إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سفير إيران بتونس في حوار لـ"الصباح": إيران بلد المفاجآت ..ولا يمكن مطلقا التكهن بنتائج الانتخابات

 

تونس-الصباح

يٌجدّد الجمعة 28 جوان الجاري الشعب الإيراني العهد مع صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 6 شخصيات تخوض غمار السباق الرئاسي لخلافة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

ويأتي هذا الاستحقاق الانتخابي الـ14 في سياق استثنائي سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي..

حول هذا الاستحقاق الانتخابي التقت "الصباح" بالسفير الإيراني مير مسعود حسينيان الذي خصّنا بحوار أشار خلاله إلى أن إيران تظل بلد المفاجآت، وأن نتائج الانتخابات لا يمكن أن تكون مدبّرة أو مٌتوقّعة، وهٌو ما يجعل عٌنصر المفاجأة قائما.

وأوضح حسينيان أن إيران بلد مؤثر في المنطقة وبالتالي من الطبيعي أن يكون الرئيس الجديد المنتظر في إيران محط أنظار عديد دول العالم.

الحوار تطرق أيضا إلى عديد المسائل الأخرى، على غرار أولويات الرئيس الإيراني الجديد وأبرزها الوضع الاقتصادي، إضافة إلى المستجدات الحاصلة فيما يتعلق بالتحقيق في حادثة سقوط مروحية الرئيس الراحل وغيرها من المواضيع الراهنة. وفيما يلي نص الحوار :

حاورته: منال حرزي

*يعيش الشعب الإيراني هذه الأيام على وقع التوجه إلى صناديق الاقتراع كيف تقرؤون المشهد؟

في البداية وجب التّنوية بالدّور الرّيادي للشعب الإيراني في تقرير مصيره على مرّ التاريخ .

فالشعب الإيراني تمكّن في ظرف أقل من شهرين من انتصار الثورة (سنة 1979) من إنجاز أول استفتاء شعبي عقبته لاحقا انتخابات مجلس قيادة الخبراء لصياغة الدستور الإيراني: يعني في أقل من سنة تمت صياغة الدستور وتشكيل النظام عبر آلية الانتخابات. وهذا يعكس أهمية الدور الموكول للشعب الإيراني في المسار الانتخابي .

وبعد 45 سنة من ذكرى انتصار الثورة، اليوم في رصيد إيران حوالي 40 استفتاء شعبيا وعديد المحطات الانتخابية، منها 14 انتخابات رئاسية و12 انتخابات للمجلس النيابي و6 انتخابات لمجلس قيادة الخبراء، بالإضافة لأكثر من 6 انتخابات مجالس بلدية.

تقريبا الشعب الإيراني يشارك كل سنة في انتخابات مهمة وهذا يعكس الدور الفاعل للشعب الإيراني في مختلف المحطات الانتخابية. ثم إن الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجرى يوم الجمعة القادم تعكس أيضا أن إيران تعتبر بلدا قائما على مؤسسات.

*تدور الانتخابات الرئاسية الإيرانية في سياقات استثنائية سواء على الصعيد المحلي أو العالمي: ألا ترون أن ذلك يمنحها أهمية كبرى لعديد الاعتبارات السياسية والداخلية والخارجية؟

صحيح ترافق هذه الانتخابات ظروف استثنائية، فما حصل في إيران بعد "شهادة" رئيس الجمهورية ووزير الخارجية كان بمثابة زلزال.

كما تعرفون إيران بلد كبير ولديه أكثر من 85 مليون نسمة .ويٌمثّل تقاطعا بين الشّرق والغرب والشمال والجنوب وهو ما يعكس أهميته. ثم إن أكثر من 90 دولة شاركت في مراسم تشييع الرئيس الراحل ومن أهمها مشاركة الرئيس التونسي قيس سعيد في هذه المراسم وهو ما نثمنه كثيرا لا سيما أن هذه الزيارة تأتي بعد أكثر من 50 سنة من انقطاع الزيارات. وهو ما يؤشر الى أهمية الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة. حاليّا إيران عضو في البريكس وشنغهاي ولدينا علاقات جيدة مع عديد الدول على غرار الصين وروسيا وباكستان وسوريا وتركيا وكل ذلك يدل على أن إيران بلد مؤثر في المنطقة. ومن الطبيعي أن يكون الرئيس الجديد المنتظر في إيران محط أنظار عديد دول العالم.

