إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يتوقع أن يكون الأول في تاريخ البشرية.. دراسات تكشف عن موجة حر شديدة في عام 2024

 

تونس-الصباح

ارتفعت درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال الأيام الفارطة حيث تجاوزت في بعض المناطق 35 درجة وهو ما يطرح تساؤلات حول التوقعات المناخية خلال الفترة القادمة وخاصة خلال فصل الصيف لاسيما بعد تداول أنباء عن تجاوز درجات الحرارة في البرازيل عتبة 62 درجة ما خلق حالة من الخوف خاصة مع ما عرفته بلادنا من موجات حر خلال الأعوام الأخيرة.

ووفق خبراء دوليين في الأرصاد الجوية سجّل كوكب الأرض العام المنقضي أعلى متوسط درجة حرارة على الإطلاق، متجاوزا بذلك الرقم القياسي السابق لعام 2016 بهامش كبير. وكانت المرّة الأولى التي يقترب فيها متوسط حرارة الكوكب نحو 1.5 درجة مئوية، وهو مؤشر الخطر كما أعلنت عنه اتفاقية باريس للمناخ.

ويتوقع بعض العلماء أنّ يكون عام 2024 العام الأول في تاريخ البشرية الذي يكسر متوسط درجة حرارة الكوكب حاجز 1.5 درجة مئوية.

ويُعد هذا الحاجز من درجة الحرارة أمرا بالغ الأهمية، لأنه محفّز لوقوع العديد من التحولات المناخية التي ستساهم بشكل مباشر في ارتفاع درجات الحرارة. وهذا على الرغم من أن متوسط درجة الحرارة في العالم قد ينخفض بعد اختفاء مرحلة "النينو" المتواصل هذا العام والتي قد تستمر إلى ما بعد شهر أفريل 2024، وهي مرحلة انبعاث حرارة في الدورة الطبيعية المناخية وتحدث في المحيط الهادي الاستوائي باستمرار.

تعدد الدراسات

من جهتها تشير مجلة Scientific Reports إلى أنه وفقا للعلماء يرتبط ارتفاع درجات الحرارة بزيادة حدة ظاهرة " النينيو"المناخية، التي تتحكم في الطقس والتيارات الهوائية فوق المحيط الهادئ.

حيث أكد العلماء أن الحسابات أظهرت أن احتمال تسجيل درجات حرارة عالمية جديدة، فضلا عن احتمال تسجيل درجات حرارة صيفية مرتفعة بشكل قياسي في العديد من مناطق العالم، إذا ما كانت ظاهرة "النينيو" هذا العام معتدلة أو قوية. وسيؤثر هذا الاتجاه بشكل خاص في مناطق خليج البنغال وبحر الصين الجنوبي والبحر الكاريبي، حيث قد تحدث موجات حارة لمدة عام تقريبا.

وتوصل فريق علماء المناخ الدولي، الذي يرأسه "كونغوين تشو" من الأكاديمية الصينية لعلوم الأرصاد الجوية، إلى هذا الاستنتاج اثر دراسة لتأثير ظاهرة "النينيو" في مناخ الأرض عام 2023. ويتوقع العديد من الباحثين أن تحافظ هذه الظاهرة  على قوتها كما العام الماضي أو حتى تشتد في عام 2024، ما قد يؤدي إلى تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي هذا السياق، وجد علماء المناخ من مركز "الحوسبة الفائقة" في مدينة برشلونة الإسبانية أن المتوسط العالمي السنوي لدرجات الحرارة السطحية في عام 2024 سيتجاوز على الأرجح مستويات عام 2023، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع في السنوات التالية مع استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة.

وتوقع نظام التنبؤ العقدي التابع للمركز الإسباني أن يكون متوسط درجة الحرارة السطحية العالمية السنوية لعام 2024 أكثر دفئاً بما يتراوح بين 1.43 و1.69 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي (التي تعرف بالمتوسط من 1850 إلى 1900)، مع تقدير مركزي يبلغ 1.54 درجة مئوية.

