إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

فيما كفاءاتها التقنية وراء عديد النجاحات العربية.. الدراما التونسية مكبلة بقيود "المحلية"

 

 

 

تونس - الصباح

تمكنت مجموعة "أم بي سي" ومنصتها "شاهد" الأكثر مشاهدة بين المنصات العربية من الاستحواذ على الجمهور المغاربي المستهلك للدراما العربية في السنوات الأخيرة وتحديدا في رمضان عبر خيارات استراتجية كانت مرحلتها الأبرز إنشاء قناة "MBC 5" الموجة للمغرب العربي ويتحدث أبطال أعمالها اللهجة المغربية - مع عرض مجموعة من الأعمال العربية الأخرى - في خطوة منحت دراما البلد الشقيق نفسا جديدا عبر عدد أكبر من الانتاجات وتنافس كتاب السيناريو المغاربة على طرح مّادة اجتماعية أكثر تنوعا مع هذا الهامش الجديد على المستوى الإنتاجي والفني.

وبالعودة لكواليس إنشاء قناة "MBC 5" والتي كانت ستفتح مكتبها المغاربي بتونس غير أن فشل الاتفاقيات في هذا الاتجاه مع عدد من الفاعلين في المشهد الدرامي التونسي كان وراء تغيير وجهة المشروع إلى المغرب.

اليوم انتعشت نسبيا الصناعة الفنية في المغرب وتحديدا في الشهر الكريم وخلال المواسم الأخيرة أنتجت مجموعة "أم بي سي" عددا هاما من الأعمال كانت أحدثها في رمضان 2024 "بين القصور" للمخرج هشام الجباري والكاتبة بشرى ملاك وبطولة كل من هدى ريحاني ومحمد خيي، والموسم الثاني من مسلسل "أحلام البنات" لكل من عدنان موحجة، يحيى فاندي ومصطفي خونا على مستوى الكتابة وإخراج سفيان هنان ويتقاسم بطولته عبد الله ديدان، سلوى زرهان، ساندية تاج الدين، حنان الخضر، عبد السلام بوحسيني وسناء علوي.

توجه مجموعة "أم بي سي" للجمهور المغاربي أكسبها قاعدة جماهيرية جديدة بالمغرب الشقيق لكن لم يحقق معظم طموحاتها ولم تتمكن القناة الجديدة (وأطلقت في 21 سبتمبر 2016) من جذب العدد نفسه من جماهير تونس، الجزائر، ليبيا وموريتانيا وبالتالي عدلت في هذا الموسم الدرامي من استراتجياتها عبر برمجة عملين من دول المغرب العربي على منصتها "شاهد" في رمضان 2024 ولأول مرة منذ تأسيس منصة "شاهد" سنة 2008 (شهدت تجديدا وإطلاقا لنسختها الحالية في سنة 2020) نتابع هذه الأيام مسلسل "الرهان" الجزائري والدراما الليبية "بنات العم" لأسامة زرق وكلاهما يعرضان بلهجة البلدين الشقيقين. ويطرح العملين قضايا اجتماعية تتعلق في العمل الجزائري بثنائية الانتقام والحب عبر قصة "عيسى" الذي يغادر السجن لمحاسبة أعدائه ومن اتهمه ظلما ليقع خلال رحلة انتقامه في غرام ضابطة شرطة فيما يصور أسامة رزق في "بنات العم" للكاتب سراج الهويدي والمنتج وليد اللافي اختلاف وجهات النظر في الحياة بين بنات العم خولة وعفاف، ويعود عبر هذا العمل للدراما الاجتماعية بعد مواسم عديدة اشتغل خلالها على تثمين حقبات من تاريخ بلادها عبر قصص الدراما.