*ستة أسماء تتنافس للوصول إلى سدة الحكم وخلافة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، إلى أي مدى تعتبرون ذلك مؤشرا إيجابيا؟

تٌمثل الأسماء المطروحة فسيفساء من أطراف مختلفة: فمن بينها الإصلاحيون والأصوليون الى جانب وجود تيّارات أخرى مختلفة، وهذا يؤشر إلى أنه يحق لجميع فئات الشعب الإيراني المشاركة والتقدم للاستحقاق الانتخابي. وفي الأخير يبقى الخيار والكلمة للشعب الذي له كل الحق في تقرير مصيره ومستقبله عبر صناديق الاقتراع.

*وفق توقّعاتكم، إلى أي مترشح تتجه بوصلة المقترعين؟ أو من هو الأوفر حظا من بين المترشحين لخلافة الرئيس الراحل؟

كما تعرفٌون، إن إيران بلد المفاجآت. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أن الانتخابات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مدبّرة أو نتائجها مٌتوقّعة. حاليا تبث المناظرات بين المترشحين على شاشات التلفزيون ليعتمد كل مترشح على حظوظه وبالتالي سيتسنى للشعب الإيراني اختيار مٌرشّحه الذي يراه الأنسب. حتّى الدّول الأجنبية لا تعرف مآل الانتخابات في إيران، فهي تتابع الأمر كغيرها وهو ما يجعل من نتائج الانتخابات عنصر مفاجأة.

*يتوقع البعض أن هذه الانتخابات التي تأتي بعد حادثة سقوط مروحية الرئيس السابق والطاقم المرافق له قد تسهم في تقليل الفجوة بين الشعب الإيراني وصناديق الاقتراع، فهل تتوقعون مشاركة هامة في هذا الاستحقاق الانتخابي؟

صحيح يمكن أن يلعب الجانب العاطفي دوره في تحفيز الشعب على الإقبال على صناديق الاقتراع لا سيما أن هذه الانتخابات رافقتها ظروف استثنائية.

*الخلف الذي ستٌفرزه الانتخابات الرئاسية الإيرانية ماهي برأيكم أولوياته المطلقة؟

بعد الانتخابات الرئاسية واستكمال كل مراحل تشكيل الحكومة وعرضها على المجلس النيابي. أعتبر أن الجانب الاقتصادي من أوكد الأولويات في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على إيران إلى جانب أهمية معالجة مسألة التضخّم. أما على الصعيد الإقليمي فإنه يتعين مواصلة نفس السياسات الإقليمية المحلية العالمية لا سيما أن الرئيس الراحل كان قد بدأ بحلّ بعض المشاكل مع السعودية وباكستان وأفغانستان .

وهذا يعني المواصلة في نفس السياسات والمسارات بما أن الإستراتيجية ثابتة لكن التكتيك هو الذي يختلف من شخص لآخر.

*بعد رفض تقدّم ناشطات سياسيات إلى الانتخابات الإيرانية، تعتبر بعض الأطراف أن هذا الرفض يمثل إقصاء للمرأة الإيرانية من الحياة السياسيّة ما تعليقكم؟

ترشّح للاستحقاق الانتخابي الرئاسي حوالي 80 شخصا من بينهم أحد الرؤساء السابقين إلى جانب وزراء وغيرهم من الشخصيات وهو ما يعكس حرية المناخ الانتخابي. لكن القانون ينص على أن يكون لرئيس الجمهورية مواصفات سياسية معينة الى جانب بعض الشّروط التي من الضروري أن تتوفر. لم يٌحذف ترشّحهن لكونهم نساء وإنما يعود الأمر فقط الى أهمية توفر مواصفات وشروط لابٌد أن تكون موجودة في شخص رئيس الجمهورية. كما حذفت أكثر من 70 شخصية أخرى من المرشحين.

*الحديث في هذا الجانب يقودٌنا الى الخوض في مسألة حقوق ومكانة المرأة في إيران، ما تعليقكم عما يروج بشأن تراجع هذه المكانة؟

المرأة الإيرانية قطعت أشواطا هامة في مجال الحقوق والحريات، فـ35 بالمائة من الأساتذة الجامعيين في إيران هن نساء و55 بالمائة من الطلاب في الجامعات فتيات. كما أن المرأة الإيرانية تحتل مواقع ريادية هامة في مؤسسات الدولة علاوة على أنها أيضا ممثلة وبنسبة هامة في المجلس النيابي وفي المجالات الاقتصادية والتعليمية والطبية والسياسية وغيرها.

