إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ردّ إيرانيّ... وبعد

قراءات تقول إنّ ما تقوم به دولة إيران وراءه سعيها إلى أن تضع موطئ قدم في الخليج العربي والشرق الأوسط وتتصدّر تقرير مصير القضية الفلسطينية

... ولمّا تزاحمت التّعاليق وكثرت التأويلات حول الضّربة الموجعة التي وجّهتها الدّولة الإسلامية الإيرانيّة إلى الكيان الصهيوني وقذفت في المجتمع الإسرائيلي وقيادته السياسيّة الرّعب والهلع ليلة الأحد الثالث عشر من أفريل المنقضية،استنفرت القوى المساندة لحكومة المجرم ناتنياهو قولا وفعلا، إذ تصدّت الدّول المعادية للنّضال الفلسطيني للصّواريخ والمسيّرات الإيرانية بكل ما أوتيت من أسلحةإعلامية وحربية لتعبّر مرّة أخرى عن أنّ سلامة إسرائيل من سلامتها. ومن ناحيتنا، نعتبر الهجوم الإيرانيّ الذي أبى الخنوع لمن استباح سيادته وضرب سفارته بالأراضي السورية الأبيّة هجوما شرعيّا ونقول بصوت عال إنّنا من أنصاره. لقد كان الردّ الإيراني مرعبا مزلزلا أقضّ مضجع الكيان الصهيوني وحلفائه وبعثر أوراقه السياسيّة والحربيّة والاستراتيجيّة كلّها.

نزل خبر الرّد على الكيان الصهيوني على قلوبنا بردا وسلاما. نزل علينا نزول الغيث على أرض هامدة خاشعة شارفت على القحط. هلّلنا وبتنا ليلتنا في نشوة لا تعادلها نشوة. ولئن أنشد ابن عربي قائلا:أدين بدين الحبّ أنّى توجهت *** ركائبه فالحبّ ديني وإيماني، فإنّنا ندين بدين الدّفاع عن شعب الجبّارين في فلسطين المحتلة الصّامد لأيام فاقت المائتين رغم تواصل الإبادة الجماعية والتجويع والحرمان من كل ضروريات الحياة منذ بدأ طوفان الأقصى. ندين بدين المقاومة المستبسلة طيلة عقود والرافضة العيش تحت ربقة الاستعمار الهمجيّ، المغتصب لأراضيها، المشرّد لأبنائها، المقتّل رجالها ونساءها وأطفالها وشيوخها، المعتدي على أحيائها ومنازلها ومؤسّساتها،فلم تسلم حتى المستشفيات من الآلات الحربيّة الوحشيّة المدعّمة من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيّين. نحن ندين بدين كلّ من وقف مناصرا للقضيّة الفلسطينيّة ولكلّ القضايا الإنسانيّة العادلة من أي جهة كان، من أيّة دولة جاء،من أيّ عرق خرج وأيّة ملّة اتّبع.

هناك قراءات تقول إنّ ما تقوم به دولة إيران وراءه سعيها إلى أن تضع موطئ قدم في الخليج العربي والشرق الأوسط وتتصدّر تقرير مصير القضية الفلسطينية لا حبّا في تحرير فلسطين المحتلّة. ولئن كانت دوافع إيران في علاقتها بالصّراع العربي الصّهيوني لا تخفى علينا، فإنّ شرعيتنا في هذا الظرف العصيب هي تجميع الأصوات التي تدافع عن التّحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي في كلّ أرجاء البسيطة. ونحن ننأى بأنفسنا عن الأطروحات والتأويلات التي تعمل جاهدة على تبخيس الأداء العسكري الإيراني الذي لقّن الكيان الصهيونيّ درسا لن ينساه. لقد اعتدنا على المخططات الاستعماريّة الممنهجة وتطبيق سياسة " فرّق تسدّ" التي تغذّي التفرقة وتبثّ الشّك وتزرع الشّقاق والنفاق وتوقظ الأحقاد وتوقد الأضغان وتوسوس لنا حتى نرى الشوك في الورود ونعمى أن نرى فوقه الندى إكليلا. ننأى بأنفسنا عن الأسئلة التي تُدخلنا في متاهات لا حدّ لها تضيّع منّا لحظة الاحتفاء برمزية الانتصار، ولو كانت قصيرة، وتشتّتنا عن بلوغ هدف الانتصار على الكيان الغاشم: من كان وراء مناصرة القضية الفلسطينية؟ أدرزيّا كان أم كرديّا أم سنّيّا أم شيعيّا أم بوذيّا أم كافرا متسترّا؟ أم هي مجموعة من المتآمرين على القضية الفلسطينية أعدّوا مسرحية سيئة الإخراج؟

وعلى العموم، فإنّ ردّ الدولة الإيرانيّة الإسلاميّة ليلة الأحد 13 أكتوبر 2023 على الكيان المحتلّ هو لبنة تنضاف إلى سجّل المقاومة الوطنيّة الفلسطينيّة العنيدة الشرسة ضد الكيان الصهيوني مهما كانت أسبابه ودوافعه. وهو يسجّل فشلا آخر للمخابرات الغربية والإسرائيلية وتحدّيا لأسطولها الحربيّ. وإنّ آمالنا لعريضة أن يتمّ القضاء المبرم قريبا على كذبة عنوانها"دولة" إسرائيل لا تُقهر.

