باحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل لـ"الصباح": الاستثمار في تونس جزء من إستراتيجية الصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع إفريقيا ودول المتوسط..
-البنك الآسيوي للاستثمار سيساعدنا على تحقيق تنمية مستدامة
تونس-الصباح
مازالت الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى جمهورية الصين الشعبية من 28 ماي 2024 إلى 1 جوان الجاري، محل تناول شامل حول أهميتها والجدوى منها ومدى تنزلها في إطار بحث تونس عن توازنات جديدة إقليميا، خاصة وأن هذه الزيارة جاءت بناء على دعوة رسمية من جمهورية الصين لمشاركة رئيس الدولة في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري في إطار منتدى التعاون العربي الصيني بالعاصمة بيكين، علما وأن الزيارة هي الأولى من نوعها الى يؤديها الرئيس إلى الصين.
وللوقوف على الجدوى الاقتصادية لزيارة الرئيس إلى الصين وأهمية تفعيل انضمام تونس إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB تحدثت "الصباح" مع وسام الأسود الأستاذ بجامعة "السربون" والباحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل، الذي أفادنا أن هذه الزيارة والتقارب التونسي الصيني من شأنه فتح آفاق شاسعة لبلادنا على مستويات عدة.
الوزن الجيوسياسي والجيوإستراتيجي للبلاد التونسية
حيث شرح الباحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل أن الصين وبقية الدول الأعضاء بالبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB يدركون الأهمية الجيوسياسية والجيوإستراتيجية لتونس التي تتميز بموقع استراتيجي يجعلها نقطة تلاق بين أوروبا وإفريقيا، ثم الشرق الأدنى وأمريكا الشمالية والجنوبية، وهذا يجعلها ذات أهمية إستراتيجية كبيرة خصوصا للصين في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، خاصة وأن الصين تسعى إلى تعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي في المنطقة من خلال استثمارات في البنية التحتية والموانئ والمشروعات الأخرى التي ستستفيد منها لتحقيق مشروعها "طريق الحرير"، لاسيما وأن بلادنا تتميز بقربها الجغرافي من أوروبا الذي يمكن أن يفتح للصين بوابة مهمة على الأسواق الأوروبية، وأيضا على الأسواق الأفريقية.
وبين وسام الأسود أن الصين – وبشكل أدق- تعتبر الاستثمار في تونس جزءًا من إستراتيجيتها الأوسع لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الإفريقية ودول البحر الأبيض المتوسط.
25 % من المبادلات البحرية تمر أمام تونس.. وميناء للمياه العميقة منصة هامة
وشرح الأستاذ بجامعة "السربون" أن استثمارات الصين في تونس يمكنها أن تشمل مجالات عديدة وعلى رأسها الطاقة والنقل والتكنولوجيا. واعتبر أن من أبرز المشاريع التي يهم الجانب الصيني القيام بها في بلادنا ميناء المياه العميقة بالنفيضة، والذي يمكن أن يعزز الربط التجاري بين آسيا وأوروبا علما وأن حوالي 25% من حجم التبادل التجاري البحري العالمي يمر أمام تونس وتحديدا من أمام واجهة بنزرت، ما يعني أن وجود منصة لوجستية متطورة يمكن أن يحقق غايات اقتصادية كبيرة للصين وتونس، ما جعل الصين ترى في تونس شريكًا استراتيجيًا هامًا وهذا جعلها تسعى إلى تعزيز استثماراتها فيها لتحقيق أهدافها الاقتصادية وذلك في إطار شراكة متوازنة قوامها المنفعة المتبادلة.
أهمية تفعيل الانضمام إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية
وكشف وسام الأسود الأستاذ بجامعة "السربون" والباحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل أنه ومن خلال عديد اللقاءات التي قام بها كأستاذ وباحث مع الأكاديميين والخبراء الصينيين، أكدوا جميعا على الأهمية الجيوإستراتيجية للبلاد التونسية والدور الاقتصادي الإقليمي والدولي الذي يمكن أن تلعبه تونس إذا ما توفرت الظروف السياسية والاجتماعية لذلك.