*بعيدا عن الاستحقاق الانتخابي المرتقب، ما الجديد في ملف سقوط مروحية الرئيس الراحل وما حقيقة المعلومات التي راجت ومفادها تورّط أطراف إسرائيلية في عملية سقوط الطائرة الرئاسية؟

لا وجود لمستجدات في هذا الشأن. هنالك لجنة خاصة من طرف رئيس أركان الجيش تتابع الأمر وكانوا قد أعلنوا في وقت سابق أن ما حصل مجرد حادث ومازالوا الى اليوم يتابعون الأمر. وبالتالي فإنه لا جديد يذكر في هذا الشأن.

*في ظل ما تواجهه من تهديدات أمريكية وقوى غربية كيف سترتب إيران توجهاتها وخياراتها في المرحلة القادمة؟

تعوّدنا على التهديدات والمؤامرات الأمريكية وذلك منذ بداية الثورة الإسلامية عبر مختلف المؤامرات التي حيكت في الداخل من انقلابات وتواجد لمرتزقة. وتمكّنت إيران من التصدي لها ومن تجاوزها لأننا نمثل دولة قانون ومؤسسات وهو ما يؤكد استمرارية الجمهوريّة. وبالتالي أصبحنا لا نخشى مثل هذه المؤامرات.

*في خضمّ التحالفات الإستراتيجية والاصطفافات السياسية، هل ستٌعيد إيران ترتيب أوراقها في خصوص عديد الملفات الخارجية؟

لدينا إطار يتمثل في الدّستور الإيراني، إلى جانب مختلف القوانين الداخلية الموجودة. الإطار الأساسي موجود وهذا الإطار نفسه يتضمن سياسات معمول بها. السياسة الأساسية لدينا هي التّعامل مع دول الجوار. هنالك سياسات ثابتة، وقد تختلف وجهات النظر على مستوى الإدارة أو يمكن تغيير التكتيك المعمول به، لكنها تظل ثابتة.

*بعد الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل الذي واجهته إسرائيل برد سريع، تحدثت قيادات إيرانية عن هجوم "في الوقت المناسب"، إلى متى سيبقى هذا الوقت المناسب معلّقا؟

أولا الرد الإسرائيلي على إيران يعٌتبر بمثابة مزحة، وهذا معلوم للجميع. إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء بقصفها القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في سوريا وليس قنصلية إيران. صبرنا على مدار 12 يوما واعتمدنا المسارات السياسية المتعارف عليها من ذلك توجهنا برسالة الى مجلس الأمن الدولي، لكن لم نحظ حتى بإدانة لما حصل، فاتّخذت إثرها إيران قرارا بالهجوم. كانت الرسالة واضحة من خلال هذا الهجوم ومفادها انهيار الأمن الإسرائيلي، حيث جاء ردّنا بأسلحة إيرانية الصنع من صواريخ وطائرات ومسيّرات. وجميعها مؤشرات تدل على انهيار إسرائيل وعلى عدم قدرتها على ضمان أمنها بنفسها. هم يٌدركون جيّدا أنهم إذا أرادوا القيام بأي خطوة فإنهم سيفكرون مائة مرة قبل القيام بها وسيتمحور تفكيرهم حول إذا ما كانت إيران ستقوم برد وهل أن بعض الدول على غرار أمريكا وفرنسا ستقف الى جانبهم. أقول إن إسرائيل لن تجرؤ مرة أخرى على شن هجوم على إيران .

*ما بعد الانتخابات الرئاسية ستعيش إيران على وقع مرحلة جديدة قد تكون مغايرة في توجهاتها وهنا أخص بالذكر العلاقات التونسية الإيرانية لا سيما بعد قرار إلغاء التأشيرة من الجانبين، إلى مدى تثمنون هذه الخطوة؟

لقاء الرئيسين في الجزائر كان لقاء مهما للغاية عقبته عديد الخطوات الهامة لعل أبرزها زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لإيران، على اثر مراسم تشييع الرئيس الراحل، بعد خمسين سنة فضلا عن قرار إلغاء التأشيرة. هنالك انفتاح اليوم من قبل تونس على الشرق ونأمل أن يعقب هذا الانفتاح تعاون عملي في مجالات مختلفة منها السياحة والتجارة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سفير إيران بتونس في حوار لـ"الصباح": إيران بلد المفاجآت ..ولا يمكن مطلقا التكهن بنتائج الانتخابات

 

تونس-الصباح

يٌجدّد الجمعة 28 جوان الجاري الشعب الإيراني العهد مع صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 6 شخصيات تخوض غمار السباق الرئاسي لخلافة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

ويأتي هذا الاستحقاق الانتخابي الـ14 في سياق استثنائي سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي..

