إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الفنان المسرحي محمد موسى لـ"الصباح": ضرورة الحد من الذكاء الاصطناعي في علاقة بالثقافة والإبداع.. وتجريمه إن لزم الأمر !!

 

 

 

تونس-الصباح

يبقى الإنسان الكائن الوحيد الذي يمتلك العاطفة والخيال والذوق، وهو القادر على بناء حوارات وتفاعلات ثقافية ثرية فضلا عن الإبداع الفني الذي من شأنه أن يعزز المهارات الإبداعية.. لكن يبدو في ظل "الثورة التكنولوجية للذكاء الاصطناعي" أنه ستُفتح آفاق جديدة للمفكرين والمنتجين الثقافيين، وهو ما أثار ردود أفعال متباينة إزاء هذا التحول الذي طال العديد من المجالات..

"الصباح" التقت الفنان المسرحي محمد موسى للحديث عن مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على المجال الثقافي بالأساس في الوقت الراهن وعلى المدى البعيد..الى أي مدى يمكن التسليم بحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن اعتبره خطرا إلا إذا تم استخدامه بشكل سيء أو مفرط؟..

وليد عبداللاوي

محدثنا بين لـ"الصباح" أن الذكاء الاصطناعي "أصبح وسيصبح واقعا معيشا لا يمكن انكاره او تجاهله او التعامل معه من زاويه نظر موغلة في الرفض أو القبول ..هو موجود في كل مكان، في كل مجال وقطاع .

والعمل الإبداعي وإنتاج الفنون عموما ليسوا في معزل عنه، ولكن هنا علينا التوقف قليلا للتفكير في الامر بالرجوع إلى منشإ الإبداع كفعل ومراكمة بشرية أصيلة والغاية من الفعل الإبداعي في حد ذاته.. أو ربما السؤال الجوهري هنا ..ماذا نريد بإبداعنا ؟

في ذات السياق يضيف الفنان محمد موسى قائلا: "إذا سلمنا بفطرنا الفذة القادرة على محاكاة ما حولنا وإعادة تشكيل مواضيع الوجود عبر تنسيق وتركيب وترتيب وإستنباط العناصر الاستيتيقية، والقادرة على تشييد ذلك الجسر التعبيري الممتد من دواخلنا إلى ركح الفرجة والإصغاء محمل الرسم وغيرها من المساحات التي يتشكل فيها الجمال ..فإذن هنا لا يمكن أن نقر بحاجتنا لأي وسيط اصطناعي يعوض أو يدعم أو يساعد على صناعة الإبداع وتشكيل الجمال، هنا نحن إذن تتحدث عن مهارة بشرية فطرية فذة تستوفي كافة شروطها الإنسانية وقادرة على التطور بذاتها ولذتها في عالمها الذي تنتمي إليه عن جدارة .وهي الأولى به من اي وجود آخر ثانوي أو هامشي، وأقصد هنا الذكاء الاصطناعي.."

يواصل محدثنا قائلا: "أما إذا سلمنا بأنّ الإبداع هو مخرجات الإحساس والوعي بالإحساس، حزننا، فرحنا، ترددنا، قلقنا الوجودي، غضبنا من ذواتنا ولذواتنا، ازدراؤنا للعالم ورفضنا لنوامسيه المسقطة، عقولنا المحتجة على الدوام والتواقة للنبش في صخر اليومي، لهدمه وإعادة تشكيله ..فهمنا للذوق والذائقة، هوسنا بالاسطورة والحقيقة وحتى تعلقنا بخيط الزيف المخدر لٱلامنا الساكنة في نخاع عظمنا منذ عصور الجليد وخدوع الكهف التي تعود إلى عصور الحجارة، فإنه لا يمكن لأي ذكاء غير يشري أن يكون وريثا لكل هذا، بل إنه من الانحطاط أن نعتبر ولو على سبيل التجديف والزندقة المعاصرة أن ننتظر من خوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تحس وأن تشعر إلى حد الإبداع كما نفعل نحن البشر.

