إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. غزة والفتنة القاتلة..

 

الرسالة الخطأ في الوقت الخطأ.. وفي الوقت الذي تواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة من الحلفاء في الغرب قتل النساء والأطفال وتدمير ما بقي من غزة عادت الخلافات بين فتح وحماس إلى السطح وعادت معها الاتهامات بين الحركتين على خلفية تعيين الرئيس محمود عباس رئيسا جديدا للوزراء مكلف بتشكيل حكومة "تكنوقراط"...

والأكيد أن في حرب البيانات التي اندلعت في الساعات القليلة الماضية بشكل علني وخطير تؤكد انسياق الفصائل الفلسطينية إلى الفخ الذي وضع لها لتحويل الأنظار عن حرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ أكثر من خمسة أشهر ومنح ناتنياهو بالتالي ذريعة وفرصة للهروب من كل الضغوط والمطالب الدولية بإيقاف الحرب الهمجية على غزة ..

ما حدث في الساعات القليلة الماضية من تصريحات وتصريحات مضادة بشأن مسؤولية حماس في النكبة الجديدة في غزة هو آخر ما يمكن أن تحتاجه غزة وأهلها وآخر ما يحتاجه الفلسطينيون في هذه المرحلة التي تواجه فيها القضية الفلسطينية اكبر مؤامرة وجود في مسار القضية.. وهو بالتأكيد الرسالة الخطأ في الوقت الخطأ.. وقد لا نبالغ إذا اعتبرنا أن إخضاع السلطة الفلسطينية لتشكيل حكومة تخلف حكومة اتشية التي استقالت على وقع الحرب في غزة وفي هذه المرحلة كان مطلبا أمريكيا ظل وزير الخارجية الأمريكي يردده في مختلف زياراته إلى المنطقة مستبقا بذلك كل المحاولات والجهود لإيقاف الحرب الإسرائيلية الهمجية أو البحث عن تفعيل الحل السياسي لإنهاء الاحتلال السبب الأساسي للصراع المستمر منذ عقود.. ورغم أهمية الإصلاحات وأهمية التوجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية بإجماع ومشاركة كل الفصائل لمواجهة المخاطر والتحديات الراهنة والاستفادة من كل الدروس السابقة وأسباب الفشل الذريع للحكومات السابقة، فان في الإصرار الأمريكي والغربي على أن يكون تشكيل الحكومة الفلسطينية أم الأولويات بدل إيقاف الحرب ما يؤكد حقيقة نوايا الأطراف الخارجية المتداخلة في المسار الفلسطيني والتي للأسف تنجح مرة أخرى في تأجيج الاختلافات والصراعات وتقزيم الفلسطينيين الذين يقدمون للعالم أنبل الملاحم النضالية التاريخية من اجل الحرية والكرامة وتقديمهم بدلا من ذلك في وضع مشين أمام الرأي العام الدولي الذي أظهر ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة تضامنا شعبيا غير مسبوق مع القضية الفلسطينية ظل يتعزز يوميا على وقع توحش الاحتلال الذي فضح أبشع وأسوأ ما فيه وجعل العالم يراجع ويشكك في الرواية الإسرائيلية الزائفة ويعيد قراءة الأحداث ويدرك متانة وشرعية الرواية الفلسطينية.

... طبعا ندرك جيدا أن الضغوطات الإسرائيلية والأمريكية والمساومات في هذه المرحلة ولعبة المقايضة بين المساعدات الإنسانية وإعادة الاعمار وبين حكومة بشروط محددة مسالة كفيلة بإحياء الفتنة النائمة وتشتيت الأنظار وإسقاط تضحيات الأهالي ومعها أيضا انجازات المقاومة رغم كل الدمار والخراب والموت الحاصل.. فالسلطة حتى وإن كانت تحت الاحتلال مغرية وسبب لإحياء الفتن.. وستكون بمثابة اللغم الذي سيفاقم الأوضاع.. وبدل من توجه الجهود لفضح ممارسات الاحتلال والمطالبة بإنهاء الاحتلال وإيقاف العدوان وفتح المعابر وانقاد وعلاج المصابين وإيواء المشردين يدفع الفلسطينيون إلى مواجهة بعضهم البعض بما يزيد تعميق الجراح النازف وتوسيع دائرة الاختلافات بدل حصرها والحرص على تجاوزها خاصة في هذه المحنة غير المسبوقة التي يعيش على وقعها أهالي غزة ومعهم كل مكونات الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال الصهيوني.. أخيرا وليس آخرا وحتى لا ينخدع الفلسطينيون ويغرقوا في فخ الانقسامات مجددا، وجب الإشارة إلى أن حالة الفراغ لا يمكن إلا أن تخدم العدو، وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حرب الإبادة بكل الطرق المتاحة بالقصف والتجويع فإنها حكومة ناتنياهو لا تتوقف عن البحث في مسألة اليوم التالي الذي يريده كيان الاحتلال إسرائيليا بامتياز.. ومن الإنزال الجوي المهين إلى ميناء غزة المريب بدأت إسرائيل تتحدث عن التعاقد مع شركات أمن دولية لتوزيع المساعدات في غزة بما يعني صراحة إلغاء أي دور فلسطيني والإبقاء على قبضة الاحتلال في غزة والضفة بحيث يكون الحديث عن حكومة فلسطينية جديدة في هذه المرحلة مجرد عملية تحويل أنظار ومحاولة لتجميل قبح الاحتلال وجرائمه..