وهذا يعني وفق الخبراء أن درجات الحرارة في عام 2024 ستكون على الأرجح أكثر دفئاً مما كانت عليه في عام 2023، وهناك احتمال كبير بنسبة 74 في المائة بأن يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية السنوية عتبة 1.5 درجة مئوية لأول مرة، ويعود كل ذلك طبعاً في المقام الأول إلى استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بسبب الأنشطة البشرية، وخصوصاً حرق الوقود الأحفوري، إلى جانب ظاهرة" النينيو" التي تتطور في المحيط الهادئ والتي من المتوقع أن تبلغ ذروتها كنتيجة طبيعية لمتوسط درجات الحرارة العالمية الدافئة بشكل استثنائي.

وبخصوص السنوات الـ10 المقبلة، يتوقع نظام التنبؤ في المركز الإسباني أن تستمر درجات الحرارة السطحية في الارتفاع استجابة لاستمرار انبعاثات الغازات الدفيئة، لتسجل في السنوات الخمس المقبلة ما بين 1.49 و1.79 درجة مئوية، وفي السنوات الخمس التي تليها 1.67 إلى 1.94 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي وتتقاطع هذه النتائج العلمية التي خلص إليها مركز "الحوسبة الفائقة" مع دراسات مناخية أجراها مكتب الأرصاد الجوية البريطانية في دراساته الأخيرة حيث كشفت أن عام 2024 سيكون أكثر دفئاً، مع احتمال أن تتجاوز درجات الحرارة عتبة 1.5 درجة مئوية المنصوص عليها في اتفاق باريس للمناخ.

مختص في المناخ يطمئن

وحول ارتفاع درجات الحرارة في تونس خلال الأيام القليلة الماضية أكد المهندس الأول بالمعهد الوطني للرصد الجوي عبد الرزاق الرحال لـ"الصباح" أنها ارتفعت ما بين 8 و10 درجات مقارنة بالأيام التي سبقتها ورغم ذلك فهي تعد عادية كونها لم تتجاوز الأرقام القياسية، مشيرا إلى أن هذه الفترة أي أواخر شهر مارس وأوائل شهر أفريل يتم تسجل مثل هذه الأرقام.

وابرز أن جزيرة جربة في العام 1952 وتحديدا في 29 مارس سجلت رقما قياسيا حيث بلغت درجات الحرارة 40 درجة، فيما بلغت في ولاية قبلي 40 درجة في 8 أفريل 1998.

وأكد أن درجات الحرارة ستعاود التراجع انطلاقا من اليوم الثلاثاء 2 أفريل على أن تعود الارتفاع لكن هذا الارتفاع سيكون بدرجات مقبولة دون تجاوز للأرقام القياسية.

وكشف المهندس الأول بالمعهد الوطني للرصد الجوي أن ما تم تداوله من أخبار بشأن الارتفاع المهول في درجات الحرارة في البرازيل لا أساس له من الصحة وأنه يدخل في خانة التهويل والتخويف.

وأشار الرحال أن العديد من التوقعات غير دقيقة وغير صحيحة ذلك أنها توقعات بعيدة المدى وتكون في غالب الأحيان مجانبة للصواب لعدم وجود قواعد يمكنها أن تقدم توقعات صحيحة مائة بالمائة.

وكشف مصدرنا أن درجات الحرارة ستكون عادية خلال الأيام القادمة إذ ستبلغ يوم الخميس القادم 26 درجة في تونس العاصمة.

وأكد المهندس الأول بالمعهد وجود عديد العوامل التي تؤثر في درجات الحرارة أهمها وجود السحب وقوة الريح واتجاهها....

وأشار عبد الرزاق الرحال أن المعهد سينشر قريبا توقعاته الموسمية لـ3 أشهر القادمة وهي أفريل وماي وجوان.

وشدد المهندس الأول بالمعهد الوطني للرصد الجوي أنه لا يجب تهويل الأمور عبر تقديم توقعات غير دقيقة على اعتبار أن هذا من شأنه إدخال حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين.