مصدّق الشّريف

 

 

 

ردّ إيرانيّ... وبعد

قراءات تقول إنّ ما تقوم به دولة إيران وراءه سعيها إلى أن تضع موطئ قدم في الخليج العربي والشرق الأوسط وتتصدّر تقرير مصير القضية الفلسطينية

... ولمّا تزاحمت التّعاليق وكثرت التأويلات حول الضّربة الموجعة التي وجّهتها الدّولة الإسلامية الإيرانيّة إلى الكيان الصهيوني وقذفت في المجتمع الإسرائيلي وقيادته السياسيّة الرّعب والهلع ليلة الأحد الثالث عشر من أفريل المنقضية،استنفرت القوى المساندة لحكومة المجرم ناتنياهو قولا وفعلا، إذ تصدّت الدّول المعادية للنّضال الفلسطيني للصّواريخ والمسيّرات الإيرانية بكل ما أوتيت من أسلحةإعلامية وحربية لتعبّر مرّة أخرى عن أنّ سلامة إسرائيل من سلامتها. ومن ناحيتنا، نعتبر الهجوم الإيرانيّ الذي أبى الخنوع لمن استباح سيادته وضرب سفارته بالأراضي السورية الأبيّة هجوما شرعيّا ونقول بصوت عال إنّنا من أنصاره. لقد كان الردّ الإيراني مرعبا مزلزلا أقضّ مضجع الكيان الصهيوني وحلفائه وبعثر أوراقه السياسيّة والحربيّة والاستراتيجيّة كلّها.

نزل خبر الرّد على الكيان الصهيوني على قلوبنا بردا وسلاما. نزل علينا نزول الغيث على أرض هامدة خاشعة شارفت على القحط. هلّلنا وبتنا ليلتنا في نشوة لا تعادلها نشوة. ولئن أنشد ابن عربي قائلا:أدين بدين الحبّ أنّى توجهت *** ركائبه فالحبّ ديني وإيماني، فإنّنا ندين بدين الدّفاع عن شعب الجبّارين في فلسطين المحتلة الصّامد لأيام فاقت المائتين رغم تواصل الإبادة الجماعية والتجويع والحرمان من كل ضروريات الحياة منذ بدأ طوفان الأقصى. ندين بدين المقاومة المستبسلة طيلة عقود والرافضة العيش تحت ربقة الاستعمار الهمجيّ، المغتصب لأراضيها، المشرّد لأبنائها، المقتّل رجالها ونساءها وأطفالها وشيوخها، المعتدي على أحيائها ومنازلها ومؤسّساتها،فلم تسلم حتى المستشفيات من الآلات الحربيّة الوحشيّة المدعّمة من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيّين. نحن ندين بدين كلّ من وقف مناصرا للقضيّة الفلسطينيّة ولكلّ القضايا الإنسانيّة العادلة من أي جهة كان، من أيّة دولة جاء،من أيّ عرق خرج وأيّة ملّة اتّبع.

هناك قراءات تقول إنّ ما تقوم به دولة إيران وراءه سعيها إلى أن تضع موطئ قدم في الخليج العربي والشرق الأوسط وتتصدّر تقرير مصير القضية الفلسطينية لا حبّا في تحرير فلسطين المحتلّة. ولئن كانت دوافع إيران في علاقتها بالصّراع العربي الصّهيوني لا تخفى علينا، فإنّ شرعيتنا في هذا الظرف العصيب هي تجميع الأصوات التي تدافع عن التّحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي في كلّ أرجاء البسيطة. ونحن ننأى بأنفسنا عن الأطروحات والتأويلات التي تعمل جاهدة على تبخيس الأداء العسكري الإيراني الذي لقّن الكيان الصهيونيّ درسا لن ينساه. لقد اعتدنا على المخططات الاستعماريّة الممنهجة وتطبيق سياسة " فرّق تسدّ" التي تغذّي التفرقة وتبثّ الشّك وتزرع الشّقاق والنفاق وتوقظ الأحقاد وتوقد الأضغان وتوسوس لنا حتى نرى الشوك في الورود ونعمى أن نرى فوقه الندى إكليلا. ننأى بأنفسنا عن الأسئلة التي تُدخلنا في متاهات لا حدّ لها تضيّع منّا لحظة الاحتفاء برمزية الانتصار، ولو كانت قصيرة، وتشتّتنا عن بلوغ هدف الانتصار على الكيان الغاشم: من كان وراء مناصرة القضية الفلسطينية؟ أدرزيّا كان أم كرديّا أم سنّيّا أم شيعيّا أم بوذيّا أم كافرا متسترّا؟ أم هي مجموعة من المتآمرين على القضية الفلسطينية أعدّوا مسرحية سيئة الإخراج؟

وعلى العموم، فإنّ ردّ الدولة الإيرانيّة الإسلاميّة ليلة الأحد 13 أكتوبر 2023 على الكيان المحتلّ هو لبنة تنضاف إلى سجّل المقاومة الوطنيّة الفلسطينيّة العنيدة الشرسة ضد الكيان الصهيوني مهما كانت أسبابه ودوافعه. وهو يسجّل فشلا آخر للمخابرات الغربية والإسرائيلية وتحدّيا لأسطولها الحربيّ. وإنّ آمالنا لعريضة أن يتمّ القضاء المبرم قريبا على كذبة عنوانها"دولة" إسرائيل لا تُقهر.

مصدّق الشّريف

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews