كان آخر مشهد من مسلسل "الفلوجة 2"، صورة معبرة للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بعيون دامعة وهو يتحدث، في خطاب متلفز، عن أهمية التعليم للفرد والمجتمع وفيه قال بورقيبة بلهجتنا التونسية "يلزم تقرا باش ما تهزش البردعة".. جملة وشريط سرعان ما تناولهما التونسيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليعود الزعيم بسرعة مذهلة إلى الأذهان، وتعود كلماته الخالدة إلى المشهد ويعود الشعب لاستحضار الخطاب البورقيبي وتحليله من جديد من حيث مقاصده ومعانيه وأهدافه.. يأتي ذلك والتونسيون يستعدون لإحياء الذكرى 24 لوفاة الزعيم، غدا السبت 6 أفريل..
مشهد في أقل من دقيقة، حركّ السواكن وارتقى بالمسلسل الذي واجه بعض الانتقادات إلى السماء.. مشهد لخّص الكثير من الرسائل المبطنة ضمن سيناريو المسلسل وتوصية أكثر من هامة صدرت عن باني تونس الحديثة بعيدا عن التأويلات الخاصة بمصطلح "البردعة" هل كان يقصد بها "بردعة" الحمار المعروفة أم "بردعة" الجندي التي يحمل فيها أغراضه.. لكن الواضح أن الرسالة وصلت وبسرعة، ومفادها أهمية الدراسة والتعليم والتعلم في وقت يرفع فيه هذا الجيل شعار "تقرا وإلا ما تقراش المستقبل ما ثماش" وفي وقت فسدت فيه المدرسة ومناهج التربية والتعليم وانهارت فيه المبادئ المدرسية التي تربت عليها أجيال وأجيال وتدحرجت فيه المنظومة التربوية ومستوى التعليم ودرجات الثقافة والتثقيف..
صورة بورقيبة وكلماته التي ختمت بها سوسن الجمني مخرجة "فلوجة 2" مسلسلها، إلى جانب الرسالة التربوية الموجهة، أحيت في جيل قديم ذكرياته مع زعيمه وعرفّت هذا الجيل بالرئيس الحبيب بورقيبة الذي جعل من التعليم والصحة عماد ورهان بناء الدولة وقيامها وجعل من تونس النموذج في الوطن العربي والإسلامي على عديد المستويات منها التنظيم العائلي وحقوق المرأة والتعليم.. وهو الدارس والمتخرج من أفضل المؤسسات الأكاديمية في فرنسا والمتشبع بأفكار المصلحين التنويريين في الداخل والخارج والمتأثر بأفكار أبرز شخصيات عصر النهضة الأوروبية. لذلك سعى إلى خلق شعب ناضج وركّز بشكل خاص على التعليم والتعلم والتثقيف من أجل بناء دولة تعتمد على "المادة الشخمة"، مثلما كان يقول، في النهوض الاجتماعي والاقتصادي وهي الدولة التي تفتقر الى الثروات الطبيعية ولا حل لها في النمو والتقدم والتطور إلا بالاستثمار في أبنائها وتعليمهم وتكوينهم وهو ما نجح فيه بورقيبة الذي جعل من التونسي الإنسان المتعلم والمتكون والدارس في عديد المجالات وجعله مرحبا به ومبجلا في عديد الدول الأخرى بما في ذلك الأوروبية ليدرّس ويكوّن ويفيد بخبراته وجعل من التونسيين والتونسيات روادا في عديد الاختصاصات منها الطب والهندسة والطيران وهيأ نخبة تونسية متعلمة، عليها طلب كبير في عديد الدول العربية والأوروبية وغيرها..
فمنذ سنة 1959 أي بعيد الاستقلال، وضع بورقيبة وحكومته خطة تطوير التعليم واعتبراها استثمارا وطنيا وأحد أسس النمو الاقتصادي والاجتماعي للبلاد التونسية ومنها تم تسجيل زيادة في معدلات التمدرس والالتحاق بالتعليم الابتدائي والثانوي بالنسبة للإناث والذكور وتمت أيضا زيادة في التركيز على تعليم العلوم والرياضيات وتأهيل الإطار التربوي وتكوينه في مدارس مختصة وأيضا التركيز على الدراسات العليا في الجامعات التونسية والأجنبية من أجل توفير الكفاءات المسيرة للإدارة التونسية الجديدة وكانت تونس من أكثر الدول إنفاقا على التعليم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو ما خلفّ آثارا إيجابية مستدامة في نمو البلاد ونهضتها على مختلف المستويات..
ذلك هو بورقيبة.. الذي علمّ شعبه ليجنبه حمل "البردعة" وليجعل من الإنسان الثروة الحقيقية في ظل افتقار بلادنا لثروات طبيعية ..