وعن رأي المسرحي محمد موسى حول إمكانية أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة في توليد وتنويع الاعمال الفنية، يقول محدثنا:

"شخصيا كنت قد شاركت في افتتاح مهرجان بولاريدجيا الدولي سنة 2023 بتقنية الهولوغرام وأُقترح علي أن أسجل مقطعا صوتيا يتماشى مع شخصية ماركوس أوريليوس، الذي ظهر على الركح كتجسيد ثلاثي الأبعاد، التجربة كانت فريدة من نوعها وطريفة، ولاقت ردود افعال جيدة من الجمهور الحاضر والمتابعين للشأن الفني، واستولدت في ما بعد افكارا اكثر ثورية في علاقة بتوظيف الهولوغرام في الفعل المسرحي، وهذا ما جعلني اطرح على نفسي هذا السؤال: ماذا لو تم إنتاج مسرحية كاملة بشخصيات افتراضية، كيف سيبدو الأمر إذا عوضنا الممثل والمؤدي والشخصية بما تحمله من أبعاد بشخصية اصطناعية ؟ هل سيكون بمقدرونا عندها التحدث عن التمثيل والفعل الدرامي كما نفعل اليوم ؟ بل هل سيكون بوسعنا الولوج إلى ادوات التحليل والنقد المسرحي ؟ إنه حقا أمر مربك ومخيف بعض الشيء.. الأمر أشبه بفتح بوابة تخفي خلفها هالة كثيفة من الأبعاد والصور التي لن تتوقف عن التوسع بمجرد تسلل خيوطها الأولى إلى الركح.. أجد نفسي مجبرا هنا على دعوة المبدعين الشغوفين والمتحمسين إلى الحذر من فتح هذه البوابة على مصرعيها، حتى لا نقف بوما متحسرين امام طوابير من الممثلين العاطلين الذين انتزع منهم الإبداع الاصطناعي وظائفهم ومهاهم على الركح.

أما في يخص التنوع الإبداعي، يرى محدثنا أنه "من الأجدر بسلط الإشراف الثقافي هيلكة وإصلاح منظومتها وترميم مؤسساتها الٱيلة للسقوط، ورد الاعتبار للإنسان المبدع قبل القفز إلى مستقبل الذكاء الإصطناعي الذي لا اشك أن إطارات وزارة الثقافة لا يفهمون حتى طريقة عمله أو طرق النفاذ إليه، وكل ما يروجونه هو محض دعاية فارغة لجلب التمويلات وإقناع الاجنبي أن الثقافة في هذا البلد قادرة على نشييد جسر إلى القمر.. وهي بالكاد قادرة على إيصال قافلة ثقافية متواضعة إلى أريافنا المعزولة ..وأقصد هنا التوزيع والامتداد الثقافي إلى الجهاة المحرومة الذي لطالما تشدقت به وزارة الثقافة ولم نر منه غير اللعاب المتطاير في ندوات النزل الفاخرة..

وعن ضرورة بناء قانون لحقوق النشر والتاليف يتناسب مع التحول الرقمي يرى محمد "أنه من الضروري إرساء قانون لحماية الإنسان من الذكاء الاصطناعي لأننا بصدد متابعة سرقات لعينات صوتية ومؤلفات واستغلالها في أعمال أخرى دون موافقة صحاب المؤلف أو استشارته، في ظل غياب أي طريقة استرداد الحقوق..

كما أن الدولة وتحديا وزارة الثقافة حسب اعتقاد محدثنا "لم تع بعد بخطورة الذكاء الاصطناعي وتداعياته على المجال الإبداعي والثقافي عامة ..وأنا شخصيا أمتهن التعليق الصوتي وأخاف أن يستغل صوتي في مآرب أخرى ..

وبالنسبة للتسليم بمدى خطورة الذكاء الاصطناعي، بين الفنان محمد بن موسى أنه لا يمثل خطرا حقيقيا ولكن يبقى تهديدا كبيرا ، ذلك أنه –والكلام له- حين نتخيل مصير العمل الإبداعي بعد عشر سنوات او عشرين سنة نستشعر حينها مدى الخطورة التي قد تحدق بنا لأنه في النهاية بصدد التطور وافتكاك وظائف لغايات تجارية لان الذكاء الاصطناعي قادر على أن يحقق أرباحا طائلة في العديد من المجالات.

للاسف الشديد، يقول محدثنا، أن الإعلام كذلك غير مستثن من عملية استغلال الذكاء الاصطناعي، ذلك أنه من غير المستبعد أن يوظف إنسان آلي لتقديم أخبار متنوعة، عوض أن يقدمها صحفي ..

إضافة الى كتابة العديد من المقالات ترجمت الى العديد من اللغات في مجالات مختلفة عبر الذكاء الاصطناعي، كل ما في الأمر أن يُسأل محرك البحث عن أي موضوع، عن فن العرائس، نقد ممارسات الكيان الصهيوني .. على سبيل المثال لتجد نصا مستوفى الشروط ممنهج ومسترسل وينسب الى طالب البحث ..