هذه الخارطة الدرامية لرمضان 2024 ورغم مشاركة عدد من التقنيين والفنانين التونسيين في انتاجات أسامة رزق، وكانت تونس موقع تصوير لمعظم أعماله الفنية ("دراجانوف"، "الزعيمان"، "زنقة الريح" و"السرايا " في موسمين) وأخيرها "بنات العم" إلا أن البساط بدأ يسحب تدريجيا من صناع الدراما التونسية خاصة على مستوى الشراكات مع دول الجوار فبعد سنوات من عمل عدد من المخرجين على غرار الأسعد الوسلاتي، مديح بلعيد، نصر الدين السهيلي وكتاب السيناريو وعلى رأس القائمة رفيقة بوجدي التي كانت وراء جانب كبير من نجاح المسلسل الجزائري "أولاد الحلال" نرصد في رمضان 2024 "تشبيك" مختلف للعلاقات الفنية وتبادل الخبرات فمعظم التقنيين التونسيين اتجهوا للعمل في انتاجات عربية بالمملكة العربية السعودية، الإمارات العربية وسوريا العائدة للإنتاج على أرضها في توازي مع الإنتاجات المشتركة اللبنانية السورية وفي المقابل تقدم الجزائر أولى انتاجاتها على منصة "شاهد" باللهجة الجزائرية تحت عنوان "الرهان" بتوقيع المخرج المصري محمود كامل وهذا العمل من كتابة بطله عبد القادر جريو ويدور في إطار اجتماعي تشويقي مع عدد من أبرز الوجوه الدرامية في الجزائر على غرار عباس زحماني، زهرة حركات، جميلة عراس، أيوب عمريش، محمد خساني، ياسمين بن داود، لعمري كعوان وجمال

غوتي ولئن اختارت "شاهد" عرض "الرهان" باللهجة الجزائرية خيرت منصة "مرايا" والفضائية "السومرية" عرضه باللهجة السورية.

عرض مسلسل "الرهان" استقطب الجمهور الجزائري لمشاهدة العمل على منصة "شاهد" بأعداد كبيرة وهو العمل المحلي الأكثر مشاهدة في بلد عرفت في السنوات الأخيرة باستهلاكها اللافت للإنتاج الدرامي التونسي خاصة أعمال قناة الحوار التونسي (أولاد مفيدة – الفوندو – فلوجة ..) وقناة "نسمة الجديدة".

ومع دخول "أم بي سي" للسوق الجزائرية عبر "الرهان" من المتوقع أن يشتد التنافس الذي لن يكون لصالح الدراما التونسية إذ لم يغير صناعها من استراتجية الإنتاج ويستثمروا فرص الإنتاج المشترك مع دول الجوار وكسر قيود المحلية عبر طرح أعمال تونسية في منصات عربية على غرار التجربة الليبية والجزائرية والمغربية فإلى اليوم لم تعرض منصة "شاهد" أعمالا باللهجة التونسية سوى سلسلة "زينة وعزيزة" لسنية بالقاسم فيما عرض العمل التونسي الجزائري "مشاعر" باللهجة السورية وهذه الأيام يعرض مسلسل "فلوجة" في موسمه الأول على منصة "رايس+ " باللهجة اللبنانية ورغم أن اللهجة لا تعد عائقا لتطوير قطاع الدراما التونسية وتسويق إنتاجاته مغاربيا وعربيا إلا أن المشهد العام يوحي بانسحاب أهم الكفاءات الوطنية من تقنيين واتجاهم للشرق فيما لم تتمكن الساحة الدرامية في رمضان 2024 من تقديم سوى ثلاث مسلسلات و7 سلسلات هزلية صورت في فترة قياسية وأغلبها لا يستجيب لمقاييس المنافسة في مفارقة "مفزعة" أن معظم صناع الدراما التونسية كانوا وراء نجاح عدد كبير من الأعمال الجزائرية واللبيبة والسورية وغيرها من الانتاجات المشتركة أو العربية التي كانت بلادنا موقعا لتصوير أحداثها.