حنان قيراط

يتوقع أن يكون الأول في تاريخ البشرية..   دراسات تكشف عن موجة حر شديدة في عام 2024

 

تونس-الصباح

ارتفعت درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال الأيام الفارطة حيث تجاوزت في بعض المناطق 35 درجة وهو ما يطرح تساؤلات حول التوقعات المناخية خلال الفترة القادمة وخاصة خلال فصل الصيف لاسيما بعد تداول أنباء عن تجاوز درجات الحرارة في البرازيل عتبة 62 درجة ما خلق حالة من الخوف خاصة مع ما عرفته بلادنا من موجات حر خلال الأعوام الأخيرة.

ووفق خبراء دوليين في الأرصاد الجوية سجّل كوكب الأرض العام المنقضي أعلى متوسط درجة حرارة على الإطلاق، متجاوزا بذلك الرقم القياسي السابق لعام 2016 بهامش كبير. وكانت المرّة الأولى التي يقترب فيها متوسط حرارة الكوكب نحو 1.5 درجة مئوية، وهو مؤشر الخطر كما أعلنت عنه اتفاقية باريس للمناخ.

ويتوقع بعض العلماء أنّ يكون عام 2024 العام الأول في تاريخ البشرية الذي يكسر متوسط درجة حرارة الكوكب حاجز 1.5 درجة مئوية.

ويُعد هذا الحاجز من درجة الحرارة أمرا بالغ الأهمية، لأنه محفّز لوقوع العديد من التحولات المناخية التي ستساهم بشكل مباشر في ارتفاع درجات الحرارة. وهذا على الرغم من أن متوسط درجة الحرارة في العالم قد ينخفض بعد اختفاء مرحلة "النينو" المتواصل هذا العام والتي قد تستمر إلى ما بعد شهر أفريل 2024، وهي مرحلة انبعاث حرارة في الدورة الطبيعية المناخية وتحدث في المحيط الهادي الاستوائي باستمرار.

تعدد الدراسات

من جهتها تشير مجلة Scientific Reports إلى أنه وفقا للعلماء يرتبط ارتفاع درجات الحرارة بزيادة حدة ظاهرة " النينيو"المناخية، التي تتحكم في الطقس والتيارات الهوائية فوق المحيط الهادئ.

حيث أكد العلماء أن الحسابات أظهرت أن احتمال تسجيل درجات حرارة عالمية جديدة، فضلا عن احتمال تسجيل درجات حرارة صيفية مرتفعة بشكل قياسي في العديد من مناطق العالم، إذا ما كانت ظاهرة "النينيو" هذا العام معتدلة أو قوية. وسيؤثر هذا الاتجاه بشكل خاص في مناطق خليج البنغال وبحر الصين الجنوبي والبحر الكاريبي، حيث قد تحدث موجات حارة لمدة عام تقريبا.

وتوصل فريق علماء المناخ الدولي، الذي يرأسه "كونغوين تشو" من الأكاديمية الصينية لعلوم الأرصاد الجوية، إلى هذا الاستنتاج اثر دراسة لتأثير ظاهرة "النينيو" في مناخ الأرض عام 2023. ويتوقع العديد من الباحثين أن تحافظ هذه الظاهرة  على قوتها كما العام الماضي أو حتى تشتد في عام 2024، ما قد يؤدي إلى تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي هذا السياق، وجد علماء المناخ من مركز "الحوسبة الفائقة" في مدينة برشلونة الإسبانية أن المتوسط العالمي السنوي لدرجات الحرارة السطحية في عام 2024 سيتجاوز على الأرجح مستويات عام 2023، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع في السنوات التالية مع استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة.

وتوقع نظام التنبؤ العقدي التابع للمركز الإسباني أن يكون متوسط درجة الحرارة السطحية العالمية السنوية لعام 2024 أكثر دفئاً بما يتراوح بين 1.43 و1.69 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي (التي تعرف بالمتوسط من 1850 إلى 1900)، مع تقدير مركزي يبلغ 1.54 درجة مئوية.