اسيا العتروس

 

ممنوع من الحياد..   غزة والفتنة القاتلة..

 

الرسالة الخطأ في الوقت الخطأ.. وفي الوقت الذي تواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة من الحلفاء في الغرب قتل النساء والأطفال وتدمير ما بقي من غزة عادت الخلافات بين فتح وحماس إلى السطح وعادت معها الاتهامات بين الحركتين على خلفية تعيين الرئيس محمود عباس رئيسا جديدا للوزراء مكلف بتشكيل حكومة "تكنوقراط"...

والأكيد أن في حرب البيانات التي اندلعت في الساعات القليلة الماضية بشكل علني وخطير تؤكد انسياق الفصائل الفلسطينية إلى الفخ الذي وضع لها لتحويل الأنظار عن حرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ أكثر من خمسة أشهر ومنح ناتنياهو بالتالي ذريعة وفرصة للهروب من كل الضغوط والمطالب الدولية بإيقاف الحرب الهمجية على غزة ..

ما حدث في الساعات القليلة الماضية من تصريحات وتصريحات مضادة بشأن مسؤولية حماس في النكبة الجديدة في غزة هو آخر ما يمكن أن تحتاجه غزة وأهلها وآخر ما يحتاجه الفلسطينيون في هذه المرحلة التي تواجه فيها القضية الفلسطينية اكبر مؤامرة وجود في مسار القضية.. وهو بالتأكيد الرسالة الخطأ في الوقت الخطأ.. وقد لا نبالغ إذا اعتبرنا أن إخضاع السلطة الفلسطينية لتشكيل حكومة تخلف حكومة اتشية التي استقالت على وقع الحرب في غزة وفي هذه المرحلة كان مطلبا أمريكيا ظل وزير الخارجية الأمريكي يردده في مختلف زياراته إلى المنطقة مستبقا بذلك كل المحاولات والجهود لإيقاف الحرب الإسرائيلية الهمجية أو البحث عن تفعيل الحل السياسي لإنهاء الاحتلال السبب الأساسي للصراع المستمر منذ عقود.. ورغم أهمية الإصلاحات وأهمية التوجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية بإجماع ومشاركة كل الفصائل لمواجهة المخاطر والتحديات الراهنة والاستفادة من كل الدروس السابقة وأسباب الفشل الذريع للحكومات السابقة، فان في الإصرار الأمريكي والغربي على أن يكون تشكيل الحكومة الفلسطينية أم الأولويات بدل إيقاف الحرب ما يؤكد حقيقة نوايا الأطراف الخارجية المتداخلة في المسار الفلسطيني والتي للأسف تنجح مرة أخرى في تأجيج الاختلافات والصراعات وتقزيم الفلسطينيين الذين يقدمون للعالم أنبل الملاحم النضالية التاريخية من اجل الحرية والكرامة وتقديمهم بدلا من ذلك في وضع مشين أمام الرأي العام الدولي الذي أظهر ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة تضامنا شعبيا غير مسبوق مع القضية الفلسطينية ظل يتعزز يوميا على وقع توحش الاحتلال الذي فضح أبشع وأسوأ ما فيه وجعل العالم يراجع ويشكك في الرواية الإسرائيلية الزائفة ويعيد قراءة الأحداث ويدرك متانة وشرعية الرواية الفلسطينية.

... طبعا ندرك جيدا أن الضغوطات الإسرائيلية والأمريكية والمساومات في هذه المرحلة ولعبة المقايضة بين المساعدات الإنسانية وإعادة الاعمار وبين حكومة بشروط محددة مسالة كفيلة بإحياء الفتنة النائمة وتشتيت الأنظار وإسقاط تضحيات الأهالي ومعها أيضا انجازات المقاومة رغم كل الدمار والخراب والموت الحاصل.. فالسلطة حتى وإن كانت تحت الاحتلال مغرية وسبب لإحياء الفتن.. وستكون بمثابة اللغم الذي سيفاقم الأوضاع.. وبدل من توجه الجهود لفضح ممارسات الاحتلال والمطالبة بإنهاء الاحتلال وإيقاف العدوان وفتح المعابر وانقاد وعلاج المصابين وإيواء المشردين يدفع الفلسطينيون إلى مواجهة بعضهم البعض بما يزيد تعميق الجراح النازف وتوسيع دائرة الاختلافات بدل حصرها والحرص على تجاوزها خاصة في هذه المحنة غير المسبوقة التي يعيش على وقعها أهالي غزة ومعهم كل مكونات الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال الصهيوني.. أخيرا وليس آخرا وحتى لا ينخدع الفلسطينيون ويغرقوا في فخ الانقسامات مجددا، وجب الإشارة إلى أن حالة الفراغ لا يمكن إلا أن تخدم العدو، وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حرب الإبادة بكل الطرق المتاحة بالقصف والتجويع فإنها حكومة ناتنياهو لا تتوقف عن البحث في مسألة اليوم التالي الذي يريده كيان الاحتلال إسرائيليا بامتياز.. ومن الإنزال الجوي المهين إلى ميناء غزة المريب بدأت إسرائيل تتحدث عن التعاقد مع شركات أمن دولية لتوزيع المساعدات في غزة بما يعني صراحة إلغاء أي دور فلسطيني والإبقاء على قبضة الاحتلال في غزة والضفة بحيث يكون الحديث عن حكومة فلسطينية جديدة في هذه المرحلة مجرد عملية تحويل أنظار ومحاولة لتجميل قبح الاحتلال وجرائمه..

اسيا العتروس