نجلاء قموع

 

 

 

 

فيما كفاءاتها التقنية وراء عديد  النجاحات العربية.. الدراما التونسية مكبلة بقيود "المحلية"

 

 

 

تونس - الصباح

تمكنت مجموعة "أم بي سي" ومنصتها "شاهد" الأكثر مشاهدة بين المنصات العربية من الاستحواذ على الجمهور المغاربي المستهلك للدراما العربية في السنوات الأخيرة وتحديدا في رمضان عبر خيارات استراتجية كانت مرحلتها الأبرز إنشاء قناة "MBC 5" الموجة للمغرب العربي ويتحدث أبطال أعمالها اللهجة المغربية - مع عرض مجموعة من الأعمال العربية الأخرى - في خطوة منحت دراما البلد الشقيق نفسا جديدا عبر عدد أكبر من الانتاجات وتنافس كتاب السيناريو المغاربة على طرح مّادة اجتماعية أكثر تنوعا مع هذا الهامش الجديد على المستوى الإنتاجي والفني.

وبالعودة لكواليس إنشاء قناة "MBC 5" والتي كانت ستفتح مكتبها المغاربي بتونس غير أن فشل الاتفاقيات في هذا الاتجاه مع عدد من الفاعلين في المشهد الدرامي التونسي كان وراء تغيير وجهة المشروع إلى المغرب.

اليوم انتعشت نسبيا الصناعة الفنية في المغرب وتحديدا في الشهر الكريم وخلال المواسم الأخيرة أنتجت مجموعة "أم بي سي" عددا هاما من الأعمال كانت أحدثها في رمضان 2024 "بين القصور" للمخرج هشام الجباري والكاتبة بشرى ملاك وبطولة كل من هدى ريحاني ومحمد خيي، والموسم الثاني من مسلسل "أحلام البنات" لكل من عدنان موحجة، يحيى فاندي ومصطفي خونا على مستوى الكتابة وإخراج سفيان هنان ويتقاسم بطولته عبد الله ديدان، سلوى زرهان، ساندية تاج الدين، حنان الخضر، عبد السلام بوحسيني وسناء علوي.

توجه مجموعة "أم بي سي" للجمهور المغاربي أكسبها قاعدة جماهيرية جديدة بالمغرب الشقيق لكن لم يحقق معظم طموحاتها ولم تتمكن القناة الجديدة (وأطلقت في 21 سبتمبر 2016) من جذب العدد نفسه من جماهير تونس، الجزائر، ليبيا وموريتانيا وبالتالي عدلت في هذا الموسم الدرامي من استراتجياتها عبر برمجة عملين من دول المغرب العربي على منصتها "شاهد" في رمضان 2024 ولأول مرة منذ تأسيس منصة "شاهد" سنة 2008 (شهدت تجديدا وإطلاقا لنسختها الحالية في سنة 2020) نتابع هذه الأيام مسلسل "الرهان" الجزائري والدراما الليبية "بنات العم" لأسامة زرق وكلاهما يعرضان بلهجة البلدين الشقيقين. ويطرح العملين قضايا اجتماعية تتعلق في العمل الجزائري بثنائية الانتقام والحب عبر قصة "عيسى" الذي يغادر السجن لمحاسبة أعدائه ومن اتهمه ظلما ليقع خلال رحلة انتقامه في غرام ضابطة شرطة فيما يصور أسامة رزق في "بنات العم" للكاتب سراج الهويدي والمنتج وليد اللافي اختلاف وجهات النظر في الحياة بين بنات العم خولة وعفاف، ويعود عبر هذا العمل للدراما الاجتماعية بعد مواسم عديدة اشتغل خلالها على تثمين حقبات من تاريخ بلادها عبر قصص الدراما.