 

 

 

 

 

الفنان المسرحي محمد موسى لـ"الصباح":  ضرورة الحد من الذكاء الاصطناعي في علاقة بالثقافة والإبداع..  وتجريمه إن لزم الأمر !!

 

 

 

تونس-الصباح

يبقى الإنسان الكائن الوحيد الذي يمتلك العاطفة والخيال والذوق، وهو القادر على بناء حوارات وتفاعلات ثقافية ثرية فضلا عن الإبداع الفني الذي من شأنه أن يعزز المهارات الإبداعية.. لكن يبدو في ظل "الثورة التكنولوجية للذكاء الاصطناعي" أنه ستُفتح آفاق جديدة للمفكرين والمنتجين الثقافيين، وهو ما أثار ردود أفعال متباينة إزاء هذا التحول الذي طال العديد من المجالات..

"الصباح" التقت الفنان المسرحي محمد موسى للحديث عن مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على المجال الثقافي بالأساس في الوقت الراهن وعلى المدى البعيد..الى أي مدى يمكن التسليم بحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن اعتبره خطرا إلا إذا تم استخدامه بشكل سيء أو مفرط؟..

وليد عبداللاوي

محدثنا بين لـ"الصباح" أن الذكاء الاصطناعي "أصبح وسيصبح واقعا معيشا لا يمكن انكاره او تجاهله او التعامل معه من زاويه نظر موغلة في الرفض أو القبول ..هو موجود في كل مكان، في كل مجال وقطاع .

والعمل الإبداعي وإنتاج الفنون عموما ليسوا في معزل عنه، ولكن هنا علينا التوقف قليلا للتفكير في الامر بالرجوع إلى منشإ الإبداع كفعل ومراكمة بشرية أصيلة والغاية من الفعل الإبداعي في حد ذاته.. أو ربما السؤال الجوهري هنا ..ماذا نريد بإبداعنا ؟

في ذات السياق يضيف الفنان محمد موسى قائلا: "إذا سلمنا بفطرنا الفذة القادرة على محاكاة ما حولنا وإعادة تشكيل مواضيع الوجود عبر تنسيق وتركيب وترتيب وإستنباط العناصر الاستيتيقية، والقادرة على تشييد ذلك الجسر التعبيري الممتد من دواخلنا إلى ركح الفرجة والإصغاء محمل الرسم وغيرها من المساحات التي يتشكل فيها الجمال ..فإذن هنا لا يمكن أن نقر بحاجتنا لأي وسيط اصطناعي يعوض أو يدعم أو يساعد على صناعة الإبداع وتشكيل الجمال، هنا نحن إذن تتحدث عن مهارة بشرية فطرية فذة تستوفي كافة شروطها الإنسانية وقادرة على التطور بذاتها ولذتها في عالمها الذي تنتمي إليه عن جدارة .وهي الأولى به من اي وجود آخر ثانوي أو هامشي، وأقصد هنا الذكاء الاصطناعي.."

يواصل محدثنا قائلا: "أما إذا سلمنا بأنّ الإبداع هو مخرجات الإحساس والوعي بالإحساس، حزننا، فرحنا، ترددنا، قلقنا الوجودي، غضبنا من ذواتنا ولذواتنا، ازدراؤنا للعالم ورفضنا لنوامسيه المسقطة، عقولنا المحتجة على الدوام والتواقة للنبش في صخر اليومي، لهدمه وإعادة تشكيله ..فهمنا للذوق والذائقة، هوسنا بالاسطورة والحقيقة وحتى تعلقنا بخيط الزيف المخدر لٱلامنا الساكنة في نخاع عظمنا منذ عصور الجليد وخدوع الكهف التي تعود إلى عصور الحجارة، فإنه لا يمكن لأي ذكاء غير يشري أن يكون وريثا لكل هذا، بل إنه من الانحطاط أن نعتبر ولو على سبيل التجديف والزندقة المعاصرة أن ننتظر من خوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تحس وأن تشعر إلى حد الإبداع كما نفعل نحن البشر.