معتبرا أن تفعيل انضمام تونس إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية من شأنه دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، شريطة الاستفادة من الفرص المتاحة بطريقة فعالة ومستدامة.
وبين أنه وفي حال قرر البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB الاستثمار في تونس فإن هناك العديد من القطاعات ذات الأولوية التي ستستفيد من هذه التمويلات، على اعتبار أن البنك الآسيوي للاستثمارات في البنية التحتية يركز على تمويل مشاريع البنية التحتية التي تساهم في التنمية الاقتصادية المستدامة.
موانئ للمياه العميقة.. شبكة للطرقات السيارة وللنقل الحديدي
ومن بين القطاعات التي من المتوقع أن يشملها الاستثمار النقل وتحديدا تحسين وتطوير الموانئ من قبيل الاستثمار في مشروع ميناء المياه العميقة بالنفيضة وآخر للمياه العميقة ببنزرت مع إنشاء محطات لوجستية intermodales et multimodales وذلك لتحسين وتطوير نقل المسافرين والبضائع.
ومن بين المشاريع أيضا تحديث وإنشاء شبكات للطرقات السريعة وللنقل الحديدي لتسهيل الحركة التجارية بين المدن والمناطق الصناعية.
واعتبر أن تطوير المطارات التونسية أكثر من مهم ما يجعلها أكثر فاعلية لنقل المسافرين وللشحن الجوي وربطها بمطارات إقليمية ودولية لتسهيل عمليات التصدير.
وأكد أنه ومن بين المشاريع الرائدة أيضا تشييد مطار "ترنزيت" يربط إفريقيا ببقية دول العالم، ما سيخلق حركة تجارية كبيرة ستوفر لبلادنا عائدات مالية ضخمة.
وشدد وسام الأسود أنه وبالنظر لما تتميز به تونس من إمكانيات ضخمة في مجال الاستثمار في الطاقات المتجددة فإن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية قادر على تمويل مشاريع الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وهذا سيمكن من تحسين إنتاج الطاقة في بلادنا، مع قدرة البنك على تحديث البنية التحتية للطاقة الكهربائية وإنشاء شبكة Gaz de ville الغاز الطبيعي في كل المدن الرئيسية الساحلية والداخلية.
وبما أن تونس تعيش على وقع أزمة في المياه نتيجة للتغييرات المناخية فإن بإمكانها الاستفادة أيضا من قروض لبناء سدود جديدة للرفع من المخزون المائي وإنتاج الطاقة الكهرومائية، مع إحداث مشاريع لإدارة الموارد المائية والبنية التحتية لتثمين مياه الصرف الصحي.
وفي مجال الاتصالات فإنه بالإمكان تطوير البنية التحتية للاتصالات والإنترنت عالية السرعة Fibre optique لتعزيز الاتصال الرقمي والتكنولوجيا.
كل هذا مع وجود فرص ضخمة لتطوير مشاريع الإسكان والبنية التحتية الحضرية لتحسين الظروف المعيشية في المدن، كبناء الأبراج والمراكز التجارية والإدارية الكبرى، مع مشاريع نموذجية لتدوير النفايات وتطوير البنية التحتية الحضرية المستدامة.
وأكد الباحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل أن تطوير الزراعة والتنمية الريفية في صلب استثمارات البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وهو قادر على تحسين البنية التحتية الزراعية عبر دعم المشاريع التي تزيد من الإنتاجية الزراعية مع تعزيز شبكات الري.
واعتبر انه إذا ما قرر "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB الاستثمار في تونس، فمن المرجح أن يركز على هذه القطاعات لتعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق فوائد مستدامة للبلاد.