حول هذا الاستحقاق الانتخابي التقت "الصباح" بالسفير الإيراني مير مسعود حسينيان الذي خصّنا بحوار أشار خلاله إلى أن إيران تظل بلد المفاجآت، وأن نتائج الانتخابات لا يمكن أن تكون مدبّرة أو مٌتوقّعة، وهٌو ما يجعل عٌنصر المفاجأة قائما.

وأوضح حسينيان أن إيران بلد مؤثر في المنطقة وبالتالي من الطبيعي أن يكون الرئيس الجديد المنتظر في إيران محط أنظار عديد دول العالم.

الحوار تطرق أيضا إلى عديد المسائل الأخرى، على غرار أولويات الرئيس الإيراني الجديد وأبرزها الوضع الاقتصادي، إضافة إلى المستجدات الحاصلة فيما يتعلق بالتحقيق في حادثة سقوط مروحية الرئيس الراحل وغيرها من المواضيع الراهنة. وفيما يلي نص الحوار :

حاورته: منال حرزي

*يعيش الشعب الإيراني هذه الأيام على وقع التوجه إلى صناديق الاقتراع كيف تقرؤون المشهد؟

في البداية وجب التّنوية بالدّور الرّيادي للشعب الإيراني في تقرير مصيره على مرّ التاريخ .

فالشعب الإيراني تمكّن في ظرف أقل من شهرين من انتصار الثورة (سنة 1979) من إنجاز أول استفتاء شعبي عقبته لاحقا انتخابات مجلس قيادة الخبراء لصياغة الدستور الإيراني: يعني في أقل من سنة تمت صياغة الدستور وتشكيل النظام عبر آلية الانتخابات. وهذا يعكس أهمية الدور الموكول للشعب الإيراني في المسار الانتخابي .

وبعد 45 سنة من ذكرى انتصار الثورة، اليوم في رصيد إيران حوالي 40 استفتاء شعبيا وعديد المحطات الانتخابية، منها 14 انتخابات رئاسية و12 انتخابات للمجلس النيابي و6 انتخابات لمجلس قيادة الخبراء، بالإضافة لأكثر من 6 انتخابات مجالس بلدية.

تقريبا الشعب الإيراني يشارك كل سنة في انتخابات مهمة وهذا يعكس الدور الفاعل للشعب الإيراني في مختلف المحطات الانتخابية. ثم إن الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجرى يوم الجمعة القادم تعكس أيضا أن إيران تعتبر بلدا قائما على مؤسسات.

*تدور الانتخابات الرئاسية الإيرانية في سياقات استثنائية سواء على الصعيد المحلي أو العالمي: ألا ترون أن ذلك يمنحها أهمية كبرى لعديد الاعتبارات السياسية والداخلية والخارجية؟

صحيح ترافق هذه الانتخابات ظروف استثنائية، فما حصل في إيران بعد "شهادة" رئيس الجمهورية ووزير الخارجية كان بمثابة زلزال.

كما تعرفون إيران بلد كبير ولديه أكثر من 85 مليون نسمة .ويٌمثّل تقاطعا بين الشّرق والغرب والشمال والجنوب وهو ما يعكس أهميته. ثم إن أكثر من 90 دولة شاركت في مراسم تشييع الرئيس الراحل ومن أهمها مشاركة الرئيس التونسي قيس سعيد في هذه المراسم وهو ما نثمنه كثيرا لا سيما أن هذه الزيارة تأتي بعد أكثر من 50 سنة من انقطاع الزيارات. وهو ما يؤشر الى أهمية الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة. حاليّا إيران عضو في البريكس وشنغهاي ولدينا علاقات جيدة مع عديد الدول على غرار الصين وروسيا وباكستان وسوريا وتركيا وكل ذلك يدل على أن إيران بلد مؤثر في المنطقة. ومن الطبيعي أن يكون الرئيس الجديد المنتظر في إيران محط أنظار عديد دول العالم.