وعن رأي المسرحي محمد موسى حول إمكانية أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة في توليد وتنويع الاعمال الفنية، يقول محدثنا:

"شخصيا كنت قد شاركت في افتتاح مهرجان بولاريدجيا الدولي سنة 2023 بتقنية الهولوغرام وأُقترح علي أن أسجل مقطعا صوتيا يتماشى مع شخصية ماركوس أوريليوس، الذي ظهر على الركح كتجسيد ثلاثي الأبعاد، التجربة كانت فريدة من نوعها وطريفة، ولاقت ردود افعال جيدة من الجمهور الحاضر والمتابعين للشأن الفني، واستولدت في ما بعد افكارا اكثر ثورية في علاقة بتوظيف الهولوغرام في الفعل المسرحي، وهذا ما جعلني اطرح على نفسي هذا السؤال: ماذا لو تم إنتاج مسرحية كاملة بشخصيات افتراضية، كيف سيبدو الأمر إذا عوضنا الممثل والمؤدي والشخصية بما تحمله من أبعاد بشخصية اصطناعية ؟ هل سيكون بمقدرونا عندها التحدث عن التمثيل والفعل الدرامي كما نفعل اليوم ؟ بل هل سيكون بوسعنا الولوج إلى ادوات التحليل والنقد المسرحي ؟ إنه حقا أمر مربك ومخيف بعض الشيء.. الأمر أشبه بفتح بوابة تخفي خلفها هالة كثيفة من الأبعاد والصور التي لن تتوقف عن التوسع بمجرد تسلل خيوطها الأولى إلى الركح.. أجد نفسي مجبرا هنا على دعوة المبدعين الشغوفين والمتحمسين إلى الحذر من فتح هذه البوابة على مصرعيها، حتى لا نقف بوما متحسرين امام طوابير من الممثلين العاطلين الذين انتزع منهم الإبداع الاصطناعي وظائفهم ومهاهم على الركح.

أما في يخص التنوع الإبداعي، يرى محدثنا أنه "من الأجدر بسلط الإشراف الثقافي هيلكة وإصلاح منظومتها وترميم مؤسساتها الٱيلة للسقوط، ورد الاعتبار للإنسان المبدع قبل القفز إلى مستقبل الذكاء الإصطناعي الذي لا اشك أن إطارات وزارة الثقافة لا يفهمون حتى طريقة عمله أو طرق النفاذ إليه، وكل ما يروجونه هو محض دعاية فارغة لجلب التمويلات وإقناع الاجنبي أن الثقافة في هذا البلد قادرة على نشييد جسر إلى القمر.. وهي بالكاد قادرة على إيصال قافلة ثقافية متواضعة إلى أريافنا المعزولة ..وأقصد هنا التوزيع والامتداد الثقافي إلى الجهاة المحرومة الذي لطالما تشدقت به وزارة الثقافة ولم نر منه غير اللعاب المتطاير في ندوات النزل الفاخرة..

وعن ضرورة بناء قانون لحقوق النشر والتاليف يتناسب مع التحول الرقمي يرى محمد "أنه من الضروري إرساء قانون لحماية الإنسان من الذكاء الاصطناعي لأننا بصدد متابعة سرقات لعينات صوتية ومؤلفات واستغلالها في أعمال أخرى دون موافقة صحاب المؤلف أو استشارته، في ظل غياب أي طريقة استرداد الحقوق..

كما أن الدولة وتحديا وزارة الثقافة حسب اعتقاد محدثنا "لم تع بعد بخطورة الذكاء الاصطناعي وتداعياته على المجال الإبداعي والثقافي عامة ..وأنا شخصيا أمتهن التعليق الصوتي وأخاف أن يستغل صوتي في مآرب أخرى ..

وبالنسبة للتسليم بمدى خطورة الذكاء الاصطناعي، بين الفنان محمد بن موسى أنه لا يمثل خطرا حقيقيا ولكن يبقى تهديدا كبيرا ، ذلك أنه –والكلام له- حين نتخيل مصير العمل الإبداعي بعد عشر سنوات او عشرين سنة نستشعر حينها مدى الخطورة التي قد تحدق بنا لأنه في النهاية بصدد التطور وافتكاك وظائف لغايات تجارية لان الذكاء الاصطناعي قادر على أن يحقق أرباحا طائلة في العديد من المجالات.

للاسف الشديد، يقول محدثنا، أن الإعلام كذلك غير مستثن من عملية استغلال الذكاء الاصطناعي، ذلك أنه من غير المستبعد أن يوظف إنسان آلي لتقديم أخبار متنوعة، عوض أن يقدمها صحفي ..

إضافة الى كتابة العديد من المقالات ترجمت الى العديد من اللغات في مجالات مختلفة عبر الذكاء الاصطناعي، كل ما في الأمر أن يُسأل محرك البحث عن أي موضوع، عن فن العرائس، نقد ممارسات الكيان الصهيوني .. على سبيل المثال لتجد نصا مستوفى الشروط ممنهج ومسترسل وينسب الى طالب البحث ..