إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حديث "الصباح".. حمار بوريدان

 

بقلم: سفيان رجب

"حمار بوريدان" ليس اسما لحمار حقيقي أو كنية، بل مفارقة فلسفية نُسبت إلى الفيلسوف الفرنسي جون بوريدان الذي عاش في القرن الرابع عشر. مفارقة ذات معنى تستخدم عادة للاستدلال على محدودية العقلانية في بعض المواقف، وإمكانية الشلل بالتحليل والعجز عند مواجهة خيارات قد تبدو متشابهة.

المفارقة تتخيلّ حمارًا جائعًا وعطشانا في نفس الوقت يقف بالضبط بين كومة من القش ووعاء من الماء. نظرًا لأن الحمار يعاني من الجوع والعطش بنفس القدر، فإنه يتردد بين الأكل والشرب. وبسبب التعادل التام بين دوافعه، لا يستطيع اتخاذ قرار، ليموت في النهاية من الجوع والعطش.

تمثل حالة التردد التي يمر بها الحمار الشلل بالتحليل الذي قد يعاني منه البشر في بعض المواقف. عندما نواجه خيارات متعددة متشابهة للغاية، قد نصبح عاجزين عن اتخاذ قرار، نشعر بالارتباك، نتردد، ونضيّع الوقت دون اتخاذ أي إجراء.

قد تكون طالبا ترددت كثيرا في اختيار التخصص العلمي الذي ستتبعه ليحددّ مستقبلك الدراسي والمهني، وقد تكون موظفا وجدت نفسك امام فرص لتغيير وظيفتك رغم عدم رضاك على وضعك الحالي. وقد تكون سياسيا عجزت عن اتخاذ القرار الحاسم، خوفًا من ردود الفعل السلبية أو المخاطر المحتملة.. أمثلة عديدة وكل واحد فينا يجد نفسه أحيانا امام مفترق طرق وعليه الاختيار بسرعة الطريق الذي سيسلكه وبالتالي عليه اتخاذ القرار دون تردد كبير.

فالخوف من اتخاذ القرار الخاطئ يمنعنا أحيانا من اتخاذ أي قرار على الإطلاق لنفوت على أنفسنا الفرص وربما نتضرر من هذا التردد الذي قد تكون عواقبه وخيمة. المطلوب أن نثق بحدسنا ونتخذ القرار الذي نراه سليما بعد تفكير لا يجب أن يطول ليصل حد التردد والمطلوب أن نتخذ القرار بناءً على ما يتوفر لدينا من معلومات مع إمكانية دعمها ببعض الأحداث أو القراءات الواقعية والحسيّة.

فاتخاذ القرار حتى وإن كان خاطئا قد يجعلنا نعيش الندم، والعيش مع بعض الندم يبقى دائما أفضل من الشلل التام وعدم اتخاذ القرار لنترك الغير أو القدر يقرر مكاننا.

فمفارقة حمار بوريدان هي حكمة وتذكير قوي بأهمية اتخاذ القرارات، حتى لو كانت صعبة. والتردد والتسويف يمكن أن تكون عواقبهما وخيمة أكثر من اتخاذ القرار الخاطئ.

المواقف في حياتنا اليومية، سواء في المجال الشخصي أو المهني تجعلنا نعيش تجربة حمار بوريدان التي تتمثّل أمامنا كلما وجدنا أنفسنا محاصرين بين اختيارات قد تبدو لنا متساوية، ولا نستطيع اتخاذ القرار الذي قد يكون المناسب بسبب الخوف من اتخاذ الخطوة الخاطئة أو من تبعات القرار.

المفارقة تسلط الضوء على نقطة مهمة، وهي أن الجمود وعدم الفعل في بعض الأحيان قد يكون أسوأ من اتخاذ قرار خاطئ، لأن التردد المطول يؤدي إلى إضاعة الفرص وتفاقم المشاكل..، وبالتالي فإن سرعة اتخاذ القرار مع توفر زاد معرفي وتكتيكي وقراءات مختلفة لما بعد القرار مهما كان تجنبنا حالة الجمود والشلل بالتحليل التي قضت على حمار بوريدان.