ما يميز قروض البنك الآسيوي للاستثمار
وأبرز الأستاذ بجامعة "السربون" أن ما يميز القروض التي يمنحها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية عن بقية المانحين الدوليين هو تركيزه بشكل رئيسي على تمويل مشاريع البنية التحتية، مما يعني أنه يمتلك خبرة ومعرفة عميقة في هذا المجال، وهو ما يجعله شريكًا مفضلًا للعديد من الدول في تطوير مشاريع البنية التحتية ذات الاعتمادات الضخمة كشبكات السكك الحديدية والطرقات السريعة والموانئ الجوية والبحرية.
واعتبر أن أهم سمة للبنك هي ما يتميز به من مرونة التمويل حيث يقدم شروطًا تمويلية مرنة تشمل أسعار فائدة تنافسية وفترات سداد طويلة، مما يساعد الدول على تحمل الأعباء المالية بيسر، بالإضافة الى تميزه خاصة بالكفاءة وسرعة التنفيذ إذ يُعرف بسرعته في اتخاذ القرارات وتقديم التمويل، مما يقلل من التعطيلات البيروقراطية وهذا يمكن من تنفيذ المشاريع بشكل أسرع مقارنة ببعض المانحين الدوليين الآخرين، وأبرز ميزة له عمله بشكل متكامل مع بنوك التنمية الإقليمية والدولية الأخرى، مما يمكنه من تجميع الموارد وتوفير التمويل المشترك للمشاريع الكبرى والمعقدة، مبينا في هذا الخصوص رصد الصين، وهي عضو ممول للبنك الآسيوي، لأكثر من 1100 مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية في الدول الضعيفة إذ من دور البنك هو التركيز على التنمية المستدامة من خلال دعم المشاريع التي تحقق التنمية المستدامة، بما في ذلك مشاريع الطاقة المتجددة والنقل النظيف، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.
وأشار الباحث أن ما يميز البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية هو ما يقدمه من دعم فني وتقني فبالإضافة إلى التمويل، يقدم AIIB دعمًا فنيًا وتقنيًا للمشاريع، مما يساعد على تحسين جودة التنفيذ وضمان استدامة المشاريع.
وأكد أن استقلالية وحيادية البنك الذي يُعتبر من أهم المؤسسات المالية استقلالية وحيادية قد عزز من ثقة الدول المستفيدة من قروضه في عدالة شروط التمويل وبعدها عن الأجندات السياسية.
واعتبر وسام الأسود أن الجمهورية التونسية يمكنها الاستفادة من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية عبر تحقيق العديد من النتائج الإيجابية على المستوى السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، من قبيل تنويع مصادر التمويل بدلاً من الاعتماد فقط على المؤسسات المالية التقليدية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنوك الإتحاد الأوروبي، مع دعم الاستقرار المالي عبر التمويل الميسر الذي يمكن أن يساعد في دعم الاستقرار المالي والاقتصادي في تونس من خلال توفير السيولة اللازمة لتنفيذ المشاريع الكبرى ودعم الصناعات المحلية، وخاصة تمويل مشاريع البنية التحتية إذ يمكن لتونس الحصول على قروض ضخمة لتمويل مشروعات البنية التحتية الحيوية مثل الطرقات، والسكك الحديدية، والموانئ الجوية والبحرية، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية للاتصالات، وشبكة توزيع المياه والصرف الصحي، كل هذا يعزز النمو الاقتصادي باعتبار أن تحسين البنية التحتية أهم عامل لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وهذا ستساهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية وتحسين مستوى المعيشة، وكل هذا من شأنه تعزيز القدرة التنافسية للبلاد التونسية في محيطها الإقليمي والدولي بما يمكنها من تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية إذ يسهم الانضمام للبنك في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين تونس والدول الأعضاء، مما يفتح أسواقا جديدة ويعزز التبادل التجاري وهذا سيساهم في تنويع أسواق تونس الخارجية ما سيخلصها من الضغوط السياسية الأوروبية وخاصة الفرنسية.
وخلص الأستاذ بجامعة "السربون" والباحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل الى أن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية قادر على دعم الإصلاحات الهيكلية في تونس إذ أن التمويل والدعم الفني المقدم من البنك سيساهم في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحسين الكفاءة الاقتصادية واستكمال مشروع رقمنة الإدارية في تونس.
