*الأغنية إحدى وسائل المقاومة المتاحة للفنان نصرة لقضايا الوطن
*المشهد الموسيقى في تونس اليوم يبحث عن وسيلة إنتاج لها مواصفات ومقومات صناعة شاملة
حوار:محسن بن احمد
برز الفنان صالح حميدات بشكل لافت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي من خلال مجموعة "عشاق الوطن" التي اختصت في إنتاج وتقديم الأغاني الملتزمة، وكان صالح حميدات قائد هذه الفرقة التي نجحت في كسر الحصار المفروض على الفرق الموسيقية الملتزمة في تلك السنوات من خلال مبادرتها بالمشاركة لأول مرة في مهرجان الأغنية وكسبها الرهان بالتتويج في المهرجان بأغنية "طريق النصر" ليختار بعد ذلك الانسحاب من الساحة الموسيقية اختيارا منه.
صالح حميدات المتابع عن بعد ما تعيشه الساحة الموسيقية اليوم بعين الناقد والموجه سيكون ضيفا في اختتام مهرجان الأغنية التونسية في سهرة 16 مارس من خلال الشدو ببعض أغانيه الوطنية والتي تماهت مع النضال الفلسطيني في سهرة اختتام المهرجان وفي ذلك أكثر من ذكرى بالنسبة لهذا الصوت المثقف.
*ماذا تمثل لك العودة إلى الغناء بعد غياب طويل؟
-الفضاء الطبيعي للفنان هو المساحة التي تتاح له لتقديم إبداعاته في الزمان والمكان المناسبين، شكرا لإدارة المهرجان التي فكرت في الاستضافة وفي هذه الدورة الاستثنائية التي تخصص للتعبير الفني المقاوم زمن الإبادة والحقد الظالم.
* مهرجان الأغنية لك معه أكثر من ذكرى كيف تقدمها؟
-أحلي الذكريات، البداية سنة 90 أغنية حمام الشط ردا فنيا على الغارة الصهيونية بأغنية "الغارة" ولأول مرة تدخل الأغنية الملتزمة مهرجان الأغنية وروعة تفاعل الجمهور في المسرح البلدي مع الأغنية وبعدها سنة 91 يتواصل المشوار النضالي وكما قال نجيب الخطاب رحمه الله دخلت الأغنية الملتزمة بغارة ثم حققت النصر بالجائزة بأغنية "طريق النصر" في السنة الموالية وكانت الأغنية هدية لانتفاضة أطفال الحجارة. وبقية المشاركات كانت منسجمة مع اختياراتي وروعة الألحان والكلمات والمواضيع المتميزة..."شكرا ابي-الميلاد-مادام حرة أفكارنا-" لكل أغنية بصمتها وأهميتها والمفارقة هنا هو استقبال في غاية الروعة ومشجع للجمهور ونجاح الحضور بلغة الكرة "تلعب مليح أما ما تمركيش" دون الحصول على جوائز إلى حدود دورة سنة 2004 والفوز بالجائزة الأولى في دورة الأعمال المتكاملة بعمل فني جميل عنوانه "إشراق" للصديق مراد العابد بمشاركة ثلة من الفنانين وقد شرفني المنتج بدور البطولة في العمل. وقد أخذت قراري مباشرة إثرها بالابتعاد عن الساحة الفنية وبالتحديد عن المهرجان.. إلى أن تم تكليفي بإعداد ندوات المهرجان في أول دورة بعد الثورة ورقمها 20.. واليوم سأكون في الدورة 22 ضيفا على المهرجان مشكورة إدارته وهذا طبعا يسعد كل فنان.