 

بقلم: سفيان رجب

"حمار بوريدان" ليس اسما لحمار حقيقي أو كنية، بل مفارقة فلسفية نُسبت إلى الفيلسوف الفرنسي جون بوريدان الذي عاش في القرن الرابع عشر. مفارقة ذات معنى تستخدم عادة للاستدلال على محدودية العقلانية في بعض المواقف، وإمكانية الشلل بالتحليل والعجز عند مواجهة خيارات قد تبدو متشابهة.

المفارقة تتخيلّ حمارًا جائعًا وعطشانا في نفس الوقت يقف بالضبط بين كومة من القش ووعاء من الماء. نظرًا لأن الحمار يعاني من الجوع والعطش بنفس القدر، فإنه يتردد بين الأكل والشرب. وبسبب التعادل التام بين دوافعه، لا يستطيع اتخاذ قرار، ليموت في النهاية من الجوع والعطش.

تمثل حالة التردد التي يمر بها الحمار الشلل بالتحليل الذي قد يعاني منه البشر في بعض المواقف. عندما نواجه خيارات متعددة متشابهة للغاية، قد نصبح عاجزين عن اتخاذ قرار، نشعر بالارتباك، نتردد، ونضيّع الوقت دون اتخاذ أي إجراء.

قد تكون طالبا ترددت كثيرا في اختيار التخصص العلمي الذي ستتبعه ليحددّ مستقبلك الدراسي والمهني، وقد تكون موظفا وجدت نفسك امام فرص لتغيير وظيفتك رغم عدم رضاك على وضعك الحالي. وقد تكون سياسيا عجزت عن اتخاذ القرار الحاسم، خوفًا من ردود الفعل السلبية أو المخاطر المحتملة.. أمثلة عديدة وكل واحد فينا يجد نفسه أحيانا امام مفترق طرق وعليه الاختيار بسرعة الطريق الذي سيسلكه وبالتالي عليه اتخاذ القرار دون تردد كبير.

فالخوف من اتخاذ القرار الخاطئ يمنعنا أحيانا من اتخاذ أي قرار على الإطلاق لنفوت على أنفسنا الفرص وربما نتضرر من هذا التردد الذي قد تكون عواقبه وخيمة. المطلوب أن نثق بحدسنا ونتخذ القرار الذي نراه سليما بعد تفكير لا يجب أن يطول ليصل حد التردد والمطلوب أن نتخذ القرار بناءً على ما يتوفر لدينا من معلومات مع إمكانية دعمها ببعض الأحداث أو القراءات الواقعية والحسيّة.

فاتخاذ القرار حتى وإن كان خاطئا قد يجعلنا نعيش الندم، والعيش مع بعض الندم يبقى دائما أفضل من الشلل التام وعدم اتخاذ القرار لنترك الغير أو القدر يقرر مكاننا.

فمفارقة حمار بوريدان هي حكمة وتذكير قوي بأهمية اتخاذ القرارات، حتى لو كانت صعبة. والتردد والتسويف يمكن أن تكون عواقبهما وخيمة أكثر من اتخاذ القرار الخاطئ.

المواقف في حياتنا اليومية، سواء في المجال الشخصي أو المهني تجعلنا نعيش تجربة حمار بوريدان التي تتمثّل أمامنا كلما وجدنا أنفسنا محاصرين بين اختيارات قد تبدو لنا متساوية، ولا نستطيع اتخاذ القرار الذي قد يكون المناسب بسبب الخوف من اتخاذ الخطوة الخاطئة أو من تبعات القرار.

المفارقة تسلط الضوء على نقطة مهمة، وهي أن الجمود وعدم الفعل في بعض الأحيان قد يكون أسوأ من اتخاذ قرار خاطئ، لأن التردد المطول يؤدي إلى إضاعة الفرص وتفاقم المشاكل..، وبالتالي فإن سرعة اتخاذ القرار مع توفر زاد معرفي وتكتيكي وقراءات مختلفة لما بعد القرار مهما كان تجنبنا حالة الجمود والشلل بالتحليل التي قضت على حمار بوريدان.