سفيان رجب
كان آخر مشهد من مسلسل "الفلوجة 2"، صورة معبرة للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بعيون دامعة وهو يتحدث، في خطاب متلفز، عن أهمية التعليم للفرد والمجتمع وفيه قال بورقيبة بلهجتنا التونسية "يلزم تقرا باش ما تهزش البردعة".. جملة وشريط سرعان ما تناولهما التونسيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليعود الزعيم بسرعة مذهلة إلى الأذهان، وتعود كلماته الخالدة إلى المشهد ويعود الشعب لاستحضار الخطاب البورقيبي وتحليله من جديد من حيث مقاصده ومعانيه وأهدافه.. يأتي ذلك والتونسيون يستعدون لإحياء الذكرى 24 لوفاة الزعيم، غدا السبت 6 أفريل..
مشهد في أقل من دقيقة، حركّ السواكن وارتقى بالمسلسل الذي واجه بعض الانتقادات إلى السماء.. مشهد لخّص الكثير من الرسائل المبطنة ضمن سيناريو المسلسل وتوصية أكثر من هامة صدرت عن باني تونس الحديثة بعيدا عن التأويلات الخاصة بمصطلح "البردعة" هل كان يقصد بها "بردعة" الحمار المعروفة أم "بردعة" الجندي التي يحمل فيها أغراضه.. لكن الواضح أن الرسالة وصلت وبسرعة، ومفادها أهمية الدراسة والتعليم والتعلم في وقت يرفع فيه هذا الجيل شعار "تقرا وإلا ما تقراش المستقبل ما ثماش" وفي وقت فسدت فيه المدرسة ومناهج التربية والتعليم وانهارت فيه المبادئ المدرسية التي تربت عليها أجيال وأجيال وتدحرجت فيه المنظومة التربوية ومستوى التعليم ودرجات الثقافة والتثقيف..
صورة بورقيبة وكلماته التي ختمت بها سوسن الجمني مخرجة "فلوجة 2" مسلسلها، إلى جانب الرسالة التربوية الموجهة، أحيت في جيل قديم ذكرياته مع زعيمه وعرفّت هذا الجيل بالرئيس الحبيب بورقيبة الذي جعل من التعليم والصحة عماد ورهان بناء الدولة وقيامها وجعل من تونس النموذج في الوطن العربي والإسلامي على عديد المستويات منها التنظيم العائلي وحقوق المرأة والتعليم.. وهو الدارس والمتخرج من أفضل المؤسسات الأكاديمية في فرنسا والمتشبع بأفكار المصلحين التنويريين في الداخل والخارج والمتأثر بأفكار أبرز شخصيات عصر النهضة الأوروبية. لذلك سعى إلى خلق شعب ناضج وركّز بشكل خاص على التعليم والتعلم والتثقيف من أجل بناء دولة تعتمد على "المادة الشخمة"، مثلما كان يقول، في النهوض الاجتماعي والاقتصادي وهي الدولة التي تفتقر الى الثروات الطبيعية ولا حل لها في النمو والتقدم والتطور إلا بالاستثمار في أبنائها وتعليمهم وتكوينهم وهو ما نجح فيه بورقيبة الذي جعل من التونسي الإنسان المتعلم والمتكون والدارس في عديد المجالات وجعله مرحبا به ومبجلا في عديد الدول الأخرى بما في ذلك الأوروبية ليدرّس ويكوّن ويفيد بخبراته وجعل من التونسيين والتونسيات روادا في عديد الاختصاصات منها الطب والهندسة والطيران وهيأ نخبة تونسية متعلمة، عليها طلب كبير في عديد الدول العربية والأوروبية وغيرها..
فمنذ سنة 1959 أي بعيد الاستقلال، وضع بورقيبة وحكومته خطة تطوير التعليم واعتبراها استثمارا وطنيا وأحد أسس النمو الاقتصادي والاجتماعي للبلاد التونسية ومنها تم تسجيل زيادة في معدلات التمدرس والالتحاق بالتعليم الابتدائي والثانوي بالنسبة للإناث والذكور وتمت أيضا زيادة في التركيز على تعليم العلوم والرياضيات وتأهيل الإطار التربوي وتكوينه في مدارس مختصة وأيضا التركيز على الدراسات العليا في الجامعات التونسية والأجنبية من أجل توفير الكفاءات المسيرة للإدارة التونسية الجديدة وكانت تونس من أكثر الدول إنفاقا على التعليم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو ما خلفّ آثارا إيجابية مستدامة في نمو البلاد ونهضتها على مختلف المستويات..
ذلك هو بورقيبة.. الذي علمّ شعبه ليجنبه حمل "البردعة" وليجعل من الإنسان الثروة الحقيقية في ظل افتقار بلادنا لثروات طبيعية ..