حنان قيراط
-البنك الآسيوي للاستثمار سيساعدنا على تحقيق تنمية مستدامة
تونس-الصباح
مازالت الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى جمهورية الصين الشعبية من 28 ماي 2024 إلى 1 جوان الجاري، محل تناول شامل حول أهميتها والجدوى منها ومدى تنزلها في إطار بحث تونس عن توازنات جديدة إقليميا، خاصة وأن هذه الزيارة جاءت بناء على دعوة رسمية من جمهورية الصين لمشاركة رئيس الدولة في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري في إطار منتدى التعاون العربي الصيني بالعاصمة بيكين، علما وأن الزيارة هي الأولى من نوعها الى يؤديها الرئيس إلى الصين.
وللوقوف على الجدوى الاقتصادية لزيارة الرئيس إلى الصين وأهمية تفعيل انضمام تونس إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB تحدثت "الصباح" مع وسام الأسود الأستاذ بجامعة "السربون" والباحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل، الذي أفادنا أن هذه الزيارة والتقارب التونسي الصيني من شأنه فتح آفاق شاسعة لبلادنا على مستويات عدة.
الوزن الجيوسياسي والجيوإستراتيجي للبلاد التونسية
حيث شرح الباحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل أن الصين وبقية الدول الأعضاء بالبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB يدركون الأهمية الجيوسياسية والجيوإستراتيجية لتونس التي تتميز بموقع استراتيجي يجعلها نقطة تلاق بين أوروبا وإفريقيا، ثم الشرق الأدنى وأمريكا الشمالية والجنوبية، وهذا يجعلها ذات أهمية إستراتيجية كبيرة خصوصا للصين في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، خاصة وأن الصين تسعى إلى تعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي في المنطقة من خلال استثمارات في البنية التحتية والموانئ والمشروعات الأخرى التي ستستفيد منها لتحقيق مشروعها "طريق الحرير"، لاسيما وأن بلادنا تتميز بقربها الجغرافي من أوروبا الذي يمكن أن يفتح للصين بوابة مهمة على الأسواق الأوروبية، وأيضا على الأسواق الأفريقية.
وبين وسام الأسود أن الصين – وبشكل أدق- تعتبر الاستثمار في تونس جزءًا من إستراتيجيتها الأوسع لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الإفريقية ودول البحر الأبيض المتوسط.
25 % من المبادلات البحرية تمر أمام تونس.. وميناء للمياه العميقة منصة هامة
وشرح الأستاذ بجامعة "السربون" أن استثمارات الصين في تونس يمكنها أن تشمل مجالات عديدة وعلى رأسها الطاقة والنقل والتكنولوجيا. واعتبر أن من أبرز المشاريع التي يهم الجانب الصيني القيام بها في بلادنا ميناء المياه العميقة بالنفيضة، والذي يمكن أن يعزز الربط التجاري بين آسيا وأوروبا علما وأن حوالي 25% من حجم التبادل التجاري البحري العالمي يمر أمام تونس وتحديدا من أمام واجهة بنزرت، ما يعني أن وجود منصة لوجستية متطورة يمكن أن يحقق غايات اقتصادية كبيرة للصين وتونس، ما جعل الصين ترى في تونس شريكًا استراتيجيًا هامًا وهذا جعلها تسعى إلى تعزيز استثماراتها فيها لتحقيق أهدافها الاقتصادية وذلك في إطار شراكة متوازنة قوامها المنفعة المتبادلة.
أهمية تفعيل الانضمام إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية
وكشف وسام الأسود الأستاذ بجامعة "السربون" والباحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل أنه ومن خلال عديد اللقاءات التي قام بها كأستاذ وباحث مع الأكاديميين والخبراء الصينيين، أكدوا جميعا على الأهمية الجيوإستراتيجية للبلاد التونسية والدور الاقتصادي الإقليمي والدولي الذي يمكن أن تلعبه تونس إذا ما توفرت الظروف السياسية والاجتماعية لذلك.