*ستة أسماء تتنافس للوصول إلى سدة الحكم وخلافة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، إلى أي مدى تعتبرون ذلك مؤشرا إيجابيا؟

تٌمثل الأسماء المطروحة فسيفساء من أطراف مختلفة: فمن بينها الإصلاحيون والأصوليون الى جانب وجود تيّارات أخرى مختلفة، وهذا يؤشر إلى أنه يحق لجميع فئات الشعب الإيراني المشاركة والتقدم للاستحقاق الانتخابي. وفي الأخير يبقى الخيار والكلمة للشعب الذي له كل الحق في تقرير مصيره ومستقبله عبر صناديق الاقتراع.

*وفق توقّعاتكم، إلى أي مترشح تتجه بوصلة المقترعين؟ أو من هو الأوفر حظا من بين المترشحين لخلافة الرئيس الراحل؟

كما تعرفٌون، إن إيران بلد المفاجآت. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أن الانتخابات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مدبّرة أو نتائجها مٌتوقّعة. حاليا تبث المناظرات بين المترشحين على شاشات التلفزيون ليعتمد كل مترشح على حظوظه وبالتالي سيتسنى للشعب الإيراني اختيار مٌرشّحه الذي يراه الأنسب. حتّى الدّول الأجنبية لا تعرف مآل الانتخابات في إيران، فهي تتابع الأمر كغيرها وهو ما يجعل من نتائج الانتخابات عنصر مفاجأة.

*يتوقع البعض أن هذه الانتخابات التي تأتي بعد حادثة سقوط مروحية الرئيس السابق والطاقم المرافق له قد تسهم في تقليل الفجوة بين الشعب الإيراني وصناديق الاقتراع، فهل تتوقعون مشاركة هامة في هذا الاستحقاق الانتخابي؟

صحيح يمكن أن يلعب الجانب العاطفي دوره في تحفيز الشعب على الإقبال على صناديق الاقتراع لا سيما أن هذه الانتخابات رافقتها ظروف استثنائية.

*الخلف الذي ستٌفرزه الانتخابات الرئاسية الإيرانية ماهي برأيكم أولوياته المطلقة؟

بعد الانتخابات الرئاسية واستكمال كل مراحل تشكيل الحكومة وعرضها على المجلس النيابي. أعتبر أن الجانب الاقتصادي من أوكد الأولويات في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على إيران إلى جانب أهمية معالجة مسألة التضخّم. أما على الصعيد الإقليمي فإنه يتعين مواصلة نفس السياسات الإقليمية المحلية العالمية لا سيما أن الرئيس الراحل كان قد بدأ بحلّ بعض المشاكل مع السعودية وباكستان وأفغانستان .

وهذا يعني المواصلة في نفس السياسات والمسارات بما أن الإستراتيجية ثابتة لكن التكتيك هو الذي يختلف من شخص لآخر.

*بعد رفض تقدّم ناشطات سياسيات إلى الانتخابات الإيرانية، تعتبر بعض الأطراف أن هذا الرفض يمثل إقصاء للمرأة الإيرانية من الحياة السياسيّة ما تعليقكم؟

ترشّح للاستحقاق الانتخابي الرئاسي حوالي 80 شخصا من بينهم أحد الرؤساء السابقين إلى جانب وزراء وغيرهم من الشخصيات وهو ما يعكس حرية المناخ الانتخابي. لكن القانون ينص على أن يكون لرئيس الجمهورية مواصفات سياسية معينة الى جانب بعض الشّروط التي من الضروري أن تتوفر. لم يٌحذف ترشّحهن لكونهم نساء وإنما يعود الأمر فقط الى أهمية توفر مواصفات وشروط لابٌد أن تكون موجودة في شخص رئيس الجمهورية. كما حذفت أكثر من 70 شخصية أخرى من المرشحين.

*الحديث في هذا الجانب يقودٌنا الى الخوض في مسألة حقوق ومكانة المرأة في إيران، ما تعليقكم عما يروج بشأن تراجع هذه المكانة؟

المرأة الإيرانية قطعت أشواطا هامة في مجال الحقوق والحريات، فـ35 بالمائة من الأساتذة الجامعيين في إيران هن نساء و55 بالمائة من الطلاب في الجامعات فتيات. كما أن المرأة الإيرانية تحتل مواقع ريادية هامة في مؤسسات الدولة علاوة على أنها أيضا ممثلة وبنسبة هامة في المجلس النيابي وفي المجالات الاقتصادية والتعليمية والطبية والسياسية وغيرها.