وهذا يعني وفق الخبراء أن درجات الحرارة في عام 2024 ستكون على الأرجح أكثر دفئاً مما كانت عليه في عام 2023، وهناك احتمال كبير بنسبة 74 في المائة بأن يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية السنوية عتبة 1.5 درجة مئوية لأول مرة، ويعود كل ذلك طبعاً في المقام الأول إلى استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بسبب الأنشطة البشرية، وخصوصاً حرق الوقود الأحفوري، إلى جانب ظاهرة" النينيو" التي تتطور في المحيط الهادئ والتي من المتوقع أن تبلغ ذروتها كنتيجة طبيعية لمتوسط درجات الحرارة العالمية الدافئة بشكل استثنائي.

وبخصوص السنوات الـ10 المقبلة، يتوقع نظام التنبؤ في المركز الإسباني أن تستمر درجات الحرارة السطحية في الارتفاع استجابة لاستمرار انبعاثات الغازات الدفيئة، لتسجل في السنوات الخمس المقبلة ما بين 1.49 و1.79 درجة مئوية، وفي السنوات الخمس التي تليها 1.67 إلى 1.94 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي وتتقاطع هذه النتائج العلمية التي خلص إليها مركز "الحوسبة الفائقة" مع دراسات مناخية أجراها مكتب الأرصاد الجوية البريطانية في دراساته الأخيرة حيث كشفت أن عام 2024 سيكون أكثر دفئاً، مع احتمال أن تتجاوز درجات الحرارة عتبة 1.5 درجة مئوية المنصوص عليها في اتفاق باريس للمناخ.

مختص في المناخ يطمئن

وحول ارتفاع درجات الحرارة في تونس خلال الأيام القليلة الماضية أكد المهندس الأول بالمعهد الوطني للرصد الجوي عبد الرزاق الرحال لـ"الصباح" أنها ارتفعت ما بين 8 و10 درجات مقارنة بالأيام التي سبقتها ورغم ذلك فهي تعد عادية كونها لم تتجاوز الأرقام القياسية، مشيرا إلى أن هذه الفترة أي أواخر شهر مارس وأوائل شهر أفريل يتم تسجل مثل هذه الأرقام.

وابرز أن جزيرة جربة في العام 1952 وتحديدا في 29 مارس سجلت رقما قياسيا حيث بلغت درجات الحرارة 40 درجة، فيما بلغت في ولاية قبلي 40 درجة في 8 أفريل 1998.

وأكد أن درجات الحرارة ستعاود التراجع انطلاقا من اليوم الثلاثاء 2 أفريل على أن تعود الارتفاع لكن هذا الارتفاع سيكون بدرجات مقبولة دون تجاوز للأرقام القياسية.

وكشف المهندس الأول بالمعهد الوطني للرصد الجوي أن ما تم تداوله من أخبار بشأن الارتفاع المهول في درجات الحرارة في البرازيل لا أساس له من الصحة وأنه يدخل في خانة التهويل والتخويف.

وأشار الرحال أن العديد من التوقعات غير دقيقة وغير صحيحة ذلك أنها توقعات بعيدة المدى وتكون في غالب الأحيان مجانبة للصواب لعدم وجود قواعد يمكنها أن تقدم توقعات صحيحة مائة بالمائة.

وكشف مصدرنا أن درجات الحرارة ستكون عادية خلال الأيام القادمة إذ ستبلغ يوم الخميس القادم 26 درجة في تونس العاصمة.

وأكد المهندس الأول بالمعهد وجود عديد العوامل التي تؤثر في درجات الحرارة أهمها وجود السحب وقوة الريح واتجاهها....

وأشار عبد الرزاق الرحال أن المعهد سينشر قريبا توقعاته الموسمية لـ3 أشهر القادمة وهي أفريل وماي وجوان.

وشدد المهندس الأول بالمعهد الوطني للرصد الجوي أنه لا يجب تهويل الأمور عبر تقديم توقعات غير دقيقة على اعتبار أن هذا من شأنه إدخال حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين.

حنان قيراط

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews