إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مع جريان الأودية وعودة منسوب السدود للارتفاع.. بوادر مبشّرة بخريف ممطر..

 

تونس- الصباح

رغم أهمية تساقطات الأمطار خلال النصف الثاني من شهر أوت وبداية شهر سبتمبر الحالي، والتي شملت جل مناطق الجمهورية خاصة منها مناطق الشمال الغربي حيث توجد أهم السدود، إلا أن الوضعية المائية بالسدود التونسية مازالت حرجة جدا، ولا تتجاوز إلى حدود يوم أمس الاثنين 9 سبتمبر 23.3 بالمائة من طاقة استيعابها..

وتزامن دخول شهر سبتمبر، أول شهر من أشهر الخريف، مع وصول منخفض للضغط الجوي الى بلدان شمال إفريقيا شمل بلادنا، قبل يومين، مصحوبا بنزول أمطار بكميات تراوحت بين 1 مليمتر وأكثر من 55 ملم، في عدد من الولايات، ويتوقع أن يستمر خلال الأيام المقبلة..

وينتظر أن يتحسن المخزون المائي للسدود التونسية في قادم الأيام، لتخرج من الوضعية السلبية إلى الايجابية تدريجيا، مع تغذية المائدة المائية، التي سيكون لها تأثير ايجابي لاحقا على الأشجار المثمرة وانطلاق موسم الزارعات الكبرى.. خاصة بعد جريان جل الأودية.. علما أن منطقة أهم سدود الشمال الغربي شهدت نزول كميات هامة من الأمطار خاصة في مناطق بولايات باجة وجندوبة وبنزرت..

وتؤكد مؤشرات الوضعية المناخية وتوقعات الطقس خلال الفترة المقبلة، إلى وجود بوادر حقيقية لخريف ممطر على بلادنا، من شأنها أن تقطع مع وتيرة فترات الجفاف الصعبة التي تعيشها تونس، منذ سنوات، والتي أثرت سلبا على المواسم الفلاحية والزراعية، وكانت من أسباب اتخاذ الدولة إجراءات صارمة للتحكم في استهلاك المياه المتوفرة وترشيد التصرف فيها، ومنها المياه المخصصة للري، والمياه المخصصة للشرب والاستهلاك المنزلي..

وتشير آخر التحديثات لوضعية مخزون السدود، والصادرة عن المرصد الوطني للفلاحة، أن النسبة العامة للتعبئة بالسدود بلغت إلى غاية يوم الاثنين الموافق لـ9 سبتمبر 2024، ما يناهز 23.3 بالمائة، ما يعادل 546.278 مليون متر مكعب، وبفارق سلبي يقدر بحوالي 155 مليون متر مكعب مقارنة بمعدل نفس اليوم للثلاث السنوات الفارطة.

علما أن 93 بالمائة من النسبة الجملية لمخزون المياه توجد بسدود الشمال، ما يعادل 510 مليون مكعب تقريبا، بنسبة تعبئة تناهز 27.8 بالمائة.

يذكر أن المرصد التونسي للمياه، كان قد دعا مؤخرا إلى إعلان حالة طوارئ مائية خاصة بعد أن انخفض مخزون السدود إلى مستوى 23.2 بالمائة، يوم 27 أوت 2024، أي ما يعادل 683ر545 مليون متر مكعب "م3" مقابل 328ر686 مليون م3 في نفس اليوم من سنة 2023.

ويؤكد الخبير والباحث في المخاطر الطبيعية عامر بحبة في هذا الإطار، أنّ هذه الأمطار ستساهم في تحسن وضعية السدود ونسبة امتلائها، بعد أن بلغت مستويات حرجة في العديد من المناطق.

وأوضح في تصريح إعلامي أنّ التوقعات المناخية بعيدة المدى تشير إلى أنّ السنة ستكون مختلفة في انتظار أن تتأكّد على المدى القريب. متوقعا أنّ يكون الخريف الحالي مغايرا للسنوات الماضية.

ولفت إلى أنّ فصل الخريف في السنوات القليلة الماضية كان أكثر جفافا، وأنّ أشهر الخريف كانت الأشد حرارة منذ انطلاق تسجيل درجات الحرارة في تونس منذ أكثر من قرن.

بدوره، ثمن الخبير في الموارد المائية والمياه حسين الرحيلي الأمطار التي نزلت نهاية الأسبوع المنقضي وتأثيرها خاصة على الموسم الفلاحي، معتبرا أن فصل الخريف الحالي يعتبر أفضل بكثير مقارنة بفصل الخريف خلال السنوات الماضية التي لم تشهد نزول تساقطات إلا خلال شهر نوفمبر..

وكانت مناطق عدة من المغرب والجزائر وتونس تحت تأثير نشاط مداري استثنائي، منذ أيام، وشهدت نزول كميات من الأمطار شديدة الغزارة، نهاية الأسبوع الماضي، مع تشكل سحب شبه استوائية، ساهمت في حدوث فيضانات في المغرب والجزائر..

وتشير أحدث مخرجات الخرائط الجوية في "طقس العرب"، أن يمر النشاط المداري الذي شمل منطقة شمال إفريقيا نحو الشرق، مع تواصل حالة تأثير منخفض للضغط الجوي تساهم في اعتدال درجات الحرارة والتمهيد لوضعية ملائمة لنزول الأمطار.

وتوجد منطقة المتوسط ودول المغرب العربي حاليا، تحت تأثير سحب استوائية تكونت نتيجة تحول مداري في شمال إفريقيا تفاعل مع نظام جوي بارد في شمال أوروبا مما أدى إلى تكون كتل من السحب الركامية الكثيفة ونزول أمطار غزيرة في أوقات وجيزة..