*إن تغني في اختتام مهرجان الأغنية هل يعني ذلك الإعداد لعودة واستئناف لنشاطك الفني بعد غياب امتد على سنوات طويلة؟
-هو إعلان محبة ووقفة صمود من فنان قريب من الحدث ولم ينتج خصيصا لزمن غير زمانه.. الفن عندي كما عشته وتعلمته في الزمن الجميل.. لكل حضور دليل وأدعو بالمناسبة أحباء الأغنية الملتزمة وعشاقها لحضور إطلالتي في المهرجان في سهرة الأختام السبت 16 مارس والعودة للغناء تفرضها الأحداث لان الفنان يستعين بصوته لمساندة المظلومين زمن الحرب وزمن السلم أيضا يكون حضوره مؤكدا لمعاضدة الجهد مع المقاومة في شتى مظاهرها ضد المغتصب والظالم وضد السلبية والإحباط ومع زرع الأمل والمحبة بين الناس.. الفن عندي رسالة حياة ضد ثقافة الموت.. يتواصل المشوار فيه دون استئذان.
*اختارت الدورة أن تكون لفلسطين ودون مسابقات إلى أي حد تعتبر الأغنية إحدى وسائل مقاومة الاحتلال الصهيوني؟
-اختيار صائب على الأقل يكون الاهتمام بالمحور الأساسي للمهرجان عوض معركة الجوائز. ويبقى الغناء والفن عموما حين يراد له ذلك طبعا أحد وسائل المقاومة المتاحة للفنان الأصيل من أجل الإبداع بما يختلج في صدور الناس من ردود أفعال وتضامن مع الشغب الفلسطيني الصامد الذي يعاني منذ ما يقارب القرن إلا ربع أعنف وأقذر إبادة جماعية في تاريخ البشرية.
* ما هي قراءتك للمشهد الموسيقى التونسي اليوم؟
-لازال يبحث عن الطريق السريعة التي تجعل من الإبداع الفني وسيلة إنتاج لها مواصفات ومقومات صناعة شاملة تدر على التونسيين جميل الإحساس وزرع الأمل في قلوب الناس وتساهم في التنمية وازدهار الاقتصاد وتبعد شبح الفساد والإفلاس.
*الفن عندي رسالة حياة ضد ثقافة الموت
*الأغنية إحدى وسائل المقاومة المتاحة للفنان نصرة لقضايا الوطن
*المشهد الموسيقى في تونس اليوم يبحث عن وسيلة إنتاج لها مواصفات ومقومات صناعة شاملة
حوار:محسن بن احمد
برز الفنان صالح حميدات بشكل لافت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي من خلال مجموعة "عشاق الوطن" التي اختصت في إنتاج وتقديم الأغاني الملتزمة، وكان صالح حميدات قائد هذه الفرقة التي نجحت في كسر الحصار المفروض على الفرق الموسيقية الملتزمة في تلك السنوات من خلال مبادرتها بالمشاركة لأول مرة في مهرجان الأغنية وكسبها الرهان بالتتويج في المهرجان بأغنية "طريق النصر" ليختار بعد ذلك الانسحاب من الساحة الموسيقية اختيارا منه.
صالح حميدات المتابع عن بعد ما تعيشه الساحة الموسيقية اليوم بعين الناقد والموجه سيكون ضيفا في اختتام مهرجان الأغنية التونسية في سهرة 16 مارس من خلال الشدو ببعض أغانيه الوطنية والتي تماهت مع النضال الفلسطيني في سهرة اختتام المهرجان وفي ذلك أكثر من ذكرى بالنسبة لهذا الصوت المثقف.
*ماذا تمثل لك العودة إلى الغناء بعد غياب طويل؟
-الفضاء الطبيعي للفنان هو المساحة التي تتاح له لتقديم إبداعاته في الزمان والمكان المناسبين، شكرا لإدارة المهرجان التي فكرت في الاستضافة وفي هذه الدورة الاستثنائية التي تخصص للتعبير الفني المقاوم زمن الإبادة والحقد الظالم.
