكثر من 14 سنة رامز جلال على إنتاجات برامج المقالب على مستوى الميزانية الضخمة، ونسب المشاهدة الأعلى، والأكيد صفة البرنامج الأكثر إثارة للجدل في رمضان.

في رمضان 2025، ومع موسم «رامز إيلون مصر»، تجاوزت إهانات صاحب البرنامج لضيوفه الحدود الأخلاقية، حسب الكثير من نشطاء «السوشيال ميديا» ومتابعي البرنامج وكتاب الأعمدة الصحفية أو من أهل الفن والرياضة. فطالت الانتقادات الضيوف قبل المضيف رامز جلال لقبولهم الإهانة مقابل المال، حتى أن مصادر من نادي الأهلي تردد إمكانية منع لاعبي الفريق المصري من المشاركة في مقالب رمضان حفاظًا على صورة النادي ولاعبيه. ونذكر في السياق أن من بين لاعبي الأهلي الذين وقعوا ضحايا رامز جلال في رمضان 2025 التونسي علي معلول والمصري إمام عاشور. وهذه الانتقادات انسحبت على حضور عدد من الفنانين من بينهم أحمد العوضي وأحمد فهمي وحسام حبيب.

أغلب متابعي برامج المقالب، وعلى رأس قائمتها أعمال رامز جلال، يعتبرون ردود فعل الضيوف من المشاهير متصنعة وأنهم على دراية بمشاركتهم في برنامج للفنان المصري، حتى أن بعض الفنانين أيدوا ما يشاع عن معرفة النجوم بمقالب رامز جلال، وأن المقابل المالي هو السبب في موافقتهم على تقديم مضامين تعكس في الكثير من الأحيان إهانة، فيما يرى آخرون أن رامز جلال صديق مقرب وأن ما يقوله لا يؤثر على صورتهم، وأن برامج المقالب جزء من العملية الترفيهية في العموم.

في تونس، شهدت الكاميرا الخفية وبرامج المقالب منعرجًا مع أعمال المخرج والمنتج المنفذ عمر الشريف في «الزلزال» و«التمساح»، وفي تصورات وليد الزريبي منها «أنجيلينا 19» في فترة الكوفيد، واستعان خلالها وليد الزريبي بالممثلة الإسبانية لينا ساندس - شبيهة أنجلينا جولي - التي سبق وظهرت في برنامج «رامز واكل الجو». وشهدت هذه الفترة جدلًا حول مضامين الكاميرا الخفية وتأثيرها النفسي على الضيوف الضحايا.

نجلاء قموع