معتبرا أن تفعيل انضمام تونس إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية من شأنه دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، شريطة الاستفادة من الفرص المتاحة بطريقة فعالة ومستدامة.
وبين أنه وفي حال قرر البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB الاستثمار في تونس فإن هناك العديد من القطاعات ذات الأولوية التي ستستفيد من هذه التمويلات، على اعتبار أن البنك الآسيوي للاستثمارات في البنية التحتية يركز على تمويل مشاريع البنية التحتية التي تساهم في التنمية الاقتصادية المستدامة.
موانئ للمياه العميقة.. شبكة للطرقات السيارة وللنقل الحديدي
ومن بين القطاعات التي من المتوقع أن يشملها الاستثمار النقل وتحديدا تحسين وتطوير الموانئ من قبيل الاستثمار في مشروع ميناء المياه العميقة بالنفيضة وآخر للمياه العميقة ببنزرت مع إنشاء محطات لوجستية intermodales et multimodales وذلك لتحسين وتطوير نقل المسافرين والبضائع.
ومن بين المشاريع أيضا تحديث وإنشاء شبكات للطرقات السريعة وللنقل الحديدي لتسهيل الحركة التجارية بين المدن والمناطق الصناعية.
واعتبر أن تطوير المطارات التونسية أكثر من مهم ما يجعلها أكثر فاعلية لنقل المسافرين وللشحن الجوي وربطها بمطارات إقليمية ودولية لتسهيل عمليات التصدير.
وأكد أنه ومن بين المشاريع الرائدة أيضا تشييد مطار "ترنزيت" يربط إفريقيا ببقية دول العالم، ما سيخلق حركة تجارية كبيرة ستوفر لبلادنا عائدات مالية ضخمة.
وشدد وسام الأسود أنه وبالنظر لما تتميز به تونس من إمكانيات ضخمة في مجال الاستثمار في الطاقات المتجددة فإن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية قادر على تمويل مشاريع الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وهذا سيمكن من تحسين إنتاج الطاقة في بلادنا، مع قدرة البنك على تحديث البنية التحتية للطاقة الكهربائية وإنشاء شبكة Gaz de ville الغاز الطبيعي في كل المدن الرئيسية الساحلية والداخلية.
وبما أن تونس تعيش على وقع أزمة في المياه نتيجة للتغييرات المناخية فإن بإمكانها الاستفادة أيضا من قروض لبناء سدود جديدة للرفع من المخزون المائي وإنتاج الطاقة الكهرومائية، مع إحداث مشاريع لإدارة الموارد المائية والبنية التحتية لتثمين مياه الصرف الصحي.
وفي مجال الاتصالات فإنه بالإمكان تطوير البنية التحتية للاتصالات والإنترنت عالية السرعة Fibre optique لتعزيز الاتصال الرقمي والتكنولوجيا.
كل هذا مع وجود فرص ضخمة لتطوير مشاريع الإسكان والبنية التحتية الحضرية لتحسين الظروف المعيشية في المدن، كبناء الأبراج والمراكز التجارية والإدارية الكبرى، مع مشاريع نموذجية لتدوير النفايات وتطوير البنية التحتية الحضرية المستدامة.
وأكد الباحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل أن تطوير الزراعة والتنمية الريفية في صلب استثمارات البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وهو قادر على تحسين البنية التحتية الزراعية عبر دعم المشاريع التي تزيد من الإنتاجية الزراعية مع تعزيز شبكات الري.
واعتبر انه إذا ما قرر "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB الاستثمار في تونس، فمن المرجح أن يركز على هذه القطاعات لتعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق فوائد مستدامة للبلاد.
ما يميز قروض البنك الآسيوي للاستثمار
وأبرز الأستاذ بجامعة "السربون" أن ما يميز القروض التي يمنحها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية عن بقية المانحين الدوليين هو تركيزه بشكل رئيسي على تمويل مشاريع البنية التحتية، مما يعني أنه يمتلك خبرة ومعرفة عميقة في هذا المجال، وهو ما يجعله شريكًا مفضلًا للعديد من الدول في تطوير مشاريع البنية التحتية ذات الاعتمادات الضخمة كشبكات السكك الحديدية والطرقات السريعة والموانئ الجوية والبحرية.