* مهرجان الأغنية لك معه أكثر من ذكرى كيف تقدمها؟
-أحلي الذكريات، البداية سنة 90 أغنية حمام الشط ردا فنيا على الغارة الصهيونية بأغنية "الغارة" ولأول مرة تدخل الأغنية الملتزمة مهرجان الأغنية وروعة تفاعل الجمهور في المسرح البلدي مع الأغنية وبعدها سنة 91 يتواصل المشوار النضالي وكما قال نجيب الخطاب رحمه الله دخلت الأغنية الملتزمة بغارة ثم حققت النصر بالجائزة بأغنية "طريق النصر" في السنة الموالية وكانت الأغنية هدية لانتفاضة أطفال الحجارة. وبقية المشاركات كانت منسجمة مع اختياراتي وروعة الألحان والكلمات والمواضيع المتميزة..."شكرا ابي-الميلاد-مادام حرة أفكارنا-" لكل أغنية بصمتها وأهميتها والمفارقة هنا هو استقبال في غاية الروعة ومشجع للجمهور ونجاح الحضور بلغة الكرة "تلعب مليح أما ما تمركيش" دون الحصول على جوائز إلى حدود دورة سنة 2004 والفوز بالجائزة الأولى في دورة الأعمال المتكاملة بعمل فني جميل عنوانه "إشراق" للصديق مراد العابد بمشاركة ثلة من الفنانين وقد شرفني المنتج بدور البطولة في العمل. وقد أخذت قراري مباشرة إثرها بالابتعاد عن الساحة الفنية وبالتحديد عن المهرجان.. إلى أن تم تكليفي بإعداد ندوات المهرجان في أول دورة بعد الثورة ورقمها 20.. واليوم سأكون في الدورة 22 ضيفا على المهرجان مشكورة إدارته وهذا طبعا يسعد كل فنان.
*إن تغني في اختتام مهرجان الأغنية هل يعني ذلك الإعداد لعودة واستئناف لنشاطك الفني بعد غياب امتد على سنوات طويلة؟
-هو إعلان محبة ووقفة صمود من فنان قريب من الحدث ولم ينتج خصيصا لزمن غير زمانه.. الفن عندي كما عشته وتعلمته في الزمن الجميل.. لكل حضور دليل وأدعو بالمناسبة أحباء الأغنية الملتزمة وعشاقها لحضور إطلالتي في المهرجان في سهرة الأختام السبت 16 مارس والعودة للغناء تفرضها الأحداث لان الفنان يستعين بصوته لمساندة المظلومين زمن الحرب وزمن السلم أيضا يكون حضوره مؤكدا لمعاضدة الجهد مع المقاومة في شتى مظاهرها ضد المغتصب والظالم وضد السلبية والإحباط ومع زرع الأمل والمحبة بين الناس.. الفن عندي رسالة حياة ضد ثقافة الموت.. يتواصل المشوار فيه دون استئذان.
*اختارت الدورة أن تكون لفلسطين ودون مسابقات إلى أي حد تعتبر الأغنية إحدى وسائل مقاومة الاحتلال الصهيوني؟
-اختيار صائب على الأقل يكون الاهتمام بالمحور الأساسي للمهرجان عوض معركة الجوائز. ويبقى الغناء والفن عموما حين يراد له ذلك طبعا أحد وسائل المقاومة المتاحة للفنان الأصيل من أجل الإبداع بما يختلج في صدور الناس من ردود أفعال وتضامن مع الشغب الفلسطيني الصامد الذي يعاني منذ ما يقارب القرن إلا ربع أعنف وأقذر إبادة جماعية في تاريخ البشرية.
* ما هي قراءتك للمشهد الموسيقى التونسي اليوم؟
-لازال يبحث عن الطريق السريعة التي تجعل من الإبداع الفني وسيلة إنتاج لها مواصفات ومقومات صناعة شاملة تدر على التونسيين جميل الإحساس وزرع الأمل في قلوب الناس وتساهم في التنمية وازدهار الاقتصاد وتبعد شبح الفساد والإفلاس.