*بعيدا عن الاستحقاق الانتخابي المرتقب، ما الجديد في ملف سقوط مروحية الرئيس الراحل وما حقيقة المعلومات التي راجت ومفادها تورّط أطراف إسرائيلية في عملية سقوط الطائرة الرئاسية؟

لا وجود لمستجدات في هذا الشأن. هنالك لجنة خاصة من طرف رئيس أركان الجيش تتابع الأمر وكانوا قد أعلنوا في وقت سابق أن ما حصل مجرد حادث ومازالوا الى اليوم يتابعون الأمر. وبالتالي فإنه لا جديد يذكر في هذا الشأن.

*في ظل ما تواجهه من تهديدات أمريكية وقوى غربية كيف سترتب إيران توجهاتها وخياراتها في المرحلة القادمة؟

تعوّدنا على التهديدات والمؤامرات الأمريكية وذلك منذ بداية الثورة الإسلامية عبر مختلف المؤامرات التي حيكت في الداخل من انقلابات وتواجد لمرتزقة. وتمكّنت إيران من التصدي لها ومن تجاوزها لأننا نمثل دولة قانون ومؤسسات وهو ما يؤكد استمرارية الجمهوريّة. وبالتالي أصبحنا لا نخشى مثل هذه المؤامرات.

*في خضمّ التحالفات الإستراتيجية والاصطفافات السياسية، هل ستٌعيد إيران ترتيب أوراقها في خصوص عديد الملفات الخارجية؟

لدينا إطار يتمثل في الدّستور الإيراني، إلى جانب مختلف القوانين الداخلية الموجودة. الإطار الأساسي موجود وهذا الإطار نفسه يتضمن سياسات معمول بها. السياسة الأساسية لدينا هي التّعامل مع دول الجوار. هنالك سياسات ثابتة، وقد تختلف وجهات النظر على مستوى الإدارة أو يمكن تغيير التكتيك المعمول به، لكنها تظل ثابتة.

*بعد الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل الذي واجهته إسرائيل برد سريع، تحدثت قيادات إيرانية عن هجوم "في الوقت المناسب"، إلى متى سيبقى هذا الوقت المناسب معلّقا؟

أولا الرد الإسرائيلي على إيران يعٌتبر بمثابة مزحة، وهذا معلوم للجميع. إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء بقصفها القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في سوريا وليس قنصلية إيران. صبرنا على مدار 12 يوما واعتمدنا المسارات السياسية المتعارف عليها من ذلك توجهنا برسالة الى مجلس الأمن الدولي، لكن لم نحظ حتى بإدانة لما حصل، فاتّخذت إثرها إيران قرارا بالهجوم. كانت الرسالة واضحة من خلال هذا الهجوم ومفادها انهيار الأمن الإسرائيلي، حيث جاء ردّنا بأسلحة إيرانية الصنع من صواريخ وطائرات ومسيّرات. وجميعها مؤشرات تدل على انهيار إسرائيل وعلى عدم قدرتها على ضمان أمنها بنفسها. هم يٌدركون جيّدا أنهم إذا أرادوا القيام بأي خطوة فإنهم سيفكرون مائة مرة قبل القيام بها وسيتمحور تفكيرهم حول إذا ما كانت إيران ستقوم برد وهل أن بعض الدول على غرار أمريكا وفرنسا ستقف الى جانبهم. أقول إن إسرائيل لن تجرؤ مرة أخرى على شن هجوم على إيران .

*ما بعد الانتخابات الرئاسية ستعيش إيران على وقع مرحلة جديدة قد تكون مغايرة في توجهاتها وهنا أخص بالذكر العلاقات التونسية الإيرانية لا سيما بعد قرار إلغاء التأشيرة من الجانبين، إلى مدى تثمنون هذه الخطوة؟

لقاء الرئيسين في الجزائر كان لقاء مهما للغاية عقبته عديد الخطوات الهامة لعل أبرزها زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لإيران، على اثر مراسم تشييع الرئيس الراحل، بعد خمسين سنة فضلا عن قرار إلغاء التأشيرة. هنالك انفتاح اليوم من قبل تونس على الشرق ونأمل أن يعقب هذا الانفتاح تعاون عملي في مجالات مختلفة منها السياحة والتجارة.