واعتبر أن أهم سمة للبنك هي ما يتميز به من مرونة التمويل حيث يقدم شروطًا تمويلية مرنة تشمل أسعار فائدة تنافسية وفترات سداد طويلة، مما يساعد الدول على تحمل الأعباء المالية بيسر، بالإضافة الى تميزه خاصة بالكفاءة وسرعة التنفيذ إذ يُعرف بسرعته في اتخاذ القرارات وتقديم التمويل، مما يقلل من التعطيلات البيروقراطية وهذا يمكن من تنفيذ المشاريع بشكل أسرع مقارنة ببعض المانحين الدوليين الآخرين، وأبرز ميزة له عمله بشكل متكامل مع بنوك التنمية الإقليمية والدولية الأخرى، مما يمكنه من تجميع الموارد وتوفير التمويل المشترك للمشاريع الكبرى والمعقدة، مبينا في هذا الخصوص رصد الصين، وهي عضو ممول للبنك الآسيوي، لأكثر من 1100 مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية في الدول الضعيفة إذ من دور البنك هو التركيز على التنمية المستدامة من خلال دعم المشاريع التي تحقق التنمية المستدامة، بما في ذلك مشاريع الطاقة المتجددة والنقل النظيف، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.
وأشار الباحث أن ما يميز البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية هو ما يقدمه من دعم فني وتقني فبالإضافة إلى التمويل، يقدم AIIB دعمًا فنيًا وتقنيًا للمشاريع، مما يساعد على تحسين جودة التنفيذ وضمان استدامة المشاريع.
وأكد أن استقلالية وحيادية البنك الذي يُعتبر من أهم المؤسسات المالية استقلالية وحيادية قد عزز من ثقة الدول المستفيدة من قروضه في عدالة شروط التمويل وبعدها عن الأجندات السياسية.
واعتبر وسام الأسود أن الجمهورية التونسية يمكنها الاستفادة من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية عبر تحقيق العديد من النتائج الإيجابية على المستوى السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، من قبيل تنويع مصادر التمويل بدلاً من الاعتماد فقط على المؤسسات المالية التقليدية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنوك الإتحاد الأوروبي، مع دعم الاستقرار المالي عبر التمويل الميسر الذي يمكن أن يساعد في دعم الاستقرار المالي والاقتصادي في تونس من خلال توفير السيولة اللازمة لتنفيذ المشاريع الكبرى ودعم الصناعات المحلية، وخاصة تمويل مشاريع البنية التحتية إذ يمكن لتونس الحصول على قروض ضخمة لتمويل مشروعات البنية التحتية الحيوية مثل الطرقات، والسكك الحديدية، والموانئ الجوية والبحرية، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية للاتصالات، وشبكة توزيع المياه والصرف الصحي، كل هذا يعزز النمو الاقتصادي باعتبار أن تحسين البنية التحتية أهم عامل لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وهذا ستساهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية وتحسين مستوى المعيشة، وكل هذا من شأنه تعزيز القدرة التنافسية للبلاد التونسية في محيطها الإقليمي والدولي بما يمكنها من تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية إذ يسهم الانضمام للبنك في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين تونس والدول الأعضاء، مما يفتح أسواقا جديدة ويعزز التبادل التجاري وهذا سيساهم في تنويع أسواق تونس الخارجية ما سيخلصها من الضغوط السياسية الأوروبية وخاصة الفرنسية.
وخلص الأستاذ بجامعة "السربون" والباحث في الشؤون الجيوإستراتيجية واللوجستيك الشامل الى أن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية قادر على دعم الإصلاحات الهيكلية في تونس إذ أن التمويل والدعم الفني المقدم من البنك سيساهم في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحسين الكفاءة الاقتصادية واستكمال مشروع رقمنة الإدارية في تونس.