هذه الخارطة الدرامية لرمضان 2024 ورغم مشاركة عدد من التقنيين والفنانين التونسيين في انتاجات أسامة رزق، وكانت تونس موقع تصوير لمعظم أعماله الفنية ("دراجانوف"، "الزعيمان"، "زنقة الريح" و"السرايا " في موسمين) وأخيرها "بنات العم" إلا أن البساط بدأ يسحب تدريجيا من صناع الدراما التونسية خاصة على مستوى الشراكات مع دول الجوار فبعد سنوات من عمل عدد من المخرجين على غرار الأسعد الوسلاتي، مديح بلعيد، نصر الدين السهيلي وكتاب السيناريو وعلى رأس القائمة رفيقة بوجدي التي كانت وراء جانب كبير من نجاح المسلسل الجزائري "أولاد الحلال" نرصد في رمضان 2024 "تشبيك" مختلف للعلاقات الفنية وتبادل الخبرات فمعظم التقنيين التونسيين اتجهوا للعمل في انتاجات عربية بالمملكة العربية السعودية، الإمارات العربية وسوريا العائدة للإنتاج على أرضها في توازي مع الإنتاجات المشتركة اللبنانية السورية وفي المقابل تقدم الجزائر أولى انتاجاتها على منصة "شاهد" باللهجة الجزائرية تحت عنوان "الرهان" بتوقيع المخرج المصري محمود كامل وهذا العمل من كتابة بطله عبد القادر جريو ويدور في إطار اجتماعي تشويقي مع عدد من أبرز الوجوه الدرامية في الجزائر على غرار عباس زحماني، زهرة حركات، جميلة عراس، أيوب عمريش، محمد خساني، ياسمين بن داود، لعمري كعوان وجمال

غوتي ولئن اختارت "شاهد" عرض "الرهان" باللهجة الجزائرية خيرت منصة "مرايا" والفضائية "السومرية" عرضه باللهجة السورية.

عرض مسلسل "الرهان" استقطب الجمهور الجزائري لمشاهدة العمل على منصة "شاهد" بأعداد كبيرة وهو العمل المحلي الأكثر مشاهدة في بلد عرفت في السنوات الأخيرة باستهلاكها اللافت للإنتاج الدرامي التونسي خاصة أعمال قناة الحوار التونسي (أولاد مفيدة – الفوندو – فلوجة ..) وقناة "نسمة الجديدة".

ومع دخول "أم بي سي" للسوق الجزائرية عبر "الرهان" من المتوقع أن يشتد التنافس الذي لن يكون لصالح الدراما التونسية إذ لم يغير صناعها من استراتجية الإنتاج ويستثمروا فرص الإنتاج المشترك مع دول الجوار وكسر قيود المحلية عبر طرح أعمال تونسية في منصات عربية على غرار التجربة الليبية والجزائرية والمغربية فإلى اليوم لم تعرض منصة "شاهد" أعمالا باللهجة التونسية سوى سلسلة "زينة وعزيزة" لسنية بالقاسم فيما عرض العمل التونسي الجزائري "مشاعر" باللهجة السورية وهذه الأيام يعرض مسلسل "فلوجة" في موسمه الأول على منصة "رايس+ " باللهجة اللبنانية ورغم أن اللهجة لا تعد عائقا لتطوير قطاع الدراما التونسية وتسويق إنتاجاته مغاربيا وعربيا إلا أن المشهد العام يوحي بانسحاب أهم الكفاءات الوطنية من تقنيين واتجاهم للشرق فيما لم تتمكن الساحة الدرامية في رمضان 2024 من تقديم سوى ثلاث مسلسلات و7 سلسلات هزلية صورت في فترة قياسية وأغلبها لا يستجيب لمقاييس المنافسة في مفارقة "مفزعة" أن معظم صناع الدراما التونسية كانوا وراء نجاح عدد كبير من الأعمال الجزائرية واللبيبة والسورية وغيرها من الانتاجات المشتركة أو العربية التي كانت بلادنا موقعا لتصوير أحداثها.

نجلاء قموع