انتقد رئيس الجمهورية قيس سعيد، خلال زيارة غير معلنة لولايتي المنستير ونابل، ليل الأربعاء وفجر الخميس، تخلّف وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي عن القيام بدورها في الحد من الجرائم البيئية التي ترتكب في حق الشواطئ التونسية رغم وجود الاعتمادات اللازمة، معتبرا أنه من الاحرى حذف الوكالة حتى تتولى السلطة الجهوية والمعنية القيام بدورها.
ووصف رئيس الدولة، أثناء معاينته للوضع البيئي، التلوث الواقع الذي يسجله الشريط الساحلي بالجريمة في حق الشعب التونسي وحق تونس متسائلا عن دور وكالة حماية الشريط الساحلي في هذا الصدد.
وانتقد سعيد، وفق فيديو نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها الرسمية على "فايسبوك"، الوضع المتردي للشواطئ قائلا: "اذا كانت هناك وزارة للبيئة، مع تخصيص اعتمادات بالملايين، ووكالة لحماية الشريط الساحلي ووكالات متعددة وادارات جهوية، دون اي أثر في الواقع، فالاولى أن تحذف وأن تتجه هذه الأموال إلى إدارات أخرى ناجعة"، واصفا الأمر بانه "اغتيال للشريط الساحلي ولثروات تونس واهدار للمال العام".
وأكد رئيس الدولة أن شواطئ تونس، باستثناء البعض منها التي تحميها اللوبيات، تشهد مشاكل بيئية هامة بعد ان كانت تصنف من ضمن الأفضل في العالم.
وافاد، في السياق ذاته، انه من المفترض ترتيب جزاء مباشر على كل الجرائم البيئية المرتكبة في حق تونس خاصة ان عددا من المعامل تلقي بنفاياتها في البحر في مختلف الولايات مما أدى الى حالة من "الخراب" ونفوق الأسماك.
وأوضح ان الديوان الوطني للتطهير يلقي بالمياه المستعملة مباشرة في البحر دون معالجتها مما أدى إلى تلويث الشواطئ وانتشار الفضلات والروائح الكريهة. وأضاف أنه رغم رصد آلاف المليارات من أموال الشعب لتمويل نشاط الديوان الا انه لا يقوم بدوره.
وطالب المواطنون، خلال هذه الزيارة، بضرورة محاسبة كل من تسبب في هذه الجريمة البيئية وتلويث الخليج والهواء وخاصة الديوان الوطني للتطهير. وأكدوا تفشي الامراض السرطانية في الجهة جراء هذا التلوث.
ولفت آخرون إلى أن بعض المصانع ومحطتي التطهير بلمطة والفرينة من ولاية المنستير يلقون يوميا اكثر من 40 ألف متر مكعب من المياه الملوثة في البحر، مشيرين الى توقف نشاط الصيد البحري في الجهة وتردي أوضاع البحارة الاجتماعية والمادية.
وشدد رئيس الدولة على ان قوانين الدولة أقوى من اللوبيات قائلا "سنعمل على تحقيق كل مطالب الشعب التونسي وتطهير البلاد من كل من يريد بها سوء سواء من الداخل او من الخارج"مضيفا "من تسببوا في هذه الوضعية سيتحملون مسؤولياتهم".
يذكر أن رئيس الجمهورية أدى، في وقت متأخر من ليلة الخميس، زيارة غير معلنة لولاية المنستير لمعاينة الوضع البيئي بخليج المنستير. وتحوّل الى شاطئ معتمدية قصيبة المديوني ومحطة ضخّ المياه في مدينة لمطة ومنها الى مدينة صيادة ليتنقل فجر اليوم إلى مصبّي المياه المستعملة بمنطقتي العمود والمريقب بمعتمدية منزل تميم ومنطقة عين قرنز من معتمدية قليبية بولاية نابل.
وأسدى سعيّد، خلال لقائه وزير البيئة، حبيب عبيد، اليوم الخميس، بقصر قرطاج، تعليماته باتّخاذ اجراءات عاجلة بالتنسيق مع كلّ الإدارات المعنيّة لوضع حدّ للاعتداء السّافر، المتواصل منذ سنوات، على البيئة وحماية الشريط الساحلي في كلّ مناطق الجمهورية في انتظار وضع استراتيجية جديدة تقضي نهائيا على إهدار المال العام وعلى كلّ أشكال ومصادر التلوّث البيئي.
وات