رفيق بن عبد الله

مع جريان الأودية وعودة منسوب السدود للارتفاع..  بوادر مبشّرة بخريف ممطر..

 

تونس- الصباح

رغم أهمية تساقطات الأمطار خلال النصف الثاني من شهر أوت وبداية شهر سبتمبر الحالي، والتي شملت جل مناطق الجمهورية خاصة منها مناطق الشمال الغربي حيث توجد أهم السدود، إلا أن الوضعية المائية بالسدود التونسية مازالت حرجة جدا، ولا تتجاوز إلى حدود يوم أمس الاثنين 9 سبتمبر 23.3 بالمائة من طاقة استيعابها..

وتزامن دخول شهر سبتمبر، أول شهر من أشهر الخريف، مع وصول منخفض للضغط الجوي الى بلدان شمال إفريقيا شمل بلادنا، قبل يومين، مصحوبا بنزول أمطار بكميات تراوحت بين 1 مليمتر وأكثر من 55 ملم، في عدد من الولايات، ويتوقع أن يستمر خلال الأيام المقبلة..

وينتظر أن يتحسن المخزون المائي للسدود التونسية في قادم الأيام، لتخرج من الوضعية السلبية إلى الايجابية تدريجيا، مع تغذية المائدة المائية، التي سيكون لها تأثير ايجابي لاحقا على الأشجار المثمرة وانطلاق موسم الزارعات الكبرى.. خاصة بعد جريان جل الأودية.. علما أن منطقة أهم سدود الشمال الغربي شهدت نزول كميات هامة من الأمطار خاصة في مناطق بولايات باجة وجندوبة وبنزرت..

وتؤكد مؤشرات الوضعية المناخية وتوقعات الطقس خلال الفترة المقبلة، إلى وجود بوادر حقيقية لخريف ممطر على بلادنا، من شأنها أن تقطع مع وتيرة فترات الجفاف الصعبة التي تعيشها تونس، منذ سنوات، والتي أثرت سلبا على المواسم الفلاحية والزراعية، وكانت من أسباب اتخاذ الدولة إجراءات صارمة للتحكم في استهلاك المياه المتوفرة وترشيد التصرف فيها، ومنها المياه المخصصة للري، والمياه المخصصة للشرب والاستهلاك المنزلي..

وتشير آخر التحديثات لوضعية مخزون السدود، والصادرة عن المرصد الوطني للفلاحة، أن النسبة العامة للتعبئة بالسدود بلغت إلى غاية يوم الاثنين الموافق لـ9 سبتمبر 2024، ما يناهز 23.3 بالمائة، ما يعادل 546.278 مليون متر مكعب، وبفارق سلبي يقدر بحوالي 155 مليون متر مكعب مقارنة بمعدل نفس اليوم للثلاث السنوات الفارطة.

علما أن 93 بالمائة من النسبة الجملية لمخزون المياه توجد بسدود الشمال، ما يعادل 510 مليون مكعب تقريبا، بنسبة تعبئة تناهز 27.8 بالمائة.

يذكر أن المرصد التونسي للمياه، كان قد دعا مؤخرا إلى إعلان حالة طوارئ مائية خاصة بعد أن انخفض مخزون السدود إلى مستوى 23.2 بالمائة، يوم 27 أوت 2024، أي ما يعادل 683ر545 مليون متر مكعب "م3" مقابل 328ر686 مليون م3 في نفس اليوم من سنة 2023.

ويؤكد الخبير والباحث في المخاطر الطبيعية عامر بحبة في هذا الإطار، أنّ هذه الأمطار ستساهم في تحسن وضعية السدود ونسبة امتلائها، بعد أن بلغت مستويات حرجة في العديد من المناطق.

وأوضح في تصريح إعلامي أنّ التوقعات المناخية بعيدة المدى تشير إلى أنّ السنة ستكون مختلفة في انتظار أن تتأكّد على المدى القريب. متوقعا أنّ يكون الخريف الحالي مغايرا للسنوات الماضية.

ولفت إلى أنّ فصل الخريف في السنوات القليلة الماضية كان أكثر جفافا، وأنّ أشهر الخريف كانت الأشد حرارة منذ انطلاق تسجيل درجات الحرارة في تونس منذ أكثر من قرن.

بدوره، ثمن الخبير في الموارد المائية والمياه حسين الرحيلي الأمطار التي نزلت نهاية الأسبوع المنقضي وتأثيرها خاصة على الموسم الفلاحي، معتبرا أن فصل الخريف الحالي يعتبر أفضل بكثير مقارنة بفصل الخريف خلال السنوات الماضية التي لم تشهد نزول تساقطات إلا خلال شهر نوفمبر..

وكانت مناطق عدة من المغرب والجزائر وتونس تحت تأثير نشاط مداري استثنائي، منذ أيام، وشهدت نزول كميات من الأمطار شديدة الغزارة، نهاية الأسبوع الماضي، مع تشكل سحب شبه استوائية، ساهمت في حدوث فيضانات في المغرب والجزائر..

وتشير أحدث مخرجات الخرائط الجوية في "طقس العرب"، أن يمر النشاط المداري الذي شمل منطقة شمال إفريقيا نحو الشرق، مع تواصل حالة تأثير منخفض للضغط الجوي تساهم في اعتدال درجات الحرارة والتمهيد لوضعية ملائمة لنزول الأمطار.

وتوجد منطقة المتوسط ودول المغرب العربي حاليا، تحت تأثير سحب استوائية تكونت نتيجة تحول مداري في شمال إفريقيا تفاعل مع نظام جوي بارد في شمال أوروبا مما أدى إلى تكون كتل من السحب الركامية الكثيفة ونزول أمطار غزيرة في أوقات وجيزة..

رفيق بن عبد الله